.
.
بعد يومين من الهجوم على نقابة الظل .
- باك
- باك
- باك
داخل غرفة فسيحة موجودة بمبنى التدريب المغلق الخاص بالإمبراطور السابق .
لكم شخص وحيد كيس ملاكمة .
بدا من لكماته الضعيفة و الغير المنظمة أنه شخص مبتدأ .
في كل مرة تتصل قبضته بكيس للملاكمة ترتجف يداه تلقائيا مما يؤدي إلى ظهور الدماء على قبضتيه بكثرة .
كانت قوة لكماته ضعيفة لدرجة لم يستطع تحريك كيس اللكم المكون من بعض المكونات الفريدة من نوعها ، فبالعكس تسبب في أضرار جسدية لنفسه .
" هوف .... هوف ... هوف "
توقف جسد الشخصية الذي بدا على وشك السقوط على الأرض ثم إبتلع بشدة الهواء .
قطرات من العرق تتساقط بشكل غزير على قميصه الأبيض ، مما يمنحه مظهرا غريبا و مثيرا لشفقة .
" أولا ، المانا مختومة داخل هذا الجسد اللعين ."
صرخ الشخص بغضب ثم توقف بعد ذلك عن الكلام ،
بينما صدره يرتفع بقوة ثم ينخفض بسبب إضطراب تنفسه الراجع لتدريبه المستمر .
ثم أخذ زجاجة ماء من الأرض ،
- رشف
أخذ سامويل رشفات كبيرة من المياه .
سرعان ما زفر بإرتياح ، بعد أن روى عطشه الشديد ثم سقط على الأرض منهكا ليتكئ على الحائط بهدوء .
" هذا حقا جسد معطوب ."
تمتم سامويل بمرارة و هو ينظر إلى سقف الغرفة بعينيه الحمراوتين الباردتين .
ثم أغلق عينيه من أجل التأمل رغبة في تحريك المانا المتواجدة داخل مخزن المانا .
لكن ، رغم المحاولات …
لم تتحرك المانا و لو شبرا واحدا .
- صرير .
بعد سماع صوت صرير الباب، سرعان ما ظهر شخصان أمام سامويل.
بحيث تم الكشف عن ملامح شخص قوي البنية ذو شعر بني مقصوص .
شكله العضلي و العملاق الذي بدا يقترب من مترين مما جعله مخيفا .
بقربه عجوز ذو لحية بيضاء غير مهذبة و عيون زرقاء عميقة ، يبث جسده هالة لطيفة و هادئة بحيث يبدوا كجد لطيف يزور أحفاده .
" أخيرا ، وصلتم ."
تمتم سامويل بهدوء ثم وقف ببطئ و أخذ منشفة من طاولة قريبة .
قام هذا الأخير بتجفيف شعره المبلل و بدأ في تضميد يده الداميتين تحت مرأى الإثنين .
" ما الذي أخر مجيئكما ؟ "
أخد سامويل رشفة أخرى من الماء و هو يحدق في الإثنين بنظرات فضولية .
" إنه فقط طرأ حادث طريف في منزل الماركيز مع زوجته لذلك إضطررت إلى إنتظاره لبضع دقائق ."
بإبتسامة مكتومة ، أجاب ماغنوس و هو ينظر إلى إمبراطوره بنظرات بريئة تظهر الكلمات التالية ' إنه السبب ، تعامل معه '.
" إنه فقط .. إنه فقط ... مشكل ... عائلي ."
بإرتباك ظاهر على وجهه ، على عكس شكله ، أجاب الشخص العضلي بتلعثم و هو يحك شعره .
كما أن وجهه أحمر قليلا من الإحراج .
ثم سرعان ما إستجمع الشخص العضلي المسمى ماركيز سيوس نفسه ثم تكلم بلهجة إعتذارية .
" أنا أسف ، يا جلالتك ."
" لا بأس ."
أومأ سامويل رأسه ثم حدق في وجه تابعه الساحر قائلا .
" هل هناك أية مستجدات جديدة ؟ "
"لا "
" جيد جدا "
إبتسم سامويل بهدوء و هو يقف بإستقامة أمام ماغنوس .
ثم أدار رأسه ناحية العملاق أمامه .
" ماركيز سيوس "
" جلال..تك "
أمال سامويل رأسه مضيفا .
" لماذا أنت متردد أمامي ؟ "
كلما إلتقى سامويل بالماركيز أمامه ، ظهرت على وجه هذا الأخير ملامح غريبة جدا .
" إنه فقط حاليا لا أستطيع الإعتياد على شكل جلالته الجديد ."
بإحراج طفيف ، أجاب سيوس و هو يحك أنفه بلا توقف .
-تنهد .
بعد سماع رد الماركيز سيوس ، تنهد ماغنوس و هز رأسه .
"عجوز خجول كالعادة ، لا أفهم كيفية حصولك على منصب الماركيز إذا كانت شخصيتك بهذه الغرابة ."
" ماغنوس …!!"
" حسنا ، حسنا ، لا تبكي أيضا .."
" أنت .."
صر ماركيز سيوس أسنانه كالطفل الغاضب .
فقط ماغنوس من يستطيع أن يدفع شخصا مشهورا و مهما كماركيز سيوس إلى الجنون الشديد .
الماركيز رفاييل سيوس رئيس الحرس الإمبراطوري و الذي يدعى أيضا بيد الإمبراطور اليمنى الأمين أو أيضا بالكلب المجنون .
تقلد دوره الحالي في البلاط الإمبراطوري منذ عهد الإمبراطور السابق .
