[ وصل النظام بالمضيف .]

[ التحقق من بيانات المضيف الجسدية ....... يتم المسح ... ]

[ يتم المسح …]

" ما هذا …؟ "

ظهرت شاشة زرقاء أمام عيون سامويل تحمل في طياتها إشعارات مختلفة .

كانت هذه المرة الأولى الذي رأى فيها سامويل هذه الشاشة . لكنها ، ذكرته بمشهد …

حصول بطل الرواية تايلور موون على نظام الغاتشا الكوني من قلادة والده .

و لماذا ظهر فجأة ؟

' هدية '

مباشرة بعد ذلك ، تذكر سامويل كلام مخلوق الفراغ الذي أخبره بأنه سيتلقى هدية منه .

' إذن ، هذا ما عناه بالهدية .'

مد يده للأمام على أمل أن يرى ما إذا كان بإمكانه لمسها ، و لكن عندما إقتربت يداه من النافذة ، دخلت ببساطة .

" … لذلك لا أستطيع لمسها ."

أصبح الأمر واضحا بعد عدة محاولات .

" هو "

أخذ سامويل نفسا عميقا .

هديته كمعظم هدايا أبطال الروايات هو الحصول على نظام غريب ، لكنه لا يعرف هدفه ، هل يهدف لجعله أقوى ؟

ربما نعم ،

أو ربما لا .

" هاه "

تنهد سامويل بلطف و هو يدلك جبينه ببطئ ،

عليه أن يكون متفائلا …

فتايلور موون الشخصية الرئيسية لهذا العالم يملك أيضا نظاما مجنونا ، يهدف لجعله لا يقهر في هذا العالم .

- صدمة -

فجأة ، شعر سامويل كأن ألاف من النمل تزحف على جسده بحيث أحس بالألم في جميع أطرافه .

أمسك جسده بقوة و هو يتململ بلا توقف على السرير .

" آاااه "

خرج من فم سامويل أنين قوي و هو يقاوم الألم المنتشر في جميع أعضائه بقوة إرادته .

كما أسقط سامويل جميع أوراق تقارير ماغنوس على السرير مما خلق فوضى في المكان .

بعد بضع ثوان من المعاناة ، سرعان ما ظهرت شاشة زرقاء أخرى تحتوي على إشعارات جديدة .

[ تم إنهاء المسح .]

[ ثم إغلاق جميع المعلومات المتوفرة مؤقتا .]

[ ثم إغلاق جميع صلاحيات المضيف مؤقتا .]

[ المرجو من المضيف التجهز لرحلتك الأولى . اليوم المقرر للنقل من أجل المهمة الأولى هو : يوم 12 أبريل من التقويم الإمبراطوري ... الساعة 12 مساءا .]

[ العد التنازلي يبدأ الأن .]

[ تشغيل الوضع الصامت مؤقتا .]

......

.

" ماهذا ؟!"

لقد كان سامويل تائها في أفكاره ، لم يفهم ما حدث للتو .

' 12 أبريل .'

سرعان ما إختفت جميع الإشعارات من الشاشة الزرقاء .

حل محل الإشعارات عد تنازلي متمركز في وسط الشاشة الزرقاء .

‏[ 23D : 11 H : 59 Min : 59 S ]

ما هذا ..؟

' عد تنازلي ؟!'

" 12 أبريل . هذا التاريخ يصادف تاريخ حفل إختيار الإمبراطورة . ماهذا ؟ هل هذه مصادفة أم لا ؟"

تمتم سامويل بهذه الكلمات ، شاعرا لأول مرة في حياته بالحيرة التي تتملك أبطال الروايات عند إمتلاكهم للنظام في البداية .

فصراحة حسب رأي سامويل الشخصي ، الحصول على النظام هو أمر سخيف و منافي للعقل ،

و لكنه …

مفيد جدا له في وضعه الحالي .

