.
.
— سووش—!
لمع ضوء ذهبي ساطع جدا أمام مدخل دانجون الذئاب المظلمة ،
ألقى بظلاله الساحرة على محيطه المظلم كالشمس التي تشرق .
بعد بضع ثوان ، إختفى الضوء ليحل محله شكلان بشريان .
شاب و عجوز مخيف .
" لم يتركني حتى أطلب منه المساعدة بخصوص مشكل مخزن المانا خاصتي …"
" لقد عدت إلى البداية .."
رن صوت ماغنوس الأجش مقاطعا كلام سامويل .
" هووو ، ماغنوس ، كيف حالك ؟ "
لاحظ سامويل تابعه ثم حياه بإبتسامة ماكرة على وجهه و هو يتفقد محيطه بهدوء .
" أرى أننا إنتقلنا لمدخل الدانجون . لقد حل بالفعل الليل ، الوقت يمر بشكل أسرع في الداخل ."
و على عكس توقعات سامويل ، أومأ ماغنوس برأسه و هو يحك لحيته البيضاء .
" بالنظر إلى حالك ، أرى أنك حصلت على ما تريد ."
" آه ، أجل "
أجاب سامويل بارتباك طفيف على وجهه .
توقع أن ينهال عليه ماغنوس بالضرب ، أو أن يبدأ في شتمه أو يجيب ب' أيها الشقي اللعين ، تلقيني في حفرة مظلمة .'
لكنه لم يتوقع هدوءه الحالي ، كما أن الساحر العجوز يظهر كأنه مثقل الذهن .
' مالذي حدث ؟' تساءل سامويل داخليا .
لكنه لم يستطح كبح فضوله لذلك أضاف بصوت منخفض .
" هل حدث شيء لك في الداخل ؟"
" لا ، لاشيء يستحق المعرفة . "
توقف العجوز لبرهة و أردف بجدية بادية على وجهه .
"إذن ، هل تريد أن تعلمني بما حدث ؟ من هو صاحب هذا المكان ؟ و لماذا ما هدفك بمجيئك إلى هنا ؟ "
" آااه"
خدش سامويل رأسه قليلا ثم ابتسم بإحراج قائلا .
" أعتذر لأنني لم أخبرك سابقا . لكنني لم أكن متأكد من الأمر تماما . فقبل بضع سنوات ، حصلت على بعض الكتب الخاصة بقبيلة الشاولين في الخفاء ، بفضلها تمكنت من تعلم لغة الشاولين القديمة ."
توقف سامويل لبعض ثوان و أكمل كلامه مضيفا.
" و إنطلاقا من الكتب القديمة و المخطوطات التي جمعتها على مر السنين تمكنت من الحصول إلى دليل عن مكان خاص أنشأه الغريفين المؤسس راغنار في الخفاء و يسمى بأرض الأجداد ."
" ثم بعد بحث مطول و بصعوبة تامة ، جمعت العديد من الأدلة و حصلت على موقع تقريبي لأرض الأجداد ألا وهو دانجون الذئاب المظلمة ."
" كما قلت لم أكن متأكدا مئة بالمئة . لكن ، عندما رأيت الثمثال شخصيا الموجود داخل الدانجون و لمحت الكتابة على سطحه ، أكدت شكوكي ."
" ثم بعد سلسلة من المحاكمات المتعبة ، أظنك مررت أيضا ببعضها ، قابلت روح سلفي راغنار المختومة داخل أرض الأجداد ."
" قابلت….. سلف الغريفين ."
سأل ماغنوس بصوت متقطع من كثرة دهشته .
فإذا أخبرت صديقك بأنك إلتقيت أحد المشاهير على نطاق واسع في عالمنا الحالي .
ماذا سيحدث ؟
بالطبع ، سيتفاجأ الطرف الأخر و يلقبك باللقيط المحظوظ .
هذا ما شعر به ماغنوس في الوقت الحالي ، ففي العالم الحالي حيث يحترم الضعيف القوي ، الجميع يعلم عن راغنار الغريفين الأسطوري الذي هو من أقوى الوحوش المصنفين على مر التاريخ .
و ملايين الأشخاص يحترمونه من بينهم ماغنوس .
" و ماذا حدث ؟ "
سأل ماغنوس بسرعة و هو يحدق في امبراطوره بعيون مترقبة .
" منحني السلف بضعة كنوز بعد مروري بالمحاكمة .."
" منحك كنوزا ؟! "
أضاف ماغنوس على عجل ،
" أجل . السلف هو شخص كريم للغاية . كما أنه لقبني بشخص طيب …"
" أنت طيب !!! ماذا فعلت أيها الشقي ؟! "
صرخ ماغنوس بجنون راكلا سامويل في رجله .
" أوتش ، ماذا تفعل ؟"
صرخ سامويل بقوة و هو يتململ على الأرض ممسكا رجله اليسرى .
" هل تخبرني أنك نصبت على روح سلف الغريفين ؟"
" هذا …"
لم يتمكن سامويل من تكوين إجابة مفيدة لأنه لم يتوقع أن يقوم ماغنوس بإستنتاج عمليته إنطلاقا من بضعة كلمات .
' هل أصبحت تصرفاتي متوقعة أمام هذا العجوز ؟ '
" أيها الشقي ، هوه " زفر ماغنوس بعمق مضيفا و هو يصفع جبهته كأب غاضب من إبنه .
" مالذي كنت أتوقعه منك ؟ لم يسلم حتى سلفك من شرك ."
" تخيل ما يحلوا لك ، لقد ضيعنا الكثير من الوقت في الثرثرة ، لنغادر حالا ."
