لا سبب يدعو إلى الرفض، ولم يكن في نيتي الرفض أصلاً.
ومهما بلغت عظمة الإمبراطورية، فإنها لا تملك طاقةً تخوّلها محاربة عالم الشياطين بمفردها. وهذا ما تعلمه ملكة بلاد الجبال، ولذا تراها مطمئنّةً واثقة.
لم ينبس الإمبراطور بكلمة، بل لمس ظهر يده بصمت.
إنّي أعلم أن ملكة الجبال أعدّت العدّة منذ زمن، واضعةً في حسبانها معركة ما بعد التحالف، وهو الآن يتكلم بلسانٍ يقطر سخرية.
أمر يبعث على الخيبة قليلاً.
لو أنّ ولاية "شان" لم تكن دولة تابعة، لما جهلت استغلال هذا الوضع. لو تحدّثت فقط عن مفعول التآزر بين "رويش" والإمبراطورية، وعقدت الصفقة بحنكة، لكان بالإمكان تقليص مكانة ولاية "شان" في التحالفات القادمة.
أطرق الإمبراطور ببصره، وقد لمح في خصمه بصيرة نافذة، وتنبأ أن أيامه المقبلة لن تكون يسيرة. لكنّه فجأة توقف، وقد استرعى انتباهه شيءٌ ما.
أضافت ملكة الجبال، وقد بدت كمن يُخفي تردّدًا:
"العدوُّ الذي ينبغي أن نقدّمه على سواه... هو عالم الشياطين."
"...حسنًا."
لم يكن ذلك ما جعلني أصمت، لكن الحقّ أن سؤالًا ظلّ يتخبط في صدري، ولم أجرؤ على نطقه.
فبحسب ادّعاءات عالم الشياطين، فإن هذه الحرب اندلعت جرّاء أفعال الإمبراطورية، فهل يرضيكم ذلك؟ حتى وإن لم يكن الأمر كذلك، فالإمبراطورية معروفة بشنّ حروب الغزو منذ أمد، أفلا يشعر أحد بشيء؟
كان سؤالًا قد يكشف عن موطن ضعف، فآثرتُ كتمانه... لكن يبدو أن ملكة الجبال كانت تعلم.
لا بأس بهذا.
قد ينقص هذا من حظّ الإمبراطورية في التحالفات القادمة، لكنها ليست من السذاجة بحيث ترتعد من ذلك.
وليس هذا ما جعلني أتوقف منذ البداية. ارتسمت على وجه الإمبراطور ابتسامة خفيّة... لا صوت لها.
«يبدو أن الوبال قد زال... بشفاعة كاهنٍ أو عرّاف.
(أستغفر الله.)
لعلّ استمرار الحرب أفرز من الهلاوس ما غلّظ وطأتها.
لكن الآن... لا شيء.
تجاهل ما رأى، ورفع رأسه نحو الملكين، ثم أومأ ببطء: "أنصتُّ إلى رأيكما جيّدًا." "وفي نهاية الأمر..." "أليست حربًا بين عالم الشياطين وعالم البشر؟ أنا راضٍ بقبول ذلك."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما إن انتشرت أنباء انضمام "ديونهارت" إلى صفّ عالم الشياطين في سائر بلاد البشر، حتى تصاعد التساؤل: من أكثر من اكتوى بنار هذه الخيانة؟
"ديون هارت" نفسه؟
وكيف يُصيبك أذًى... وأنت لست من هذا العالم أصلًا؟
الخيانة العظمى للبشرية، والغضب الذي لم يفلح كظمُه، انفجر في وجوه الفرسان القتلة، أولئك الذين كانوا ينتظرون بصمتٍ تنفيذ أوامر الإمبراطور.
ــ طاخ! ــ
"تفو عليكم! نبدأ بقتلكم قبل ما نلتفت للشياطين!"
"أترانا سهلين؟ ها؟ أترانا كذلك؟"
"أنتم لا تعيشون إلا ليومكم هذا! آن أوان نهايتكم!"
"مولاي... لا يهم! دعنا نقل إننا نؤدي عمل الفارسين الاثنين!"
"خذوا دواءكم يا أوغاد!"
ــ طاخ! تكسير! ــ
أن يُقال إنهم "انتظروا بصمت" هو تعبير مبهم، لكن الحق أنهم لم يرتكبوا مجازر، رغم كمّ الإهانات والتمييز الذي نزل بهم.
