.

.

نظر إيدن إلى رجله المقطوعة بوجه متصلب .

تدفق الدم الأسود من الثقوب الخمسة لجسده .

مع إنشار السم ، إزداد الألم المتراكم في جميع أنحاء جسده .

ضغط إيدن على أطراف أصابعه .

لحسن الحظ ، لم يكن هناك شذوذ كبير في إحساس اليد التي تمسك السيف .

لكنه ، للأسف ، لا يستطيع إستعمال اليد الأخرى أي أنها أصبحت مشلولة حاليا .

" لن أخسر "

عض شفتيه قليلا ليستعيد رباطة جأشه .

لو كان استعمل الكي ، لم يكن ليصاب حتى و لو جاء خصمه بجميع أنواع الحيل و الأسلحة .

" لن أخسر ."

" علي أن أخرج من هنا ."

بسبب أنه أراق قدرا كبيرا من الدماء ، أصبحت رؤيته غير واضحة قليلا .

يمكنه أن يرى أعداءه الذين يحيطون به و يحدقون به بنظرات باردة في إنتظار إشارة …

سامويل .

لم يعتقد إيدن في حياته أنه سيتم التلاعب به بهذه الشدة من طرف شقي صغير.

لم يستطع تحديد ما إذا كان سبب وضعه المزري الحالي هو نقص مهارته أو لإستخفافه بشخصية سامويل .

" لن أخسر "

ثم نهض إيدن ، الذي سقط على الأرض .

" لهات …. اااه ، اههه "

و كان يتلمس جسده ، كانت يديه ترتجفان بشكل مستمر ، و كان فمه مغمورا بالدماء و هو يرفع جسده المصاب مثل الوحش الجريح .

بصق

" هاه "

تمكن من السيطرة على مشاعره و هو يحدق في محيطه بهدوء ،

" هل كنت تتظاهر طوال الوقت ؟"

صرخ إيدن في إتجاه سامويل بهدوء .

" هل كنت تتظاهر بكونك امبراطورا فاشلا ؟"

" هل كان كل ذلك فقط تمثيلا ؟"

كانت عيني إيدن تتوهجان بشكل غريب .

" نعم و لا "

رد سامويل بشكل موجز و هو يحدق في إيدن بإزدراء شديد مخبئ في عينيه .

" ماذا يعني ذلك ؟"

" … "

لم يكن لدى سامويل أي رغبة في إجراء محادثة عارضة .

" أنهوه "

أمر هذا الأخير كملك حكم على رعيته بإنهاء الخائن .

" سااااامويل "

" حسنا ، سأخذكم إلى الجحيم معي ."

ووووش!

نزل حلفاء سامويل المتبقين نحو إيدن مثل قطيع غربان .

نظر إيدن إليهم بعيون باردة و قاتمة ، ثم حرك سيفه بصعوبة لصد الهجمات القادمة .

" أرررغ "

في النهاية ، تسرب أنين من فمه . كما لم يسع حلفاء سامويل إلا أن يرتجفوا من الرهبة التي تزحف إلى عمودهم الفقري في الوقت الحالي .

في نظرهم ، إيدن هو وحش بكل المقاييس .

" هياااااااا"

صرخوا جميعا في الحال لرفع الروح المعنوية ، و كذلك لتهدئة عقولهم إلى حد ما التي كانت تصرح بالداخل الآن .

كل فرد منهم ، تدربوا بجدية و قاتلوا طوال الوقت . لكنهم ، لم يقابلوا شخصا مثل قائد الفرسان المباشرين أمامهم .

لم يستطيعوا تخيل مشهد مقاتلته و هو يستعمل الكي .

" موت !!!"

حتى و لو إخترق السيف أجسادهم ، فكل ما عليهم فعله هو طعنه مرة واحدة بسيوفهم المسمومة !

ضربة مقابل ضربة …

سيننغ

تم قطع يد أحد الثوار التي كانت تحمل السيف ، تم التقاط مشهد اليد المقطوعة و هي تسقط الأرض بلا حول و لا قوة في عيون زملائه الأخرين .

اجتاح الألم الملتوي يده و سرعان ما انتشر في جميع جسده ، لكنه مازال يضغط على أسنانه و يطعن خنجره الخفي بواسطة يده السليمة في فجوة كتف إيدن .

كل هذا من أجل تحقيق رؤيتهم و رؤية قائدهم كلاود الأحمر حتى و لو عنى إزهاق حياته .

وووش !

مر سيف أحمر عبره . شعر في البداية بألم طفيف ، و لكن بعد ذلك تم رسم خط أحمر طويل على جسده .

لكن في تلك اللحظة .

