-- السلام عليكم، حبيت أمسك هذي الرواية للترجمة عشان مافي ناس مترجمتها بعد ما خلصت المانهوا، وحبيت المانهوا وأردت أني أكمل قراءة، والكثير يوافقوني في هذا، عشان كذا بترجم هذي الرواية، فقط للمتعة. مش شرط أني أخلصها، واحتمالية كبيرة أني ما أفعل، وممكن أطول في تنزيل الفصول.
-- لأجل ربط الأحداث، بدأت من هذا الفصل في الترجمة، من هنا يوجد أحداث الفصول الأخيرة من الموسم الأول للمانهوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المرة الأولى.
كانت العلاقة بين الدوق وكرويل دقيقة كخيط مشدود. فرغم أن كرويل يزعم تبعيّته للدوق ويُظهر له الولاء، إلا أن الدوق يكنّ له احترامًا خاصًا؛ علاقة لا تُصنَّف ضمن العُلو أو الدنو، بل كانت مائلةً على نحوٍ غامض.
ولذا، لم يكن يعامله معاملة سائر التابعين، بل كان يخاطبه بلقب "السيد"، ولم يُجبره يومًا على الركوع، إلا حين راودته الشكوك.
نهض الدوق من كرسيه وهو يحدّق في كرويل المنكّس الرأس.
ولأن المسافة بينهما لم تكن شاسعة، لم يخطُ سوى خطوتين حتى بلغ أمامه، ثم رفع قدمه ووضعها على يد كرويل الممتدة على الأرض.
"ما عساني أن أفعل بمن خيّب ظني؟"
ثم ضغط بثقل قدمه على يده.
"طبيعتي لا تألف منح الخونة والجواسيس فرصة ثانية."
"…"
"لقد أهدرت الفرصة التي منحتها لك."
كان الدوق واثقًا:
"حصولك على أراضي هارت كمكافأة على حادثة كنيسة الخلاص، لم يكن إلا تمويهًا لخدمة ديون هارت، ذاك الذي يرفض الأرض نفسها."
طَقّ. تَدوك.
صوتٌ مبهم ووجعٌ يسري في اليد كأن العظام تتكسر تحت رحى الضغط.
ومع ذلك، ظل الدوق مُحدّقًا بالأرض، يرمق كرويل بسُمّ النظر، قبل أن يرفع قدمه فجأة وكأن خاطرًا طَرَأ له.
"نسيت... السيد يستخدم يده اليمنى."
"…"
"كِدتُ أُفسِد الأمر، كدتُ أحطم يد الادّعاء اليمنى!"
ثم أمره:
"حرّك قدمك بيدك اليسرى."
قَشّ. قَرْض.
وحين ضغط عليها بقوة وفركها، دوّى صوت كسر في أرجاء الغرفة.
لا صراخ. لا أنين.
"بدلًا من قتل ديون هارت، أحاول حمايته..."
…
"قد توجد أدلة... ولولا عنايتي به، لكنت أجهزت عليه أو نفيته كما أفعل مع غيره، لكن ما العمل؟"
"سأمنحك فرصة أخرى."
ثم وطئ يده الأخيرة مرةً أخرى، ورفع قدمه، ثم انحنى أمامه، وضع يده على كتفه، وقرّب فمه من أذنه هامسًا:
"اقتل ديون هارت."
"!"
رغم سحق اليد، لم يبدُ الاضطراب على كرويل إلا حين سمع الأمر. بدأ جسده يرتجف.
واصل الدوق حديثه وكأنه لم يرَ شيئًا:
"اجلب لي رأسه بهاتين اليدين. هذه فرصتك الأخيرة."
"سأراقبك عن كثب، فلا تدع للحُمق فيك سبيلاً."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد خروج الدوق وخلاء المكان، استعاد كرويل وعيه. كانت يده المسحوقة قد تحوّلت إلى مزيج من الأزرق والأحمر البنفسجي، متورمة كالثمرة المصابة.
من دون تردد، أزاح رقعة الشطرنج عن الطاولة، وأخرج رقعة أخرى.
رقعة مهترئة، كان قد أهداها لطفلٍ اعتاد ملازمة القصر في صغره. ومع أن الكارثة التي ألمّت بالمكان طمست كل شيء، لم ينسَ كرويل أن يصطحب الرقعة معه ساعة المغادرة.
