.
.
'صندوق غريب ؟!!'
تساءل سامويل داخليا و هو يحدق في الصندوق الأسود ذو النقوش الغريبة الذي ظهر من العدم في يد راغنار .
بحيث ظهرت حيرة خفيفة في وجهه لأنه لم يكتب عن هذا الإعداد في روايته .
مما جعله يشعر بأن الأمور ليست بتلك البساطة .
و أكد له أن هذا إتجاه سير هذا العالم يختلف عن اتجاه قصة روايته .
لكن ، ماذا يعني هذا الاختلاف ؟
لم يعرف سامويل الإجابة على هذا السؤال حتى بعد استعماله لجميع خلايا عقله .
لذلك قرر العدول عن التفكير في الأمر في الوقت الحالي و استنباط المعاني من المحادثة القادمة .
" خذ …"
رن صوت راغنار الذي ابتسم بهدوء و بنقرة من إصبعه ، أرسل الصندوق الغامض ناحية سامويل .
كان الأثير الذهبي يتلألأ حوله بإستمرار .
" أرى أن أرضي المقدسة سقطت في النهاية بسبب ألاعيبهم …"
تمتم راغنار هذه الكلمات بمرارة مخفية في عيونه.
" كل شيء مقدر له أن يعود إلى رمال الزمن في النهاية … سامويل غريفين "
" أجل ، أيها السلف …"
إبتسم سامويل بهدوء مجيبا بتواضع شديد .
" أطلب منك تحمل مسؤولية نقل صندوق ##### إلى القبر الإمبراطوري ."
أكمل راغنار كلامه ببطئ ،
" مصير العديد من الكائنات سيتحدد عبر نقلك ##### إلى القبر الإمبراطوري ."
-تاك
أمسك سامويل الصندوق الطافي بهدوء بيديه .
مجرد جزء صغير من هالته المختومة جعل جميع جزيئات جسده ترتعد باستمرار .
' ما هذه الهالة المخيفة ؟ '
حمل سامويل الصندوق الأسود بأثر من الحذر و هو يتساءل داخليا عن محتواه .
فما نوع الشيء الذي جعل كائنا عظيما كالغريفين يخصص جزءا من روحه لحراسته في الخفاء ؟
جالت أفكار سامويل بدون توقف و هو يحاول ربط الأمور ببعضها البعض.
و لأول مرة، أحس بأن التفوق الذي شعر به بصفته كاتب الرواية قد اختفى تماما.
لم ينفعه كونه خالق إعدادات هذا العالم في تحديد وضعه الحالي .
لذلك قرر أن يسأل راغنار بشكل مباشر محاولا إرضاء فضوله ،
" ما هو محتوى الصندوق أيها السلف ؟ "
" محتوى #### ؟!"
حدق راغنار بهدوء في عيون سامويل الفضولي ثم وقف بمحاذاته قائلا بإبتسامة صغيرة .
" أيها الحفيد الصغير …الأمر ليس كأنني لا أريد إخبارك عن ##### . لكن ، ##### لن تخولني بأن أخبرك أي شيء للأسف …"
" مالذي قلته ؟!"
لم يستطع سامويل أن يفهم لما لا يستطيع أن يسمع بعض أجزاء كلام رغنار كإسم الصندوق الذي يحمله .
" ##### تقوم بحجب كلامي . لذا لن تستطيع سماع الأشياء التي تفوق مستواك أيها الحفيد ."
" شيء ما يقوم بحجب بعض المفردات في كلامك ."
تساءل سامويل بهدوء تام .
" أجل "
أجاب راغنار و هو يربت على رأس سامويل بلطف ثم أردف .
" لذلك ، جل ما عليك القيام به هو تسليم الصندوق إلى القبر الإمبراطوري و سيتم الإهتمام بالباقي . كما أنك ستجني مكافآت جيدة ."
" إلى القبر الإمبراطوري …"
" أجل … أجل "
ثم رفع راغنار إصبعه ناقرا على جبهة سامويل لتنفصل قطعة صغيرة من الطاقة الذهبية و تتحول إلى رمز محفور على جبينه .
" هذه علامة توقيع الغريفين ، تعني أنك الآن حامل للمصير و المسؤولية . ستعمل هذه العلامة كمفتاح يقودك نحو القبر الإمبراطوري و يخول لك فتحه ."
" علامة توقيع الغريفين ، هاه ؟!"
" نعم ، بالإضافة إلى كونها مفتاح ، فإن هذه العلامة تحمل جزء من طاقتي ، سيساعدك على نمو و تقوية ألياف جسدك من أجل تطوير قدراتك ."
" هذا رائع . "
تظاهر سامويل بأنه فرح بهدية راغنار كالطفل الصغير .