فتخيل فارسا دؤوبا يتدرب منذ طفولته بالإعتماد على جهوده الخاصة و على موارد عائلته ليصل مثلا إلى مستوى فارس 5 نجوم .

ليأتي البطل من خلفية ضعيفة في بضع شهور أو سنوات ليلحق بالفارس المجد أو يتجاوز مستواه بمساعدة النظام .

لذلك يمكن إدراج النظام ضمن خانة الغش .

فجأة ، طرأت في بال سامويل فكرة .

" فتح الحالة ."

هتان الكلمتان المميزتان هما أول ما يقوله أي بطل بعد حصوله على النظام لأول مرة .

لكن عكس توقعات سامويل لم يجبه النظام .

" فتح نافذة الحالة .... "

" أيها النظام ... "

إلتزم النظام بالصمت كما لو أنه لم يكن من قبل .

لو لم تكن توجد شاشة زرقاء بها عد تنازلي أمام وجه سامويل ،

لظن أنه يهذي أو يهلوس .

" أيها النظام ، أجب ... "

ظل سامويل يترقب الإجابة لبضع ثوان لكن كل ما قوبل به هو الصمت .

" مهلا ، أظن أن الأمر له علاقة بالوضع الصامت الذي ذكرته الإشعارات سابقا ."

هل يمكن إلغاؤه ؟

هل هذا ممكن ؟

شعر سامويل أن حواجبه تتجمع ببطء في نسيج متماسك .

" إلغاء الوضع الصامت ..... تشغيل النظام .. "

[...]

جرب سامويل هذه الكلمات للتحايل على النظام . لكن ، للأسف كالعادة لم يحصل على الرد المنتظر .

" حسنا ما علي سوى الإنتظار ."

عندما سيحين الوقت ، سيكون قادرا على معرفة ما يريد .

تحولت نظرت سامويل لأسفله .

" هاه ، يالها من فوضى .."

أوراق التقارير منتشرة في كل مكان مما جعله يشعر بالإنزعاج الطفيف .

كما ظهر متغير جديد داخل رقعة الشطرنج خاصته و هو النظام .

- تنهد -

لكن ، لحسن الحظ ، عند وصول وقت رحلته الأولى ، سيكون قد أنهى خطته و تخلص من مشكلة الدوق الأكبر .

" إغلاق الشاشة ."

غمغم سامويل بهذه الكلمات لتختفي الشاشة الزرقاء بلمح البصر .

" على الأقل ، الإغلاق يعمل كما هو المتوقع . "

" جيد جدا ."

أبتسم بهدوء ثم سرعان ما حول تركيزه مرة أخرى إلى أوراق التقارير المبعثرة حول سريره .

" هاها ، لا تخيبني أيها النظام ."

تمتم سامويل هذه الكلمات ببرودة ،

ثم ساد الصمت المكان .

........

مرت أربعة أيام بسلاسة ،

خلال هاته الأيام الماضية ، عمل ماغنوس بجد من أجل تنفيذ أوامر سامويل بحذافيرها و إنهاء طلباته بسرعة من أجل إعداد المسرح لخطته .

تحت عينيه المجعدتين ، ظهر إسوداد طفيف يدل على تعبه المفرط .

- سلاااام -

جلس العجوز المرهق على أريكة مكتبه بقوة و هو يتأوه ببطئ ،

" لم يسبق لي أن أصبحت بهذه الحالة منذ مدة طويلة .."

تتاءب ماغنوس بصخب و هو يمدد جسده الهرم بكسل ،

" هاااااه ، أنا متعب حقا . هاااه ، هذا الشقي اللعين سيقتلني ."

تمتم ماغنوس هذه الكلمات بعبوس و هو يغمض عينيه الزرقاوتين من أجل إراحتهما قليلا من معاناتهما .

تذكر هذا الأخير ، الأحداث الغريبة التي مر بها خلال الأيام الماضية .

صر أسنانه بقوة مفكرا في مدى المعاناة و العمل الذي تلقاه في الأونة الأخيرة .

