.
- جلجلة —!
-تشقق—!
خلق اصطدام جثة الذئب الرنان بحائط الكهف حفرة عملاقة .
بحيث إنتشرت جزيئات الغبار في كل أنحاء غرفة الزعيم خالقة منظرا غريبا .
" أتريد الوصول إلى مستواي ؟ "
" إذا بقيت في مستواك الحالي ، أظنك ستبقى تحت حمايتي للأبد ."
رنت كلمات ماغنوس الإستفزازية و الوقحة في أذني سامويل مما جعله يعبس تلقائيا .
" هاه …"
لكن ، هذا الأخير تنهد بلطف متجاهلا استفزازات الطرف الأخر .
بصمت ، مشى سامويل نحو التمثال المحطم الذي رغم تعرضه لهجوم ماغنوس واسع نطاق ،
لا يمكن للمرء أن يرى ولو حتى خدش واحد على سطحه الأبيض .
" أخيرا ..."
أوقف سامويل خطواته أمام التمثال الأبيض و لمسه بيده اليمنى .
" نحن هنا أخيرا ."
" هنا ؟ "
بالنظر حوله ، لم يستطع ماغنوس إلا أن يشعر بالإرتباك لأن كل مارآه كان عبارة عن تمثال ذو مثانة قوية ، جثة ذئب محروقة و ركام منتشر في كل مكان .
" ... أنا لا أرى أي شيء ."
" هذا لأنه أسفل التمثال .."
بعد ذلك ، توجه سامويل إلى خلف التمثال ليلمس بأصابع يده كتابة صغيرة منقوشة على ظهر التمثال .
" أتعرف هذه اللغة ؟ "
" اللغة!"
" أجل "
" همم ...."
لبضع دقائق ، توقف ماغنوس عن الكلام محاولا التعرف على اللغة الغريبة المنقوشة خلف التمثال ،
" همم ... للأسف ، لم أتعرف على هذه اللغة رغم معرفتي الغنية . هل هي لغة تعود إلى العصور القديمة ؟! … هاه "
هز ماغنوس رأسه بمرارة لكونه كباحث مخضرم عجز على التعرف على اللغة .
" حقا ، إنني حقا لم أسمع بهذه اللغة ، هل تعرفت عليها يا جلالتك ؟ "
" الآن ، تناديني بإحترام أيها العجوز المتبجح . أين هي معرفتك التي تفتخر بها كل مرة ؟!"
" إذن أنت تعرف ما هي هذه اللغة ؟"
ارتسمت إبتسامة ماكرة على وجه سامويل الذي أجاب قائلا ،
" بالطبع ، هل تظنني غبيا مثلك أيها العجوز ؟ إنها لغة قبيلة الشاولين القديمة. لغة يقال أنها تعود لعصور قديمة و ساحقة ."
في رواية [ الطريق إلى القمة ] ، تمكن تايلور موون بفضل نظام الغاتشا الكوني خاصته من ترجمة اللغة بسهولة و الدخول إلى المنطقة المخفية .
و بصفة سامويل كاتب الرواية ، قرر استعمال لغة عشوائية ككلمة سرية لفتح المدخل لكي يضيف الغموض إلى القصة.
و وقع في الأخير إختياره على اللغة الروسية ،
لأنه أخذ في حياته الماضية العديد من الدروس المتعلقة بها بسبب حبه لهذه اللغة ،
و سمى بدون تفكير اللغة الروسية بلغة قبيلة الشاولين القديمة في هذا العالم الخيالي .
" لغة الشاولين القديمة ، ماهذا ؟ "
بصفته خبيرا ، لم يسمع ماغنوس قط بهذه اللغة قط .
عرف فقط أن قبيلة شاولين هي قبيلة ملعونة و منبوذة منذ الأزل البعيد تعبد شجرة الموت .
" هل تتعلق اللغة بقبيلة الشاولين التي أعرفها ؟ "
" أجل "
أومأ سامويل برأسه بإيجاب .
" لكن ، كيف تعرف ...- "
" إنه سر ."
قاطع سامويل سؤال تابعه و أظهر من خلال تعبيره بأنه لن يجيب على أي سؤال أخر .
" حسنا الآن ."
صفق سامويل بكلتا يديه قائلا باللغة الروسية .
" Отмените конфигурацию и откройте ворота "
" ماذا الذي قلته ؟ "
- دونغ !
- دونغ !
- دونغ !
فجأة ، إنتشر صوت عالي جدا لدق الجرس و لمع ضوء ذهبي شديد من التمثال جعل كل من الثنائي يغمضان عينيهما بسببه .
توقع سامويل المشهد أمامه لذلك وقف منتصبا أمام التمثال .
