الفصل 37: متعاهدون

.

.

.

كانت دوريس إيريس قزمة نبيلة نقية الدم. كانت تتمتع ببشرة فاتحة رائعة، وشعر ذهبي كحرير الذهب، وأعين خضراء صافية كمَثلِ اليشم، كان وصفها بالجمال والحُسن تواضع في استخدام الكلمات.

في أراضي أزير المهجورة، كل بقايا العصور الغابرة السواء كانت الأساطير أو كنوز الدم أو أي آثار أخرى تعتبر كنوز ثمينة للغاية.

كونها عشيرة سامية شاطرت نفس دهور المجد مع العمالقة القدامى، يمكن اعتبار عشيرة أريس ضمن أكثر العشائر غير التقليدية وأطول ما عاش في عزلة داخل الغابات المقفِرة.

ولكن نظرًا لاحترامهم الكبير لنسلهم، ورفضهم القاطع للتزاوج مع العشائر الأخرى ، والنسبة المنخفضة للإناث إلى الذكور ، والإلتزام الصارم بالزواج الأحادي، -أي زوجين فقط، ولا يسمح للرجل أو المرأة بالخلة أو الزواج الثاني- أصبح عدد أعضاء عشيرة الجان "آريس" أكثر بقليل من مائة.

بعبارة أخرى ، أصبحوا "معرضين لخطر الإنقراض".

دفعهم هذا الشعور بقرب الهلاك إلى إعادة التفكير ومراجعة قناعاتهم السابقة، وعهودهم المفقودة ، تاركين الغابات متوجهين إلى ليلة البورجيس*.

(ملاحظة مانجو : هو إسم مهرجان ديني متواجد بالفعل، إسمه" ليلة فالبورجيس" ، وهو اختصار " لليلة القديسة فالبورجيس" . يحتفل به بعض المسيحيين، والتي كي أختصر عليكم الموضوع، كانت رئيسة دير في فرنسيا بالقرن الثامن. وهذا المهرجان تكريم لها، أشاد المسيحيون الالمان بالقديسة فالبورجا لسعيها الدائم لعلاج الأمراض والعناية بالمصابين، بالتحديد الطواعين وداء الكلب والسعال الديكي، وبالطبع السحرة، نجحت فالبورجا في جعل العديد من عامة يدخولون المسيحية، ولهذا كانوا يدعون الرب مستفيدين من شفاعتها لحماية أنفسهم من تأثير السحر. لا زال الناس في بعض انحاء العالم المسيحي يضرمون النار في عشية القديسة فالبورجا لطرد الارواح الشريرة والساحرات.

"أختصار لكل ما تحتاج معرفته من الثرثرة أعلاه" : الكاتب يقتبس إسم المهرجان، والنيران، وقضية السحرة، هذا هو كل شيء. XD )

كانت ليلة البورجيس معروفة أيضًا باسم "الحكمة ريفيلري" و "عيد السحرة". وفقًا للأساطير القديمة ، تحولت مملكة الجان المجيدة إلى أرض قاحلة محترقة على يدي أمير الجان كانديلا بعد أن أصيب بالجنون.

مع عدم وجود أي شخص يعتمدون عليه، كان جزء صغير من الجان قد وقع على ميثاق مع الساحرات ذوي القوة والبورجيس في تلك الليلة المظلمة التي لا قمر فيها، واكتسبوا حاميًا جديدًا متعهدين له.

على مدار آلاف السنين التي تلت ذلك ، كان الجان الراغبون في طلب حماية ومساعدة السحرات يجتمعون في الليلة الأخيرة من الشهر الرابع لإشعال النيران على التلال القريبة ، والتجمع لأداء الطقوس التي ستستمر حتى بزوغ الفجر.

وهكذا عرف الجان والكائنات الروحية الأخرى التي تعاهدت وتلقت الحماية وكذلك السحرات العظيمات أنفسهن من قل الصيادين والسحرة "بالمتعهدين".

لسوء الحظ ، فإن الساحرة التي تعاهدت لها عشيرة آريس قد دخلت بالفعل في سبات عميق في عالم الأحلام.

أولئك الذين يريدون الحماية سيتعين عليهم البحث عن مكان سبات هذا الوجود العظيم. هذه المرة، كانت دوريس هي المتعهد الذي أرسلته العشيرة للبحث عن حاميها.

وفقًا لنبوءة أحد حكماء العشيرة، ستظهر الأدلة في عاصمة بشرية كبيرة بنيت فوق أنقاض العاصمة الملكية القديمة - مدينة نورزين.

بالنسبة إلى الجان ، كانت هذه المدينة غير مألوفة تمامًا، وتفوح منها رائحة المعادن الصناعية، و تتمتع بطقس مروع لا يطاق إطلاقا، علاوة على ذلك ، تسببت الأحداث الأخيرة في تقلبات واسعة النطاق للأثير.