' هل هو شيطان ؟ '

' أنا بدأت أندم حقا على إتباعه .'

منذ تعهده بالولاء لسامويل هانوفر ، إبن صديقه القديم و إمبراطور إمبراطورية الغريفين ؛

شعر ماغنوس بأنه مجرد فتى مهمات لسيده .

كلما إحتاج سامويل إلى شيء ما ، أزعجه باستمرار عبر الإتصال به بإستعمال بلورة الإتصال .

" يا إلهي ، هل هذا عقابي ؟ لماذا إخترت هذا الطريق ؟ لماذا تسرعت ؟ لماذا ؟ "

" لم أفكر بالأمر بعمق . لكنني ، تسرعت في تعهدي بولائي له كغبي . "

غمغم العجوز المتذمر بهدوء و هو يهز رأسه بمرارة ،

برشاقة ، دلك ماغنوس عينيه بإستعمال أطراف أصابعه .

أكثر ما يزعجه حاليا هو الحالة الراهنة لبرج السحر ،

ظن أن التخلص من ألكسندر تورمان أمر سهل .

ساحر صغير و تافه ، يحاول تدريجيا التقليل من تأثير ماغنوس داخل البرج الإمبراطوري رغبة في السيطرة مستقبلا على القيادة .

لكن ، بعد إكتشافه قبل يومين أن الدوق الأكبر يدعم في الخفاء ألكسندر .

تغير الوضع تماما ،

أصبح الأمر مزعجا وألم للرأس بالنسبة لماغنوس ،

رغم نجاحه في قمع ألكسندر مؤقتا بتفريق قواته عبر إرسالهم في مهمات صعبة أو مدتها طويلة .

لكن هذا الأخير ، يحظى داخل البرج بدعم السحرة الصغار والجدد .

كما أن تأثيره تمكن من الوصول إلى بعض السحرة الكبار .

بالإضافة أنه لم يخرق علنا أية قوانين البرج السحري .

بغض النظر إلى الأمر ، لم يجد ماغنوس حاليا سببا للتحرك ضد ألكسندر و قواته .

" هاه ، إنها حقا أيام مظلمة ."

الآن ، كان ماغنوس قادرا على إستنتاج شيء واحد حول إمبراطوره ،

لقد كان شريرا .

شريرا ذو قلب أسود يحب جعل الأتباع الكادحين مثله يعانون .

تذكر أخر حوار خاضه مع سامويل بعد إنتهاء الإجتماع السري مع رئيس الثوار الجنوبيين كلاود الأحمر .

........

" أحم .... - ..جلالتك ، هل يمكنني أن أكلف أرون بالإشراف على التجهيزات النهائية للخطة ؟ "

أراد ماغنوس الحصول على يوم للراحة منذ أن عمل بشكل متواصل على تجهيز الخطة و على مشروعه السري .

لم يستطع ماغنوس نسيان الإبتسامة الساخرة على وجه سامويل الذي أجاب بمكر و هو يربت على كتفه ،

" لا ، أتريد التهرب من مسؤولياتك كتابع لي ."

إستمرت حواف وجه سامويل في الإرتفاع لتكون إبتسامة شريرة ثم أردف :

" إعتبر الأمر عقابا لك على قلة إحترامي سابقا . قم بالإشراف على الأمر جيدا و إعتني بأمر البرج . سمعت أنك تعاني من بعض الإخفاقات المتتالية مؤخرا ."

.......

" ....ماذا فعلت لأستحق الأمر ؟ "

ظهرت إبتسامة مرهقة على وجه ماغنوس الذي أغمض عينيه ثم تمتم بخفوت ،

" أخيرا ، سنبدأ الهجوم غدا ، لقد قمنا بصعوبة من تفريقهم … أتمنى أن ينجح الأمر بسلاسة "

و سرعان ما غرق ماغنوس في أحلامه ،

ثم عم الصمت المكتب .

.

.

.

2024/05/08 · 315 مشاهدة · 1423 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024