الفصل 43: فعل الخير دون ترك إسمك

.

.

.

"كل شيء سيكون على خير ما يرام إذا كنت مدرك لما عليك فعله. بحكمتك يا عجوز ويل، كلي ثقة أنك ستتعامل مع هذا الأمر بشكل مناسب".

واصل لين جي قوله بحسرة :"أعلم أنه قد يكون من الصعب بعض الشيء تحمل التصرف معه بشيء من القسوة نظرا لأنه إبنك، إلا أنك قد تندم أكثر في المستقبل إذا لم تفعل ذلك بحزم".

للأسف، مواجهة الحقيقة شيء مؤلم. ولكن كلما تم التعامل مع هذا النوع من الأشخاص في وقت أبكر، كل ما كان ذلك أفضل لكل من العجوز ويل والمجتمع.

كان لين جي كروح طيبة، يقدم المساهمة الصالحة دون ترك إسمه.

كان وايلد كبيرًا في السن ويفتقر إلى المودة، لذلك لم يكن المخادعون أشخاص لم يسبق له رؤيتهم. ومع ذلك، كصديق، شعر لين جي أنه بحاجة بالتأكيد إلى الإشهار بالأمر وتذكير وايلد في مثل هذه الأوقات بالذات.

فكما يقولون، ثمت ثلاث أنواع للصداقات الجيدة، الصديق المستقيم ، والصادق، وواسع الاطلاع.

(ملاحظة مانجو : المقولة لكونفوشيوس، فيلسوف صيني غني عن التعريف.)

على الرغم من أن لين جي شعر أنه لا يستطيع أن يكون أي من هاؤلاء الثلاث، إلا أنه لا يزال يشعر بالحاجة إلى تقديم التوجيه المناسب في مثل هذه المواقف.

"في الوقت الحالي، إن اخترت الانغماس في ذلك ، عِلماً أنه لن يوقعك في ظروف غير مواتية فحسب، بل إنه سيكون ازدراء كبير لذكرى تشارلز في قلبك. من الخطأ تلو الآخر اختيار الإنحدار على هذا النحو. هل تريد حقًا تدمير صورته تلك في قلبك تمامًا؟ بدلاً من الندم بنفعك الندم، لماذا لا تترك وراءك تلك الذكرى الجميلة التي لطالما إحتفظت بها دون أن تشوه؟".

نعم ... تشارلز الذي عاد كان مجرد قوقعة فارغة. لقد مات تشارلز الحقيق منذ زمن طويل.

أنى له أن يخدع نفسه ويعامل الجثة أمام عينيه كتشارلز؟!

كانت تلك إهانة شديدة لذكرى تلميذه!

في هذه اللحظة، كان وايلد يشعر بشيء من الخجل في نفسه، لكن نظرته كانت تحمل البرودة عندما أدرك فجأ أمرا. بعد مرور بعض الوقت، قال: "أنت على حق. كنت مشوشا هذه المرة. سأتعامل مع هذا الأمر في أقرب وقت ممكن".

هؤلاء الأشخاص الذين تلاعبوا بمشاعره باستخدام تشارلز هم الأشخاص الذين يحتاج حقًا إلى "التعامل معهم".

لم يكن وايلد غافلًا عن هذه الحقيقة. بيد أن المشكلة كانت أنه تشبث بذكرى تلميذه، وسمح لنفسه بالوقوع في الفخ طواعية ليعيش تلك الأوقات مع تلميذه مرة أخرى...

بمجرد أن تنتهي هذه الحلقة المفرغة بأكملها، فإن من كان من المفترض أن يموت سيظل ميتًا.

ومع ذلك، أدت أفعاله إلى مخاطر أكبر، مما أدى إلى غمره في حالة مشوشة حيث لا يستطيع التمييز بين الحقيقة والوهم.

إذا لم يأتِ إلى المكتبة حين كان حائر بشأن ما يتوجب عليه فعله، فلربما كان وايلد ليستمر في نقل تعويذاته إلى "تشارلز" بدافع الشعور بالذنب. وبمجرد أن حصل أولئك الذين يسحبون الخيوط من الظل على الفوائد التي رغبو بها، كان ما أرادو القيام به بعدها واضحا كالشمس في كبد السماء.

كانت هذه محاولة اغتيال، علاوة على ذلك، قد كانو على وشك النجاح.

