م.م: أهلا مجدداً يا رفاق، أتمنى تكونون بخير 🌺

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"منذ زمن بعيد… أي قبل ما يُقارب مئتي أو ثلاثمئة عام، اندلعت حرب ضَروس بين عالم الإنس وعالم الشياطين، وفي ذلك الحين، نُصِّب هذا الشيء في كل حصن من حصون البشر، وكان ذلك كأمرٍ مُسلّم به."

بطبيعة الحال، الجان جزءٌ من السِّحر، وقد خُلق السحر ليواجه السحر.

لقد اكتشف الإنس طريقةً لتقييد أشد أسلحة الشياطين فتكًا.

"إما أنّ ما نُصّب آنذاك ما يزال قائمًا حتى الآن، أو أنّ الطريقة لم تندثر، بل أعيد استخدامها... ويبدو أن هذا هو الحال."

وبهذا، أُحكمت حلقة أخرى من القيود حول أيدي الشياطين وأقدامهم.

وكلما انجلت غشاوة الموقف، ضاق الخناق أكثر، وتعذّر على الشياطين الفعل، لكن ديون هارت ظلّ ساكن الجأش.

بل لعلّي كنت مأخوذًا بما رأيت.

ما كان عليّ أن أتحدث عن سقوط الحصن متأخرًا عن المتوقع.

بل إنّ ما يُثير الدهشة، أنهم سقطوا رغم أنهم أطاعوا أوامر القائد العام، ذاك الجاهل بأمر الشياطين.

حرّكتُ أصابعي على الطاولة، ونقرت عليها بلا وعي، كعادةٍ قديمة.

لا نية لي في سؤاله لماذا لم يُخبرني بالأمر من قبل، فاللوم يقع عليّ، إذ كان عليّ أن أسأل، أن أُثبت جدارتي أمام ملك الشياطين، وأن أُظهر كفاءتي لقادة الفيالق.

عوضًا عن ذلك، طرح سؤالًا.

"...بما أننا مضطرون إلى التفكير بأسوأ السيناريوهات، فالأجدر أن نفترض أن الطريقة لم تندثر. ما نطاق الجماعة التي ذكرتها؟"

"لا أستطيع الجزم، فذلك يتوقف على قوة الشامان/العرافين ونواياهم… لكن أظن أن أغلب ما زُرع في القلاع كان قادرًا على كبح السحر في نطاق يتراوح بين كيلومترين إلى ثلاثة."

"لا يمكن الاتكال على السحر في حصارٍ كهذا. أهو غير قابل للاستخدام مطلقًا؟ أليس بالإمكان كسره باستخدام سحر قوي جدًا…؟"

"لن تقدر على استخدام السحر هناك، إلا إن كنت أنا، أو من أبرمت معهم عقدًا. بل وحتى الاستيقاظ سيكون مستحيلًا. سيكون الأمر يسيرًا فقط إن استُخدمت طريقة أخرى غير السحر."

"طريقة أخرى...؟"

"ليس من العسير كسر الجان إن عُرف جوهره. إن شوّشت على موضعه الأساسي ولو بقدر يسير، فسينهار."

وقد شهدت بنفسي غير مرة، كيف سُحق جوهر الجان تحت أقدام مارةٍ غُفل، لا يدركون ما تحتهم.

"لكن العثور على ذلك الجوهر… تلك مسألة أخرى."

"...أي أنّ العثور عليه ليس هيّنًا. حسنٌ. دعنا نعد إلى أمر العقد."

"من الأفضل أن تضع هذا في حسبانك قبل ذلك."

"...ماذا..."

كان في نبرة صوته شيء من العبث الخفيف، وقد لمح ديون ذلك، فتهيأ للسؤال... ثم أغلق فمه. سأخبرك دون أن تسأل.

وكما توقّعت.

"ليس القهر وحده سبيلًا لكبح سحر الشياطين. إن أُعطي المرء تميمة بعينها، فلن يقدر أيّ شيطان في محيط ثلاثة أمتار منه على استخدام السحر. بل لأكون دقيقًا، هم أولئك الشياطين الذين يقعون ضمن ذلك الشعاع."

ألقى بالمعلومة كمن يُلقي بالمنة.

