.

في الجزء الشرقي من القصر الإمبراطوري ،

يقف مبنى التدريب المغلق، المكان الذي كان يستخدمه الإمبراطور السابق هارولد لتدريب نفسه على فنون السيف و شحذ قوته .

لكن بعد رحيل الإمبراطور السابق إلى العالم الآخر، تم إغلاق أبواب المبنى الضخمة بأمر من الإمبراطور الجديد، الذي لم يكشف بعد عن الأسباب وراء هذا الإغلاق الغامض، ولا عن فترة إغلاقه المحددة.

لذلك استغل سامويل هذه الثغرة للتدرب في المبنى سرا مع آرون على السحر .

المبنى المهجور يملك تسع غرف مختلفة ، تمتلك كل غرفة بعض التجهيزات القديمة التي يستعملها الفرسان للتدرب على فنون المبارزة .

' هذا رائع '

لاحظ سامويل علامات السيف المحفورة على حوائط غرف المبنى ،

" حقا كما قال معلمي ، الإمبراطور السابق حقا كان عبقريا في فنون السيف ."

تحدث أرون و هو يتفقد المكان بهدوء ،

بعد ذلك ، أقام هذا الأخير حاجزا غير مرئيا مقبولا نوعا ما حول المبنى لمنع الضوضاء من التسرب أثناء التدريب .

" لنبدأ الآن ."

إبتسم سامويل بهدوء و هو يلمس علامات السيف التي خلفها الإمبراطور السابق بيده اليسرى ،

" بالطبع جلالتك "

حرك أرون إصبعه بسرعة شديدة ، واضعا إياه على جبهة سامويل السمينة ،

" أرغ "

صرخ هذا الأخير بقوة لأنه أحس بألم شديد داخل رأسه ، كأن آلاف الألياف العصبية تحترق مرارا و تكرارا .

"لقد مررت لجلالتك إحدى التقنيات الأساسية المطورة من طرف معلمي التي تساعدك على جمع المانا من حولك عبر أن تصبح كيانا واحدا مع الطبيعة من خلال التأمل . "

تحدث أرون و هو يبتسم ببراءة في وجه سامويل المتألم ،

' هل لدى أرون عداوة مع صاحب جسدي ؟ ' تسائل سامويل عن الأمر ، صارا أسنانه من كثرة الألم ،

بعد بضع ثوان ، توقف الألم كما لو لم يكن ثم أضاف أرون بهدوء ،

" إسم التقنية الأساسية هي الإستيعاب ، ستساعدك على الإحساس بالمانا و إستيعابها . كما أنها أيضا ستساعدك على التخلص من الشوائب الموجودة في جسدك ."

" باستعمال تقنية الإستيعاب يمكنك إمتصاص جزيئات المانا من أجل رفع قوتك أولا إلى مستوى ساحر متدرب ."

" هاه "

حافظ سامويل على وجه البوكر خاصته و هو يتفقد محتويات تقنية الإستيعاب التي ظهرت بعقله ،

' السحر حقا مثير لإهتمام .'

بعد تفحص التقنية الموجودة لبضع مرات داخل عقله بهدوء ، أضاف أرون .

" حسن . تعال هنا و إجلس أمامي ."

" حسنا "

فعل سامويل ما أمره به آرون.

" أغمض عينيك و حاول الإسترخاء ."

سرعان ما شعر بشيء يلمس ظهره.

ربما هي كف أرون .

' إنها باردة .'

هذا لا يعني أنها كانت غير مريحة و بدلا من ذلك كانت برودة لطيفة نوعا ما .

" بما أنك لا يمكنك الشعور بالمانا ، فإن أول شيء هو مساعدتك في إيقاظ حواسك .."

بووووم

"...!"

بدأ شعر سامويل يلمع بشكل غريب .

البرودة اللطيفة التي كان يفكر بها تحولت إلى ماء بارد تغلغل في جسده السمين .

أحس سامويل بتحوله إلى كتلة لحم متجمدة ،

ثم تحدث و هو يكبت ألمه ،

" هل تعلم حقا كيف تساعدني ؟ "

لكن ، أرون تجاهل تعليق سامويل ناصحا إياه بقوله،

" ركز ، إستعمل تقنية الإستيعاب لمحاولة الإحساس بالمانا و لا تحاول رفض المانا خاصتي ."

" حسنا ."

أجاب سامويل ببرود ، بحيث صر أسنانه ، محاولا تدوير المانا داخل جسده حسب تقنية الإستيعاب ،

" أنت تتسرع ، قم بتدوير المانا ببطئ. "

' سحقا ' تمتم سامويل هذه الكلمات داخليا .

في مرحلة ما ، بدأت المانا الهائجة التي كانت تتدافع حول جسده، بالتحرك عبر أوعيته الدموية .

بكل صدق ، لم يكن شعورا جيدا بالنسبة لسامويل .

شعر بدرجة من البرودة و الإنتعاش ،

" أرسل المانا نحو سرة بطنك لكي تنشأ مخزن المانا خاصتك ."

فجأة ، سمع سامويل صوت أرون المزعج يتردد في أذنيه .

" أرغ "

كبت سامويل ألمه القوي ثم أرسل المانا بدون توقف نحو سرة بطنه .

