" هااه "
هرب ضباب أبيض من فم سامويل بسبب برودة الجو .
إستيقظ هذا الأخير في الصباح الباكر من هذا اليوم للتوجه إلى مكان مهم .
00 : 7 صباحا
أثناء فحصه لساعته ، فرك سامويل يديه معا أثناء تحركه رفقة الساحر العجوز ماغنوس .
حاليا ، هما يقتربان بخطى تابثة من المكان المحدد عبر إختراق إحدى الغابات بعد إستعمالهما العربة للتنقل .
كان أرون بيرس الساحر الماهر بالعنصر المكاني مشغولا بإنهاء مجموعة من المهمات التي تم تكليفه بها .
لذلك ، إضطر كلاهما لسوء الحظ إلى التنقل عبر إستعمال العربات لعدم توفر ساحر أخر ماهر في العنصر المكاني في البرج .
سار كلاهما بهدوء عبر الغطاء النباتي الكثيف .
-فيوووو
هب نسيم بارد و تمايل شعر سامويل نحو جانب الريح .
في كل مرة مرت الرياح ، كانت تترك ورائها رائحة صنوبر قوية لدرجة جعلت أنف سامويل يرتعش .
" إن الجو بارد حقا ."
أخرج البرد القارص سامويل من أفكاره بحيث تسبب في أرتعاش كتفيه .
فرغم تدريبه المتواصل لجسده و مهاراته طيلة الأسبوع الماضي ، مازال البرد القارص يستطيع هزيمته بسهولة .
" أتشو "
" أتشو "
أدار سامويل رأسه ليحدق في العجوز الذي يبدوا من وجهه أنه في وضع ممتاز .
بحيث لاحظ طبقة أرجوانية رقيقة تحيط بجسده الهرم .
" أنت ! "
صر سامويل أسنانه و هو يحك أنفه الأحمر بشدة .
بإلقاء نظرة خاطفة على وقاحة ماغنوس ، لم يستطع سامويل سوى الصراخ بإنزعاج قائلا .
" ألقي علي تعويذة لتدفئة جسدي مثلما فعلت لنفسك ..أتشو ..."
" …"
لاحظ ماغنوس تصرفات سامويل ، هز كتفيه و واصل مراقبة الأنحاء بعيون الصقر خاصته متجاهلا مرافقه.
' أشعر بالمعاناة أيها اللقيط الصغير .'
تمتم الساحر هذه الكلمات داخليا بسخرية.
رغم توقيعهما لتعهد مانا بينهما ، فليس هنالك شرط يمنع ماغنوس من التنمر على سامويل و جعله يعاني قليلا .
"أتشو ، أيها العجوز اللعين ، أظن أنني تساهلت معك كثيرا ."
وبخ سامويل ماغنوس بإستمرار .
لكن ،ماغنوس تظاهر بأن كل شيء على ما يرام .
" لقد إقتربنا ، سنصل بعد مسيرة ساعة واحدة على الأقدام ."
بحيث تجاهل كلمات سامويل الذي يعاني بهيئته الضعيفة و الرقيقة من برد الجبال القارس .
أراد الساحر العجوز الإنتقام من سامويل الذي جعله ينفذ العديد المهام كفتى المهمات عبر التنمر عليه لبضعة دقائق .
" أتشو... ماغنوس ..-"
"…"
" ما..غنوووس…."
"…"
" أيها العجوز اللعين …"
"…"
" حسنا .. حسنا ، سمعتك ."
بعد بضعة دقائق ، إبتسم ماغنوس بمكر و نقر بعد ذلك بسبابته على رأس سامويل لتظهر طبقة رقيقة من المانا البنفسجية حول جسده .
" هل هذا جيد جلالتك ؟ "
" أتشو … أيها اللعين ، فقط إنتظر و سترى ."
تجاوز سامويل العجوز الماكر بغضب و هو يخطط لكيفية ماغنوس في المستقبل .
.
.......
.
" إذن هذا هو المكان ؟ "
" نعم "
أثناء وقوف الثنائي أمام شجرة كبيرة منحنية ، جلس سامويل و ماغنوس على الأرض لإستعادة بعض الطاقة .
فبعد ساعتين من ركوب عربة غير مريحة و ساعة من التسلق المتعب رفقة شخص طفولي و حقير مثل ماغنوس ، شعر سامويل بالرغبة في الجلوس لبضع دقائق .