بينما حدق ماغنوس في المشهد أمامه بفم مفتوح من كثرة الصدمة مضيفا بحماس .
" إنه أثير ، إنه أثير نقي جدا ..."
إنتشر إحساس دافئ غلف جسديهما مما جعلهما يشعران بالراحة الشديدة .
و لم يكن الشعور سيئا .
- سويش.
بعد بضع ثوان ، إختفى التمثال الأبيض المكسور ليحل في مكانه حفرة سوداء .
' لقد حل الأمر حقا كما وصفته في الرواية .'
تمتم سامويل بهذه الكلمات داخليا و هو يحدق بالحفرة بهدوء .
" جلالتك ، ما هذه الحفرة ؟ و إلى أين تؤدي ؟"
قاطع أفكار سامويل ، سؤال ماغنوس الجاهل بسبب مجيئه إلى هذا المكان .
" إنه بوابة دخولنا إلى موقع الكنز ."
" كنز ؟!"
إتسعت حدقتي ماغنوس بحيث تفاجئ من تحول الأحداث .
هذا الدانجون الذي تم إخضاع وحوشه آلاف المرات من طرف المغامرين يحتوي على سر خفي و الغريب في الأمر أن إمبراطوره يعلم بوجوده .
" لكن ، كيف أمكنك أن تعرف بأن هذه الحفرة ليست طريقا للهلاك ؟!"
لم يستطع ماغنوس أن يقتنع رغم ما مر به بأن هذه الحفرة تؤدي إلى الكنوز .
" لأن السلف أخبرني بذلك في منامي … يمكنك البقاء هنا إذا أردت ، لكنني لا بد لي من الحصول على مبتغاي …"
" حجة السلف مرة أخرى …"
نقر ماغنوس لسانه و إقترب بهدوء من الحفرة السوداء ،
- بلع
بعد تحديقه في الحفرة المظلمة التي تبدو كثقب أسود ،
بلع هذا الأخير لا إراديا ريقه لأنه شعر بإحساس مخيف جعله يرتجف تلقائيا .
عند النظر إلى الحفرة ، لم يستطع إلا أن يشعر بعرق بارد يتساقط من ظهره ،
حيث بدا كأنه حقا لا توجد نهاية للحفرة. رغم تعزيزه لنظره .
" هل متأكد أنها البوابة ؟ لأنها تبدوا لي كمدخل للجحيم ."
إستنتج ماغنوس سيئا واحدا هو أن الحفرة نذير مشؤوم و دائما يكون إحساسه على حق .
إقترب سامويل من ماغنوس بخطوات ثابتة ثم ربت على ظهره بلطف مضيفا .
" موضوع الإختبار الأول هو الخوف ، إحرص على إجتيازه بسرعة ."
- سلام .
آخذا ماغنوس على حين غرة ، دفع سامويل بيدقه المزعج و المشاكس بإبتسامة شريرة جدا على وجهه .
" سااااامويل ...."
صر ماغنوس أسنانه وحاول إستعمال المانا خاصته للعودة إلى مكانه السابق ،
لكن ، لسبب غريب لم يستطع تحرير المانا ، شعر كأن مخزن المانا خاصته أصبح مختوما .
" أوه ، نسيت أن أخبرك لا يمكنك إستعمال أي شكل من أشكال الطاقة أثناء الإختبارات . حظا موفقا لأنك ستحتاجه . "
رن صوت سامويل المتهكم في أذني ماغنوس قبل أن يغوص في الظلام .
" أيها اللقيط ..."
تضاعفت إبتسامة سامويل الشريرة السابقة ثم تمتم بسخرية .
" هذا ما نسميه بالإنتقام المثالي أيها العجوز الخرف ."
ثم ألقى سامويل نفسه داخل الحفرة السوداء .
.......
" هاه "
واصل جسد سامويل في السقوط بلا توقف .
أحاط به ظلام دامس يشبه الذي إعتاده سابقا في الفراغ .
لم يعرف كم الوقت قضاه هنا و هو يسقط بدون هوادة ،
إفترض هذا الأخير أن هناك خطبا في الإختبارات التي هي عبارة عن أربعة مراحل .
[ إختبار الخوف ] ، كما يحيل إسمه ، يجعل الشخص يختبر أسوء مخاوف حياته .
يليه [ إختبار الشجاعة ] الذي يختبر عزيمة و شجاعة الشخص ،
[ إختبار الإرادة ] الذي يمتحن قوة إرادة الشخص
ثم أخيرا [ إختبار شيطان القلب ] .
من يتجاوز الإختبارات الأربعة سيمكنه الحصول على بضعة كنوز كمكافأة .
" ت..س..ك."
ظل يسقط و يسقط و يسقط بدون توقف.
" س...ح..قا ، ه..ل ، هذ..ه ...الك..ار..ما.."