"لا أعلم إن كانت هذه الطريقة قد ضاعت، لكنها ستكون نافعة لك إن علمت بها، أليس كذلك؟"

رمق ملكُ الشياطين ديون بنظرةٍ ماكرة، وابتسم.

فحين كان ديون يسير على الحبل المشدود بين ملك الشياطين والإمبراطور، لم يسبق له أن باح بشيء لم يُسأل عنه. أهو انتقام إذًا؟ كما صنع ديون حينها، يفعل ملك الشياطين اليوم: لا يُفصح إلا عن جوابٍ لما يُسأل.

وديون هارت، بصفته القائد العام، فمبتغاه الأسمى دائمًا هو المعرفة.

وهذه، معلومة أُعطيت مجانًا في تلك اللحظة. لم تكن خسارة لديون، بل كانت مكسبًا يُحسب له.

لكنّ قلبه لم يَطِب به.

إذ علم أن هذا "الكرم" لم يكن إلا للهو الشيطان ومتعتِه.

"...أجل."

انطفأت ملامح المشاعر من عينيه.

"شكرًا لك."

"لا حاجة للثناء."

"..."

مهما حاولتَ مخاطبة ذلك الوجه المبتسم، فلن يُجدي الأمر نفعًا.

فأنا، في الأصل، لم أُمنح حتى الحقّ لفعل ذلك.

وبعد أن أطال ديون التحديق في ملك الشياطين، عاد إلى الموضوع الذي كان يشغله بادئ الأمر.

"إن كانت القيود على الطرف الذي يعبر إلى عالم البشر بعقد أقل صرامة، فلن يتغير شيء في قواتنا العامة، لكن القادة الأساسيين، كقادة الفيالق مثلًا، سيتمكنون من الانتصار بسهولة إذا دخلوا إلى عالم البشر عبر عقد. ما رأيك؟"

"آه، ذلك الأمر..."

مدّ ملك الشياطين صوته بابتسامة حرجى.

"العقد لا يُعقد إلا إذا بادر الجانب البشري باستدعائه أولًا، لكن، والآن وقد رُسمت الحدود، فبإمكانكم الذهاب إلى عالم البشر بلا حاجة إلى عقد، أليس كذلك؟ بل لعلها أكثر راحة، إذ لا يتحمّل المرء عبء كونه مُتعاقدًا."

"مستحيل..."

"بلى، لقد ضاعت تقريبًا طريقة استدعاء الشياطين من عالم البشر. وحتى حين تم الاستدعاء، رفض الجميع إبرام العقود."

في مقابل تحقيق أمنية واحدة لبشري، يُمنح الشيطان الحقّ القانوني في الإقامة بعالم الإنس.

تلك كانت الطريقة التقليدية التي اعتاد بها الشياطين العبور إلى عالم البشر. لكن، وإن كانت الحدود اليوم قد أُنشئت، فلا أحد من الشياطين يقبل بعدُ أن يسلك دربًا شاقًا كهذا.

ومن منظور البشر، فطريقة استدعاء الشياطين كانت عسيرة، وحتى إن نجحت، يُقابلون برفضٍ للعقد، فكان من الطبيعي أن تندثر طرق الاستدعاء والعقد معًا.

يبدو أنها لم تندثر تمامًا، لكن...

قيل إنّها طريقة مذكورة في كتاب قديم ومحرّم، مخبأ في أعماق القصر الملكي، وقد احترق ذاك الكتاب مع عقد ناقص، لذا لن يبقى شيء.

وتذكّر ملك الشياطين الدوق

ستايف إلّوستر

الذي سبق له أن استدعاه، ثم تنحنح ساخرًا متظاهرًا بالنسيان.

رفع ديون يده إلى جبينه، وكأن الصداع قد وخزه.

"في هذه الحالة، لعلّ من الأفضل أن نُبرم عقودًا مع الشياطين من الآن، وننشرها في عالم البشر…"

"سيكون ذلك عسيرًا."

