"بوسعك أن تجلس هنا، أمام هذا المكتب، وتتكلم."

ما إن وقعت عيني عليه حتى أيقنت السبب الذي جعل ملك الشياطين يُعِدّ هذا المكان بعنايةٍ بالغة.

ربما أراد أن يُظهِر للعالم أن عالم الشياطين يكرم من خانوا جنسهم البشري وتبرؤوا من البشر. ولهذا وضعوا ثلاثَ أقمارٍ تتلألأ خارج النافذة شاهدةً على عالم الظلال، وجعلوا من الغرفة الفاخرة دليلًا على طريقتهم في معاملة البشر.

السلاح الذي سيلوح به في خطبته المقبلة مرتبطٌ بهذه الرمزية، مما يجعل الغرض منها جليًا... ولكن، لِمَ يبدو مريرًا إلى هذا الحد؟

لامس "ديون" طرف فمه ببطء.

"البداية هي..."

"إن وضعتَ يدك على هذه الحجرة السحرية، سيظهر أمام عينيك نورٌ أبيض بحجم قبضتك بعد ثلاث ثوانٍ. حدّق فيه وتكلّم. ولإنهاء التسجيل، كلُّ ما عليك فعله هو رفع يدك. بسيط، أليس كذلك؟ للمعلومية، أنا و(ليرينيل) صنعنا هذه الحجرة سويًا. لم أجرّبها من قبل، لكنني واثقٌ من أنها ستعمل جيدًا."

"قلتَ: لم أجرّبها من قبل. أما جربتها مرة في الماضي؟"

"حينها استخدمت سحري مباشرة. تلك الطريقة تستهلك قدرًا هائلًا من القوة السحرية."

"...فهمت الآن. فلنبدأ على الفور."

جلستُ أمام المكتب.

أما "ديون"، فبقي وحده بعدما غادر ملك الشياطين المكان بهدوء، كأنه يقول له: "تحدث بسلام." أغمض "ديون" عينيه ثم فتحهما ببطء، والحجرة السحرية تقبع أمامه.

'…'

عيناه إلى الأرض، صامتٌ كمن لا يُفصح عن ما يدور بداخله. ثم، رفع نظره فجأة كمن قرر ألّا يهاب شيئًا، ومدّ يده إلى الحجرة.

ظهر ضوءٌ أبيض على مقربةٍ من وجهه.

'حسنًا...'

الأنا...

"فلنحفر اسمنا في سجلات التاريخ."

{م.م: ملاحظين أنه يخاطب نفسه بـ"نحن"؟..}

لقد حانت لحظة التحوّل إلى "أسوأ إنسان وُجد على الإطلاق".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ظهرَت شاشةٌ ضخمة في أصقاع العالم البشري، الذي كان آنذاك في أوج حروبه.

لم يعمّ الهلع، كأنهم شهدوا أمرًا شبيهًا من قبل واعتادوه. حدّق الناس بالشاشة بصمت، حين لاح لهم وجهٌ مألوف لمح، ولو لثوانٍ معدودة.

رجلٌ بثيابٍ سوداء، بشعرٍ أبيض وعينين حمراوين، يحدّق مباشرة إلى الأمام، وفي خلفية النافذة ثلاثُ أقمارٍ تؤكد أنهم في عالم الشياطين.

"...ديون هارت."

حتى لو لم يسبق لك رؤيته، فملامحه صارت معروفة. تمتم أحدهم وكأنه يتأوّه.

ولأنها المرة الأولى التي يظهر فيها وجهه منذ انحيازه إلى الشياطين، اجتذب ظهوره الأنظار بطبيعة الحال.

فتح الرجل في الشاشة فاهه بهدوء، كأنه يعلم أن أنظار البشريّة جمعاء تترصده بعداء.

– "الإمبراطوريات أنانيّة."

كانت جملةً فجة، مباغتة، جعلت حتى اللامبالين يرفعون رؤوسهم بشكٍّ في ما سمعوه.

– "الإمبراطور الحالي لا يُرى إلا بهذه العين. حين علمتُ بتحالف العالم البشري، لم أفهم كيف التفت البشريّة حول الإمبراطوريّة. بل إني، في الحقيقة، لا أفهم حتى الآن."

مال الرجل برأسه، كمن لم يفهم بصدق.

– "أما زلتم عاجزين عن التعلُّم؟"

كان قولًا وفعلًا يُبكيان من الضيق.

الأنظار التي كانت مشوبةً بالفضول تحوّلت إلى غضبٍ جارف، وترك الناس أعمالهم، ورفعوا رؤوسهم.