لعن سامويل بغضب و الهواء يصفع وجهه بإستمرار بسبب السقوط .
فجأة ، رن صوت مألوف في رأس سامويل الذي أصبح وجهه أصفرا بسبب السقوط المستمر .
…
[ تشغيل النظام بشكل طارئ ]
[ قمع القوة الدخيلة ]
[ قمع القوة الدخيلة ]
[ قمع القوة الدخيلة ]
[ ختم ذكريات المضيف من أجل منع القوة الدخيلة من رؤيتها .]
[ 0% ----> 100% ]
[ الختم ناجح .]
[ تم إلغاء المحاكمات بالقوة .]
.
[ إعادة تشغيل الوضع الصامت . ]
ظهرت مجموعة من الإشعارات أمام سامويل بدون توقف .
بحيث إتضح أن النظام تدخل لحماية سامويل من شيء ما.
لكنه ، لسوء الحظ ، لم يوضح النظام وضع سامويل بشكل دقيق .
" ه.ا..ه "
أصبحت رؤية سامويل ضبابية بسبب بسبب السقوط المستمر .
.
......
.
" ما الذي حدث للتو ؟ "
إستيقظ سامويل بسرعة و فتح عينيه على مصرعيه .
" هاه ، أنا حي ."
جلس منتصبا بسرعة ثم لمس جسده بذهول .
" أنا لم أمت حقا ."
بإلقاء نظرة خاطفة ، لاحظ محيطه بهدوء ،
لاحظ أنه فوق أرض متسخة بلون أخضر كلون الطحالب الخضراء ، رفع رأسه ليرى أنه داخل كهف أخر .
أضاء ضوء القمر الكهف من خلال الشقوق الصغيرة .
" هاه ، لقد حل الليل ."
تم سرعان ما أدار رأسه للخلف ليجد بوابة ذهبية كبيرة منقوشة برونيات حمراء مهيبة .
و مع ذلك على عكس البوابة العادية ، كان لهذه البوابة علامات واضحة من أنها من صنع كائنات قوية.
حيث أحاطت بالبوابة أعمدة ذهبية سميكة .
كما أن على جانب كل عمود تمثال عملاق مكسور .
تعرف سامويل على أحدها الذي هو بالطبع التمثال الأبيض المكسور الذي رأه سابقا في غرفة الزعيم .
كما أن هناك تمثال مكسور يبدو كأنه لذئب ضخم جدا .
و أخر يشبه حيوان الثعلب ، لكنه يبدو أكثر شراسة .
تعددت أشكال التماثيل و إختلفت .
لكن ، سامويل لم يدقق في الأمر ، لأن الأمر لا يهمه حاليا .
بحيث توقف أمام البوابة الكبيرة ، فرك يده معا قائلا كتاجر جشع ،
" لقد وصلت بشكل غير متوقع بتاتا . لكن ، الأمر لا يهم ، كنوزي ... كنوزي ، أنا قادم لأخذك ."
حدق هذا الأخير ، في النصوص المنقوشة على الباب .
بالطبع ، النصوص مكتوبة باللغة الروسية مما سهل الأمر على سامويل .
لفت إنتباهه جملة واحدة ،
' المختار سيرث إرادة السلف و يحمي الشظية من أتباع الشر .'
شظية ،
ما هذا ؟
إكتشف سامويل أن النص مختلف قليلا عن النص الأصلي الذي صاغه في الرواية .
الجملة المتعلقة بالمختار ، الشظية و أتباع الشر لا توجد في محتويات روايته .
مما أدخل الشك في قلبه ،
ما الذي يحدث ؟
ماذا يعني هذا ؟
ماذا لو أن هذا العالم حقيقي أيضا ؟
هل أنا مخطئ ؟
أصبح يشك أنه داخل روايته حقا .
لكنه ، حافظ على هدوءه و هو يفكر في الوضع بجدية ".
ثم هز في الأخير رأسه قاطعا نفسه من أفكاره الغير المجدية .
" هاه ، حسنا هذا لغز لوقت أخر ، لنكتشف الأمر لاحقا ."
إبتسم سامويل بهدوء مشجعا نفسه ليشرع في قراءة النص بصوت عال باللغة الروسية .
"...Открой землю предков, я пришел, чтобы получить их миссию"
- كراك
بعد إنهاء سامويل لقراءة النص ، سمع صوت التروس و هي تتحرك بصخب .
- تا تا تا تا
الصوت الصاخب جعل الكهف يهتز بأكمله ،
فتحت البوابة العملاقة ببطئ و أناقة على مصراعيها ،
- تا تا تا تا
حدق سامويل في الكهف للمرة الأخيرة ثم إستدار بهدوء و دخل البوابة بدون تردد .
.
.