لكن لحسن الحظ، كلمات السيد لين مثل الصرخات الحادة لهؤلاء الرهبان الشماليين، مما جعله يستيقظ في لحظة غفلة.

أومأ لين جي برأسه وحثه قائلا : "يجب أن تكون حاسمًا ولا تتعامل مع الأمر بفتور، يجب عليك إلتزام درجة معينة من القسوة للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص، وإلا فقد يعودون بسهولة لمضايقتك".

في المجتمع المعاصر، كان الشباب كهاؤلاء يتصفون بالصفاقة والرعونة، إن لم توضح موقفك منهم بشكل صحيح، لن يتوقف مثل هاؤلاء الأشرار عن كونهم مزعجين ووقحين.

أظهر وايلد إبتسامة خافتة :”لا تقلق. لن أمنحه فرصة ثانية".

القضاء التام على العدو. كان هذا ما برع فيه وايلد تماما.

في الوقت الحالي من المؤكد أن أولئك الذين يتلاعبون بالخيوط يضحكون من بعيد. حان وقت تسديد ضربة مباشرة حيث لم يكونوا مستعدين للرد.

حدث أن كان وايلد قد اكتسب بعض التنوير فيما يتعلق بالجثث والموت من قراءة أعمال السيد لين. لقد تحسن مستوى إتقانه للتعاويذ بشكل كبير وكان مستعدًا جدًا للتجربة.

رشف لين جي من الشاي وقال دون انقطاع :"هذا هو العجوز ويل الذي سبق وعهدته! أعادت إلي حالتك المحبطة الآن ذكرى مقابلتي لك لأول مرة قبل عامين، بصراحة، لقد أصابني ذلك بشيء من خيبة الأمل، ما زلت آمل أن تقرأ المزيد من الكتب وتبتعد عن آلام الماضي".

سيجد عش فارغ مثل العجوز ويل أن جانبه الروحي في الحياة ناقص بشدة، ولديه قدر كبير من الاحتياجات العاطفية. ومع ذلك ، فإن الظروف الحالية لن تلبي احتياجاته.

وهكذا ، غرس لين جي أحيانًا بعض الروح القتالية فيه بشكل غير مباشر حتى يتمكن من التعامل مع هذا الأمر بحماس أكبر والذي قد يكون نهجًا جيدًا.

قال أنه 'خائب الامل'؟ هذا ليس جيدا!

إشتد وجه وايلد. كان السيد لين قد قدم له كتاب '

طائفة أكل الجثث، الطقوس والتضحيات' على

أمل أن يساعده في نشر محتوياته، وبعد ذلك... استعادة مجد هذا الدين أو لربما إنشاء دين جديد.

على أي حال، فإن هذا الكتاب الذي أُعطي له للبحث، كان يعادل تكليفه بمهمة غير معلنة.

ومع ذلك، لم يفشل وايلد في إحراز أي تقدم فحسب، بل وقد وقع في بعض المشاكل أيضا. هذا لن يكون مقبول على الإطلاق.

والآن، كانت هذه الكلمات بمثابة طرق على المسمار المنكوز، لتذكيره -

يجب أن تنشر العقيدة! توقف عن التململ والتخاذل! عليك الآن أن تعود للعمل عندي!

"أحترم توقعاتك والمساعدة التي قدمتها لي كتابك. أرجو منك أن تغفر خطئي. عندما تتم تسوية هذا الأمر، لن أخذلك مجددا".

لوح لين جي بيديه رافضًا وضحكًا :"لا داعي لأن تكون جادًا للغاية، ما عليك سوى القدوم للزيارة عدة مرات أكثر، وأخبر الآخرين عن هذا المكان. وسيكون هذا هو كل ما أتمناه".

في الواقع، كان صاحب المكتبة المتواضع والمعطاء يأمل في أن ينشر هذه المعرفة حقا.

"اني أفهمك، سيكون هناك إجتماع بيننا في غضون أجل قريب، في ذلك الحين سأجعل صوتك مسموعا".

"أوه؟ لسوف أتوق لذلك بفارغ الصبر".

جلس وايلد وتحدث مع لين جي لبعض الوقت، حتى انتهى من شرب الشاي، قبل أن يقف ويودعه برواح أفضل بكثير من ما سبق.

......

فتح تشارلز الباب وابتسم بحرارة للرجل العجوز بالخارج :"آه، معلمي، لقد عدت أخيرا!".