كان بوسعهم أن ينتفضوا عند أوّل كلمة جارحة ويدافعوا عن قائدهم بقول: "لا تُسيئوا لسيّدنا!" لكنهم صمتوا، وكأنّهم بلعوا مرّ الحروب سنينًا طوال.
ولهذا تغاضى الإمبراطور عن سلوكهم المتمرد... إلى حدٍّ معيّن.
"ذلك هو الحدّ الآن."
أحد الفرسان، وقد ضمّ ركبتيه في زاوية منسية، نطق أخيرًا: "أوقعنا بعض الحوادث، أليس كذلك؟"
"سمعت أنّ الإمبراطور يخطّط لدفعنا إلى الخطوط الأمامية. إن لم نحذر، فقد يُجبرنا على مقاتلة قائدنا نفسه."
"ومن أين جئت بهذه المعلومة؟"
"ألم يخبرك الخادم؟"
"الخادم؟ وماذا به؟"
خطر في أذهان الفرسان صوت كبير الخدم، وهو يضحك بمرارة، قائلاً إن مجانينًا قد اقتحموا دار المركيز بالمشاعل.
لم نلتقِ به وجهًا لوجه، بل تواصل معنا عبر جهاز خفيّ منحنا إياه، لم نرَ وجهه، لكن سمعنا شيئًا يُجرّ... كأنه جثّة بشرية تُسحب على الأرض.
"إذا كان خادمًا، فالأجدر به أن يعلم."
"أوافق، إن كان خادمًا."
"والله، لا شيء يُدهشني منه بعد الآن."
فأن يسلّم جهازًا ثمينًا لا يُعرف كيف أو من أين أتى به، أمرٌ لا يثير الدهشة في شخص مثله.
عاد الفرسان القتلة إلى أصل حديثهم:
"الآن وقد عرفنا مكان القائد... لننطلق."
"لكن... إلى أين؟"
"إلى..."
قالها أحدهم، لكنه سرعان ما أغلق فمه، وقد سرت في بدنه قشعريرة.
أما البقية، فقد شعروا بشيء مشابه، فوضع كلٌّ منهم يده على فم الآخر، وكتموا أنفاسهم. فلأنهم على مقربة من الطيور... كانت حواسهم يقظة.
"لطالما راودني التساؤل: إلى أي مدى سيمضي هذا الأمر؟ لكنني كنت أظن أنّني سأفنى بنارٍ قبل أن أبصر نهايته. لقد زعمتم بأنّكم ستهربون مفتخرين من أرضي."
طقطقة خطوات مثقلة بالهيبة شقّت السكون. شَعره الأخضر القصير يتراقص مع خطاه. وعيناه البنيتان، اللتان خلتا من الودّ، انغرستا بازدراء في فرسان "فرقة الشياطين القتَلة".
ذلك هو "ستيغما بريميرو"، بطل الإمبراطورية الثاني، والذي أوكل إليه الإمبراطور مؤقتاً أمر هؤلاء الفرسان المتوحشين. بصوتٍ بارد، قال: "لولاكم، لكنتُ قد ذبحت المئات، لا العشرات."
مئات لا عشرات!
اهتزّ كلّ فردٍ من "فرقة القتلة" من وقع نبرة الموت في صوته، فانخفضت رؤوسهم خشيةً.
لكن "ميلان"، وهو أجرؤهم، رفع رأسه قليلاً، محاولاً أن يلطّف الأجواء بمزاحه: "ماركيز بريميرو، ما الذي جاء بك؟ هل جئت لتُدرّبنا مجدداً؟"
ردّ ستيغما وهو يضغط على كلماته كمن يفرغ سُمّاً في كأس ماء: "ألستَ من قال إنك تخلّيت عن التعليم؟ أنتم أول من أيقظ فيّ هذا الغضب منذ كنتُ صبياً. كدتُ أُقتل يومها بسبب مزهرية!"
قال أحدهم مدافعاً: "ألسنا نحن من كاد يموت؟ لقد سحبتَ سيفك يومها..."
ـ دوّي ضربة عنيفة! ـ
"من ذا الذي يستطيع أن يزرع فيكم شيئاً من الذوق؟!"
سكتوا جميعاً.
تابع بتهكّمٍ قاتم: "كنتُ أحاول أن أُهذّبكم من أجل أخي الأصغر، لكن يبدو أن الأساس فاسد. لم أعد أراكم فرساناً، بل رعاعاً رعاه هو!"
"مجرد كلاب..."
"هل تفوّهتُ بشيءٍ فاحش؟!"
