" ما الذي يحدث بحق الجحيم ؟ "
ركز سامويل بقوة على تحريك جزيئات المانا الزرقاء الموجودة داخل مخزن المانا ،
لم يتحرك بتاتا ، محافظا على تركيزه الكامل و هو يحاول تحريك المانا .
لكن ، كل ما حصل عليه هو تصبب جسده بالعرق مرة أخرى .
لم يستطع …
تحريك …
المانا …
بتاتا .
بعد أن فعل كل ما بوسعه …!
' أمر مزعج '
نقر سامويل على لسانه بسبب إنزعاجه ثم عاد للغرفة التي يتأمل فيها أرون لطلب المساعدة منه .
' هاه ،لقد خرجت للتو بسبب الرائحة الكريهة ' تنهد سامويل داخليا ، مقتربا من أرون .
"على الأقل ، خفت الرائحة الكريهة قليلا ."
جلس سامويل على الأرضية الباردة ، مغمضا عينيه ثم إتكأ على الحائط الجانبي منتظرا إنتهاء أرون من التأمل .
و بعد بضعة دقائق ، فتح أرون عينيه ببطئ ،
ثم زفر بهدوء ،
ليخرج هواءا أسود من فمه .
" أخيرا ، أخرجت الشوائب التي دخلت جسدي أثناء مساعدة الإمبراطور . كنت سأقع في مشكل كبير لو لم أتخلص منها مبكرا ."
تمتم أرون بهذه الكلمات بهدوء و هو يقف من مكانه ، مزيلا الغبار عن مؤخرته .
سرعان ما لاحظ الساحر الشاب وجود سامويل ، قائلا بتهكم .
" أوه ، جلالتك أنت ما زالت هنا ."
' لقد بدأ يزعجني نوعا ما .' صرخ سامويل داخليا .
توقف أرون لبضع ثوان مضيفا بسخرية .
" مبروك ، لقد أصبح حجم جسدك طبيعيا . هذا أمر يدعو الإحتفال ."
" أنت "
أحس سامويل بالإنزعاج من إجابة اللعين الساخرة .
' فقط إنتظر … أيها اللعين ..'
تعهد سامويل بالإنتقام مستقبلا من أرون . سيريه معنى العذاب شخصيا .
هدأ سامويل نفسه .
" أرون ، هل من الطبيعي عدم أستطاعتي لتحريك المانا داخل جسدي ؟"
توقف سامويل لبعض ثوان مردفا ببرود .
" رغم إحساسي بالمانا داخل جسدي لا يمكنني تحريكها كالمرة الأولى . أظن أن هذا ليس أمرا طبيعيا ، أليس كذلك ؟ "
رغم معرفته للكثير من المعلومات ، عجز سامويل تفسير الظاهرة التي يعاني منها جسده .
ليشرح وضعه المعقد لأرون مرة أخرى في بضعة دقائق .
بعد إنتهاء تفسيره ،أمسك أرون يد سامويل اليسرى ثم بدأ يضخ بقوة المانا في جسده لتشخيص وضعه الحالي .
" أرغ "
سرعان ما شعر سامويل بالألم في جميع أنحاء جسده .
بدأت جميع عروق جسده تنتفخ بشكل غير طبيعي ،
كما أصبح وجهه محمرا بشدة .
" السعال !…. السعال …!"
" توقف "
صرخ سامويل بقوة على أرون ليتوقف عن ضخ المانا داخل جسده .
و سرعان ما أوقف أرون العملية ثم حدق في وجه إمبراطوره بملامح معقدة .
" غريب ، جسدك رفض المانا خاصتي عكس المرة الأولى . "
ثم أردف الساحر الشاب بدهشة و هو يتلعثم بعد صمته لبضع ثوان :
" لكن .... لكن ، الشيء الأكثر غرابة هو أنني رغم كوني ساحر من فئة 4 نجوم ، لا أستطيع الإحساس بمخزن المانا الخاص بك . كأنك لم تقم بالخطوة الأولى بتاتا . لو لم تمر بالتطهير الجسدي لظننت أنك فشلت ."
