الفصل 38: علمه إلهي
.
.
.
"فضة..."
رددت جي زيكسيو الإسم دون أن تعي ذلك.
بصفتها صيادة متمرسة، وشخص خالط عالم الكائنات غير العادية لبعض الوقت، كان ولابد أن تبلغ هذه الأساطير مسمعها.
في العصور السابقة، قبل ظهور العمالقة والجان والتنانين القديمة بوقت طويل ، عاشت أربعة ساحرات إمتلكن قوة لا تصدق في العالم، والذي كان في الغالب لا يزال كتلة بلا شكل.
كنّ الساحرات البدائيات الأربع.
الفضة، الساحرة التي عرفت بتسخير الجليد.
الحياة، الساحرة التي سخرت النار.
بورجيس، الساحرة التي سخرت الليل والظلمة.
فراكسينوس* الساحرة التي سخرت الشجر.
(*ملاحظة مانجو : "Fraxinus" أو "فراكسينوس"، أو إسمها الشائع بالإنجليزية "Ash" -بصراحة لا أعرف إسمها المحلي- هي جنس نبات مزهر تنتمي لفصيلة "الزيتون"- وهي شجرة ذات خشب مرن، وأوراق كثيفة وظليلة، وجذع سميك، منتشرة حسب معرفتي في أجزاء من أوروبا وآسيا، وكذلك أمريكا الشمالية، في الأساطير الأسكندنافية، كانت شجرة "Ash" والتي تسقى من قبل الينابيع الثلاث السحرية مشابهة لمحور موندي -محور الأرض- وتحافظ على الكون بجذورها وأوراقها، وأما في الأساطير الإيطالية، فكان خشبها يستعمل لصنع أوتاد بمقدورها قتل مصاصي الدماء، توجد الكثير من الأساطير المحلية حولها بصراحة )
قاموا بوضع الحدود بين عالم الأحلام والواقع، ورفعوا جدار الضباب العالي الذي غطى أزير بأكملها حتى هذه الساعة، مما يحمي الناس داخل جدار الضباب من غزوات وحوش الأحلام.
كانو يتمتعون بقوة كبيرة، كبيرة لحد بلغ من الناس خشيتهم.
عندما كان أولئك الذين اعتمدوا على السحرة البدائيين في ما سبق محظوظين بما يكفي لفتح أعينهم، ساورتهم المهابة والرهبة، وبدأوا في ترك ظلال أجنحة الساحرات التي كانو يحتمون بها في ما سبق.
قرابة زوال مملكة الجان، كانت الساحرات الأربع قد تخللن ببطء عالم الأحلام، مبتعدين تدريجيًا عن العالم على التوالي ليدخلن في سباتهم، وتزامن مع ذلك كان هناك انحراف في معتقدات الناس.
على سبيل المثال ، وبمرور الوقت ، فصلت كنيسة الطاعون التي كانت تؤمن بجدار الضباب السحرة البدائيين عن إيمانهم.
الآن ، بشرت عقيدتهم بأن جدار الضباب كان حقًا وجودًا قديمًا وإلهيًا لا صلة بينه وبين السحرة.
حتى ليلة البورجيس قد تباعدت بالفعل عن غايتها الأصلية، وأصبحت الآن منظمة تحمي من الأشرار، تمامًا مثل علماء اتحاد الحقيقة وفرسان برج الطقوس السرية.
وهكذا ، ذهلت جي زيكسيو بشدة من حقيقة كون هذه الجان كانت هنا للبحث عن ساحرة بدائية. وسألت عابسة : "لماذا هنا بالذات؟ نورزين هي مدينة تم تطويرها بالكامل من قبل البشر. تغطيها شبكة مراقبة الأثير التابعة لاتحاد الحقيقة بالكامل، ومن المحال أن تحتفظ المدينة بعالم أحلام يخص ساحرة بدائية دون إدراك أحد لذلك".
حاليًا ، لربما كان أكبر شق في عالم الأحلام هو عالم وحش الأحلام الذي ما لبث وأن كان على وشك الخروج من بويضة المرآة السحرية.
لكن هذا لا يمكن أن يكون باب لعالم أحلام ساحرة بدائية، يمكن أن تترك الساحرة البدائية عالم أحلامها بمجرد فكرة، وشيء مثل بويضة المرآة السحرية لهو تفصيل غير ضروري تمامًا.