ـ تساقط غبار الحجارة من الجدار الذي صفعه بقبضته. ـ ـ وعندما ارتفعت الأبصار، تبيّن أن الحائط قد تهشّم! ـ
"لااا!"
حتى الكلاب الهوجاء تمتلك غريزة البقاء. هزّ الفرسان رؤوسهم بجنون.
فبعدما أعيى الإمبراطور أمرُهم، سلّمهم لـ"ستيغما"، كي يُذلّهم بشدّة.
ورغم أنّ "ديون هارت" وُصف بالخائن، إلا أنّه ظلّ يُناديهم "فرسانك". بل ووكّل أمر تأديبهم لقائد فرسانه ونائبه، قائلاً: "علّهم يتعلّمون شيئاً من التهذيب." وكان الجو هادئاً... إلى أن تولّى "ستيغما" أمرهم بنفسه، فقال:
[أي أذنيكما لا تُصغي؟] [تبدو زائدة عن الحاجة، فهل أقطعها؟] [ابقَ ساكناً... وإلا سقط رأسك بدل أذنك.]
كانت عيناه صادقتين إلى حدٍّ مروّع.
ومنذ ذلك اليوم، أُعلن الفشل، بل حتى أولئك القتلة المستهترين بدأوا يرتجفون لمجرّد ظلّ "ستيغما".
ـ صمتٌ ثقيل. ـ
تنهّد "ستيغما" وهو يحدّق فيهم: "مهما حاولتم الهرب، لن تفرّوا منّي. صحيح أنّكم من الفرسان الذين أعيا أمرُهم جلالة الإمبراطور، إلا أنّي أوكِلتُ بكم. وإن فررتم، أُهدِر شرفي، وأنا لا أقبل بذلك."
رفع أحد الفرسان، "كليتر"، رأسه فجأة. هل الشرف عنده أهم من طاعة الإمبراطور؟
تابع "ستيغما": "سأطلب من الإمبراطور تغيير تبعيّتكم. لا أدري إلى أين ستُرسلون، ولكنّ الفكرة أن تُنقلوا من كنف سلطتي. وأستند في ذلك إلى حجّة أنني سأموت محترقاً إن بقيتم!"
قال أحدهم في نفسه: "نعم نسمعك، ولكنك تبالغ كثيراً!"
"أنتم لستم مُدانين رسميّاً مثل ديون هارت، لذا سيكون الإشراف عليكم أخفّ، وعدد المراقبين المرافقين أقلّ."
أجل، أنتم في أعين القانون
مجرّد مجرمين محتملين
"وآنذاك..."
"إن هربتم، فلن يُلطّخ شرفي. لأنكم لم تعودوا من رجالي. ولو كان غيري مكاني، لعانى الأمر ذاته."
أمّا أولئك الذين ينتظرون سقطةً له، فسيُسرعون للطعن فيه... لكنه كان يعرف: ما دام العار بهذا القدر، فهو لا يُعدّ عاراً أصلاً.
ابتسم ستيغما بسخرية: "فاصبروا قليلاً. لن أُمسك بكم حينها، بل أرغب بالتخلّص منكم أكثر منكم."
"هكذا؟ ألا ترى أنك قاسٍ؟"
"ماذا قلت؟"
"لا شيء!"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت نقرة... نقرة... نقرة...
مكعّبٌ يدور بعنف بين يديه. جلس "ديون هارت" أسفل عرش ملك الشياطين، يعبث بالمكعّب، ووجهه هادئ، لكن صدره يمور كالبركان.
'النتائج دون ما تمنّيت.'
لو سارت الخطّة كما رسمها، لسقط أحد حصون الإمبراطورية منذ زمن.
ملك الشياطين قد فرض حظراً على استخدام السحر، لكن "ديون هارت" ظنّ أنّ قوة أجساد الشياطين الفطرية كفيلة بتعويض ذلك.
'تبّاً.'
كان ينقصه الكثير من المعرفة عن الشياطين. مجرّد قضائه وقتاً في عالمهم لم يكن كافياً، وكان مغروراً حين وضع الخطة دون أن يتقصّى أحوالهم.
تراكمت الأعصاب، وبدأ الغيظ ينخر قلبه... خشي أن ينفجر غضبه في الاجتماع القادم، فقبض على زاوية شفتيه وأغمض عينيه.
