[ نقابة الظل ]

إحدى المنظمات السرية التي تم إنشاؤها خلال العقود الماضية داخل حدود إمبراطورية الغريفين ،

كان نمو هذه المنظمة مفاجئا و سريعا حيث صدم العديد من النقابات و المنظمات المنافسة .

بحيث ، تمكنت في بضع عقود الإنتقال من نقابة ناشئة ضعيفة إلى قوة مؤثرة و معترف بها داخل إمبراطورية الغريفين .

تساءل العديد من الأشخاص عن سبب نمو هذه النقابة الإستثنائي أو الشخص المميز الذي قاد هته النقابة إلى القمة .

لكن ، للأسف لم يعلم أحد لا السبب و لا هوية الشخص الذي يقف خلف الستار .

كل مايعرف به هذا الأخير هو أن زبناءه المعتادون ينادونه بلقب إكس لإرتدائه دائما قناعا أسودا منقوشا عليه حرف إكس بوضوح .

تمكنت هذه المنظمة السرية من تجنيد العديد من المواهب في مجال المبارزة و السحر من العامة و النبلاء مما جعلها قوة لا يستهان بها حقا .

كما تتوفر هذه النقابة على شبكة معلومات غنية و موثوقة يمكن مقارنتها بشبكة معلومات عائلة هانوفر الإمبراطورية في عهد الإمبراطور السابق .

بالإضافة إلى أنها تقدم خدمات مميزة في ما يتعلق بالإغتيال و القتل السريع .

[ إذا دفعت ما يكفي ، يمكننا حل أي شيء.]

هذه هي القاعدة الذهبية الخاصة بنقابة الظل و الموجهة لجميع زبنائها الكرام .

إذا كنت تريد قتل إبن عمك المنافس لك في السلطة ، فما عليك سوى الدفع جيدا و ستتكفل نقابة الظل بالباقي .

إذا كنت تريد معلومات مغرية ، إدفع فقط ما يساوي قيمة المعلومة و هكذا الأمر .

في رواية [ الطريق إلى القمة ] ، تم إغتيال سامويل هانوفر الأصلي في حفل إختيار إمبراطورته من طرف أفضل مغتالي [ نقابة الظل ] ، بالطبع بمساندة معتبرة من الدوق الأكبر الذي ساعدهم على إختراق الأمن بسهولة .

بسبب دفع الدوق السخي ، لم تتردد نقابة الظل و لو لثانية في إغتيال إمبراطور الغريفين ،

الشخص الذي يملك أعلى سلطة في هذه الإمبراطورية ، من أجل منفعتهم الخاصة .

.

.......

.

داخل المنشأة الضخمة التابعة لنقابة الظل القابعة تحت المبنى المسمى ب [ الحانة السفلية ] .

في غرفة تدريب ضخمة ،

كانت غرفة بيضاء بالكامل تقريبا و كانت بحجم ملعب كرة السلة .

يمكن أن ترى شخصين يتقاتلان بجدية بإستعمال السيوف ،

على الجانب الأيمن ، يمكن أن ترى شابا ذو شعر أسود مليئ بالإصابات في جميع أنحاء جسده .

يحمل هذا الشاب سيفا متصدعا في يده اليمنى .

لكن ، رغم معرفة هذا الأخير بسوء حالته ، لم يستسلم و ظل يقاتل غريمه بدون تقاعس .

كما بثت عيناه السوداوتان ثقة لا تزعزع و رغبة في أن يصبح أقوى .

و في الجهة المقابلة ، وقف بلا حراك شخص مقنع بقناع منقوش بعلامة إكس .

يرتدي هذا الشخص المقنع ملابس فاخرة و يحمل بأناقة في يده غمد سيفه ،

إنبعث من جسده هالة خانقة قادرة تبث الرعب في قلوب الضعفاء .

إرتفعت الطاقة من جسد الشاب الأول الذي يعاني من الإصابات ،

و بعيون مليئة بالإصرار ، إندفع نحو الشخص المقنع .

- كلانك .

- كلانك .

إصطدم السيف مع الغمد بإستمرار ، بحيث تم تشكيل موجات من الرياح العاتية في كل مكان .

الإشتباكات المستمرة لم تتوقف .

بحيث يبدو أن أن الشاب المصاب لم يرغب في أن يتم دفعه مرة أخرى .

أراد فقط إصابة غريمه مرة واحدة .

بعض بضع دقائق ، توقف الثنائي من العراك .

" هوف ... هوف ... معلم ، .... المرة القادمة سأفوز . من فضلك ...سأستريح .... هوف .... قليلا."

بعد سماع مناشدة تلميذه ، تجاهله الشخص المقنع و شرع في نشر هالته الصفراء المخيفة حول غمده بأناقة .

" لا يزال أمامنا ساعة واحدة قبل إنتهاء الجلسة ، لذا أسرع و إستيقظ من أحلامك ."

أجاب الشخص المقنع ببرود .

" هاه .... اللعنة "

عاجزا ، لم يكن بإمكان توم تلميذ الرجل المقنع سوى رفع جسده المتعب و أعد نفسه للتعرض للضرب الأليم من طرف معلمه .

- صليل

دون إعطاء توم فرصة للتعافي ، ظهر معلمه أمامه و أرجح الغمد في يده أفقيا .

إنفصل الهواء بسلاسة بفعل الهالة المحيطة بالغمد .

" هووف "

قام توم بدون تردد بتخفيض جسده و تجنب الغمد بنطاق شعرة .