ومع كون الجان مخلوقات حساسًا للغاية في ما يتعلق بللأثير، سيجدون مثل هذه التقلبات مؤلمة للغاية.

كل شيء في هذا المكان جعل دوريس تشعر بالحيرة والإرتباك، كذلك النفور، ومع ذلك ، حدث ما لم يكن في الحسبان، ففي خضم عودتها بعد حصولها على طعامها اليوم، واجهت شخصًا مجهولًا ملطخًا بالدماء ملقى قرابة بابها.

بصفتها وافدة جديدة استأجرت للتو شقة هنا، وبالكاد حصلت على بعض الإستقرار ، كان رد فعل دوريس الأول عند مواجهة مثل هذا الموقف بطبيعة الحال هو التفكير في سلامتها الشخصية أولاً.

تمكنت جي زيكسيو من الحديث بصعوبة بالغة :"إذن، فهل أنقذتني؟"

إرتسمت إبتسامة خافتة على وجه دوريس : "أم ...نعم، في وسعك قول ذلك".

"في ذلك الوقت ، كنتِ على بعد خطوات قليلة من منزلي، وإذا سمحت لجثمانك بالمكوث هناك، فلسوف يتم العثور عليك من قبل أولئك الذين يلاحقونك عاجلا غير اجِل".

"وإذا ما إقتربو من هذه الأرض، فقد يكتشفونني وأكون بذلك متورطة، من الأفضل تجنب مثل هذه المشقة غير السارة، لا تقلقي، فنحن الجان تسري دماء الصيد في عروقنا، ما أزال أجزم أنني جيدة بأشياء مثل إخفاء أثري أو ما شابه، لا داعي لشكري".

سحبت جي زيكسيو كلمات "شكرًا لك" التي كانت على طرف لسانها. وستذكرت ما حل في المعركة السابقة، وتحملت الألم حيث أجبرت نفسها على الجلوس. زفرت قبل أن تسأل: "كم من الوقت كنت ملقات في الخارج؟"

لم تكن تعرف ما هو الوضع الحالي ، أو ما إذا كانت كايي وماركوس بخير ... وهل سينهار أتباعها بدون زعيهم، ويتم إسقاطهم واحدًا تلو الآخر؟ كانت هذه أسئلة بلا أجوبة أرقتها.

في الظروف الاعتيادية، قد تستغرق بويضة مرآة السحر* حوالي شهر حتى تفقس. في الوقت الراهن ، لربما لم يتبق سوى أقل من أيام قبل فقسها، ولم يكتشفوا بعد المكان الذي كان هيريس يستعمله لحضانتها.

(*ملاحظة مانجو : ماجيك أوفوم ميرور سابقا، لأصدقكم القول لم أكن أحب تنسيق الكلمة بالعربية بشكل خاص، هذا هو سبب وضعي لهذا الإسم سابقا، لا أعرف بالتحديد مالذي كنت أفكر فيه وقتها، ولم لم أكن أحبه، لكن هذا ما وجدته مدون في ملاحظاتي تحت الإسم...؟)

لم يكن الوضع الحالي يبشر بالخير على الإطلاق. ستكون هناك عواقب وخيمة إذا تم السماح لأي كيان داخل عالم الأحلام بالخروج إلى العلن.

ساعدت دوريس جي زيكسيو على الجلوس، واتكأت على اللوح الأمامي. فكرت لوهلة قبل أن تجيب قائلة :" مرت حوالي الخمس ساعات. وفقًا للجروح الحديثة والدم المتدفق من جسدك ، افترضت أنه لم تمر ست ساعات منذ أن كنتِ ملقات هنا".

ست ساعات. هذا يعني أن حظ جي زيكسيو لم يكن سيئًا للغاية.

على الرغم من أن ذئب السماء كانت لديه القدرة على القفز عبر الزمان والمكان ، إلا أن جي زيكسيو قد فقدت السيطرة على نفسها أثناء قفزها.

لم تستطع التحكم في المكان الذي قفزت فيه أو المدة التي ستبقى فيها داخل الفراغ.

ولكن من ما يبدو عليه الأمر، فقد كانت محظوظة. أو دعنا نقل أن هذا كان بفعل نعمة مالك المكتبة...

على أي حال، لم تكن الظروف الراهنة سيئة للغاية بعد، وما تزال هناك فرصة لقلب الطاولة مستقبلا.

أصبح تنفس جي زيكسيو أكثر سلاسة، وبدأت تتفقد الغرفة التي كانت فيها بينما قالت، :"اسمي جي زيكسيو. لابد أنك من الجان ... لماذا أنتِ في نورزين؟ قلَّ ما شوهِد الجان في هذه الأرض، لأن البيئة ليست جيدة حسب قولهم".

