.
.
" هاااا .."
ووب!
كأفلام الزومبي المشهورة ، شيء ما إخترق الركام بصوت باهت . لم يستغرق الأمر طويلا حتى ظهرت هوية الشيء الذي هو في الواقع يد بشرية .
تذبذب
بدأت الذراع التي ارتفعت من خلال الركام تتلمس و تتحرك ببطء .
و أخيرا
بااااااك !
إنتشر الركام في جميع الإتجاهات حيث ظهر الجزء العلوي من الجسم المدفون .
" اللعنة ، لقد كنت على وشك الموت !"
جيريمي ماكنزي ، الذي علق وسط الإنفجارات ، نجا بطريقة ما و هرب من موت محقق .
" ساااااامويل ، أيها الكلب اللعين ، أههه ! تتجرؤ على إستخدام هذه الحيل القذرة ."
" ساااامويل ."
ظل الدوق جيرمي يلعن في سامويل و أجداده مرارا و تكرارا .
" سحقا ، لقد كان الأمر قريبا ."
زحف جيريمي بتعبير منزعج و هو يحدق بمحيطه بهدوء .
" لقد مات الجميع "
" سحقا ، لم أتوقع بتاتا إستخدامه للمتفجرات . ذلك اللعين ..."
كلما تذكر الدوق الأمر كلما زاد غضبه أكثر .
" لقد كنت بهذا القرب من الموت ."
" سحقا "
غير قادر على السيطرة على عواطفه ، ضرب الدوق الأكبر الأرض بيده اليمنى مما خلق حفرة عملاقة بسبب غضبه .
" ذلك اللعين "
كان يعتقد أنه سيموت حقا .
لو لم يظهر الدوق مهارته في نهاية الأزمة ، لكان مات حقا ببساطة .
لكن ، الأزمة لم تنته بعد .
عرف هذا الأخير أن هذه فقط بداية الهجمة المضادة لسامويل .
" حتى كارمن ابني .. ، سحقا ."
لم يستطع قول الكلمة .
قبض الأسنان بقوة لدرجة أنها قد تنكسر في أي لحظة .
القوة التي شد بها قبضته بها ، مع حفر أظافره في راحة يده ، و الدم الداكن يتدفق .
الإرتجاف و التشنجات لا يمكن السيطرة عليها .
كل شيء كان ركاما .
تحول الأمر من يوم مفرح إلى فاجعة له أضرته تماما من جميع النواحي .
فقدان حلفائه ناهيك عن فقدان إبنه و وريثه البكر .
" سحقاا ااااا "
الركام .
كل ما تبقى سوى الركام .
رفع الدوق الأكبر نفسه بصعوبة ليقف على الأرض .
لم يكن جسده طبيعيا ، فجسد فارس في قمة مستوى ثمانية نجوم هو جسد قوي وصلب بعض الشيء .
لكن ، مع دخول المتفجرات للمعادلة ، لم يصمد جسده أمام تداعيات الإنفجار تماما .
مع تحطم عظام ذراعه اليسرى . يمكن للمرء أن يرى إعوجاجها الشديد .
لم تجرح أي من ساقيه ، و مع ذلك لم يكن قادرا على الحركة بشكل طبيعي .
على الرغم من ذلك ، لم يكن جيريمي يهتم بشعور الآلم .
فبصفته فارس مخضرم لن يسمح لنفسه بأن ينحني للألم .
شعر بأن الآلام الجسدية ليست ذات أهمية مقارنة بالإضطراب العاطفي الذي مزقه .
" سامويل ، ستندم على ذلك قريبا ."
توعد الدوق بالإنتقام من إمبراطور الغريفين و هو يحاول تدوير ما تبقى له من كي لقمع إصابته الداخلية .
فقد استعمل جيريمي معظم الكي خاصته للنجاة بجلده من تداعيات الإنفجارات .