ومن ثم، أُسرت أعينهم بالشاشة حتى انتهاء الخطاب.

'ما الذي سيفصح عنه ليستأثر بكلّ هذا الانتباه؟'

كان الإمبراطور جالسًا خلف مكتبه، متكئًا على كرسيّه، يرمق الشاشة بهدوء. كأنها صُممت لتُعرض أمام الجميع بوضوح.

– "ما إن اعتلى الإمبراطور العرش، حتى أشعل حربًا امتدت ثمانية أعوام. وسُحقت تحت قدميه أممٌ لا تدري لِمَ طُحنت. ولم تكد تنتهي، حتى اندلعت حربٌ جديدة بعد عامين فقط."

…قهوة باردة.

مددتُ يدي وسحبت الخيط.

"…نادوا العرّاف/الشامان. قولوا له أن يستعد للتدخل."

إنه شقٌّ آخر. لا بد أن الشيطان قد جرّب هذا من قبل.

ولا عجب، فليس أبلغ من بثّ الفتنة داخل الصفوف.

أما "ديون هارت" على الشاشة، فقد مضى في كلامه دون تردد.

– "نهاية حرب الثمانية أعوام لم تكن هدنة، بل إعلانًا بانتهائها. وما إن مرّ عامان حتى نكثوا بعهودهم وأشعلوا نيرانًا جديدة! وهنا انكشف وجه الإمبراطور الحقيقي."

"رغبته: أن يغزو القارّة."

– "الأمر جليّ لا يخفى. لكنني وجدته مثيرًا للسخرية، كيف اجتمعوا من حوله. أليس هذا كسمكةٍ ترجُو القطة حمايتها؟ أو كنعجةٍ تصافح ذئبًا وتعاهده؟"

تأمل ديون هارت في داخله:

"أنا لست عبقريًا. في صغري، كان أخي الأكبر يمتدح ذكائي، لكنني أعلم أن ذلك لم يكن سوى حنانٍ أخوي. كنتُ أعلى من المتوسط قليلًا، ولم أكن بارعًا في الخطابة."

"قضيتُ حياتي حبيسَ الدار، ثم في ساحات القتال. فأين لي وقتٌ لأتدرّب على الحوارات العميقة؟"

"ليت الصوت وحده نُقل، دون الصورة... أو ليت غيري وقف في هذا الموضع."

رغبةٌ خجولة لم تلبث أن ظهرت.

لكن هذا الموضع لن تكون له قيمة إن لم أكن أنا صاحبه. أما الشاشة، فلا مفرّ منها إن أردنا لفت الأنظار. وحده الصوت لا يكشف هوية المتحدث بسهولة، كما أنه لا يشدّ الانتباه كالصورة. التركيز على الصورة والمحتوى معًا يجعل من الأصعب نقد الرسالة.

"فلنكن واثقين."

فهذا ليس نقاشًا، بل تحريضاً من طرفٍ واحد.

ليس المنطق هو السلاح، بل العاطفة.

لا حاجة للإطالة. فادخلْ بغتة، رجّ الوجدان، ثم انسحب سريعًا. أما الهيئة، فارفع الرأس، واضبط ملامحك كأن لا شيء مما تقول غريب.

"...هل العرّاف/الشامان لا يزال هناك؟"

"أعتذر، لكنّ الشامان يقول إن التدخل يتجاوز حدود قدراته. الحاجز هذه المرة أعلى مما كان عليه من قبل..."

"..."

قطّب الإمبراطور حاجبيه بصمت.

– "غايتي هي الإمبراطورية. فمن يتمسّك بها، يلقى أحد مصيرين: إمّا أن تسحقه جحافل سيد الشياطين الزاحفة نحوها، أو أن تبتلعه الإمبراطورية نفسها، بعد أن تصدّ العالم السفلي وتدّعي الطمأنينة."

صوت منفرد انبعث في عالم ابتلعه الصمت.

– "في المحصلة، لا خير في الارتهان للإمبراطورية."

ذلك الفم، ينبغي أن يُخرس.

ولكن... كيف؟

«لا سبيل لذلك...»

خفض الإمبراطور عينيه مستسلماً. كنت أفكر في كيفية التعامل مع وضع قد يثقل كاهلي لاحقًا، حين ارتجّ المشهد المتدلّي في الهواء واسودّت شاشته.

هل انتهى الأمر؟ في لحظة بدت مفاجئة، أضاءت الشاشة مجددًا، وظهر رجل.