لاحظ ملك الشياطين توتره، لكنّه تغافل وتظاهر بأنّه لم ير شيئاً، فمسح بعينيه القاعة قائلاً: "أظنّ أن الجميع قد حضر... فلنبدأ. "إيديليا"، قلتِ أنّ هنالك خبراً جديداً من عالم البشر؟"
أومأت القائدة الرابعة "إيديليا" برأسها: "نعم. الممالك البشريّة اتحدت. مملكة الإمبراطورية، ومملكة الجبال، كلّهم في حلفٍ واحد. وحدها "إيسبيرانيس" خارج هذا التحالف، وهي صغيرةٌ ومنغلقة، فلا يُعوّل عليها."
"...أخيراً."
قالها أحدهم، صوته خافتٌ، لا صدمة فيه، بل قبول بحقيقة منتظرة.
"أمرٌ يثير الدهشة بالنظر لما اقترفته الإمبراطورية..."
لكنه لم يكن مفاجئاً... بل بالأحرى، تأخّر أكثر مما توقعوا.
أرخى الشياطين ظهورهم، وتراخت أذرعهم، وكأنهم كانوا ينتظرون هذا المشهد منذ أمد.
"إذاً، حان وقت التخطيط..."
"...الغرفة؟"
توقّف صوت دوران المكعّب.
ـ دوّي ارتطام. ـ
ضُرب المكعّب المكتمل على الطاولة، فتشوّه السكون، وارتفعت الأعين نحو جهة واحدة.
"هل ثمّة حل؟"
الرجل ذو الشعر الأبيض والعينين المتّقدتين حمرةً قال:
"كلّهم سيُبادون على أيّ حال."
"...هاها!"
ضحك ملك الشياطين، والتقت عيناه بعيني "ديون هارت".
منذ أن طلب منّي أن أُبيد الإمبراطورية عن بكرة أبيها، لم يتوقف عن التعبير عن سخطه بأساليب ملتوية.
لم يعُد ذلك الفارس الذي يرجو التنحي أو يندب حظّه، بل أصبح الآن يتهكّم على غزو البشر نفسه.
إن الأمر مستَحقّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل النص:
النص الذي تم تحليله ينطوي على سلسلة من التفاعلات السياسية والتكتيكية بين شخصيات وممالك مختلفة في عالم خيالي يعكس صراعًا معقدًا بين البشر وعالم الشياطين. فيما يلي تحليل شامل للتفاعلات السياسية والشخصيات الرئيسية:
الشخصيات والممالك:
الإمبراطور : الشخصية المركزية في الرواية من جهة البشر. يبدو أنه يمتلك السلطة العليا على الإمبراطورية البشرية وهو في موضع حرج، حيث يواجه تفاعلات مع حلفائه وأعدائه على حد سواء. من خلال مشهد الإمبراطور، نرى حالة من الضعف الشخصي في قراراته، حيث يبدو أنه لا يستطيع اتخاذ قرار حاسم في بعض الأحيان ويعاني من هواجس خاصة تتعلق بالحروب والولاءات.
ملك مملكة الجبال (Mountain Kingdom) : يبدو أن الملك هنا يمتلك معرفة سياسية واستراتيجية عالية، حيث كان قد أعد نفسه مسبقًا لمواجهة التحديات المستقبلية بعد التحالفات مع الإمبراطورية. يظهر الملك ثقته في عدم قدرة الإمبراطورية على مواجهة عالم الشياطين بمفردها، مما يشير إلى تحالفات سياسية دقيقة تؤثر في سير الحروب المقبلة.
ديون هاردت (Deonhardt) : أحد الشخصيات الرئيسية التي تُصنف على أنها خائنة للبشرية بعد انحيازه إلى عالم الشياطين. هذا الشخص يبدو أنه يمثل نقطة الصراع بين الولاء والإغراءات التي يواجهها الأفراد. تحول ديونهاردت إلى جانب الشياطين يمثل التغيير الكبير في الحروب ويؤدي إلى تأجيج مشاعر الغضب بين الناس في العالم البشري.
مملكة شان (Shan State) : لا تُذكر المملكة بشكل تفصيلي، لكن يشار إليها كدولة لم تُستفد من تحالفات معينة. الإمبراطور يشير إلى أنها ربما كانت ستستفيد أكثر لو ركزت على الاستفادة من التعاون بين الإمبراطورية وعالم الشياطين.
قادة الشياطين : منهم الملك الشيطاني الذي يقود القوات الشيطانية، وشخصية تدعى إيديليا (Idelia) التي تتولى قيادة الجيوش في العالم الشيطاني، وتُخطط للمستقبل ضد العالم البشري. هم يشكلون جزءًا من التحدي الرئيسي الذي يواجهه البشر في الحرب.