"آوه ...": كان وجه دوريس يظهر التطير بينما أجابت "أنا كذلك لستُ أعلم، هذه كانت كل نبوءة الحكيم. تلقيت توجيهات تتضمن فقط حقيقة كون السيدة العظيمة التي تتحكم في الثلج والصقيع "فضة" ستنزل من عالم أحلامها في مدينة نورزين الحديدية هذه، وستظهر للشخص الذي تباركه النجوم ".
ثم مدت إصبعها ودلكت صدغيها :"يجب أن تكوني مدركة لكون كل هذه النبوءات دائمًا ما تكون غامضة ومبهمة، وقد تكون في الغالب مليئة بالهبد".
لم تتمكن جي زيكسيو من منع نفسها، إذ هزت رأسها موافقة :"بالفعل."
أبعدت البطانية التي إكتنفتها، وجلست على جانب السرير وهي تدلك عضلات جسدها: "إذن ، كم تنوين المكوث هنا؟ مكان مثل نورزين حيث يختلط الخير والشر معًا ليس مناسب للجان في حد علمي، علاوة على ذلك ، من المحتمل أن حدث كبير سيحدث قريبا، حيث أنه يتخمر الآن": تمتمت جي زيكسيو وهي تشير إلى الخارج.
وقفت دوريس وهي لا تزال تبتسم : "هل تتحدثين عن هذا الأمطر الغزير؟ لا يهم، أنا لا أمانع الطقس السيئ، الأمر بخير بالنسبة لي".
"لا ، ليس هذا ما عنيته...": قالت جي زيكسيو بنظرة معقدة على وجهها. لم تكن تعرف أفضل طريقة لشرح ذلك.
كانت بويضة المرآة السحرية غريبة وغامضة حيث أنها تتمتع بقوة كبيرة قادرة على إغراء قلب المرء بالإضافة إلى القدرة على إخراج وحش أحلام قوي في ظل ظروف خاصة.
لقد كانت قطعة أثرية خطيرة للغاية، من شأنها جذب انتباه غير مرغوب فيه، والحفاظ على سرية وجودها قبل تفاقم الوضع لهو أمر مهم، خشية أن يخرج الموقف عن السيطرة.
بسبب الطقس غير الطبيعي ، تم بالفعل إغلاق ممرات نورزين الخارجية منذ عدة أيام ومُنعت المركبات والأفراد من العبور.
آنسة الجان هذه التي إستضافت جي زيكسيو هي بالتأكيد هنا بعد بدأ تساقط المطر وكان من الطبيعي أن لا تفقه شيئًا عن ما يحدث، ومع ذلك ، لم يكن من السهل إقناع جان جاء مطالبًا بأمر كبير بالمغادرة.
يمكن لجي زيكسيو فقط محاولة تقديم المشورة بجدية قدر استطاعتها :"على أي حال ، من الأفضل عدم الخروج هذه الأيام. الوضع الحالي خطير للغاية ".
"أنا أفهم، أنا أفهم.": أومأت دوريس برأسها قبل أن تقول ضاحكة : "يبدو أنكِ في ظرف أكثر خطورة مني. فكيف لكِ بتقديم النصح؟ "
عبثت جي زيكسيو بقرطها الأحمر للحظة قبل أن تظهر نظرة حادة في عينيها الرمادية كالحديد:"هذا لكوني صيادة، ومن ينظر إلى الهاوية، لابد أن يغدو كمَثلِ الوحوش، في كل ليلة تضاء فيها النيران، أصطاد الوحوش لحماية الأمن. هذا هو واجبي، لم يسبق لقوة الصياد أن كانت قوة إكتسبها لنفسه".
نتأرجح بين الحياة والموت في كل مرة نقاتل فيها،
كان التحكم في قوة دم النجس في عروقها يعلمها التواضع.
كان العزم الصلب يمنحها قناعة لا تقهر.
لم تعد تشعر بالحيرة والضياع كما سبق. إذ أن إتباع خطى السيد لين سيكون أمنيتها النهائية.
كانت دوريس مذهولة قليلاً لكنها أتبعت قولها بابتسامة لطيفة :"إنني لأرى أسلافكِ فيك. إن هذا لهو بالفعل الجوهر الحقيقي لكونك صيادًا ، منذ قرون مضت، وحتى هذا اليوم ".
شعرت جي زيكسو بوجود تلميح معين بهذه الكلمات، شيء ما لم يكن في محله، وتغير تعبيرها قليلاً.
شمت دوريس فجأة الهواء، وكشطت حواجبها "أوه لا، الحساء!"