و لحسن الحظ تمكن من النجاة بسبب مهارته في استعمال الكي و بسبب خبراته المتنوعة في الحياة .
" هاه ؟؟!"
فجأة ، ظهرت ملامح الإرتباك على وجه الدوق المصاب .
يمكن للمرء رؤية تغير ملامحه ب 180 درجة .
" ما هذا ؟ كيف ..؟"
حاول إستخدام الكي خاصته ليقمع إصاباته الداخلية ،
لكنه لم يستطع تحريك الكي .
كأن مخزن الكي خاصته يأبى أن يزوده بأي شيء .
ماذا يحدث ؟
لماذا أشعر بشعور مشؤوم ؟
هل هذه خطته منذ البداية ؟
بعد بضع ثوان من الإرتباك ، كون إحتمالا حول ما الذي يحدث ؟
مما جعله يحدق في الأنحاء بشكل جدي .
خطوة واحدة .
خطوة أخرى .
حاول الدوق التحرك بأقصى ما لديه للخروج من هذا المكان بأسرع ما يمكن .
و هو يتحرك ، أخرج من جيبه بلورة الإتصال .
لكن ، لسوء الحظ ، يمكن أن يرى المرء شقوق عريضة على سطع البلورة ، يمكن إعتبار عدم تحطمها معجزة بذاتها .
" سحقا "
بغضب شديد ممزوج بالخوف ، ألقى جيريمي البلورة الزرقاء على الأرض .
كسر
تحطمت البلورة إلى أجزاء عديدة .
" سحقا ، ما هذا الحظ العاثر ."
بدت عيونه مليئة بلمحة من الخوف و هو يتحرك بثباث للخروج من موقعه .
خطوة أخرى
خطوة أخرى
أسرع الدوق للمغادرة و هو يشتم داخليا نفسه ،
كلما تحرك كلما تفقد مخزن الكي لتفقد حالته ،
رش
سقط الدم من فم الدوق ،
رش
" تسك "
مسح هذا الأخير الدم بحافة يده اليمنى دون أن يتوقف لثانية .
بسبب عدم قمعه لإصابته الداخلية بالكي ، شعر بالدوار و الألم الشديد .
شعر بإحساس غير مألوف ،
إحساس لم يحس به قط ،
ألا و هو الخوف من الموت .
فبصفته دوق إمبراطورية الغريفين لم يخف من أي شيء ،
فقد حصل على سلطة و منصب قوي ،
حصل على كل ما يريده الأخرون ،
يمكن القول أنه ولد بملعقة ذهبية في فمه ،
مما يفسر مشاعره الحالية .
رش
شعر بإحساس حارق أسفل معدته ،
شعر بالألام الشديدة ،
لكنه ، لم يتخاذل و ظل يتحرك نحو الأمام .
فارس من فئة ثمانية نجوم كائن قوي و لكنه ليس قويا لدرجة الخروج من مركز الإنفجار سالما .
" لن أفشل أبدا ."
خطوة واحدة
خطوة أخرى
تمنى أن لا يتحقق أسوء مخاوفه حاليا .
كان يمسك في اتجاه معدته بشدة و يتأوه بإستمرار .
" لكن ، حتى لو كان الإمبراطور ، كيف حصل على المتفجرات بدون علمي ؟ كيف يكون ذلك ممكنا …"
ظل فمه يتمتم بكلمات لا معنى لها ، و عيناه تتفقد محيطه بإستمرار .
خطوة أخرى
خطوة أخرى
من يستطيع أن يفهم شعور الشخص الذي تعرض للضرب و الطرد من قبل شخص تم إحتقاره طوال الوقت ؟
" هل حقا ستقوم بالمغادرة بدون أن تقوم بتحيتي ؟"
" أنا حزين للغاية …"
" سحقا "
لسوء الحظ ، تحققت مخاوفه و سمع أبغض صوت يمكن أن يسمعه في حياته .