لم يكن ديون هارت. رجل ملامحه عادية، في طور الانتقال من صِبا إلى رجولة، يقف في زقاق مجهول لا يُعرف من أمره شيء.

– "في النهاية، ليس إلا تصريح خائن اصطف إلى جانب الشيطان."

اهتزّ العالم مع ظهور هذا الوجه الجديد، كما لو أنّ هويته تُستنبط من وقع هيبته.

رفع ديون هارت حاجبه حين فقد السيطرة على الشاشة، وحدّق بالرجل أمامه. لا شك أني رأيت ذلك الوجه من قبل.

«آه... نعم. يوم المعركة الكلامية بين سيد الشياطين والإمبراطور، كان ذلك الفتى يتلقى دروسه منها كأنها كتاب التاريخ.»

أسرع إد بإحضار حجر سحري جديد. ديون حدّق فيه فوق الطاولة، لكن بدلًا من أن يمدّ يده نحوه، وجّه نظره نحو الشاشة.

رغم صغر سنه، إلا أن ملامحه بدت صلبة، كأنّ في صدره عقيدة لا تُزلزل.

كان ذلك بول، قائد الجيش الثوري، الذي ظلّ يتحرك في الخفاء حتى أوان الانقلاب، وها هو للمرة الأولى يقف في وجه الجميع لحماية عالم البشر. شعرت بنظرات إيرام الساخطة من طرف واحد، غير أنني لم أعرها اهتمامًا.

– "أنت أيضًا لا تتكلم إلا من أجل إشعال الفتنة بين بني البشر. فما الذي يجعلك مختلفًا عن الشيطان؟"

وما إن ظهر ديون هارت على الشاشة، حتى بادر بول بإصدار أوامره.

كان يأمل أن يردّ الإمبراطور بنفسه، ولكن إن لم يتمكن، فقد استدعى مسبقًا ساحرًا بارعًا من صفوف الجيش الثوري. غير أن كون الشامان ذا سجل مشبوه، ملطخ باللعنات والأرواح الشريرة، جعل من عملية الإقناع أمرًا عسيرًا.

"...ولِمَ أستخدم سحري من أجل إمبراطور أو ما شابه..."

– "إن عالم البشر لا بدّ أن يبقى حيًّا، سواء وُجدت ثورة أم لم توجد. نشكرك على تعاونك."

لحسن الحظ، أنني نجحت في إقناعه في نهاية المطاف.

إيرام كان يواسي الشامان بهدوء، فيما كانت عيناه تتبعان بول، الواقف في طرف المشهد، يُحسن استخدام لسانه لتغيير قناعات أولئك الذين زلزلهم الخطاب الدعائي.

وكأنّه لم يكن ليرضى بموقف المتفرج، فقد ظهرت شاشة ديون هارت إلى جوار شاشة بول.

– "وما الفرق بيني وبين سيد الشياطين؟ الفرق أنني إنسان. ألا يثير فضولكم أن تعرفوا لماذا قررت، أنا، الإنسان، أن أدير ظهري للبشر وألتحق بعالم الشياطين؟"

صمت برهة... ثم ابتسم.

لكنّ تلك الابتسامة ما لبثت أن تلاشت، ليحل محلّها حقد أسود لا يلين.

وانفجرت الكلمات من فمه كزمجرة سبع، يقطر صوته قتلاً.

– "لأنه لم يكن ثمة مكان أفضل لأقتل فيه الإمبراطور!"

الإمبراطور بطبعه رجل يكثر أعداؤه.

وهذا بحدّ ذاته لم يكن غريبًا، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفًا. لقد ترسّخ حضوره في ذاكرة الجميع. وتسللت إلى خاطري فكرة...

إن كان الهدف هو قتل الإمبراطور، فهل تُحل المشكلة إن أُزيل الإمبراطور فحسب؟

– "لماذا ظللت أذكر الإمبراطور طيلة حديثي؟ إنّ ثأري لا يتعداه. وإن كان الأمر صعبًا عليكم، فأسقطوا رأسه وحسب."

رفع ديون طرفي فمه بابتسامة مغصوصة.

أما الدوق، وهو المذنب الأكبر، فقد أغفله عمداً. ليس فقط لشقّ صفوف التحالف، بل أيضًا لإثارة الفُرقة داخل قلب الإمبراطورية نفسها. لا بدّ أن صوت الأرستقراطيين يعلو، لهذا وجّه كلّ سهمه إلى صدر الإمبراطور، حتى لو اقتضى الأمر تهديد حياة الدوق نفسه.

طالما اتُهم الإمبراطور، فإن أولئك السياسيين المخضرمين سيدفعون به إلى الجحيم بالأسلحة التي جمعوها على مر السنين.

