.
.
" هذا يتركني الآن فقط مع شيء واحد ."
ضحك ماكنزي على مظهر أعدائه .
" التخلص منك و من فصيلك للحصول على النصر المطلق ."
" بعد موتك ، سيتم حل الأمور الأخرى بسهولة ."
" هذا صحيح ، جلالتك ."
تكلم كارمن ماكنزي وريث الدوق الذي تسلم من ظلال الدوق أحد الخونة الذي عاد تحت راية سامويل في الأيام الماضية .
أمسك كارمن الكونت هومان بإحكام من شعره .
" أترى أيها الخائن ، قمت بخيانتنا من أجل شخص عديم الفائدة كسامويل ، أنظر بعينيك القذرة إلى وضع من تسميه بإمبراطورك ."
بالطبع ، رأى هومان الوضع ، لكنه ظل يحدق ناحية الدوق بعداء شديد .
" خائن لعين "
ركل كارمن وجه هومان بقوة تحت مرأى الجميع و هو يبتسم بمكر ،
" إذا لم يكن والدي هو الحاكم ، فمن يملك المؤهلات ليصبح حاكما . إعرف مكانتك أيها الخائن ."
هدف كارمن إلى تحذير النبلاء نيابة عن الدوق بعاقبة الخونة .
" جرذ لعين ، كن ممتنا ستبقى حيا حتى ترى نهاية هذه الإمبراطورية و بداية حقبة جديدة ، حقبة الماكنزي ."
يمكن للجميع أن يرى في الجانب الأخر غضب ماغنوس و تلميذه الشديد ،
لكن ، الثنائي ظل رفقة الإمبراطور الصامت بدون تحرك .
" سأطاردكم أيها اللعنة حتى بعد موتي ."
صرخ هومان بجنون ناحية كارمن .
" ستندمون"
" ستندمون"
" ستندمون ."
بوووم
ليقوم بعد ذلك ، كارمن بركل هومان في معدته بدون تحفظ .
" نندم ."
" أنظر إلى الوجه العاجز لإمبراطورك ."
" هل تظن أننا سنخسر ؟"
" هل أنت كلب أعمى ؟"
ظل كارمن يركل هومان باستمرار بجنون مخفي في عينيه ،
" كفى ."
صرخ ماكنزي بإبتسامة فخورة على وجهه ،
أدرك ماكنزي أنه ربى وريثا مثاليا.
" حسنا ، جلالتك ."
بسماع كلمات والده ، تراجع كارمن و هو يبتسم في ظروف غامضة .
" أعتذر لجميع الحاضرين ، أظهرت جانبا قبيحا ."
مباشرة بعد ذلك ، أحنى كارمن رأسه ناحية النبلاء التابعين لوالده بأناقة ،
" من فضلك لا تقلق أيها الدوق الصغير ."
" نحن نكره أيضا الخونة ، يجب بالطبع معاقبة من تم إغواءه من طرف العدو ."
" لا تعتذر أيها الدوق الصغير ، نحن نفهمك ."
عن سماع إجاباتهم المتملقة ، أومأ كارمن برأسه ، ثم تومض بابتسامة ساخرة .
" إذن ، ما التالي يا جلالتك ؟"
" أوه ، التالي "
قام الدوق ماكنزي بإمالة وجهه قليلا و قال .
" لننهيهم ."
طقطقة
بطقطقة أصابع ، ظهرت مجموعة من ظلال الدوق ماكنزي الذين يرتدون ملابس سوداء.
وجه هؤلاء الجنود أسلحتهم ناحية فصيل سامويل منتظرين إشارة الدوق للإنقضاض على العدو .
كما أخرج كل نبيل حاضر أسلحته من خاتمه المكاني إستعدادا للمعركة أو بالأحرى المذبحة من جانب واحد .
و غادرت النبيلات القصر بسرعة من أحد مداخل القاعة .
رغم رؤية النبلاء لوضعهم المتفوق ، فإنهم مازالوا يريدون تأكيد الفوز بأيديهم ،
كما أنهم يخافون من المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تؤدي بحياتهم .
" لندعم الدوق ."
" لنقضي على هذا الإمبراطور الفاسد و نبدأ صفحة جديدة نحو المستقبل ."
" أخرجوا أسلحتكم ."
نظر الدوق إلى سامويل ثم ضحك .
" إذن ، ما هي أخر كلماتك أيها الشقي ؟"
" نعم "
أجاب سامويل بهدوء ، جعل الدوق يشعر بارتباك .
" هل هناك أي سبب لي للإجابة على سؤالك الغبي ؟"
"…"
ترك هذا البيان الوقح الدوق ماكنزي عاجزا على الكلام .
عن رؤية ذلك، إبتسم سامويل ببرود و فتح فمه ببطء.
" هل تظن الأمر سينتهي بقتلي ؟"
ضيق جيريمي ماكنزي عينيه .
"أجل، الإمساك بالسلطة هو سهل كإمساك الحلوى من يد طفل صغير ."
" هكذا إذن ."
أومأ سامويل برأسه موافقا على إجابة الدوق مما فاجأ الجميع بقوة .
" ما هذا ؟"
" الإمبراطور حقا جن …"
" يقال أمام الموت ، يقوم الأشخاص بأشياء غريبة ."
" هكذا إذن ."
يمكن سماع دردشة النبلاء وسط قاعة الولائم .
رغم أن المعركة يمكن أن تنشب في أية لحظة .
لكن ، النبلاء لم يتخلصوا من عادتهم في الثرثرة .
في النهاية ، وجه الدوق ماكنزي إصبعه ناحية سامويل متمتما بهدوء .
" هجوم "
ليتحرك جميع جنود الدوق و بعض النبلاء ناحية سامويل بسرعة شديدة جدا ،
" احموا جلالته ."