تذكر سامويل نظرة راغنار الجدية و هو يحدق نحو الأفق ،
" ماغنوس ، لنغادر الآن ، أشعر بشعور سيء للغاية ."
أضاف سامويل هذه الكلمات و هو يحدق في السماء المظلمة .
و بحركة بسيطة ، أخرج من الخاتم الأحمر مخطوطة بنية بالية ،
ثم قام بفتحها ببطئ لتظهر دائرة سحرية بيضاء رقيقة وسطها .
" حدد إحداثيات القصر ، سنغادر الآن "
……
.
بعد ربع ساعة من مغادرة الثنائي من المكان ،
شق
شقت السماء فوق دانجون الذئاب المظلمة و ظهرت دوامة رمادية ضخمة .
كما تشكلت العديد من العواصف المطرية المخيفة في جميع أنحاء جبال بالاهاما ،
مع مرور الثواني ، بدأت الدوامة تتقلص ليظهر في الأخير مكانها شكل بشري .
ظهر شخص بوجه ماكر يمزج بين الذكاء و الذهاء ، يتسم بنظرات حادة تكشف عن تفكير عميق و حاسم .
شعره بلون أصفر غني و متألق ، يضفي على شخصيته طابعا أنيقا و ملفتا .
يرتدي بذلة أنيقة تعكس ذوقا رفيعا ، مما يبرز أسلوبه الراقي و المحترف .
إطلالته تنقل صورة من التكامل بين الذكاء ، الجاذبية و الثقة .
وقف الشخص المجهول في الهواء بهدوء و هو يفحص محيطه بنظرة مستمتعة ،
سووينغ
مباشرة بعد ذلك ، حرك هذا الأخير بيده اليسرى بأناقة .
بوووووووم
تتالى إنفجار تلو إنفجار ، إنفجر محيطه بشكل كامل ،
حول المكان من غابة خضراء إلى منطقة جرداء ،
اختفت الواجهة التي هي دانجون الذئاب المظلمة ليظهر محلها قاعة ضخمة غير مخدوشة رغم الإنفجارات .
تصفيق
تصفيق
" رائع ، رائع …. كما هو المتوقع ، من لعبة أخي الأكبر ."
صدى صوت الغريب في جميع الأنحاء .
صوته بذاته جعل جميع الكائنات الموجودة في نطاقه تموت بصمت .
" أستبقى مختبئا ، يا أخي ."
إجابة على سؤال الغريب ، ظهرت جزيئات الأثير الذهبية من العدم و كونت تدريجيا شكلا ذو شعر أحمر و عيون ذهبية تنبع منه الهيبة و الفخامة .
" مر وقت طويل ، أيها الثعلب ."
بينما يحلق في السماء ، فحص راغنار محيطه بهدوء .
و في لحظة مذهلة ، تلاعب بالأثير و شكل البيئة من حوله ، مرجعا المنطقة المدمرة إلى غابة خضراء .
تصفيق
تصفيق
علا صوت التصفيق في المكان ، حيث صرخ الثعلب ناحية راغنار قائلا .
" رائع ، كما هو متوقع منك . لكن ، أرى أنك مجرد بقايا من الجزء الرئيسي . كنت أتطلع للأمر لدرجة أنني سبقت الأخرين لكن ، تم تخييب أملي مجددا ."
" لا تخف سأنهي الأمر بسرعة . كما فعلت مع بقاياك الأخرى ."
ردا على تهكم الثعلب ، ابتسم راغنار ببرود قائلا بكل فخامة ،
" حتى و لو كنت بقايا ، لن أسقط بسهولة ."
بعد ذلك ، علا صوت الإنفجارات في كل مكان .
……
.
.
داخل غرفة سامويل الإمبراطورية ،
" يال الراحة "
خرج إمبراطور الغريفين من الحمام و هو يرتدي منشفة بيضاء تخفي جزءه السفلي .
بعد يوم متعب ، أقل ما يمكن أن يحصل عليه هو الراحة .
مشط شعره المبلل الأحمر إلى الوراء مما أضفى عليه رونقا من الأناقة .
غير هذا الأخير ملابسه بسرعة إلى ملابس نوم حريرية ثم إستلقى على السرير بهدوء ،
اليوم حقق هدفه ، كما كسب مكاسب أخرى بشكل مفاجئ .
ابتسم بشدة و هو يحدق في سقف غرفته .
" ماذا أفعل به الآن ؟"
أخرج سامويل الصندوق الأسود الغريب من خاتمه الأحمر .
بقي يتفحصه لأنه لم يحصل على الفرصة في وقت سابق بحيث لاحظ الرموز و الرونيات الغريبة على سطحه .
صندوق لا يوجد في إعدادات قصته .
شيء غير نظرته لهذا العالم مما جعله يتساءل ' هل هذا العالم من صنعه حقا ؟'
" ما هذا ؟ "
لاحظ كلمة غريبة منقوشة في أسفل الصندوق بلغة مألوفة للغاية ،
" هل هذه االإنجليزية ؟"
هذه هي لغة بلده الأم في حياته الماضية .
ظهرت ملامح الصدمة و الحيرة على وجه سامويل لدرجة أنه عدل وضعيته لوضعية الجلوس ،
[ هذه هديتي الأخيرة لك يا رامون ، الباقي راجع لك ]
تمتم سامويل الرسالة بدهشة ،
مباشرة بعد ذلك ، طفى الصندوق الغامض في السماء و أنار ضوءه الأبيض جميع الغرفة .
.
.
.