الفصل 49: أمنزعج أنت؟

.

.

.

"هي تضع بوابة النقل نصب عينيها!"

"بسرعة! اخرجو!"

صاح هؤلاء السحرة ممن كانت أجسادهم ضمن نطاق النقل بذعر.

صاحت درويس قائلة :"سهمي سيفتك بكل سبل الهرب لعدوه!"

سهمها الذهبي يشبه مذنبًا يندفع نحو الأرض من السماء، حيث بلغت سرعته ما لا يُدرك. كان إندفاعه مماثل لإندفاع شعاع الموت المستقطب.

حاليا تبادلت مواقف الطرفين تماما، ونقلب السحر على الساحر.-مثال-

كانت بوابة النقل الآني التي تشكلت بالكامل من الأثير مماثلة لغشاء أزرق فاتح اللون تربط بين مكانين مختلفتين في قلبها.

كانت بوابة النقل الآني التي قام أكثر من عشرة سحرة سود بإستحضارها كفيلة بتدبير مغادرتهم. وفوق ذلك كان التنقل بإستخدامها مستقرا كما كانت فسيحة للغاية، وهذه الخصائص كانت مدعات فخر للسحرة السود من طائفة القرمزي.

ولكن، مهما بلغت روعة وإبهار هذه البوبة، فمن العقل أن لا تتوقع منها أن تكون قادرة على الصمود أمام هجوم مدمر لفرد من رتبة خراب.

غدت هذه البوابة التي كانت البارحة مدعات لفخر السحرة السود في عيونهم الآن سراج موتهم.

تمكن بعض السحرة السود سريعي البديهة من مغادرة بوابة النقل الآني ذات اللون الأزرق بنجاح، ولكن كان عديد منهم أقل حظا..

كان الفارق البسيط بين من السابقين ومن تأخرو، هو في الواقع الحد الفصل بين ما يبدو للناظر مضيق كبيرا بين كل من الحياة والموت.

ووش - بوم!

إرتطم السهم بحافة بوابة النقل الآني وتمزق الضوء الأزرق الذي يشبه الغشاء كفتات من خبز. في ما يلي ذلك أصبح الزمكان داخل البوابة غير مستقر وبدأ في الانطواء والتشقوه.

كان مثَل أولئك السحرة الأقل حظ كمثل الورق في المفرمة، حيث لم يسعفهم الحظ للمغادرة وتمزقوا في البوابة وحتى أحشائهم لم تسلم.

كانت البوابة الآن مطحنة لحم من أثير.

في النهاية، اختفت البوابة، وكل ما خلفته هو شظايا لحم ودم.

حدق بقية السحرة السود بمتعاض وصدمة حيث تمزق رفاقهم دون فرصة للمقاومة.

أدرك السحرة الناجون جيدا أن هذه كانت لتكون مصائرهم، لو لم تكتب لهم حياة جديدة.

كانت مورفي ممتعضة هي الأخرى.

سيصل رجال برج الطقوس السرية وموظفو اتحاد الحقيقة الذين تم حشدهم عما قريب.

ومع ذلك، فإن فقدان بوابة النقل يعني أنهم قد فقدوا طريق التراجع. والآن، كانت مورفي عالقة بالفعل في طريق لا يبدو أنه يحوي نهاية في الأفق مع هذه الجنية امامها.

صحيح أنها متكافئة مع هذه الجنية على الأرجح، إلا أن مورفي تدرك أنها أن سمحت لرجال كل من إتحاد الحقيقة و برج الطقوس السرية بالوصول، فسينتكس الميزان ضدها.

"ما بيدي خيار آخر. أنا راغمة بسببك!": إزدادت نظرات مورفي قتامة، حيث إتخذت قرار حاسما.

خلفها ، فُتح تابوت الراحة الأبدية ببطء حيث بدأت هالة مشؤومة تتسرب من داخل التابوت.

"كونو أضحيتي".