رجل نزيه و أمين ، حتى الآن ، حارب في الظلام ضد الدوق الأكبر في مجموعة من المناسبات بإستعمال قوة عائلته الآخدة في الإنخفاض و منظماته السرية و ذلك بسبب ولائه الأعمى لعائلة الغريفين .
في الأخير خسر ضد قوات الدوق الأكبر ثم مات في النهاية .
'هاه ، عائلة سيوس أفضل خيار لدينا .'
تمتم سامويل هذه الكلمات داخليا و هو يحدق في الثنائي الذي يتشاجر أمامه .
ففي تاريخ نبلاء إمبراطورية الغريفين ، كانت هناك عائلتان تملك كلتاهما منصب الدوق و تتقاسمان منصب ممثلي نبلاء العاصمة بينهما ألا وهما عائلة ماكنزي و سيوس .
لكن ، بعد وفاة الإمبراطور مايكل جد سامويل هانوفر ، تدهورت حالة عائلة سيوس بسبب صراعاتها الداخلية لتنخفض رتبتها إلى رتبة ماركيز مما سمح لعائلة ماكنزي بأن تغتنم الفرصة لتصبح أقوى .
" هل هناك شيء أخر لإعلامي ؟ "
تردد صدى كلمات سامويل الباردة في جميع أنحاء الغرفة .
عند استماعه لكلمات إمبراطوره ، هز ماغنوس رأسه مجيبا .
" لا يا جلالتك ، كل شيء التجهيزات في الطور الأخير من الإنتهاء ."
تراجع رأس سامويل قليلا للخلف، وضع يديه على ذقنه و وقع في التفكير .
بعد فترة ، نظر إلى ماغنوس متمتما .
" جيد جدا. إذا لم يكن هناك شيء أخر ، غادر . كما ترى لدي أمور ملحة للقيام بها مع الماركيز ."
" حاضر "
إسترخت حواجب ماغنوس و تحرك لمغادرة الغرفة بصمت.
" أتساءل ماهي المفاجآت التي سيظهرها لي في المستقبل ؟"
كلما تواصل مع إمبراطوره أكثر ، زادت توقعاته .
لقد أراد حقا معرفة المستقبل التي ينتظره .
غادر ماغنوس تاركا سامويل وجها لوجه مع ماركيز سيوس .
ثم بعد بضع ثوان ، قطع الماركيز سيوس الصمت قائلا و هو يشير بإصبعه الغليظ نحو جروح يد سامويل .
" لماذا تتدرب هكذا ؟ مما يتضح لي أنت تؤذي جسدك الهزيل بهذا النوع من التدريبات ."
أصبح الماركيز سيوس جادا عند إشارته لوضع سامويل .
هناك سبب لتسميته بالكلب المجنون .
لأنه يصبح جادا بشكل مخيف فيما يتعلق بطريق السيف و التدريب .
فشخصيته الهادئة و الخجولة تتحول بشكل كلي في المعارك و التدريبات إلى شخصية مجنونة و غير متوقعة بتاتا .
هذا هو السبب الرئيسي لصموده وسط نبلاء العاصمة و إحتلاله مركز رئيس الحرس الإمبراطوري .
" كنت أريد فقط إختبار جسدي . "
أجاب سامويل بلا مبلاة ثم أشار إلى جرعات الشفاء الموجودة فوق الطاولة مضيفا.
" يمكنني شفاء نفسي وقتما أريد ."
-بوم.
" ماذا ؟؟ "
إنتشرت جزء صغير من هالة فارس من فئة ستة النجوم في جميع أنحاء الغرفة .
مما جعل العرق يتساقط بشكل غريزي من جسد سامويل .
كما أن تنفس هذا الأخير أصبح صعبا و مؤلما.
صر سيوس أسنانه ثم أردف ببرود .
" هل تظن التدريب سهلا ؟ هل تعرف كم من سنة إستغرقتها لأصل لمستواي الحالي ؟ بما أنك طلبت مني أن أدربك ، فسأكون قاسيا جدا . هل أنت مستعد ؟ "
تغيرت تصرفاته 180 درجة .
لم يهتم سيوس بتصرفاته الوقحة ،
بحيث عامل سامويل كأنه مجرد متدرب عادي يرغب في تعلم المبارزة منه .
" لن يكون الطريق سهلا . لهذا ، اليوم هو إختبار ."
ترددت كلمات سيوس في جميع أنحاء الغرفة .
عدل سيوس وضعيته و ألقى سيفا خشبيا لسامويل .
" إلتقطه "
" أجل "
شعر سامويل بثقل السيف و هو يشده بيده الصغيرة .
لقد كانت هذه أول مرة التي أمسك بها بسيف في حياته .
" بما أنك قمت بتحمية جسدك سابقا . سأتجاوز الأمر اليوم . لكن ، بدءا من الغد ، ستركض في دوائر داخل الغرفة . لا لتدريبات غير ضرورية و غير نافعة بالإضافة إلى أنه ممنوع إستخدام جرع الشفاء ، مفهوم ؟ "
" أجل ."
أومأ سامويل رأسه .
توقع هذا الأخير تصرفات رافاييل سيوس لذلك لم يمانع وقاحته .
" جرع الشفاء تبطئ تقدم التدريب لذلك يجب عليك العدول عنها و الشعور بالألم بعد التدريب ."
قدم سيوس شرحا موجزا حول كيفية إبطاء جرع الشفاء لتدريب الفرسان .
قبل أن يصرخ .
" حسنا ، لنبدأ ."
أضاف الماكيز سيوس ببرود محكما قبضته على سيفه .
.
.