فُصِل الاقتراح قبل أن يكتمل، وانهالت التفسيرات:

"أولًا، حتى تُبرم عقدًا مع شيطان في مرتبة قائد فيلق، لا بد أن تكون من الأوعية المؤهّلة، وهم قلائل. وحتى إن عُرفت طريقة العقد في الوضع الراهن، فالحيلة ستكون فاضحة، مما سيزيد من الحذر. وبالطبع، لا يخلو البشر من مجانينٍ قد يُجرّبون، لكن… هل سيتمكنون من النجاة من عيون الإمبراطور المتربصة؟ استدعاءُ شيطانٍ كهذا يتطلب تضحية عظيمة… كروح بشرية مثلًا؟"

"…"

البيئة غير مُهيّأة، وحتى إن تمكّن أحدهم من استدعاء شيطان، فالأرجح أنه سيكون كائنًا تافهًا لا وزن له.

لم يُجِب ديون، بل أخرج منديلًا أسود ووضعه على فمه. سعل بهدوء، فاختلط المنديل بعطر الدم، رطبًا كأنّه نزيف من الصدر لا من الفم.

وفيما احمرّت عيناه، غضبًا ويأسًا، طأطأ قادة الفيالق أنظارهم، في صمتٍ ثقيل.

ثم خرج صوته، مُتنكرًا في ثوب الهدوء، كصوتٍ يغلي تحت الرماد:

"شرحٌ... أشكرك عليه."

"…"

"خلاصة الأمر: الحيل لن تُجدي، ولا سبيل سوى المواجهة الخالصة باستخدام الجنود. حسنٌ... لنُجرب."

طوى المنديل بتمهّل، وضعه في صدره، والتفت نحو قادة الفيالق.

"بدايةً... أعتقد أن عليّ تقديم اعتذار لمن حضروا هنا."

وعلى الرغم من تعبيره الخافت، خرج صوته بهدوءٍ بالغ.

فبما أن هذا تعقيب من القائد العام، وجب أن يُقال بصوتٍ منخفض.

"بسبب جهلي، وقع أمرٌ مؤسف، حيث دارت محادثة بيننا وحدنا، في مجلسٍ حضر فيه الجميع. وحتى إن لم يكن كذلك، فأنا أعتذر لإهداري وقتكم الثمين."

"آه... كلا!"

"لا حاجة للاعتذار!"

"بل نحن من نعتذر! لم نُخبرك مسبقًا…!"

جاء الردُّ عنيفًا، كالسهم المشتعل.

اكتفى ديون بابتسامة خافتة، كمن توقّع السهم قبل أن يُرشق. وفي الخلف، كانت ليرينيل تتمتم بإعجاب وهي تتأمل الصورة.

"والآن وقد جمعنا من المعلومات ما يكفي، فلنعد إلى أصل الحديث، إلى تلك المعركة الباهتة التي نخوضها حاليًّا."

"أتقصد المعركة الدائرة في إقليم باراس؟"

"نعم، فبكسر شوكتهم هناك، نفتح الطريق صوب إقليم أميابل، ومنه إلى أرض إلُّوستر، فنبلغ أقصر مسار إلى تخومنا التالية."

عند حديثه، كانت إيديليا تُحدّق في خارطة العالم البشري الممدودة على الطاولة، تمسح الطريق بنظرها، ثم توقّفت.

العينان الأربعة المنسدلة على كل خدٍّ، تشبه شعيرات قطٍّ أخضر، فتحت ببطءٍ غير معتاد.

خُيّل إليّ أنني أخطأت قراءة أسماء الأقاليم، فظننت أنّ الطريق قد اختلط عليّ. فتحت عيناي المغلقتين عادة، وأعدت النظر ولم أكن مخطئًا.

جاء الصوت المتحفّظ كمن يراقب بعين الحذر:

"أفهم الطريق حتى باراس، ولكن… إن سرنا عبر أميابل ثم إلُّوستر، سنضطر للابتعاد قليلًا عن العاصمة الإمبراطورية…"

"إذن؟"

"نعم…؟"

أطرق ديون بأصابعه على سطح المكتب، وارتسمت على شفتيه ابتسامة مائلة.

"لن يكون الابتعاد بذلك السوء."

ابتسامة عميقة، باردة، تخلو من كل ودّ.

سكن الجو فجأة، واختنق الصمت. ارتجفت إيديليا، وكمّت فمها، حين تسرّب رائحة الدم من هيئة ديون ذاك الذي يستعد لسحق خصمه بلا رحمة.