" أحصل على إحساس غريب عندما ألمس جسد جلالتك .لا أعرف كيفية تفسير الأمر ، لكنني قبل قليل أحسست أنني لو لم أتوقف عن ضخ المانا لأصبحت ميتا ."
" هذا ؟"
إبتلع سامويل جرعة من اللعاب و هو يحاول تحليل وضعه .
يمكنه إستشعار مخزن المانا خاصته .
لكن …
لا يمكنه إستخدامه بسبب ظروف غامضة .
إبتسم أرون في وجه سامويل قائلا بهدوء .
" سأسأل معلمي عن تفسير لحالتك الغريبة عند عودتي للبرج . أظن أنه هو الوحيد الذي يمكنه مساعدتك ."
شعر سامويل بالإنزعاج من تصرفات زميله لأنه أحس بأنه يشعر بالفرح لأنه يعاني من هذه المعضلة .
سرعان ما تمالك أعصابه بسرعة .
أغلق أرون أنفه بإستعمال أصابع يده الرقيقة ، ثم أضاف بلهجة ساخرة .
" يا إلهي ، كم طنا من الشوائب أخرج جسدك ؟ لم يسبق لي أن سمعت بشخص صبغ غرفة كاملة بشوائب جسده . أظن أن رائحة جلالتك فريدة من نوعها ."
' هذا اللعين . '
كتم سامويل غضبه ، عمره الفعلي مختلف عن عمر الشاب أمامه ثم ربت على كتف أرون قائلا .
" هاه ، خدني إلى غرفتي ."
" هاهاها ، حسنا . "
كالعادة ، ظهرت دائرة سحرية بيضاء تحت أقدام الثنائي ،
-وووش-
ثم إنتقلا عن بعد إلى غرفة سامويل الخاصة ،
مباشرة بعد وصولهما إلى الجانب الأخر ،
غادر أرون غرفة سامويل بسرعة لتسليم تقرير لماغنوس حول ما حدث .
تفقد سامويل الساعة الدائرية المعلقة على الحائط .
[ 9:14 ]
بقي له أكثر من 45 دقيقة على مجئ إيميليا لإيقاظه .
نزع الملابس الضخمة عن جسده بسرعة ، ثم دخل للحمام من أجل الإستحمام رغبة في التخلص من رائحة الشوائب الكريهة .
" هاه "
لكنه حقا راضي لأنه تخلص من الوزن الزائد .
إستحم ببطئ بالماء الدافئ.
و عندما إنتهى ، إرتدى سامويل بذلة زرقاء ضيقة نوعا ما وجدها في خزانته .
لكون البذلة الزرقاء هي الزي المدرسي للأكاديمية الإمبراطورية الذي كان سامويل يرتديه قبل أن يصبح سمينا .
عندما رأى وجهه ينعكس في المرآة ، تمتم بفرح ،
" حسنا ، أمتلك الآن وجها وسيما ."
قال هذه الكلمات دون تفكير ،
لأن مظهره تغير كثيرا بين عشية و ضحاها .
عندما أزيلت الشوائب من جسده ، أصبح جلده رطبا .
كما تألقت عيناه.
حتى شعره الأحمر الأشعت أصبح الآن حريريا مثل شعر النبلاء العاديين .
كان دائما يمشي كالخنزير و يتنفس بصعوبة .
لكنه، الآن وسيم بشكل مدهش .
وجه يليق باسم الإمبراطور .
كان خصره و كتفيه مستقيمين و عيناه المرتعشتان ثابثان .
بشكل عام ، تغير مظهره بشكل جذري بإختلاف لون الشعر و العينين .
تألق جسده كأنه ماسة تم صقلها باستمرار .
شك في أن الخدم و النبلاء سيتعرفون عليه بسهولة ،
لكنه كان غير مبال بالأمر ،
تمكن في الحمام من وضع خطة جديدة تتناسب مع الوضع الحالي .
" بررررغ"
أحس سامويل بجوع شديد لأنه أحد تداعيات التخلص من الشوائب و الإستحمام .
توجه مباشرة نحو طاولة الطعام ثم شرع في تناول الفواكه الموجودة في سلة الفواكه .