شاهدت جي زيكسيو الجان وهي مشغولة بالتعامل مع الوعاء على الموقد بقلق، وبدت لها مثل الزوجة حديثة الزواج، ثم مرة أخرى ، عاودها ذلك الشعور بكونها قد أساءت فهم شيء معين.
أقنعت نفسها، ل
ربما أنا مرهقة للغاية فحسب..
قطع كبيرة من اللحم المطبوخ بالتوابل العطرة الممزوجة مع رائحة حساء عرق الفلفل اللاذع قليلاً عمت الأرجاء، مشكلت مزيجًا يسيل له اللعاب.
وضعت دوريس وعاءًا كبيرًا من الحساء الساخن على المنضدة وهي تخلع مئزرها وتبتسم مشيرة لجي زيكسيو :"جربيه! حساء لحم الكلاب الطازج المصنوع خصيصًا للمريض".
كان تحت مئزرها فستان أبيض طويل على غرار الجان جعلها تبدو مقدسة ورشيقة. كان صدرها الواسع أنيق متماثل مع مظهر الجان اللطيف، كل ما احتاجته هو إكليل زهور يحيط برأسها لتتحول هذه الشقة المستأجرة العادية إلى غابة ساحرة.
لكن…ماذا.. لحم كلب؟
على الرغم من أن الجان لم يكونوا نباتيين بالضرورة، وكان من المعروف أن لديهم مهارات صيد غير عادية ، إلا أن لحوم الكلاب لا تزال غير متناسبة مع الانطباع الذي إمتلكته عنهم.
شقت جي زيكسيو طريقها إلى الطاولة مع قليل من الشك وشيء من الريبة، وجلست ببطء، قبل أن تسحب الملعقة وتجرب ملعقة من الحساء لتشرق عيناها : "إنه لذيذ!"
ابتسامة دوريس إبتسامة عريضة "لدي قدر كبير من الثقة في مهارات الطهي التي أتمتع بها، علاوة على ذلك، فإن المكونات طازجة لم يمضي عليها الكثير".
"لكن بالعودة إلى الموضوع الأساسي ... نظرًا لأنكِ صيادة من نورزين، لابد وأن تكوني على قدر كبير من الإلمام بالمنطقة، نظرًا لأنه ليس من المناسب الخروج خلال هذه الفترة ، آمل أن تتمكني من تقديم بعض المشورة لي كشكل من أشكال الإمتنان".
كانت جي زيكسيو قد أنهت بالفعل وعاء الحساء، وأومأت برأسها :"سيكون ذلك أفضل ... ولكن إحقاق للحق، أنا حاليًا في ظروف خطيرة للغاية وقد لا يكون لدي أي طريقة لتقديم الكثير من المساعدة لكِ".
ثم توقفت قليلاً قبل أن تتابع: "ومع ذلك ، عندما يتوقف المطر ، يمكنك التوجه إلى مكتبة متواجدة عند الشارع ثلاثة وعشرين، والاستفسار من المالك. لربما ستتمكنين من الحصول على بعض الأجوبة".
فكرت دوريس قليلا لتسأل :"والذي يكون؟…"
"هو يكون الشخص الذي تعاهدت له بولائي، كائن عظيم جاء لنشر السراط المقدس في عالمنا. على الرغم من أنني لم أفهم تمامًا مثله العليا بعد، إلا أن معرفته مطلقة وإلهية ". .
.
.
-نهاية الفصل-
حدث الكثير مؤخرا، اعتذر، ربما أكثرت من الأعتذارات في هذه الرواية...
حسنا، من ضمن هذه الأشياء التي حدثت، هو أننا حصلنا على رفيق جديد! تداا~!
-تشير إلى ساورون الذي يحاول جاهد إخفاء نفسه خلف الجدار-
يمكنكم القول أنه أحد معارفي، كما أنه الزميل الذي ذكرته سابقا هو شخص جيد، لكنه خجول نوعا ما، يود مساعدتي في إكمال هذه الرواية على حد قوله، كونو لطيفين معه رجاءا. :)
ساورون، بينما أنت تدقق الفصل، ألا تجد نفسك مهتم بإلقاء التحية؟
_________
ساورون : ليس في خاطري أي شيء لقوله مانجو سنباي لكن بما أنكي قلتي ذلك فمساء الخير جميعا أتمنى فقط أن نختتم هذه الرواية الممتعة هنا معا موفقين بحول الله وقوته
كان علي رفع الفصل بنفسي بعد مغادرة مانجو لكنها عائدة غدا لذا قررت رفع الفصل الذي أكملناه قبل بضع أيام أولا كمقدمة