.

" كح … كح …أرغ ."

أطلق سامويل صرخة ألم شديدة و هو متحطم على أحد جدران الدانجون ،

إبتلع هذا الأخير الهواء بشدة .

بحيث أخفض رأسه ليرى أوردة يده المتضررة تنبض بشكل مخيف .

الدم الأحمر يتسرب من صدره بغزارة بينما كان وجهه أصفرا للغاية .

ألم قوي و مشتعل إنتشر في جميع أنحاء جسده مما جعل التنفس صعبا بالنسبة إليه .

فقد هفوة واحدة صغيرة في القتال كانت ستؤدي إلى مقتله .

فلولا تدخل مرافقه ماغنوس لكان سامويل حقا في عداد الموتى .

- سبلاش

تناثرت شظايا رأس الذئب الأحمر الهائج الذي تخلص منه ماغنوس على سامويل .

مما لطخ وجهه و جميع أركان جسده بالمزيد من الدماء .

" لقد كان الأمر قريبا للغاية … "

صر سامويل أسنانه و أزال الدماء من وجهه .

بعد ذلك ، ضغط بسرعة على جرحه العميق الموجود في صدره بيده اليسرى .

و أخرج بيده الأخرى مجموعة من [ جرعات الشفاء ] من سواره المكاني الأسود .

" اللعنة ، هذا الأمر مؤلم حقا ."

- غلوب

بمجرد وضعه للجرعة الأولى في فمه ، أحس سامويل أخيرا ببعض الراحة بحيث إنتشر شعور مريح و رائع في جميع أنحاء جسده المصاب .

ثم بعض إنهاءه للزجاجة الأولى، ألقى بها جانبا ثم شرع في شرب جرعة شفاء أخرى .

" هوووف"

بعد ذلك ، عدل سامويل وضعيته للجلوس بأريحية ثم أغلق عينيه متصورا هجوم الذئب الهائج مرة أخرى .

لكن ، بعد بضعة ثوان ، هز رأسه .

لأنه عرف أن الفرق بين إحصائياته و إحصائيات الذئب الأحمر أصبح كبيرا عندما أصبح الوحش هائجا .

ربما إذا كان في حالة أفضل و بمساعدة من تعويذات ماغنوس الداعمة يمكنه فقط صد بعض ضربات من الذئب الهائج .

" إنه حقا خصم مخيف !"

فما معنى وحش هائج ؟

هو وحش نادر وسط أقرانه يستطيع مضاعفة جل إحصائياته لمدة وجيزة من الزمن كالقوة ، السرعة و الصحة .

لكن سلبيات الوضع الهائج هو أن الوحش يصبح ضعيفا للغاية بعد إنتهاء مدته و يصبح كذلك عاجزا عن القتال على الأقل لمدة أسبوع .

لهذا تختار الوحوش الهائجة استعمال هذا الطور فقط في الحالات الطارئة و المهددة لبقائها .

بعد إيقاف أفكاره ، لم يرغب سامويل الإستمرار في التفكير بالأمر .

مجرد تفكيره بمدى ضعفه جعله يشعر بالغضب الشديد .

" هوو ..."

أخذ سامويل نفسا عميقا و نظر إلى ماغنوس مطولا قبل أن يتمتم بهدوء.

" ستندم على هذا لاحقا ."

" جلالتك ، ماذا تعني بهذا ؟ "

أجاب ماغنوس بإبتسامة باهتة على وجهه .

" سترى قريبا …"

تجاهل سامويل ماغنوس الذي يتظاهر بالبراءة و الإرتباك ثم حول إنتباهه لجروحه .

بعد إنهاء جرعته الثانية ، بدأ الجرح الضخم الموجود في صدر سامويل بالإختفاء تدريجيا.

و لتسريع عملية الشفاء ، شرب سامويل جرعة شفاء ثالثة بحيث شعر بإندفاع أخر للطاقة في جسده .

مباشرة بعد ذلك ، كالعادة ، سحب سامويل من سواره [ جرعة إستعادة التحمل ] و شربها هي الأخرى كالماء من أجل دفع جسده إلى التحرك و شحن طاقته .

" ماغنوس ."

" نعم "

" همم .."

لقد حاول سامويل في السابق شق الطريق إلى غرفة الزعيم باستعمال قوته .

لكنه ، الآن ، قرر أنه حان وقت إستعمال مرافقه من أجل الغش و إنهاء مهمته بسرعة للعودة إلى قصره .

" حان وقت عملك ."

" حسنا "

تمايل هانوفر في مكانه و هو يحاول الوقوف .

" خذ ."

بعد وقوف سامويل ، سلم ماغنوس السيف الأسود الملطخ بالدماء إلى صاحبه بإبتسامة صغيرة ،

ثم أضاف قائلا .