"ديون... اقتل ذاك الفتى بنفسك."
تَك... تَك.
تحرّكت قطع الشطرنج على الرقعة القديمة.
قال الدوق إنها فرصته الأخيرة. وإن فشل أو تصرّف بغرابة، فلن يُغفر له. صحيح أن الأبطال الرسميين للإمبراطورية محميّون من قِبل الإمبراطور، لكن هذا لا يشمل أولئك الذين يقفون في صف الدوق الآخر.
"ألم يحن الوقت بعد؟"
قالت الشامان العجوز يومًا:
"إن شعرتَ بأن الموت قادم، فاجعل ذاك الفتى يموت قبلك."
تأمّل الرقعة التي كان قد تركها قبل مسابقة الصيد، ثم نظّفها وبدأ بإعادة ترتيبها.
كانت مباراة شطرنج فوضوية، حيث لا بد أن تُضحي بالبيدق، حتى يبلغ الطرف الآخر ويغدو ملكة.
أنجز كرويل واجبه، وأمسك بقطعة كانت مرمية خارج الرقعة.
"المسرحية قد انتهت / Acta est fabula."
كان قد قرأ تلك العبارة حين كان يتعلّم أصول الثقافة، بوصفه الابن البكر ووريث العائلة الأرستقراطية. وتبسّم آنذاك وهو يردّدها:
"لا حاجة للتصفيق."
فقد كانت مسرحية دون جمهور منذ بدايتها.
ولعل إسدال الستار بصمت هو الأجدر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"سأنهي حياتي."
"...في هذا الوقت بالذات؟"
"نعم."
ما إن عاد إلى القصر، حتى باغته زائر غير متوقّع.
وضع الدوق يده على جبينه، وهو يرمق قائد الجيش الثوري بنظرة حازمة:
"ظننت أنني قلت إن الوقت ليس مناسبًا بعد."
"لقد انتظرتُ طويلاً… إن لصبر الجيش الثائر حدوداً لا تُخرق."
"ألم تحسن التصرّف حتى الآن؟ إن صبرت قليلاً بعد…"
"قليلًا بعد؟"
توقّف الدوق برهة، وقد بدت في نبرة الآخر سخرية لاذعة. ضحك دانيال كأنما الهذيان صار يقظة.
ثم توقّف عن الضحك فجأة، وضرب الطاولة بعنف.
"لا يمكن التكهن بنهاية هذه الحرب! من ذا الذي يزعم علمه بيوم الخلاص؟ حتى أعمار الشياطين تطول أعمار البشر!"
[…]
"إن استمرّ الأمر على هذا النحو، فقد لا يتسنّى لجيلنا أن ينهض بثورة."
"وإن أوكلنا الأمر للجيل القادم…"
"إن المشاعر لا تُورث!"
لقد بدا عليه الانفعال.
رأيتهم يضحكون، ويقاطعون، ويخالفون الأدب في حضرة دوق… لكن من يقف أمامهم ليس بالرجل العادي، بل هو قائد الثورة. لا بدّ من الترفّق به، الإبقاء عليه في كفّ الطمأنينة، فما ندري أين تقوده الأهواء.
أصغى الدوق لكلمات "المشاعر لا تُورث" وكأنها نبوءة.
"إن جلّ ما يُكوّن جيش الثورة هم قوم اجتمعوا على الغضب! المعرفة نفسها قد تُنسى، فكيف بمشاعر لا تُسطّر؟ الجيل القادم؟ قد يكون، لكنه لن يكون كالسابق. والجيل الذي يليه؟ سينسى كل شيء. ثلاث أجيال فقط، ويضيع التاريخ! تتفسّخ الثورة وتتلاشى. خير لي أن أفشل وأنا أحاول، من أن أرى تعب الناس وأموالهم تذهب هباءً!"
ولك أن ترى من ذلك المشهد، أن تهدئته باتت ضربًا من المحال.
"آنت جادٌ في قولك… أنك تنوي التحرّك الآن؟"
"أجل. ما دام لا أحد يعلم متى تضع الحرب أوزارها، فالأفضل أن نُشعل شرارة الانتفاضة قبل أن تتأزّم الأمور. أقدم جزيل شكري لك على كل ما فعلت، ولا أطلب عونك بعد الآن، أيها الدوق."