التفاعلات السياسية:
التحالفات والنزاعات بين الممالك : هناك إشارة إلى تحالفات بشرية تجمع بين إمبراطورية "رويش" (Rweche) ومملكة الجبال، بالإضافة إلى مملكة شان. التفاعلات السياسية تُظهر كيف أن كل طرف يحاول توظيف قوة الآخر لصالحه، فالإمبراطور يعلم أنه لا يستطيع مكافحة عالم الشياطين بمفرده، بينما الملك من مملكة الجبال يتفهم هذه الحقيقة ويُظهر ثقة في تحالفاته.
توظيف القوى الموازية : الملك في مملكة الجبال يبدو على دراية بتأثيرات التحالفات، فالإمبراطور يُظهر بعض الندم على عدم الاستفادة من تكامل القوى بين الإمبراطورية وعالم الشياطين بشكل أفضل. الإمبراطور يعترف أن هناك فرصًا فُقدت فيما يخص توظيف إمكانيات العالم الشيطاني بما يخدم مصالح البشر.
الخيانة والتحولات في الولاء : تحويل ديونهاردت إلى صف الشياطين يُعتبر تحولًا كبيرًا يعكس الخيانة والولاءات المتغيرة، وهذا التحول يسبب غضبًا واسعًا في العالم البشري. هذه الخيانة تسلط الضوء على ضعف الإمبراطورية في التحكم في ولاءات الشخصيات المركزية لديها وتُظهر كيف يمكن أن يؤدي الانحراف عن المسار إلى تفاقم النزاعات السياسية.
الحرب النفسية والتكتيك في المفاوضات : يُلاحظ أن الإمبراطور في حالة من الحيرة والتردد فيما يتعلق بالقرارات التي يتخذها. يبدو أنه يحاول تفادي اتخاذ مواقف حاسمة بشأن العديد من القضايا الشائكة، خاصة فيما يتعلق بمعالجة قضايا مثل الخيانة والولاءات المتغيرة. في هذه الحالة، تُظهر الشخصيات الأخرى مهارات سياسية عالية، مثل الملك في مملكة الجبال الذي يملك رؤية استراتيجية طويلة الأمد، مقابل الإمبراطور الذي يُظهر علامات الضعف وعدم اليقين.
السيطرة على الفوضى : يُظهر النص صراعًا بين النظام والفوضى في تعاملات الشخصيات السياسية. هناك مجموعة من "فرسان القتل" التي تُظهر ردود فعل عنيفة على الخيانة التي حدثت. الإمبراطور يحاول ضبط الأمور وتوجيه الشخصيات المتمردة مثل "فرسان القتل"، لكن يبدو أن الأوضاع تخرج عن السيطرة في بعض الأحيان.
الطابع الشخصي والتأثيرات النفسية : من خلال مشهد الإمبراطور الذي يتأمل في الأمور الداخلية ويرتبط بها عاطفيًا، يظهر أن هناك صراعًا داخليًا، حيث يشعر بتناقضات بين ما هو استراتيجي وما هو عاطفي. العواطف مثل الخوف والندم تلعب دورًا في اتخاذ القرارات السياسية في هذا السياق.
التوترات العسكرية:
النزاع البشري الشيطاني : الفكرة الأساسية للنص تدور حول الصراع بين عالم الشياطين والبشر. التحديات العسكرية الكبيرة تظهر بوضوح عندما تتصادم مصالح عالمين مختلفين. تعكس التفاعلات بين الشخصيات تنامي هذا الصراع، سواء في المفاوضات السياسية أو في الحروب العسكرية.
فرسان القتل : هؤلاء الفرسان يمثلون القوة العسكرية التي يتم استخدامها في الصراعات الداخلية والخارجية على حد سواء. هؤلاء الجنود المدربين يعكسون كيفية تعامل الإمبراطور مع التحديات العسكرية، حيث يُظهر نصًا الصراع الداخلي بين الانضباط العسكري والتهور الشخصي.
الخلاصة:
النص يعكس مجموعة معقدة من التفاعلات السياسية والعسكرية، حيث تسود الأبعاد الاستراتيجية والتكتيكية على قرارات الشخصيات. تبرز الشخصيات مثل الإمبراطور، ملك مملكة الجبال، وديونهاردت كعوامل مؤثرة في مسار الأحداث السياسية والقتالية. التحديات التي تواجههم تتنوع بين الخيانة، تحولات الولاءات، السيطرة على الفوضى، وتشكيل التحالفات.