" إذن ، هل إستسلمت ؟ "

" لا داعي لتضييع الوقت ، لقد عرفت حدودي . لذا ما الهدف من مواجهة نفس الموقف مرة أخرى ؟ "

تمتم سامويل الكلمات السابقة و هو يعيد سيفه داخل غمده .

ثم لمس شعره الأحمر الملطخ بالدماء .

" هاه ، أصبح شعري ملتصقا بسبب الدماء . أريد المغادرة مبكرا للإستحمام ."

أضاف سامويل هذه الكلمات و هو يحدق في الجثة المشوهة أسفل رجليه ،

أرجل مقطوعة و رأس محطم .

تنهد سامويل و تأسف قليلا على مصير الذئب الهائج .

" لنغادر ."

عدل سامويل وقفته مسرحا شعره الشائك إلى الوراء .

" حسنا ، لنتحرك ، وضعي أصبح أفضل قليلا."

فبفضل جرعات الشفاء ، بأصبح لون وجه سامويل يصبح طبيعيا بشكل تدريجي .

" إذن ، تريد الإعتماد علي و جعلي أطهر الدانجون بعد كل تلك الوعود الفارغة ؟"

" أجل "

أومأ سامويل برأسه .

" و أنا الذي ظننت أنك تغيرت ، مازلت لقيطا عديم الفائدة ."

نقر ماغنوس على لسانه و أهان سامويل بسخرية .

" ماذا قلت ؟ "

" لقيط عديم الفائدة . لو كان والدك على قيد الحياة هنا لقام بجلدك حيا ، أتعلم ..."

" قريبا ، سأصبح أقوى و سأكسر فمك الثرثار ."

قاطع سامويل كلام ماغنوس بانزعاج شديد على وجهه .

" هاهاها ، سأنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ."

.

......

.

"هل هذا هو الذئب بثلاث عيون ؟ .... همم ، أهذا هو الزعيم ؟ "

حدق الثنائي في الذئب العملاق الأسود بحجم الماموث النائم بالقرب من تمثال ضخم أبيض مكسور جزءه العلوي .

" هاه "

يبدوا من شكل نصف التمثال السفلي أنه رجل يرتدي ملابس كالخاصة بالساموراي الذين شاهدهم سامويل في الأفلام الصينية بحياته الماضية .

واقفا بجانب سامويل ، أجاب ماغنوس على سؤال سامويل و هو يحك لحيته بشكل متكرر .

" نعم ، إسمه هو الذئب الرنان و هو وحش متخصص في الهجمات السريعة و العقلية ."

" إنه يشبه ذئاب الطابق الأول من حيث الشكل . لكنه ، أضخم و أقوى ."

عبر الشعور بالضغط الهائل القادم من الوحش النائم ، عرف سامويل أن فرصته في هزيمة الذئب منعدمة تماما .

" لا يمكنني هزيمته للأسف بنفسي ."

على الرغم من إعتبار نفسه عبقريا في المبارزة .

لكن ، الضغط الناتج عن الوحش مرعب للغاية .

حركة واحدة خاطئة ستسبب له موتا فوريا .

لذلك قرر سامويل البقاء في مكانه قرب باب غرفة الزعيم .

" ماغنوس ، تكفل بالوحش ."

" لقد كررت الأمر مرارا و تكرارا .لكن ، هل أنت متأكد من أنك لن تحاول حتى ؟"

أطلق ماغنوس إبتسامة لعوبة و هو يحدق بسامويل الواقف بجانبه .

" لا "

هز سامويل رأسه .

المخاطرة بحياته من أجل إرضاء غروره هو أمر غير منطقي بتاتا .

كل ما عليه هو العيش ليحارب يوما أخر .

" همم "

حاليا ، يعيق الذئب الطريق إلى الموقع المخفي لذلك يحتاج التخلص منه .

" حسنا ، شاهد هذا العجوز يتخلص من الوحش بسهولة ."

مدد ماغنوس يديه كما لو أنه سيستعد لمباراة أولمبياد في الجمباز .

" ألا تتعب من التبجح ."

طوال الطريق إلى الطابق الثالث ، كلما تعامل ماغنوس مع حفنة ذئاب الطابق الثاني ، تبجح بدون توقف عن مدى روعته و قوته .

مما جعل سامويل يشعر تقريبا بإنهيار عصبي على الطريق .

" هاها ،سأريك أسهل طريقة للقضاء على الوحوش ."

إبتسم ماغنوس بإشراق ثم بدأ يردد مجموعة من الكلمات السحرية لتجهيز سلسلة من التعويذات بعيدة المدى .

" راقب جيدا قدرتي كساحر محارب ، هذه تعويذة سحرية معقدة بعيدة المدى إخترعتها في شبابي إسمها [ الرقصة البنفسجية ] . لا أحد أضعف مني يمكنه النجاة منها ."