كانت الغرفة صغيرة وبسيطة، بلغ حجمها حوالي عشرة أمتار مربعة. كان هذا هو النوع المعتاد من شقق الإيجار المؤقتة في نورزين.

ومع ذلك ، فقد تم ترتيبها بدقة، وطغت رائحة الحساء العبقة على الهواء. حتى أن سيدة الجان أمامها كانت ترتدي مئزرًا ، ومن الواضح أنها كانت تطبخ قبل برهة.

لم تستشعر جي زيكسيو أي عداء، لذا فقد أراحت نفسها قليلاً. ومع ذلك، فقد أبقت يقظتها الأساسية.

حركت جسدها وشعرت أنها أصبحت قادرة على التحكم فيه بشكل أفضل الآن.

تم علاج جروحها بشكل جيد من قبل آنسة الجان، وتم لفها بعناية بضمادات نظيفة.

تم بالفعل شفاء معظم إصابات جي زيكسيو الأساسية، وكل ما بقي هو بعض الألم، ربما يكون ناجما عن الضرر إثر قِتالها في حالة طفرة الوحش لفترة طويلة من الزمن. وقد عاد الدم المتدفق داخل جسدها بالفعل إلى حالة الهدوء.

"قدرات التجديد الخاصة بك هائلة" قالت انسة الجان في بهجة وهي تجلسة "الظاهر أنكِ صيادة رائعة إلى حد ما" : كانت تقلبات الأثير اللطيفة تدور حولها ، كمِثل الماء الراكد، مما يجعل من حولها يشعرون بالراحة.

ثم أتبعت قولها : "أما عن سؤالك، فإنني هنا للبحث عن المجد الضائع لعشيرة إيريس".

عشيرة ايريس؟

ضاقت نظرات جي زيكسيو.

تلك العشيرة التي يُزعم أنها الأقدم والأقدس بين معشر الجان؟

ألم تتراجع منذ زمن منصرم؟ يقال أنه لم يتم رؤية أي فرد من أفردها لعدة قرون.

وها هم الآن يعاودون الظهور للبحث عن مجدهم الضائع...

قدمت جي زيكسيو تخمينًا : "هل تحاولين العثور على الساحرة التي عهِدت إليها عشرتك ذات مرة؟"

"صحيح": أومأت دوريس برأسها : "واحدة من السحرة القدماء الأربع، هي تجسيد للغز أقدم العصور. لم يسبق لأحد أن رأى وجهها الحقيقي وتقول الأساطير إنها راقدة في عالم أحلام أبدي مكسو بالثلج ومكلل بالصقيع، مزهر بزهور سوسن بيضاء، لم يمسها الدنس ولن يمسها، وشجرة مورقة، مثمرة، تداعب بأغصانها عنان السماء، ولدت من جثة تنين سحيق".

"كَانتِ "الفِضَة" إِسمً لهَا".

.

.

.

-نهاية الفصل-

كنت أود الحديث عن الفصل، لكن علي أن أقول شيء ما..

-تسعل قليلا- عُدت عدت والعود أحمدُ!

ا.. ارجوكم لا ترشقوني بالطماطم الفاسدة وصيحات الإستهجان..، لن أعيد أحاجيجي السابقة، بعيدا عن ذلك، لدي شيء هام لقوله.. لكن ليس قبل أن تبعدو الطماطم الفاسدة-!

هل أبعدتموها؟.. جيد، حسنا، كيف أقول ذلك؟ صادف أنه (قد) يكون علي السفر لقضاء حاجة معينة،. لربما أنشغل لبضعة أشهر، أنا حقا أكره ذلك... لكن لا بأس! لن أنساكم إطلاقا، إن حدث ذلك، سأطلب -في الحقيقة من الأصح القول أنني "سأرغم"- زميل طيب جدا وذو معرفة جيدة إكمالها لكم إلى حين عودتي، كما سأودع دفتر ملاحظاتي المليء بالهبد عنده، لذا عمليا، لاداعي للقلق بخصوص تغير الأسماء مجددا.

-أردت أن أشدد على أن كلمة "قد" بين قوسين، وهي ضمير "إحتمال" أي شيء غير مؤكد-

تمنوا لي الحظ يا رفاق! إن سارت الأمور بسلاسة لن يكون على الذهاب! وأنا بصراحة أكسل من ذلك ولا أمتلك أدنى رغبة..

اه.. من الجيد حقا أفراغ ما في صدرك.. كم من المثير للسخرية أنني بدأت العمل على الرواية لكوني أشعر بالفراغ المفرط..

على كل حال، أظنني شكلت إرتباط عاطفيا بتلك الأوقات التي أقضياها معها ومعكم. :)

دعكم من هذه الدراما، فهذا الفصل كان مهم نوعا ما، صحيح؟

2021/12/01 · 762 مشاهدة · 1508 كلمة
نادي الروايات - 2025