من الأعلى، أمرت مورفي هؤلاء السحرة السود.

تجمد السحرة من طائفة القرمزي لوهلة قبل أن تكتسي وجوههم بالتعصب :"نحن طوع بنانك، سيدة مورفي."

كان الصدام بين حدود ملجأ الغابة وشعاع الموت المستقطب على وشك بلوغ حده.

كانت السماء حرفيا تمطر بالرماد وشظايا الأشجار الذابلة حيث ضعف شعاع الضوء الأبيض النقي وستنزف. كما لم يتبق الكثير من الأثير في المصفوفة وفقدت التعويذة بأكملها جبروتها.

إندثر الضباب الكثيف والندى وعاد المطر للإنهمار بطبيعة الحال.

"صيحة-"

رافق هذا الزئير الغريب ظل ضخم يخرج من التابوت المفتوح. وقف هذا الظل الضخم شامخا يبسط جناحيه البالغ ارتفاعهم ستين مترًا في السماء.

كان الظل طيرا ضخما يزيد طوله عن العشرين مترًا، مع طبقة من الحراشف تغطي جسده النصف المتحلل، ورأسه عبارة عن جمجمة ذات أنياب حادة وبارزة تكسو فكيه، رفع الطير رأسه وصاح مزمجرا للسماء.

تسربت رائحة الأموات المنفرة من جسده، كانت أجزاء من جسده المتعفن تضمحل وتتساقط على الأرض في كل مرة يتحرك فيها. يقطر القيح الزنخ من جسده ويؤدي إلى تآكل كل ما يلامسه.

كان هذا وحش أحلام ميت ذو رتبة خراب، ولكنه مُنح فرصة جديدة للبعث داخل تابوت الراحة الأبدية- كان يلقب بالمسافر.

(هوامش مانجو : أو "Traveler".. أتساءل لم أفكر بجينشين إنباكت)

تربية وحش الأحلام الميتة كان الاستخدام الحقيقي للتابوت.

لم تتخلص من وحش الأحلام تمامًا بعد قتله. بدلاً من ذلك ، احتفظت مورفي به داخل تابوت الراحة الأبدية في محاولة لإحيائه وإنتاج وحش أحلام يطيعها.

لاشك أن ما قامت به مورفي كان يعد محرما، و ينتهك لوائح اتحاد الحقيقة، وكذلك مجتمعات الكائنات غير العادية.

"صيحة-"

أطلق المسافر زمجرة عالية من حلقه. ورفع جناحيه، وانطلق عاليا في السماء.

ووش -

كعاصفة من الطاعون خارجة من طيات قاع العالم السفلي، انقض الوحش العملاق ذو المدى الأفقي القريب من 70 مترًا إلى الأمام بسرعة مرعبة.

على ظهر المسافر، فتحت مورفي ذراعيها، غارقت في إنبهارها بتحفتها بشيء من النشوة.

كيف لا يكون هذا حالها؟ كان وحش الأحلام هذا مخلوق مثاليا حقًا!

منذ قتل وحش الأحلام هذا لأول مرة، كان المسافر يحمل مورفي على ظهره ويتخطى عالم الأحلام إلى حيث شائت.

كان من المؤسف أن هذا لم يكن بعث كاملا، وسيستغرق الأمر بضعة أشهر قبل أن يعود المسافر إلى كامل مجده.

حولت مورفي نظرها إلى الأرض تحتها فقط لتدراك أن الجنية أظهرت إبتسامة عذبة، قبل أن ترفع الصولجان في جيدها.

"تعال إلي، نايتجاونت*!"

(*ملاحظة مانجو : Nightgaunt أو بالعربية هزال الليل، هو وحش غريب من إبداعات الكاتب الأمريكي المتخصص في الرعب الغريب، هاوارد لافكرافت، هم نوع من الكائنات الطائرة التي تعيش في أرض الأحلام على الأرض، يوصفون بأنهم يتمتعون بجلد ناعم يشبه الحيتان، وأجساد بشرية طويلة وهزيلة، وقرون منحنية، وأجنحة جلدية تشبه تلك لدا الخفاش، ومساحة فارغة من اللحم حيث يتوقع المرء أن يكون وجه الوحش.