ألقى ديون نظرة على قادة الفيالق، وصمت حتى سكت حتى ملك الشياطين نفسه، ثم قال:

"لا بأس. أعذرك. لكن فكّري مليًّا… هل تظنين أن دوق إلّوستر سيقف متفرّجًا بينما جيش ملك الشياطين يزحف نحو قصر الإمبراطور؟ هاه؟ إيديليا، أجيبي. أتظنين ذلك حقًا؟"

"…"

"لا، أليس كذلك؟ ذاك الدوق ليس ممّن يشاهد سقوط الإمبراطورية مكتوف اليدين. صحيح أن هدفنا هو إخضاع العالم البشري، ولكن إن عبرنا تلك الأراضي، سنغدو خصمًا مزعجًا يصعب تجاهله. وقبل كل شيء—"

صحيح أن تلك الكلمات كلها ليست سوى مبررات، فالانتقام هو الغاية الأعمق، غير أنها ليست باطلة.

حتى وإن أخطأت، لا يُسمح لك بالتزحزح قيد أنملة في هذا المجلس المتربص. فالسلطة باتت حياة ديون هارت.

تذكّر ديون ما لقّنه إياه ستيغما:

"…دع الطرف الآخر يقرأ الأجواء وتريث…"

"ارفع ذقنك بمقدار، واخفض نبرة صوتك، وتحدّث بوقار."

"أنظر في عيني محدثك، وتكلم برقي، دون تكبر."

"أنا القائد العام، فلا تنشغلوا بما ليس من صلب المسألة، وركّزوا على الفكرة التي طرحتها."

يبدو أن الأمر بدأ يتخذ منحى عدائيًّا، ولذا وجب وأده في مهده.

منذ أن وقف إلى جانب ملك الشياطين، وهو يتحاشى أن يبدو تافهًا، وصار شديد الحساسية لنقائصه، لذا كان ردّه قاطعًا.

وكانت النكبة من نصيب إيديليا.

"...حسنًا. أعتذر."

تراجعت المرأة، شاحبة الوجه، دون أن تنبس.

كانت ديفيلانيا تراقب الموقف بعين نصف مغمضة، ثم أدارت نظرها ورفعت يدها ببطء.

"أظن أنّ علينا تصفية حسابنا مع رويتشه قبل أن نغوص أكثر في المعركة الحالية. فإنّ مملكة رويتشه تمدّ إقليم باراس بالجنود والمؤن."

"…بلغني أنهم صمدوا أكثر مما توقعت، ولعلّ هذا هو السبب… أجل، لا بدّ من إزاحة رويتشه أولًا، كما قالت ديفيلانيا. ولن يكون ضربهم مثلاً أمرًا سيئًا."

ما من حليف سيتراجع لمجرد تهديد مبطّن، فلو كانت التحالفات تنهار هكذا، لما أُبرمت من الأساس. سيضحكون ويسخرون، لا أكثر.

لكن مع ذلك، هنالك سبب يجعل ديون يصدر التحذير بنفسه.

أن يصدم البشر بإعلان هويته، ويضرب عصب معركة الإمبراطور بين حلفائه ونبلائه، ثم يمهّد الطريق بخطوة محسوبة.

فالتحذير هو الطُعم ورويتشه ستكون مثالًا لسوء عاقبة من يتجاهله.

"كانت هناك إشاعة عن ملك رويتشه…"

طرر. طرر. طرر.

نقرت بأصابعي على الطاولة لا إراديًا.

أذكر أنني سمعت شيئًا نافعًا، لكن لا تسعفني الذاكرة. تجعد جبين ديون قليلًا.

"…سأعيد عليك نسب ملكة ديفيلانيا رويتشه. أظن أن ثمة فردًا من أسرتها قد مات، أو لم ينجُ." {م.م: مش عارفة شدخل ديفيلانيا في الوسط. ومن المرجح أن جنس الملك حق رويتشه أنثى، والله أعلم، مش متأكدة كويس.}

"مات أو لم ينجُ…؟"

دارت عينا ديفيلانيا مرة، ثم أجاب على الفور:

"لها أخ غير شقيق، من أبٍ آخر. الأمر سرّ في العلن، لكنه هو القائد العام الحالي لجيش لويتشه."

"أوه، صحيح… كان كذلك."

بل إنّه سرّ مكشوف.

رغم كونه طي الكتمان، إلا أنه حديثٌ دار على كل لسان. حتى أنا، الذي لا يهوى القيل والقال، احتفظت به في ذاكرتي لأنهم كانوا يرددونه أمام المعني دون تحفظ.