لكن بول لم يكن ممّن يُسلمون الأجواء للمصادفة. لقد اتخذ اليوم قرارًا جريئًا، وتدخل بنفسه في الشاشات. ولأنني لا أقبل أن أُهزم من دون أن أحظى بحقي، فتحت فمي مجددًا.

– "ما أظرفك. أعلم جيدًا، حتى إن فعلنا ما تقول، فإن تقدم جيش الشيطان لن يتوقف."

– "ولم تظن ذلك؟ ألم تسمع ما قلت؟"

– "ذلك ما قلته

أنت

، وغرضك

أنت

. لا ما أراده جيش الشيطان."

– "...."

– "نياتك واضحة. تدمّر الإمبراطورية، ثم تتنصّل قائلاً: ’قلت إن هدفي هو الإمبراطورية، لكني لم أقل إن هدف عالم الشياطين كذلك.‘ وما أن تنهار، يبتلع جيش الشيطان عالم البشر الذي بات لقمة سائغة. أليس كذلك؟"

إنّ الإمبراطورية هي السدّ الأكبر بين عالم البشر وعالم الشياطين.

فلو حُرم عالم البشر من الطعام بسبب ذلك السد، ثم انهار السد فجأة، فهل تتوقع أن يغضّ عالم الشياطين الطرف؟ بل يبتلعونه شغفًا، كما لو انتظروا سقوطه منذ زمن.

– "لقد أدركنا من مناظرة سيد الشياطين والإمبراطور شهوة الشياطين للعام، وتبيّن لنا مغزاهم. أظننتنا سنقع ضحية براعتك اللسانية؟ إن للاستخفاف بالناس حدودًا. كم يبدو نظرك إلينا مضحكًا!"

– "...."

– "ثم، إن أردت قتل الإمبراطور حقًّا، أفما كان الأولى بك أن تنضمّ إلى الجيش الثوري؟ أليس هو الآخر من معسكر البشر؟ لكنك، ومنذ وطئت قدماك عالم الشياطين، كنت على ضلال مبين."

كتم ديون ضحكة كادت تفلت منه.

"هدفي هو الإمبراطورية." وكأنّه يحاول، من حيث لا يدري، أن ينقذ بقايا ضميره.

«كم هو مثير للسخرية... ومنذ متى كان لي ضمير؟»

لقد تخليت عن بشريتك إبّان حرب السنوات الثمان، والآن تسعى لترميم ضمير؟!

اسودّت عيناه الحمراوان، وابتسم ديون هارت في وجه مَن على الجانب الآخر من الشاشة. لم يشأ أن يرد على الاتهامات التي طالت الجيش الثوري، بل عاد ليجيب عن سؤاله السابق.

– "وماذا لو تعهّد عالم الشياطين بعدم المساس بأي أرض خارج حدود الإمبراطورية؟"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شرح:

السياق العام:

الشخصية الرئيسية (ديون هارت) كانت في الأصل من البشر، ثم خان العالم البشري وانضم إلى جانب "ملك الشياطين".

يُعطى ديون فرصة لإلقاء خطاب عالمي، في غرفة فاخرة تعكس كيف أن عالم الشياطين يُظهر الكرم للمنشقين من البشر (رمزية ثلاثة أقمار بالخلفية تأكيدًا على أنه في عالم الشياطين).

الهدف من هذا الخطاب: ليس فقط توجيه الاتهامات، بل إثارة الفوضى في صفوف البشر، وتقسيمهم سياسيًا.

المشهد الأول:

"يمكنك الجلوس هنا أمام هذا المكتب والتحدث."

تُقال هذه الجملة من قبل شخصية غير مُحددة (ربما الشيطان أو مساعده)، دلالة على أن ديون قد مُنح منصة سياسية.

ديون يدرك فورًا أن المكان والديكور ليسا اعتباطيين، بل لهما رمزية واضحة: إظهار الشياطين كحضاريين وعادلين مع المنشقين من البشر.

التحضير للتسجيل:

"إذا وضعت يدك على هذا الحجر السحري..." "قلتُ: لم أستخدمه من قبل..." "لنبدأ فورًا."

يتم إعطاء ديون أداة سحرية (حجر سحري) لبث خطابه، ويبدو أنها معقدة وتحتاج قوة سحرية كبيرة.

رغم التوتر، يقرر ديون البدء فورًا.

الخطاب أمام العالم البشري:

– "الإمبراطوريات أنانية." – "ويجب أن يُنظر إلى إمبراطور الإمبراطورية بوصفه أنانيًا."