ما يستحق الذكر بالنسبة لي هو قول لافكرفت، أن فكرة هذا الوحش تولدت له لأول مرة من سلسة كوابيس طفولته، حيث كانو يطاردونه ويزعجونه بشكل متكرر، أو كما قال هو "مقزز" وقال أيضا، أن ما كان يرعبه بشأنهم، هو أنه لم يرهم يضحكون أو يبكون، او يعبرون عن شعورهم، ببساطة لأن لا وجوه لهم.

هذه المخلوقات تتبع نوبيس أو "رب الهاوية العظيمة" كسيد لها في قصص لافكرافت، وهو يعد كيان خيرا نسبيا وغير مؤذي عكس بعض الكيانات الأخرى،. لا أتذكر في أي رواياته كان أول ظهور لهم، بصراحة أميل للأعتقاد أن كاتب هذه الرواية يقتبس الكثير من لافكرافت)

ولد شق في عالم الأحلام وفتح أمامها.

بصفتها عشيرة باركتها الساحرة البدائية فضية، كان أعضاء عشيرة ايريس يمتلكون القدرة على التنقل في عالم الأحلام وفتحه.

تم إنشاء حدود الفاصلة بين عالم الواقع والحلم أيضًا من قبل السحرة البدائيين، لذلك لم يكن من المستغرب أن تتمتع عشيرة ايريس بقدرات ذات صلة، ومع ذلك فهم قطعا لن يسيئو استخدام هذه القدرات في معظم الظروف، بسبب إدراكهم لمدى رعب عالم الأحلام.

خلال فوضى تدمير بوابة النقل ، انتهزت دوريس هذه الفرصة القصيرة للإستبصار.

كرسولة، كانت تتمتع بنمطين من الإستبصار.

كان الأول هو "التنبؤ" ويتوقع حدث مهم في المستقبل البعيد. ستكون العلامات التي يتم تلقيها في معظم الحالات في شكل "نبوءة" ، تمامًا كالذي حدثت جي زيكسيو عنه.

النمط الثاني كان "الإدراك" ، والذي كان عبارة عن تنبئ صغير ذا حاجز زمني صغير. كان لهذا النوع من الإستبصار درجة عالية من الدقة ولكن ما يمكن أن يدركه يقتصر على ما هو قريب، وكان مناسب في الغالب لاستخدامه في نزال.

بالطبع، يجب أن يتمتع الرُسل بقدر إستجابة سريع، وإلا، سكونون أموات في طرف عين حتى وإن كانو على إطلاع بعلامات "الإدراك".

من الواضح أن دوريس توقعت من مورفي إستدعاء المسافر.

من البديهي أن يتمتع أفراد عشيرة تحت حماية واحدة من الساحرات، بمستوى علم يفوق بكثير أي سحرة السود العاديين.

و بطبيعة الحال، حتى مورفي مورفي نفسها لم تكن تعلم أن المسافر القوي يمتلك عدو يهابه.

إنه نايتجاونت.

........

قام لين جي بتخمير وسكب كوب آخر من الشاي مع الماء الذي قام بغليه للتو.

حدق في أوراق الشاي العائمة على السطح الكوب، ثم أشاح بأنظاره إلى خارج المتجر وشعر بقليل من القلق.

ومع ذلك ، فإن الضباب أضف إليها الطقس السيئ بالخارج جعلا من الصعب عليه رؤية أي شيء بوضوح.

تساءل لين جي عما كان يحدث على مسافة أبعد قليلاً، حيث بدا أن كل الأصوات قد تم كتمها، ولم يكن قادر على سماع شيء أكثر من صوت المطر.