أصبح الخط الأحمر أطول و أكثر سمكا ، و سرعان ما أظلمت رؤيته و فتح الجرح على نطاق واسع في لحظة .

ابتسم بهدوء هو يسقط على الأرض ببطئ .

" أتمنى ….. أ…ن … يست….حق … الأمر …موت…ي"

" ستموتون معي "

كانت عيون إيدن المحتقنة بالدماء مليئة بالخبث.

ألم قطعه مئات المرات في كل مرة .

رش

" أرغ"

شد فم إيدن عند الألم الرهيب الذي لا يمكن للإنسان العادي تحمله بحيث تسربت صرخة مكتومة من فمه .

إذا كان شخصا عاديا ، لكان قد مات بالفعل و جسده كله مصبوغ باللون الأسود منذ فترة طويلة .

بووووووم ! بوووووم ! بوووووم !

كانت هناك عشرات الثقوب في جسده في لحظة ، لكنه لا يزال يقاتل بإستماتة .

" كيوك "

عرف أنه إذا استمر الأمر على هذا النحو ، فسيموت .

لكنه ، لا يملك أي وسيلة للهروب . لا بالأحرى ، لم يظن أنه سيحتاج إلى الهروب في هذه الإمبراطورية.

لم يخطر له في باله أنه سيصل لهذا الوضع المثير للشفقة .

اندفع كلاود الأحمر الذي أصيب في عينه اليسرى في وقت سابق من المعركة ناحية إيدن .

بوووووم !

إخترق فأسه درع إيدن و حفر في بطنه .

لكن في تلك اللحظة .

" اااااه "

أمسك إيدن فجأة بمهاجمه بذراعه السليمة تاركا سيفه .

بووووم ! بووووم ! بووووم !

و بعد ذلك ، استخدم جبهته لضرب كلاود بشكل متواصل في وجهه .

كان يبتسم رغم أنه تقيأ من فمه الدماء .

لكنه ، لم يعرف مدى شراسة كلاود الأحمر .

ارررررررغ

أنزل كلاود راسه و عض عنق إيدن الذي كان يمسكه دون تردد . بدأ الدم يتدفق مثل شلال من الوعاء الدموي المصاب ، حيث تمزق حفنة من اللحم في الرقبة .

" اااااه "

مستفيدا من حقيقة أن قوة الخصم ضعفت أخيرا قليلا ، حطم كلاود كتفه في صدر إيدن .

بووووم

تحطم جزء من قفص إيدن الصدري .

" أمسك "

أرسل ماغنوس سيفا ناحية كلاود الأحمر ، الذي أمسكه بسرعة و أرجح سيفه .

سوووينغ !

قطع كلاود ذراع إيدن السليمة و دفع عدوه للسقوط أرضا .

" انتهى الأمر "

ثم داس على جثة إيدن .

شهق كلاود ثم أمسك بيده المصابة ، إتضح أنه تم كسر جزء من عظام يديه بسبب امساك إيدن بيده في السابق .

ثم إقترب الجميع من إيدن المنهار على الأرض بما فيهم سامويل .

وقف سامويل ، كلاود ، ماغنوس ، إكس و الحلفاء الأخرون أمام إيدن الذي قطعت ذراعه ، شلت الأخرى ، قطعت ساقه و ثم اختراق صدره و أمعائه .

" ما كان يجب عليك المجئ إلى امبراطورية الغريفين ."

" كح كح ، هل تظن الأمر سينتهي بموتي ؟"

" لا " رفع سامويل كتفيه ،

" كح كح "

" لكنني ، لا أهتم . سأعتني بإمبراطورية التنانين قريبا . لكنك لسوء الحظ لن تكون حيا لرؤية الأمر ."

سرعان ما تلاشى الضوء من عيون إيدن .

" انتهى الأمر ."

" أخيرا ، إنه وحش حقا ."

" قتل 75 في المئة من قواتنا المشتركة بدون كي ."

" فيييو ، كدت أموت خوفا ."

" يا إلاهي ، إنه في مستوى أخر . لا أستطيع تخيل قتاله بشكل عادل ."

" إذن ما التالي ؟" سأل كلاود الأحمر ببرود محدقا في سامويل الواقف أمامه .

" التالي … تسأل .."

" أولا ، شكرا لكم جميعا بفضلكم و بفضل ثقتكم أطحنا بإيدن سماديل و الدوق جيريمي ماكنزي ."

" أنا أشكركم من أعماق قلبي و أتمنى أن تجد أرواح زملائنا الذين ضحوا بنفسهم السلام ."

انحنى سامويل في اتجاه حلفائه بأناقة شديدة ثم انحنى بعد ذلك في اتجاه القتلى .

" لكن ، الأمر لم ينتهي بعد ."