كانت الشمس الساطعة قد أشرقت بالفعل ،
أخرج سامويل زجاجات مياه و بضعة حلويات من سواره المكاني .
سلم هذا الأخير نصف حصته إلى ماغنوس بينما بدأ في تناول النصف الأخر .
" خذ"
" شكرا لك "
رغم حقارة أساليب ماغنوس ، لم يخفض سامويل إلى مستواه .
" همم ..."
أخد ماغنوس الحلويات ثم سرعان ما شرع في إلتهامها بينما ينظر إلى الكهف المخبأ خلف الشجرة ، لم يستطع إلا أن يسأل .
" جلالتك ، هل دانجون الذئاب المظلمة مهم حقا ؟ "
" همم ، مونش ..نعم ، إنه مهم للغاية ."
غطى فتات الحلويات فم سامويل الذي أومأ برأسه بهدوء .
بعد تنقل دام أكثر من ثلاث ساعات تمكن الثنائي من الوصول إلى الدانجون الصحيح الموجود وسط جبال بالاهاما المجاورة للعاصمة الإمبراطورية.
فداخل هذا الكهف شيء مهم و مفيد للغاية ، إستطاع فقط الشخصية الرئيسية في رواية سامويل تايلور موون الحصول عليه .
" هل تم تطويق المكان بشكل جيد ؟ "
" بالطبع. لهذا لم نقابل أية وحوش طليقة في طريقنا إلى هنا ."
تمتم ماغنوس هذه الكلمات بفخر .
" حسنا دعنا نذهب ."
بعد الراحة لمدة عشر دقائق بهدف أن يستعيد سامويل بعض الطاقة التي إستهلكها عبر المشي لمسافات طويلة .
ربت هذا الأخير على سرواله لإزالة الفتات ، أومأ برأسه و وقف .
" لنتحرك بسرعة ."
" حسنا "
و هكذا مشى الثنائي عبر الكهف .
كان تشكيلهما متناسقا . سامويل في المقدمة و ماغنوس في الخلف .
مع قدرة المبارزة التي إكتسبها سامويل من خلال التدريب طيلة الأسبوع الماضي.
يجب أن يكون قادرا على قتال و صد وحوش الدانجون الضعفاء من فئة نجمتين .
فقد إتضح خلال الأسبوع الماضي أن سامويل هانوفر إمبراطور الغريفين ماهر للغاية و عبقري مخيف في المبارزة مما فاجئ كل من مدربه سيوس و الساحر ماغنوس بشدة .
لكن ، لسوء الحظ ، رغم مهارته المذهلة في المبارزة ، إتضح أيضا أنه يملك عيبا قاتلا .
يتمثل في أن جسده يرفض إمتصاص طاقة الكي لتكوين دانتيان داخله مما جعل ماركيز سيوس يشعر بخيبة أمل كبيرة .
هانوفر يملك حدسا ممتازا في المبارزة لكنه لا يستطيع التلاعب بالكي و بالتالي لا يستطيع أن يشرع في طريق السيف طيلة حياته .
أما ماغنوس فهو يقف في الوراء فقط لمساعدة إمبراطوره في الحالات الحرجة .
هذا الأخير ، سيتدخل فقط حين يصبح الوضع صعبا و تصبح سلامة سامويل في خطر .
....
.
بعد فترة من المشي .
إبتلع سامويل ريقه ثم بدأ في التعمق ماسحا محيطه بنظره ، لكنه لم يستطع الشعور بأي شيء غريب .
من بين الوحوش منخفضة المستوى ، كان هناك عدد لابأس به من الوحوش الذين يعرفون كيفيه إخفاء وجودهم للإيقاع بفريستهم في كمينهم .
الكريستالات في الجدار تقوم بإضاءة المكان ،
كل شيء بدا هادئا و ساكنا و لكن سامويل شعر بتحديق شيء نحوه .
و بعد ذلك ، كانت هناك رائحة .
' أوه ، إذا تريد الإختباء و تنتظر فرصتك ، أليس كذلك ؟ '
تمتم سامويل هذه الكلمات داخليا و زوايا فمه ترتفع لتشكل إبتسامة شريرة .
- زئير
أحكم سامويل قبضته على سيفه الأسود الذي إستله سابقا من غمده .
لمعت عيون سامويل لثانية بحيث كان يستعد للهجوم الخفي ،
لذا وجه سيفه نحو الصوت بأناقة .