تردد صوت ماغنوس المتبجح في أذني سامويل .

شكل ماغنوس مجموعة من حواجز المانا حول سامويل لضمان سلامته .

- سويرل .

بعد ذلك ، إنبعثت المانا البنفسجية بشكل أسطواني من جسد ماغنوس مما جعل الجو أثقل و أتخن بسبب الضغط المتزايد .

- سوووش

- سوووش

- سوووش

فوق رأس ماغنوس العجوز ، ظهرت مجموعة من الدوائر البنفسجية التي أصبحت أكبر بمرور الثواني .

" هذا السحر يسمى سحر التحليل ، سحر يسمح للساحر بالقيام بالعديد من التعويذات في نفس الوقت ."

إستمرت الدوائر البنفسجية اللامعة في التكاثر لتحيط بنصف غرفة الزعيم .

" رغم أنه وحش ضعيف بالنسبة لي ، لكنني ..- "

" فهمت ، تريد التبجح مرة أخرى ."

" كنت أريد القول أنني أريك القليل من قوتي ."

" لكن ، تذكر دائما أنك خادمي للسنوات الخمس القادمة …"

أزهرت إبتسامة شريرة على وجه سامويل .

" لقيط لعين عديم الفائدة ..."

أجاب ماغنوس بمرارة .

- زئير .

إستيقظ الذئب النائم و فتح عيونه الدموية الثلاثة بعد إحساسه بالخطر الوشيك .

بفضل غريزته ، أحس الوحش بالخطر يلوح بالأفق .

- سووش

إنطلق الذئب نحو ماغنوس مصدر الخطر بسرعة شديدة من الصعب تتبعها .

كل ما رأى سامويل هو الصور اللاحقة للذئب الذي يناضل بأقصى ما لديه من أجل الوصول إلى ماغنوس قبل إطلاقه لتعويذته .

" شاهد قوتي ."

- سوووش .

في جزء من الثانية ، كونت كل دائرة سحرية سهما بنفسجيا يطفوا في الهواء .

واحد

إثنان ، ثلاثة ..

عشر ..

على الأقل ، مئة سهم بنفسجي أحاط بزعيم الغرفة . كل سهم يبث هالة مخيفة و مدمرة .

كانت هذه هي [ الرقصة البنفسجية ] ، إحدى إبتكارات ماغنوس المميزة .

تعويذة بعيدة المدى مدمرة لساحر مخضرم من فئة 7 نجوم ، لا يمكنها تفريق الصديق من العدو .

" كم يخزن جسده من المانا ؟ "

تساءل سامويل بهدوء بحيث إنبعث من عينيه للمرة الثانية شعور شفقة إتجاه الذئب المسكين .

تحول من وحش زعيم معزز و مكرم إلى لعبة إستعراض خاصة بماغنوس .

" إذهبوا "

طارت كل أنواع أسهم المانا البنفسجية و المدمرة في نفس الوقت بشكل متناسق وجميل نحو الذئب الذي يوجد على بعد خطوتين من ماغنوس كالمدفع الرشاش ، تاركة خلفها خطوطا أرجوانية جميلة.

- غررر

إنحنى الذئب غريزيا محاولا تجنب الهجوم بفضل سرعته .

- أااووووو

" هاها "

ضحك ماغنوس .

في تلك اللحظة ، تحكم بالأسهم بحيث تحركت بشكل لولبي نحو هدفها .

غطى اللون البنفسجي جميع المناطق المحيطة بالكهف مما خلق منظرا مذهلا للناظرين .

و إستهدفت السهام اللولبية جميع أعضاء الذئب الرنان .

-غررر

بحركة بائسة ، أطلق الذئب الرنان حركته السرية و المميزة .

حيث ، أرسل هجوما عقليا خفيا بعينه الحمراء الثالثة الموجودة فوق جبينه صوب ماغنوس من أجل الحصول على فرصة للتراجع .

لكن ،للأسف ، لم يتمكن المسكين من التأثير على الساحر العجوز بهجومه العقلي لأن الفرق بين مستوياتهما شاسع .

- بووم

- بوووم

- تحطم

- غرررر

صدى صوت الإنفجارات في جميع أنحاء الكهف ، كما صدت صرخة ألم من الذئب الرنان .

- جلجلة !

تطاير الغبار و الحطام في كل مكان بينما طارت جثة الذئب الرنان بفعل الصدمة نحو الجزء المقابل من الكهف .

" أتريد الوصول إلى مستواي ؟ "

بمشاهدة جثة الوحش الزعيم المحترقة تماما تصطدم بجدار الكهف المقابل ، وقف ماغنوس متجذرا في مكانه و أضاف بسخرية .

" إذا بقيت في مستواك الحالي ، أظنك ستبقى تحت حمايتي للأبد ."

.

2024/05/13 · 188 مشاهدة · 1707 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024