…وكانت بينهما مودة تثير العجب.

ارتسمت على شفتي ديون ابتسامة معوجّة.

"فلنجعله كبش الفداء."

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح:

في هذا النص، نُعرض لحوار استراتيجي بين شخصيات تنتمي إلى عوالم بشرية وشياطين، في فترة تاريخية بعيدة بعد حرب كبيرة بين العالمين.

التحليل:

الصراع بين البشر والشياطين :

يبدأ النص بالإشارة إلى حرب قديمة بين البشر والشياطين، حيث كان البشر قد اكتشفوا طرقًا لربط أسلحة الشياطين الخطيرة، وكان هذا مرتبطًا بالسحر والعرافة. الفكرة الرئيسية هنا هي أن البشر استخدموا أدوات سحرية لتقييد الشياطين، وتظل هذه الأدوات موجودة في القلاع البشرية حتى اليوم.

وجود قيود سحرية :

تم التطرق إلى وجود "جين" (عناصر سحرية) كانت تُستخدم لإخماد السحر الشيطاني، وهي أشبه بسلسلة سحرية كانت تقيد أيدي وأرجل الشياطين. هذا يشير إلى أن السحر كان وسيلة للتحكم في الشياطين. ورغم أن هذه الأدوات كانت فاعلة في البداية، إلا أن استخدامها أصبح محدودًا مع مرور الوقت.

دور شخصية ديونهاارد :

ديونهاارد، الذي يبدو أنه قائد عسكري، يشيد بالتكنولوجيا أو السحر الذي أوقف الشياطين، وهو لا يبدو متوترًا بل يراقب بتقدير. ويظهر هنا اهتمامه بالتركيز على الجوانب العسكرية بدلاً من الاستجابة لمشاعر الخوف أو الشك. في موقفه مع الشياطين، يبدو أنه يقدر المعلومات التي يحصل عليها، رغم أن تلميحات النص تشير إلى أنه لا يثق تمامًا في الأهداف الحقيقية وراء المعلومات التي تُقدم له.

الأسلوب الحواري واللعب بالكلمات :

الحوار مليء بالتلميحات، كما نلاحظ من خلال التفاعل بين ديونهاارد وملك الشياطين. الملك يعطيه معلومات على شكل "مَنّة"، مما يشير إلى أنه يستمتع بمنح ديونهاارد هذه المعلومات، على الرغم من كونها بمثابة استفزاز له. هذا يعكس العلاقة المعقدة بين الشخصيات، حيث يسعى كل طرف للهيمنة والتفوق على الآخر.

الحديث عن عقود الشياطين :

هناك إشارات إلى فكرة "العقد" بين البشر والشياطين، وهي تقليد قديم كان يتطلب من البشر استدعاء الشياطين بعقد يُمنح بمقابل أمني أو رغبة بشرية. ومع ذلك، يبدو أن هذه الطريقة قد فقدت بمرور الوقت، مما يجعل الشياطين أكثر عزوفًا عن هذه العقود.

الاستراتيجيات العسكرية :

في النهاية، يتحول الحوار إلى استراتيجية عسكرية تتعلق بكيفية شن الهجوم على الأراضي البشرية. ويطرح ديونهاارد فكرة مهاجمة رويش، وهي مملكة تدعم الأراضي البشرية في الحرب. وتظهر هنا نية ديونهاارد لاستخدام التحالفات والتهديدات كجزء من استراتيجية الهجوم، مع السعي لتحقيق النصر العسكري، لكن بشكل يُظهر من خلاله قوة سلطته وتأكيد هيبته.

الخلاصة:

النص يعكس قصة معقدة من الصراع بين الشياطين والبشر، حيث يتحكم كل طرف في المعلومات والسلطة بطرق ذكية ومناورة. الشخصيات، مثل ديونهاارد وملك الشياطين، تحاول فرض هيمنتها على الآخر باستخدام التكتيك النفسي والمعلومات الاستراتيجية. من خلال التركيز على المعلومات العسكرية وتهديدات القوة، يصبح النص مليئًا باللعب بالكلمات والصراع على النفوذ.

2025/05/25 · 31 مشاهدة · 2097 كلمة
نادي الروايات - 2025