"لا، بل سأساندك."
"…ماذا قلت؟"
إن كان الأمر كذلك… فلا بد من قتلك.
لا أضمن ما ستؤول إليه الثورة برأس مقطوع، وإن كان من وجب عليه لجم الجنون هو أول من ينغمس فيه، فما السبيل؟
"ليس لأنني لا أفهم مشاعرك، بل لأنني سئمت سماعك تطلب الصبر طوال هذا الوقت؛ لهذا سأساعدك."
إن العجلة تضيق الأفق.
ومن ضاق أفقه، ضاع عقله، وإن كان من العباقرة.
وهكذا… تكون الثورة قد دُفنت حيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائد الثورة لم يكن غبياً.
لكن ما قاله قبل لحظات… كان حماقة.
دانيال، بملامح هادئة كأنها لم تعرف التوهج قبل قليل، سار في الرواق حتى بلغ بابًا مألوفًا. كعادته، طرق الباب واستأذن:
"إنها والدتكِ، دانييل."
"تفضّل بالدخول."
حاول أن يُبقي ملامحه كما هي، لكنه ما استطاع أن يخدع عيني أمٍّ تعرف وجع ابنها.
قال وهو يحاول رسم أرقّ ابتسامة نحوها، لكنها سرعان ما غابت من على وجهها حين التقت عيناهما:
"أعلم أن في ذلك وقاحة… لكني أودّ أن أُعيد الهدية التي أهديتكِ إياها سابقًا."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حين أكون في الإمبراطورية، أُخلص للإمبراطورية. وحين أكون في عالم الشياطين، أكون لهم.
وربما لهذا… لا يعلم حقيقتي إلا قلة: الإمبراطور… وملك الشياطين.
ما الداعي لهذا الكلام الآن؟
"لا تلحقوا بي، تبا لكم!"
أنا الغنيمة الأُولى التي تترصّدها أعين الفريقين.
في الإمبراطورية، أنا صيد ثمين لقادة الشياطين. وفي عالم الشياطين، أنا هدفٌ أوّل لقادة البشر!
ولا سعادة لي في هذا، بل وَبَال! تبًا لكل شيء!
{م.م: وَبَال= سوء العاقبة.}
"ابتعدوا عني!"
كنت أركض هاربًا من مطاردة كلاب الجنون، من شياطين لم أُعطها فرصة في آخر معركة… وما ظننت أن إصابتي الصغيرة ستُرجعهم بكل هذه الوحشية. كان عليّ أن أنسحب حينها.
‘لكن… لِمَ تلقيت الضربة؟ ألم يكن بإمكاني تفاديها؟’
هززت رأسي، وشددت من عزمي حين أحسست بضعف ساقيّ.
هذه المرة، حتى لو شتمتَ كما تشاء، فلن يلومك أحد. لقد بقي في جزيرة الجحيم تلك ليمنحنا الوقت.
إن لخصت ما جرى حتى الآن، فسقوطي في الفخّ كان أول السطر.
طاردت الشياطين في انسحابهم… تنفيذًا لأمر الإبادة، فتبين أنه شرك. حتى ممر الهروب كان مغلقًا، وكأن الحقد ذاته رسم الخطة.
[تــ… بييب!]
[أسلوب جونيور في الكلام.]
[لم أخبرك بكل شيء بعد…!]
[لو لم أوقفه، لقال كل شيء حتى النهاية. أيها الجونيور. من سيأتي من هنا، سأوقفه أنا وفرساني، لذا اهرب. ربما يمكنك أن تجد طريق الهروب بمفردك، أليس كذلك؟]
كان "ستيغما" يفرك فمه المخدّر ويبتسم، ثم استل سيفه.
فرار؟ حتى وإن قُتلت، يجب أن أتحرك. إذا لم تعبر، تموت… ولكنك تبقى؟! تفاجأت، وأمسكت بكُمّه.
[إذاً، سينيور…!]
[هل كنت أبدو ضعيفًا لدرجة أن تقلق؟]
[… مع ذلك، احذر.]
بطريقة ما، وجدت نفسي أستحب هذا.