" ليس سيئا . لقد تحسنت قليلا مقارنة بحصتنا الأولى ."

تردد إطراء معلمه البارد في أذنيه .

برؤية توم يتفادى الهجوم ، أوقف الشخص المقنع حركة غمده في منتصف التأرجح ثم حرك الغمد للأسفل .

عند رؤية غش معلمه ، إبتسم توم بلا حول و لا قوة .

- بام .

أخر شيء سمعه توم هو صوت الغمد يشق الهواء قبل أن يصطدم بظهره بقوة هائلة مما تسبب في سقوطه على يديه لحماية وجهه .

- رطم .

" آااااه "

إرتطم هذا الأخير بالأرض و نزل أنين صاخب من فمه .

" لنكمل "

حمل الشخص المقنع الغمد عموديا و هو يحدق من فجوتي قناعه بتلميذه المصاب .

- دينغ .

- دينغ .

فجأة ، رن صوت صاخب من جيب معلم توم .

أخرج هذا الأخير ، بلورة زرقاء مصغرة في حجم هاتف صغير تعمل كوسيلة للتواصل مع أتباعه في حالة الأمور الطارئة .

" ماذا يحدث ؟ "

سأل بصوت بارد ،

[ سيدي ، لدينا ضيوف غير مسجلون في لائحتنا .]

" فسر الأمر ."

[ يمكن تلخيص الأمر ، بأنهم الحالة 19 ]

"هكذا إذن ، مثير للإهتمام . أرهم الطريق إلى مكتبي حالا ، سأقوم بمقابلتهم شخصيا ."

[ حاضر .]

أعاد الشخص المقنع بلورة الإتصال إلى جيبه ،

ثم أدار رأسه ناحية تلميذه المتمدد على الأرض قائلا .

" إنتهى الدرس ، سنتدرب في نفس الوقت غدا . حسنا ، أشرب جرعة شفاء لمعالجة جروحك و تأمل ليلا ."

" معلم ، أنت الأفضل ."

تجاهل الشخص المقنع تلميذه الذي يتملقه ثم غادر الغرفة .

.

.

.........

.

دخل الثلاثي المنشأة التحت أرضية الخاصة بنقابة الظل بثباث ،

كما توقع سامويل، كان هيكل المنشأة ضخما جدا .

بفضل التكنولوجيا السحرية تمكنت نقابة الظل من إنشاء قاعدتها تحت الحانة المهترئة التي مر الثلاثي منها سابقا .

وجههم ألبرت بسلاسة من خلال الأروقة المربكة ليصلوا إلى مكتب جميل ، أنيق و ضخم نوعا ما.

وفقا لتعليمات ألبرت ، جلس الثلاثي على الأريكة الحمراء الموضوعة بشكل مقابل لمكتب رمادي ذو نقوش جميلة على ظهره .

ثم غادر ألبرت على عجل للعودة إلى مهامه المعتادة تاركا إياهم في الغرفة الواسعة .

" هل سيمر الأمر بسلاسة ؟ "

بعد ملاحظته لتجهيزات المنشأة ، سأل أرون معلمه بملامح جدية ؛

" نعم ، لقد خططنا أنا و جلالته لجميع الإحتمالات . ما عليك سوى الإلتزام بتعليماتك ."

أجاب ماغنوس عرضيا و هو يفحص الغرفة بهدوء ،

" أنا أفهم ."

ثم أردف ماغنوس :

" لا وجود لفخاخ أو أجهزة تنصت سحرية ."

" جيد ."

أومأ سامويل رأسه بإيجاب ،

" الآن ، ماعلينا سوى انتظار ظهور السمكة لإصطيادها هاهاها ."

أضاف أرون بسخرية و هو ينتظر بفارغ الصبر بداية العراك .

" لا تقلل من شأنهم "

وبخ ماغنوس تلميذه و هو يجر أذنه بطريقة مضحكة .

" آي ،..... أنا أعلم "

سقطت الدموع الزائفة من عيون أرون و هو يتصرف بطفولة أمام معلمه ،

" أحم ، ..... ألا يمكنكما القيام بالدراما الخاصة بكما خارجا ."

أبدى سامويل رأيه في سلوكهما بإنزعاج طفيف على وجهه ،

بحيث نقر على ركبته اليمنى بأطراف أصابع يده اليمنى كدليل على نفاذ صبره .

لبضع ثوان ، أصبح وجه أرون محمرا بفعل الإحراج ،

لكن ، بفضل تدريبه و شخصيته ، سرعان ما تمالك نفسه .

- صرير .

فجأة ، فتح الباب ببطئ ،

ليدخل شخص يرتدي قناعا أسودا عليه علامة حرف إكس ملونة بالأبيض ،

إرتدى هذا الأخير ، ملابس سوداء كليا و راقية ،

إذا كان توم هنا حاليا فسينادي هذا الشخص تلقائيا بمعلمه ،

لم يكبت مستواه حيث إنتشرت منه هالة مخيفة و خانقة .

" فارس من فئة سبع نجوم ."

تمتم ماغنوس بهته الكلمات بدون تحفظ و الجدية تشع من عينيه .

" قوي ."

أضاف أرون بحماس و هو يحدق في الشخص المقنع بإبتسامة مشرقة .

" أتمنى أن يسير الأمر على ما يرام …"

تمتم سامويل بهدوء محدقا في الوافد الجديد .

.

.

2024/05/08 · 228 مشاهدة · 1297 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024