كان الشاب الوسيم ينظر بإحترام إلى معلمه.

مد يده لمساعدة وايلد في إرجاع مظلته، قبل أن يعرج عائد للداخل.

بطبيعة الحال ، كان من المستحيل العودة من شق عالم الأحلام سالماً معافا، كان فقدان ساقه دليلًا على المعاناة التي مر بها هناك.

نظر وايلد بألم إلى تلميذه وهو يمشي. ولكن بعدها زفر بعمق، وتمكن من إسترجاع ضبط نفسه :"تشارلز، اذهب وأحضر سكين الطقوس. أنت تعرف أين أحتفظ به".

ربما كان الشخص الذي يمكنه تحقيق مثل هذه التقنية المثالية من الإحياء في مثل رتبته على الأرجح.

هذا يعني أن هناك ساحرًا أسود من رتبة الدمار يقف خلف إحياء تشارلز.

اعترف تشارلز بذلك وضع المظلة بعيدًا : "هل ستختبر تعويذة ما؟"

أجاب وايلد بهدوء : "ممم، هناك تعويذة مهمة جدًا علي أن أجربها. هناك أيضًا بعض الاستعدادات التي يجب أن أقوم بها، سأحتاج إلى مساعدتك بعد قليل".

إستجاب تشارلز بإيماءة، قبل أن يذهب لإحضار سكين الطقوس لمعلمه: "سأبذل قصارى جهدي بالتأكيد".

كان يعلم أن أكثر أدوات السحر استخدامًا للدراسة كانت تلك السكاكين الخاصة بالطقوس، وبالتالي، لم يفكر في الأمر كثيرًا.

أثناء عودته من الغرفة حيث تم الاحتفاظ بأدوات السحر، تساءل تشارلز عن المدة التي سيستغرقها لإنجاز مهمته ...

سلم السكين الطقوس إلى وايلد وشاهد الرجل العجوز يبتسم له بلطف، ومن ثم يمد يده نحوه.

طعن!

اخترق سكين جسد تشارلز دون أدنى عناء تقريبًا.

اتسعت عينا الشاب بصدمة، وكان المشهد الأخير الذي رآه وهو يسقط أرضًا انتشار فيض من الأثير وتغطية اشواك سوداء لبصره.

"ارقد بسلام يا بني، ففي الموت رحمة وسكون".

كان وايلد يراقب الأشواك تكسو الجثة، وخيوط الدم الحمراء التي كانت تشبه خيوط الدمى المنزوعة من لحم الجثة :"نعش الراحة الأبدية... إنها أنتِ إذا- مورفي!"

بسكينه الاحتفالي ، قطع وايلد كل سلسلة من الأثير نتجت حول جثة تشارلز.

......

مقر طائفة "القرمزي" غرفة الصلاة السرية.

جالسًة أمام المذبح الكئيب، كان وجه "بريكانت" مورفي مضاءًا بلهب الشمعة.

كانت دائرة من الشموع تحيط بالمذبح و وسطه، كان هناك شق مملوء بالدم.

الدم يتسرب من الثقوب في الجوانب المختلفة، مكونًا أعمدة رفيعة تتساقط وتختفي عند اصطدامها بالأرض مثل الإشعاع وتشكل نقش لعنة ضخم ومعقد.

تم قذف مورفي للخلف بقوة كما لو تم ركلها من قبل الآف الفرسان الوهميين واصطدمت بالجدار، رافق ذلك دوي شديد.

انهارت غرفة الصلاة السرية بالكامل.

اندفع السحرة السود لطائفة القرمزي للغرفة، ليجدو كل شيء في حالة من الخراب الكامل بالإضافة إلى فوهة ضخمة وشقوق تشبه شبكة العنكبوت منتشرة في كل مكان نتيجة الفيضانات الغزيرة للأثير.

وكذلك سعال مورفي التي أخرجت نفسها بصعوبة من تحت الأنقاض.

.

.

.

-نهاية الفصل-

سورون : قبضت على سنباي وهي تحاول جعل اليوم يمر بدون فصل والباقي واضح

مانجو :هوي~! شقي، لم نتفق على ذلك!.. أعني فضحي علانية قاسي قليلا-...

امم.. بعيدا عن ذلك، أرجو منكم تنبيهنا على أي أخطاء.

2021/12/28 · 553 مشاهدة · 1391 كلمة
نادي الروايات - 2025