" احموا بحياتكم ."
" اهرب جلالتك ."
انتقل ماغنوس ببراعة أمام سيل الأعداء و حرك عصاه الخشبية ليشكل درعا بنفسجيا عملاقا،
كما تحرك تلميذه أرون خلف معلمه مستخدما إحدى تقنيات السحرة ليقوم بتزويد معلمه بالمانا .
و بهذا إكتسب ماغنوس لإمبراطوره بضع ثوان للهروب ،
أو هذا ما اعتقده الجميع .
تحرك إيدن و الفرسان المباشرين خارج الدرع لمواجهة الأعداء و محاولة تأخيرهم .
تحول الأمر من حفلة في قاعة الولائم إلى معركة جنونية .
خلف الدرع الأرجواني ابتسم سامويل بهدوء و هو يلمس كتف أرون ،
" أتعلم أيها الدوق الغبي ، إن الحياة أحيانا تشبه المتفجرات ، تحمل في طياتها قوة هائلة و جمالا خفيا ."
" هل تظن لأنك اكتسبت بضع ثوان ، أنك ستفوز ؟ راجع نفسك و أنظر إلى كلبك الساحر و هو يتعرق محاولا الحفاظ على درعك ."
أخرج الدوق سيفه الأسود بسخرية متمتما بثقة ،
" دعني أحطم أملك الأخير ."
" لديها القدرة على تحويل الهدوء إلى فوضى ، و الظلام إلى ضوء . تخفي خطرها تحت سطحها الهادئ ."
" هل هذه الكلمات الأخيرة لرجل ميت ؟"
ابتسم الدوق بمكر و هو يتقدم ناحية سامويل ،
أفسح جنوده و النبلاء الطريق له ، ليقف أمام الدرع الأرجواني الذي يحرسه إيدن و الفرسان المباشرين .
" في القرن 19 ، أعتبرت المتفجرات أعظم و أسوء إختراع في تاريخ البشرية . لكن ، ما مدى قوتها في هذا العالم الجديد ؟"
" مالذي يتمتم به ؟"
" لقد جن حقا ."
" ما باله ؟"
" أسف ، لكن الفوز يتطلب تضحيات عظيمة "
انحنى سامويل ناحية الكونت هومان بهدوء .
" إذن ، أيها الدوق.أراك لاحقا إذا أمكن ."
أحس الدوق بهاجس سيء للغاية .
" أوقفوا الساحر ." صرخ الدوق بجنون ، مرسلا سيفه المحمل بالكي الأحمر كالسهم ناحية الثلاثي .
نسي أمر أرون بسبب الغرور الذي إعتلاه .
" متأخر كثيرا "
قام أرون بتعويذة مكانية ، ليبدأ جسد الثلاثي في التلاشي تدريجيا.
ابتسم سامويل بمكر ، رغم كل الظروف نجحت خطتهم و ما هذه إلا البداية .
بووووم
انتشر انفجار ضخم زعزع القاعة .
بحيث ثقب سيف ماكنزي حائط القاعة .
انتشر الدخان و سقط الركام في كل مكان .
يمكن للجميع أن يشهد على ظهور عرق أحمر على جبهة الدوق من كثرة الغضب .
" لقد هرب ."
" سحقا ، ستصبح الأمور أكثر تعقيدا من الآن فصاعدا ."
" لتحرك علينا إمساكهم ، لن يكونوا بعيدين ."
كما ظل إيدن واقفا في مكانه دون حراك متفاجئا من الوضع الحالي ،
" ماذا يخطط له ذلك الشقي ؟"
تساءل إيدن و هو يحلل الأمر من أ إلى ه .
" هاهاهاهاها ، أخيرا حان الوقت ."
مباشرة بعد ذلك ، وكأنه ينتظر اللحظة المناسبة ، وقف هومان من مكانه بجنون باد على وجهه .
تخلص هذا الأخير من جميع الأصفاد التي طوقته .
كانت عيون الكونت هومان حمراء تماما مما أضفى مظهر مخيفا له .
" أنا سأعاقبكم على جرائمكم . لقد تأمرتم و قتلتوا ابنتي الحبيبة ."
" ابنتي الجميلة ."
" أوه ، انتظري ، بابا سينتقم لك ."
" انتظري بابا سيأتي قريبا ."
" قريبا ."
أمال الجميع رؤوسهم و هو يحاولون فهم كلام هومان الغريب ،
" هل أصبح الجميع مجانينا ؟ "
" أظن ذلك ."
" لننهه بسرعة مازال علينا مطاردة الإمبراطور ."
" أجل … أجل "
إتفق النبلاء بهدوء ليتقدم أحدهم بسرعة ناحية هومان بغية قطع رأسه .
" جيريمي….. اااااااهرب ….غادر ."
فجأة ، صرخ إيدن الذي حل الأحجية بكل قوته و هو يتجه نحو المدخل بسرعة فائقة مما خلق الذعر في القاعة .
" ابنتي ، بابا قادم ، بابا سيعاقب الشياطين ."
ليبتسم هذا الأخير بابتسامة هادئة و صادقة و الدموع تنهمر من عينيه بغزارة، أصبحت مشاعره صافية في هذه اللحظة .
يقال أن الإنسان يخاف الموت بطبعه ، لكنه كائن فريد من نوعه يحب الإنتقام .
ليضغط هذا الأخير باستعمال الكي على زر رمادي مخفي وسط ملابسه .
" ماذا ؟؟"
" ماذا يحدث ؟"
" أخبر…."
بووووووم
بووووووم
بووووووم
علا صوت الإنفجارات المتتالية في كل مكان بالقصر الإمبراطوري.
.
.
.