- سوووش
خلف سيفه قوسا جميلا في الجو ثم إصطدم بهدفه .
بحيث ، قطعت حافة النصل فم المخلوق كقطع الزبدة لكون السيف الأسود هو قطعة أثرية ذات رتبة فضية حصل عليها من خزينة نقابة الظل .
أطلق الوحش صرخة ألم بينما طار بعيدا عن سامويل و إصطدم بالأرض متدحرجا في الأرجاء .
رشت الدماء كالنافورة في كل مكان تاركة خلفها رائحة دموية كريهة .
" هاه ..."
توقف سامويل مؤقتا و حدق في خصمه .
عكس أي روايات بها دانجون ، كان خصم سامويل الأول هو ذئب .
نعم ، ذئب و ليس عفريتا غبيا .
- زئير .
كان ذئبا أسودا ذو عيون حمراء متعطشة للدماء ،
يسمى نوعه بالذئاب المظلمة .
- سوويش
بالضغط على مقبض سيفه ، إستغل سامويل اللحظة المثالية و قام بطعن الذئب بمهارة في عينيه ثم قطع رأسه ففصله عن جسده .
' سيف حاد '
إعتقد سامويل هذا و هو معجب بسيفه .
تم قتل الذئب في بضع ثوان تحت مراقبة ماغنوس الذي يستعمل تعويذة لإخفاء حضوره .
" جيد "
لقد شعر سامويل بالضبط بشعور شخص ما عند تقطيعه لكتلة من الزبدة .
ناعم مع مقاومة شبه معدومة .
عند وقوفه أمام الجثة ، حدق سامويل فيها بهدوء ،
لم يشعر بشكل غريب لا بالتقيئ و الغثيان الذي يشعر به الشخص عند قتله لأول مرة .
شعر فقط برغبة شديدة في نحت طريق من الدم وسط هذا الدانجون .
" ممتع "
لكن ، متعة النصر لم تدم .
- زئير
- زئير
- زئير
نعم .
حشد من حوالي 15 أو أكثر من الذئاب السوداء كانوا يجرون بإتجاه سامويل بعيون حمراء دموية .
فالذئاب المظلمة وحوش غريبة تعيش في مجموعات كبيرة ، تحب صيد البشر و إلتهامهم .
كما أنها وحوش تقدر و تحمي بعضها البعض .
بالنسبة للذين يريدون أن يصبحوا أقوى ، تم إعتبار الذئاب و العفاريت دمى للتدريب و طريقة للحصول على خبرة في المعارك بسرعة .
لقد كانوا حقا النوع أكثر الأنواع تعرضا للإساءة في جميع الروايات .
في الرواية ، يدخل تايلور موون وحيدا إلى هذا الدانجون بسبب مهمة عاجلة من نظامه الخارق أثناء مروره من سلسلة جبال بالاهاما .
ثم بفضل قوته المخيفة تمكن من القضاء على جميع الذئاب المظلمة بسهولة ليكتشف الجزء المخفي من الدانجون .
- زئير .
بشكل سريع تم إغلاق المسافة بين سامويل و بين الذئاب بفضل سرعتهم الممتازة .
لم يكن لسامويل سوى خيار المراوغة بفضل مهارة الأقدام التي تمكن من تقليدها بشكل ضعيف من ماركيز سيوس و إنتظار الفرصة المناسبة لرد الهجوم .
- سوويش .
" أوتش ."
تم خدش كتف سمويل بسبب هجوم أحد الذئاب .
- سوويش .
حرك سامويل سيفه ليقوم بقطع مذهل خلف وراءه قوسا مذهلا ،
قام هذا القطع بقتل ذئبين بسهولة .
في هذا الوقت الحالي ، لم يسعه إلا أن يبذل جهده دون مساعدة ماغنوس المخفي .
- كراك .
بفضل حركات قدمه السريعة و الناعمة ، راوغ سامويل مرة أخرى ثم قام بطعن واحد بقطع مائل أخر مخترقا جمجمة ذئب أخر.
" هوف ....هوف ..."
أخد سامويل نفسا عميقا وابتسم بهدوء .
تجاهل هذا الأخير إصابته و أحكم إمساكه لسيفه الأسود .
" هلموا إلي ."
صرخ سامويل بجنون .
ممسكا سيفه ، أعد سامويل نفسه لخوض معركة طويلة وصعبة .
.
;