يبدأ الخطاب بهجوم حاد على "الإمبراطورية"، وخصوصًا الإمبراطور، ويتهمه بالأنانية والعدوانية.

يشير إلى أن الإمبراطور بدأ حربًا دامت ثماني سنوات، ثم حربًا أخرى بعدها بعامين، دون تبرير واضح.

– "أليس هذا كأن تطلب سمكة من قطة أن تحميها؟"

يستخدم استعارات قوية لتصوير "تحالف البشر مع الإمبراطورية" على أنه أمر عبثي.

نوايا ديون الحقيقية:

"لنكن واثقين." "بدلًا من استخدام المنطق... استخدم المشاعر..."

ديون يعلم أن هدفه ليس الإقناع العقلي، بل التلاعب العاطفي بالرأي العام.

يريد تحفيز مشاعر الغضب والخيانة والانقسام.

رد فعل الإمبراطور:

"...نادوا الشامان. أخبروهم أن يستعدوا للتدخل." "الحاجز أقوى من المرة السابقة..."

الإمبراطور يُدرك أن الخطاب يشكّل تهديدًا سياسيًا، ويحاول إيقاف البث باستخدام الشعوذة، لكن دون جدوى.

ثم يتقبل أنه لا توجد طريقة فورية لإيقاف الخطاب.

ظهور بول - زعيم الجيش الثوري:

– "ما الذي يجعلك مختلفًا عن الشيطان؟" – "نواياك واضحة."

بول، قائد الثورة ضد الإمبراطور، يتدخل ليُفند خطاب ديون.

يقول إن ديون لا يختلف عن الشيطان في شيء، لأنه يزرع الفتنة.

يتهمه بأن هدفه الحقيقي هو تدمير الإمبراطورية، ثم ترك عالم الشياطين يبتلع ما تبقى.

المواجهة الأيديولوجية بين ديون وبول:

ديون : "أنا بشر. أريد قتل الإمبراطور لأنه سبب كل شيء. إذا قُتل، تنتهي المشكلة."

بول : "لو كنت حقًا ضد الإمبراطور، لانضممت للثوار، لا للشياطين. بمجرد عبورك لهم، أصبحت خائنًا."

الذروة: الكلمة الفاصلة لـ ديون

– "لأنه لم يكن هناك مكان أفضل لقتل الإمبراطور!"

هنا نكتشف نية ديون العميقة: يريد اغتيال الإمبراطور، ويعتقد أن الوقوف إلى جانب الشياطين يُعطيه أقوى فرصة لذلك.

هذه الكلمة تُمزق أي غموض في نواياه، وتحول الخطاب إلى اعتراف علني بالتحريض على القتل.

الرد الحاسم من بول:

– "جيش ملك الشياطين كان سيبتلع العالم البشري الذي أصبح فريسة سهلة." – "منذ اللحظة التي ذهبت فيها إلى عالم الشياطين، كنت مخطئًا بالفعل."

بول يُثبت أن ديون لا يمكن أن يُبرر موقفه، لأن نوايا الشياطين واضحة: بعد انهيار الإمبراطورية، سيغزون العالم البشري بأكمله.

يبين أن ديون يلعب على الحبال: يتظاهر بالحرص على الإنسان، بينما يخدم الشيطان.

رمزية النهاية:

– "ماذا لو وعد عالم الشياطين بألا يمس شيئًا خارج الإمبراطورية؟"

ديون يقترح في النهاية “صفقة” ساذجة وسامة: ماذا لو اقتصر غزو الشياطين على الإمبراطورية فقط؟

وهذا يُظهر إما استهزاءه بالعالم البشري، أو يأسه، أو محاولته إشعال الفتنة حتى النهاية.

التحليل النهائي للمعاني والدلالات:

ديون يمثل الإنسان الذي فقد ثقته بالعدالة، فانقلب للعدو، واستخدم الكراهية كذريعة للخيانة.

الإمبراطور يمثل الطغيان والدمار، لكنه أيضًا حاجز ضد الشيطان، ما يجعله "شرًا لا بد منه".

بول يمثل الطريق الثالث: الثورة من داخل البشرية، لا الخيانة لصالح الشياطين.

المشادة الكلامية كانت بين التحريض الانقسامي (ديون) و الدفاع العقلاني المتزن (بول) .

المعركة لم تكن فقط كلامية، بل معركة على ولاء الشعوب، والحق، والهدف من الثورة.

2025/05/28 · 30 مشاهدة · 2232 كلمة
نادي الروايات - 2025