إبتسم في وجه سلفه الذي يطفو أمامه مضيفا.
" شكرا أيها السلف على نعمتك ، لكن …"
إختفت الإبتسامة من وجه سامويل بسرعة لتظهر محلها مشاعر متضاربة على وجهه .
بحيث تظاهر بأنه متردد في إكمال كلامه .
" ما الأمر ؟!"
" هذا .."
توقف سامويل لثانية مضيفا .
" كما تعلم أيها السلف واجبي هو إعادة الغريفين إلى القمة … لكننا لا نملك أية موارد متوفرة …و أيضا …"
" أيضا ؟!"
" حاليا ، أنا مستهدف من طرف العديد من الأعداء الأقوياء جدا … لذا ، هل يمكنك أيها السلف منحي بعض الكنوز التي ستساعدني في المستقبل ؟!"
" هاه ، كنوز ؟!"
بعد صمت دام بضع ثوان ، إبتسم راغنار قائلا .
" هاهاها… هذا أمر سهل جدا … كما أنه لا معنى في الاحتفاظ بكل هذه الكنوز … لكنني سأحتفظ ببعض الأشياء لأنني سأحتاجها قريبا ."
" شكرا جزيلا ، أيها السلف ."
بتلويحة من إصبع راغنار تحركت معظم الكنوز و دخلت إلى داخل خاتم مكاني أحمر .
الذي هو كنز يملك خواص التخزين كالسوار المكاني الأسود الذي يملكه سامويل .
ثم ألقاه لسامويل الذي وضعه بدون تردد في إصبع السبابة ليده اليمنى.
" شكرا جزيلا … أيها السلف المجيد .."
بعد ذلك ، أخرج راغنار قناعا أخضرا عليه العديد من النقوش الغريبة من العدم .
حدق هذا الأخير في القناع بحزن لبعض من الوقت قبل أن يلقيه لسامويل الذي يحاول إخفاء إبتسامته الماكرة قدر الإمكان .
" لقد منحتك العديد من الكنوز ، الجرعات ، الأسلحة و المخطوطات المنقذة للحياة . لكن ، كل هذه الأشياء ليست بقيمة هذا القناع …"
حدق سامويل في القناع برهبة ثم سأل و هو يتظاهر بالجهل .
" ما هذا القناع أيها السلف ؟!"
" إنه قطعة أثرية قوية جدا حصلت عليها في الماضي تسمى بقناع الأوهام . لقد ساعدني هذا القناع في العديد من المرات و كان أحد أفضل الأسلحة في ترسانتي ."
بثبات ، عاد راغنار إلى عرشه ، حدق في سامويل من الأعلى مضيفا .
" إذا قمت بإرتداء هذا القناع ، يمكنك التحول لأي شخص . وجهك ، شكلك ، صوتك و حتى هالتك سيتم تعديل كل شيء وفق المعايير التي تريدها . و المخيف في هته القطعة …"
" لا أحد تحت مستوى الحكام يستطيع أن يرى من تنكرك ، لا أحد . كما أنه لا يوجد مستوى محدد لإرتدائها ."
" أيها السلف …"
ارتجفت رجلي سامويل بعد سماعه لكلام راغنار و سقطت الدموع بدون توقف من عينيه .
" إنها هدية عظيمة ، شكرا لك جدا … سوب … أيها السلف "
" أيها الحفيد ، لقد تجاوزت محاكمتي بسرعة . كما أنك تملك قلبا طيبا . لن أبخل على شخص جيد مثلك ."
جثى سامويل على ركبتيه ثم أخفض رأسه صارخا .
" شكرا لك ، أيها السلف . أعدك أنني سأسلم الصندوق إلى القبر الإمبراطوري . كما أنني سأعمل على إحياء مجد الغريفين … سأقوم بالأمر مهما كلف الأمر ."
لو رأى ماغنوس ما يقوم به سامويل ، لفتح فمه من كثرة وقاحته و لتأسف على سلف الغريفين المسكين.
" هذه هي الروح المتطلبة "
أومأ سلف الغريفين رأسه بإيجاب .
" قم الآن "
وقف سامويل مرة أخرى و خزن القناع في سواره المكاني بسرعة شديدة كأنه يخشى أن يعود الغريفين عن كلامه.
" لحسن الحظ ، الغريفين ما زالت تملك إمبراطورا متفانيا مثلك . أتمنى لك حظا موفقا أيها الحفيد ."
" أيها …-"
بعد قوله لهذه الكلمات ، لم ينتظر راغنار إجابة الطرف الأخر و لوح بيده ليختفي سامويل من المكان تاركا إياه وسط القاعة الضخمة .
نظر هذا الأخير بنظرة جدية نحو الأفق قائلا ،
" لقد اقتربوا ."
.
.