- قضم -
" لذيذ "
تمتع سامويل بالطعم الحلو لفواكه مختلفة ثم أخرج بلورة الإتصال من سواره المكاني .
نقر على البلورة الزرقاء و هو يقضم تفاحة بشره .
سرعان ما ظهرت صورة ماغنوس على سطح البلورة .
[ ... ]
" هل سمعت عن وضعي من تلميذك ؟ "
ردد الصوت في الغرفة بعد فترة وجيهة .
[ نعم ، جلالتك ]
" إذن ..؟ "
[ أنا حقا لا أعلم جلالتك ، يجب أن أتفحصك شخصيا لمعرفة ما خطب جسدك ... ]
" همم "
" حسنا لنتكلم على الأمر لاحقا .سنبدأ المرحلة الأولى في غضون أربعة أيام . أرسلت تعليماتي مع تلميذك ، إبدأ إعداد العملية حالا. "
[ راجعت الخطة ، لكن ..- ]
كره سامويل التشكيك به ،
لذلك قاطع العجوز المتردد قائلا بإبتسامة باردة .
" أثق أنك ستنفذها على أكمل وجه . إذا كان لديك أية أسئلة أو شكوك فسأجيبك عنها لاحقا ."
[ حاضر ، جلالتك .]
- تنهد -
" أرسل أيضا بعض السحرة الموثوقين لحمايتي سرا . لا أعرف عدد الجواسيس الموجودين في قصري . أنا متأكد أنه سيتم إخطار الدوق بتغييري قريبا ."
بينما كان يتحدث ، مد يده مرة أخرى ، ممسكا تفاحة أخرى بعد إنهائه السابقة .
[ فهمت ، لقد قمت بالفعل بإعداد الأمر .]
" جيد جدا . بالمناسبة ما أخبار تحديد اللقاء السري مع رئيس الثوار ؟"
[ كنت سأتطرق لهذا موضوع للتو ، سنحصل على الإجابة المنتظرة بعد ثلاثة أيام . الأمر هو أن موقع معسكر الثوار بعيد جدا عن العاصمة الإمبراطورية . ]
" أتفهم الأمر ."
أومأ سامويل برأسه بإيجاب ،
المسافة بين العاصمة الإمبراطورية دمبر و مخيمات الثوار بالجنوب هي مسافة ضخمة .
لذلك يجب الإنتظار تسليم الرسالة و الحصول على الرد لبضعة أيام حتى بالتكنولوجيا السحرية المتوفرة .
لكون ماغنوس لا يملك الإحداثياث اللازمة للتواصل عبر بلورة الإتصال مع زعيم الثوار .
بحيث أن الهدف هو الحصول على هته الإحداثياث من رد الثوار للتواصل مع زعيمهم .
فكر سامويل قبل أن يقول بعناية ،
" كدت أنسى ، قم بالتحقق من خلفيات خدم قصري . خصوصا خادمتي الشخصية و فرساني المباشرين . أريد أن أعرف بحلول الغد من له علاقة بالدوق الأكبر ."
[ لاحاجة للإنتظار ، سبق لي أن حققت في الأمر ، سأرسله لك قريبا. ]
" جيد جدا ،انا لم اخطئ في حكمي ، أنت حقا شخص مفيد و ذكي . "
و بينما خطط سامويل لإنهاء المكالمة ، سمع صوت ماغنوس مرة أخرى .
[ أحم ، أحم .... هل تسلم جلالتك تحقيق برج السحر الإمبراطوري حول النبلاء المتواطئين مع الدوق الأكبر من أرون .]
" آه ، لقد نسيت الأمر بالفعل . سأتفقده حالا .إذن سأنتظر منك أخبارا سارة ."
[ حسنا ]
ابتسم سامويل بهدوء قاطعا الإتصال .
إستلقى على السرير و هو يقرأ التقارير المفصلة حول الخونة الذي تسلمه من ماغنوس .
.....
- دينغ -
فجأة ، رن صوت غريب ما في أذن سامويل .
كما أن ضوئا أسودا قاتما غريبا أحاط بجسده المتمدد على السرير .
[ يتم تشغيل النظام .]
[ 0% -------> 100% ]
[ وصل النظام بالمضيف .]
.
.