" أخيرا .... "

تمتم برضا و العرق يتقطر من جبينه بسبب الألم ،

صر سامويل أسنانه لأنه إذا إستراح و لو للحظة ، سينهار جسده بالكامل تحت الضغط الشديد .

' كان علي إختيار الحمية لشهرين ..'

" حان وقت "

قاطع سامويل من تفكيره صوت أرون البارد ، بحيث أحس بشيء غريب يتكون أسفل سرة بطنه ،

المانا المتدفقة شكلت شكلا دائريا أزرقا غريبا ،

الذي هو مخزن المانا ،

ثم بدأت المانا ببطئ في ملئه .

في نفس الوقت ، تكلم أرون و هو يمسح العرق من جبينه بالمنشفة ،

" أخيرا ، إكتملت الخطوة الأولى "

"أوغك "

تقيأ سامويل كتلة ضخمة من مادة سوداء ، تفوح منها رائحة كريهة .

لم يمض وقت طويل حتى بدأت سوائل مماثلة تتسرب من جميع مسام جسده .

كانت كلها شوائب متراكمة في جسمه منذ زمن طويل .

من أجل تحريك المانا بشكل أكثر كفاءة ، كان لابد من طرحها و تطهيرها أولا .

ستزداد سرعة الحركة و التحكم بسبب هذا التطهير ،

" هاه ، إذن هذه هي عملية التطهير ."

" أجل "

أجاب أرون بكل هدوء ،

" أخيرا سأتخلص من دهون هذا الجسد ."

" أرغ "

لمدة نصف ساعة ، جلس سامويل و هو يبصق كمية ضخمة من السائل الأسود لأن جسده سمين للغاية .

' إن تطهير الجسد هو أمر سحري . كما يوجد في الروايات و المانغات .'

' من حسن الحظ جلبت ملابس إضافية .'

نزع سامويل ملابسه الكريهة و المتسخة بالشوائب السوداء من جسده ثم أخرج ملابس ذهبية جديدة من سواره المكاني .

عند ارتدى سامويل القميص الضخم الذي يغطي حتى رجله ، بدى كشاب يرتدي فستان ذهبيا .

-تنهد-

" ملابسي حقا ضخمة . يجب أنا أطلب من الخدم تزويدي بملابس موسمية جديدة ."

" هاهاها "

ضحك أرون بإبتسامة ماكرة تملؤ محياه ثم تحدث بلهجة ساخرة .

" لقد أحسنت ، لم أتوقع أن تستعمل تقنية الإستيعاب من أجل إمتصاص المانا خاصتي و تدويرها بسهولة في جسدك ."

' سهل ' ضحك سامويل بمرارة على هذه الكلمة داخليا ،

' إنه يمزح معي ، جسدي مبتل من الشوائب و العرق ثم تسمى الأمر بسهل '

" كما أنك تبدو رائعا بلباسك الجديد ."

" أنت … هاه ، أنا لا أملك الطاقة لقتال الأطفال .."

إستلقى سامويل على الأرض بهدوء ،

" أنا مرهق جدا و رائحتي كريهة جدا ."

-تنهد-

تنهد مرة أخرى ببطئ ، مشاهدا أرون و هو يتأمل في وضعية القرفصاء ،

" همم "

' إذا فهو يسترجع المانا التي فقدها عبر التأمل '

لاحظ سامويل وضعية أرون و طريقة تنفسه بإهتمام ،

' إنه يليق بكونه أحد عباقرة البرج '

أرون بيرس ، العبقري الوحش .

' أظن أن للأمر علاقة بلون روحه ، ماغنوس حقا إصطاد سمكة جيدة . '

" أرون ، كم مر من الوقت ؟ "

" ساعتان . "

أجاب أرون عرضيا و هو يركز على إسترداد القليل المانا بسرعة .

لقد إستهلك بالفعل الكثير من المانا لمساعدة سامويل على النجاح .

لذلك حاليا ركز فقط على إسترداد المانا الكافية لإستحدام تعويذة النقل عن بعد بضعة مرات .

" لنغادر حالا ، أحتاج الإستحمام . أنا لا أطيق هذه الرائحة الكريهة ."

لم يجب أرون حيث إستمر في التأمل متجاهلا تعليقات سامويل و أسئلته ،

" إن الساحر أرون حقا له مظالم مع صاحب جسدي."

تمتم سامويل بخفوت هذه الكلمات بإبتسامة ماكرة ثم غادر الغرفة إلى الغرفة المجاورة بسبب الرائحة الكريهة .

" ها ، على الأقل الرائحة قلت . الأن بعد أن غادرت تلك الغرفة ."

جلس سامويل بهدوء في وضعية القرفصاء ،

" دعني أولا أتفقد مخزن المانا "

غمغم بتكاسل ، محاولا تدوير المانا بإستعمال ما تعلمه سابقا .

حاول مرارا و تكرارا تدوير المانا ،

لكنها لم تتحرك بتاتا .

' همم ، ما الذي يحدث ؟ '

حاول سامويل مرة أخيرة .

لكن ، لم ينجح الأمر مرة أخرى .

زفر سامويل بمرارة مخفية في عيونه قائلا ،

"يا رجل ، أملك حقا جسدا معطوبا . "

.

.

2024/05/07 · 255 مشاهدة · 1273 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024