كان جسد جيريمي ينبعث منه الآن هالة قاتلة مرعبة بعد سماعه للصوت البغيض ،
حرك عينيه بسرعة البرق ليحدق بكراهية في مطارده ،
لو كانت لعيونه خناجر لإخترقت رقبة المطارد .
" لعين …"
" أيها الكلب اللعين … كيف تجرؤ ؟ "
مجرد تفكيره في الإذلال الذي تعرض له من طرف سامويل الواقف على بعد أمتار من موقعه .
" أنت …"
وجه جيريمي نظراته الباردة نحو سامويل .
تشينغ
حاول جمع بعض الكي في قبضته ليرسل هجوما نحو سامويل و هو يقاوم القوة الغريبة التي تختم الكي خاصته ،
تشينغ
بدأت قبضة يده السليمة تلمع بلون أحمر باهت .
هدفه هو التخلص من عدوه بسرعة .
لم يقع هذه المرة في فخ الثرثرة كالسابق .
من الضروري أن يتعلم المرء من أخطائه .
تشينغ
قام جيريمي بضغط أسنانه و هو يصبر على الآلام التي تهلك جسده .
ضربة حرجة تمحي الإبتسامة الماكرة على وجه سامويل تكفي .
فقط واحدة .
لكن ، قبل أن يسدد ضربته ،
رش
رشت نافورة من الدماء من فمه مما جعله يركع على ركبة واحدة و هو يضغط على معدته .
تبين أن الإصابات الداخلية حقا خطيرة و حدت من قوته تماما .
كما أنه لا يستطيع إستعمال الكي بحرية .
مما جعله يشعر بالعجز .
تحديق
كل ما قام به هو التحديق في سامويل بنظرات حادة .
" أنظر إلى وضعك أيها الدوق العظيم ، أن تنحني إلى إمبراطورك وسط هذه الفاجعة . أنت نبيل حقا ."
إنحنت زوايا سامويل لتشكل إبتسامة ماكرة كالهلال .
" أنت …"
صرخ جيريمي بقوة وهو يحاول إرغام جسده على الوقوف .
" حسنا … حسنا ، لا تنظر إلي بعيون الثعلب خاصتك . "
" أيها الداعر . تستخدم تكتيكات جبانة . لو قاتلتني رجل لرجل .."
" أوه "
لم يغضب سامويل .
أومأ برأسه كدليل على موافقته لكلمات الدوق .
و جلس هذا الأخير على صخرة قريبة منه كأنه لا يهتم بعدوه .
" كلامك صحيح ."
" لكن ، يكتب التاريخ فقط من طرف المنتصرين . ماذا تعتقد عناوين الصحف ؟ "
" شن الدوق هجمات إرهابية ، لكن ، بفضل الإمبراطور تم حل الأمر بسلام ."
أمال سامويل بابتسامة شريرة في إتجاه جيريمي .
" أنت …. هل تعتقد أنه سيتم تصديقك ؟ أنت فقط …"
" عديم فائدة ، غبي ، خنزير ، دمية هاهاها"
قاطع سامويل الدوق و هو يستمتع بالمحادثة .
" لكنني ، لا أهتم ." هز سامويل كتفيه ،
" لا تهتم "
" أجل ، أنا أسعى لشيء أعظم من إمبراطورية مدمرة . لكن ، لسوء الحظ لن تكون حيا لتشهد الأمر ." أضاف سامويل .
كانت إبتسامته مشرقة و لكن عينيه إمتلأتا بالبرودة .
بينما بدأ العرق البارد يتساقط على العمود الفقري لجيريمي .
عرف أن وضعه الحالي غير جيد .
إصاباته الخطيرة جعلته معاقا نوعا ما .
كما أن شيئا غريبا يتدخل في جسده مانعا إياه من إستعمال الكي أو تجديده .