رغم تهكمه بـ"مكانة النبلاء" و"طريقة الخطاب" التي قالها لي، كنت أعلم أنها وصايا من قلب محبّ. لم تكن ثرثرة شخصٍ أكبر سنّاً يُريد أن يتصرف كـــسينيور.
اتّسعت عينا "ستيغما" بدهشة، ثم لانتا في ابتسامة دافئة.
"[حسنًا. نلتقي لاحقًا.]"
وأدرت ظهري… لأقود الفرسان المجانين في معركة فتح ممرّ للهرب.
"لماذا أنت وحدك من يُطاردني؟!"
"قف هناك!"
"تبًا لكم!"
لهذا فقط، لا يسعني إلا أن ألعن!
أجل، تركيزي منصبّ على الهرب، و"سير ليان" مع الكلاب المجانين يمهّدون الطريق، ومع ذلك، تخور قواي بسرعة.
أين ذهب مرشحو البطولة؟ تفرّقوا، فكيف لي أن أعرف أماكنهم؟
كم من الوقت مضى وأنا أقاتل وأفرّ كالمجنون؟ لا أدري. لكن فجأة… خفّت الأصوات من خلفي.
وإذ بي أجد الطريق خاليًا… يبدو أنني نجوت.
"ما هذا المكان؟"
"هيهي… هيهي.. لا أعلم… آسف…"
"هاه… إلى أين أذهب الآن؟ أوه..."
"إن كنت لا تدري، فاكتم فمك!" "عذرًا يا سيدي." "أنا أيضًا لا أعلم."
غبيٌّ أنا لطرحي السؤال عليهم.
تلفّتُّ حولي… فإذا بي عند زاوية شارع، وانتابني رعشة باردة. لقد كان ردّ فعل جسدي على المكان… فقد سقطت في فخ كهذا من قبل.
"المركيز، هل تشعر بالبرد؟"
"أحدكم، لينزع ثيابه ويقدّمها له."
"اخرس… لا تُريوني ملابسكم الملطخة بالدماء…"
سأقتلكم…
رفعت رأسي بغيظ، ثم توقّفت فجأة حين سمعت صوتًا.
"…ألا تسمعون شيئًا؟"
"ها؟ ما الذي تهذي به…"
"شش… اخفض صوتك…"
"من هناك؟!"
"…لا داعي لأن تخرجوا. هاجموا!"
"سيدي؟! كان الهجوم مفاجئًا…"
"واااه!"
لم أظن أنهم وصلوا إلى هنا بهذه السرعة!
حدّقت بالقائد، ثم نظرت خلفه. لم أتمكّن من رؤية البقية، فالطريق منحنٍ، لكن يبدو أن ذلك الرجل هو الرأس المدبّر.
‘…إن ضربته، ستتغير الأمور.’
رغم أن الموقف يبعث على الخجل، لكنه لا يغير شيئًا. نحن بشر… وهم شياطين.
أدرت الخنجر في يدي، ضغطت بإبهامي، ومرّرت راحتي على المقبض، وعدّلت وضعيتي.
سمعت نداء "كليتر" من جانب آخر:
"ميلان! احمِ المركيز!"
"احمِ المركيز!"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ديون هارت" قطع طريق إمداد الشياطين.
رغم وقوعه في شرك العدو، تمكّن من اكتشاف خط التموين وقطعه.
وأُعيد إلى الوراء محمولًا على أكتاف الفرسان، وقد أُرهق حدّ الإنهاك، لكن الإمبراطورية استقبلته كبطل، وأحاطته بأفضل الأطباء.
"رجوتك فقط أن تبقى بخير… لم يكن ذلك طلبًا صعبًا، فلماذا…"
وانتشرت شائعة عن بكاء يائس… وحديث عن دواء مزدوج التأثير، لكن تلك الكلمات اختفت مع قدوم خبر البطل.
"ستيغما بريميميرو" الذي نجا بسلّ سيفه وسط بحرٍ من الشياطين، انفجر ضاحكًا حين سمع الخبر.
"كما توقعت فإنك الجونيور الخاص بي. ولكن…"
"…"
"أين الشخص الذي تقف خلفه هذه الإشاعة الآن؟"
"بخصوص ذلك…"
"لقد سمعتُ بأنكَ هنا بالتأكيد."
لكن الغرفة التي أُخبِرَ بأن ديون هارت كان فيها قد كانت خالية.