"على الأقل قامو بإطفاء مصابيحم. يبدو أن المحادثة كانت مثمرة". أومأ لين جي برأسه راضيا.

جاءت ثقة الآنسة الشابة من قوتها وهذا أكيد، كانت قد غادرت لفترة وجيزة وجعلتهم يغلقون مصابيحهم الأمامية تلك سلفا.

ولكن بعد فترة وجيزة، شعر لين جي بأن الأرض تهتز قليلاً.

زلزال؟

نظر لين جي إلى الكأس بين يده بشيء من الإرتياب، ثم وقف بتشكك وهو ينوي الخروج للتحقق من الوضع خارجا. وفي ذات اللحظة، توقفت الاهتزازات.

"رنين"

فتح أحدهم باب المكتبة.

دخلت دوريس ووجهها يظهر شيء من الإرهاق.

أغلقت الباب خلفها، واستندت على إطار الباب لإلتقاط أنفاسها، وبددت خلسة سحر الصمت الذي أقامته قبل أن تخرج، ثم نظرت نحو لين جي والشاي الساخن على المنضدة قبل أن تبتسم برفق.

"على الرغم من أنني استغرقت بعض الوقت، إلا أنني قد قمت بحل المشكلة بسلاسة إلى حد ما. هل تشعر بأي إنزعاج؟ يمكننا الاستمرار من حيث توقفنا".

------

السلام عليكم يا رفاق، كبايدة، أود أن أسأل، ألا يزال أحد يقرأ هذه الرواية؟ لن أستغرب إن كان الجواب النفي في الواقع لا أتوقع من أحد التذكر فحتى أنا بالكاد أفعل.

عموما، أود شكر الأخ حمزة على رفعه لفصل بترجمته الجميلة في غيابي، أنا حقا ممتنة لك.

لن أبرر افعالي كذلك لن أصنع لنفسي عذرا، فكل ما حدث كان خطأي الخاص بصراحة، لكنني أجد نفسي مدينة لكم بتفسير يا رفاق، الحكاية وما فيها هي أن ساورن كان يمتلك إختبارات نهائية، وأنا بالتالي أستغللت غيابه قليلا. كان هذا بداية كل شيء..

كطالبة على شفا التخرج.. وكشخص يعيش في الخارج غالبا، حياتي دائما بالشقلوب، و مع الوقت نسيت أمر الرواية تماما!

حتى هذا المساء، كنت أستلقي على الأريكة تحت مكيف الهواء أقرأ كتاب عن الحقبة السوفيتية، بالأصح الشيوعية بشكل عام، ثم تذكرت، "امم.. الم تتحدث شخصية من رواية معينة عن كتاب مشابه إسمه نحت الصلب أو ما شابه؟ أتذكر أنني مررت عليه.. ايه!" وهكذا تذكرت أختكم في الله الرواية.

ثم راسلت ساورون على الإيميل، والذي صدم من كوني سحبت قائلا أنه إعتقد أنني ما أزال أرفع فصولا، المسكين، يبدو أنه لا يعرفني حق المعرفة.

وهكذا كنت أمام خيارين، السحب على الرواية رسميا أو العودة، ورغم كوني مرأة كسولة وقد لا أكون الأفضل، إلى أنني أفضل إن قمت بشيء أن أكمله..- هي، أنت هناك! أنا أراك تضحك!

على كل حال، وبعذر بناء مستقبل جامعي أفضل له -ولكي لا يمشي في نفس طريقي- عليه الدراسة بجد، أقنعت ساورون بتركي أعمل وحيدة حاليا.

امم؟ أظن إجازته ستبدأ قريبا، ماذا عنكم؟.. أتساءل إذا كان يمضي بخير في إمتحانه التجريبي...

على كل حال، أنا أستقبل كل أنواع الصفع في التعليقات، خذو راحتكم رجاءً. XD

2022/06/13 · 565 مشاهدة · 1650 كلمة
نادي الروايات - 2025