" أنت ماذا فعلت ؟"
" ماذا تعني ؟"
" ماذا فعلت بي ؟"
" آه ، ذلك " رفع سامويل رأسه و داعب رأسه مضيفا ،
" إنه فقط ضمانة بسيطة ، لكي لا تقوم بشفاء نفسك . أتعلم كم من الصعب إصابة فارس في مستواك ؟"
" إنه متعب و مكلف جدا ."
تظاهر سامويل أنه يتألم .
" أنت .."
تقطر
تقطر
تقطرت الدماء من فم جيريمي باستمرار .
" أتعلم تساءلت عن سبب عدم هجومك علي طوال الوقت ؟ لماذا إخترت هذا الوقت بالذات ؟"
" هل أنت غبي أم ثقتك بنفسك عالية ؟ "
ظل جيريمي ينصت بصمت .
" لكنني كنت أنظر للأمر من منظور خاطئ للأسف . كنت قصير النظر لذلك لم أكشف الأمر مبكرا ."
" أتريد أن تعرف ؟ "
" هاهاها "
ضحك سامويل ببرود لتتحول ملامحه إلى جدية .
" أنا مجرد فأر تجارب يتم تربيته حتى يتم إستعماله من بعد ."
" أأنا مخطئ ؟ "
يمكن لسامويل يرى صدمة الدوق الشديدة و خوفه .
" أنا متأكد أنهم فعلوا نفس الشيء بوالدي . أليس كذلك ؟"
" بعد الإنتهاء من العينات القديمة ، سيريدون عينات جديدة التي هم عبارة عن بشري يسمى سامويل أي أنا ."
" و أظن أنهم في الأخير توقفوا عن مراقبة تصرفاتي بعد رؤية حالتي السابقة و قرروا إستخدامي كعينة جديدة ."
"…"
تذبذت حدقات الدوق باستمرار و هو يستمع لسامويل ،
" لا أهتم بهدفهم بتاتا ، لكن هل تعرف ما أكرهه ؟ "
" …"
" أن أكون لعبة في يد شخص أخر ."
ظهرت نظرة غاضبة على وجه سامويل و إنتشرت هالة مخيفة من جسده مما جعل جيريمي يرتجف بإستمرار كالأرنب ،
تحولت عيون سامويل للون الأسود لثانية من الوقت كأن تم فتح بوابة إلى عالم مظلم غامض ، حيث سيطرت الظلامية على هيئة سامويل .
مما جعل جيريمي يرى سامويل كمخلوق مظلم ينظر إليه بإحتقار ،
سامويل بدا و كأنه تحول إلى كيان مظلم و رهيب .
و النظرة الغاضبة على وجهه أضفت طابعا مخيفا له .
الهالة المرعبة التي انبعثت من جسده زادت من رعب فارس في قمة فئة ثمانية نجوم .
شعر جيريمي كأنه أمام قوة لاتقاوم .
" ماهذا .."
سرعان ما عاد الوضع طبيعيا ،
لكن ، الخوف الشديد رسم على وجه جيريمي الأصفر .
" ما أنت .." صرخ هذا الأخير .
" ما أنت .."
" ما أنت .."
"…"
تفاجأ سامويل من منظر الدوق الغريب كل ما فعله هو الصراخ عليه لكنه أصبح هكذا .
يمكن أن يرى أن وجه الدوق تحول للون الأصفر من كثرة الخوف ،
' مالذي يحدث في عقله ؟'
تساءل سامويل داخليا .
بالنظر إلى بلورة إتصاله التي تلمع ، تمتم سامويل قائلا .
" حسنا ، لنختم الأمر ، أليس كذلك ؟ "
وقف من مكانه مما جعل الدوق يسقط على مؤخرته على الأرض و يرغب في الإبتعاد ،
" فلقد وصلت الشخصية الرئيسية."
نظر سامويل ببرود في اتجاه الشرق .
يمكن للمرء أن يرى هيئة تقترب بسرعة نحو موقعهم .
.
.