" هذه فقط البداية فقط ، مازال علينا إعادة النظام للإمبراطورية . لا لم تعد هذه امبراطورية بموت معظم نبلائها . أصبحت فقط دولة ضعيفة جدا ."

" لذلك علينا البدأ في الإصلاحات و رفع المستوى العسكري لدينا . أتوقع أنه سيتم مهاجمتنا قريبا من طرف إمبراطورية التنانين و ..-"

" جلالتك أنظر ."

قاطع أحد الحاضرين سامويل مشيرا إلى جثة إيدن .

" إنها …"

" إنها تلمع بالأخضر ."

" نعم ، إنه يلمع بالأخضر ."

" ماذا يعني هذا .."

" هل هو .."

تفقد أحد حلفاء سامويل تنفس جثة إيدن للتأكد من الوضعية .

" إنه ميت حقا "

" إذن ، ماذا يعني هذا ؟"

" نعم ، هذا وضع غريب ."

" يعني الأمر ، أنه تم إرسال إشارة إلى امبراطورية التنانين تعلن موت إيدن ."

أجاب سامويل و هو يحدق ناحية الغرب ببرود .

تمايل شعره بسبب الرياح مما خلق منظرا جميلا .

" إذن ، علينا الإستعداد من الآن فصاعدا."

" كلاود الأحمر ، أعلن أنك ستصبح اليد اليمنى للإمبراطور و ستصبح المسؤول عن القوات العسكرية للإمبراطورية."

" ماغنوس بيرس ، أنت مستشاري ، معلمي و قدوتي ، شكرا على مساندتك لي اليوم . حتى أنك ضحيت بالكثير في سبيل نجاح خطتي . شكرا لك ."

" إكس ، أعلن أنك ستصبح قائد قوات الإغتيال الخاصة بامبراطوريتنا . سأقوم بتزويد نقابتك بما تحتاجه للنمو مستقبلا ."

" كما أنني سأعطي لجميع الحاضرين منصب نبيل في أية مقاطعة إخترتموها . يمكنكم الآن الإعتناء بشعبي بشكل عادل . أثق أن السلطة في أيادي أمينة حاليا ."

" أخيرا ، سيتم بناء ضريح لجميع قتلى اليوم و سيتم تمجيدهم كأبطال في إمبراطوريتنا الحبيبة كماكيز سيوس .و سيتم تعويض عائلات الضحايا بشكل سخي و الإعتناء بهم على حسابنا مستقبلا ."

" أعرف أنني لم أفعل شيئا ، أعرف أن الكثير يكرهونني حاليا . لكنني أعتذر بشدة إذا أذيتكم بأي طريقة. لكن ، إذا أردتم يمكنني التنازل على منصبي كامبراطور ."

" أنتم أبطال اليوم . أما أنا فقد ظللت فقط أشاهدكم من الخلف كالفأر الجبان . أنا أخجل من نفسي ."

إنحنى سامويل لحلفائه مرة أخرى .

" جلالتك ، أنت من إبتكرت الخطة . أنت متواضع للغاية ."

أجاب ماغنوس بابتسامة دافئة على وجهه كالأب الفخور .

" قم بإيفاء وعودك فقط ، أنا لا أهتم بمنصب الإمبراطور." رد كلاود ببرود تام من الواضح أنه منغلق على جهة سامويل .

" الإمبراطور هو منصب ثقيل جدا و ممل للغاية . كما أنه مليئ بالمسؤوليات . لا أحتاج له ، فقط إحفظ وعدك ." أضاف أكس بهدوء و هو يمسح سيفه .

" رغم أننا مازلنا متشككين ، لكن ، ما أظهر لنا جلالتك هو شيء مثير للإعجاب ."

" نعم ، خطتك ، كانت جيدة رغم تضحيات زملائنا ."

" لماذا تحاولون تخريب الجو ؟"

" لكن .."

" حسنا ، حسنا "

" كما أن جلالته كان محاطا بالأعداء طوال الوقت ."

" نعم ، نعم ، الدوق و الوحش إيدن ."

" هذا أمر مخيف إذا فكرنا بالأمر "

" نوعا ما "

" نحن نقبل إعتذارك ."

" نعم ، نعم "

" نعم ، على أمل أن تتحسن مستقبلا ."

" شكرا لكم "

ابتسم سامويل بدفء ناحية حلفائه الذين سيصبحون أعمدة قوة له في المستقبل .

" إكس ، أنت و من تبقى في حزبك ، إعتني بجثث هؤلاء المحاربين بروية . سنقوم بمراسم الدفن غذا."

" حسنا "

" إذن ، لنعد الآن ، نحن بحاجة لإعادة النظام للعاصمة أولا ."

" حاضر "

تحرك الجميع للقيام بمهمتهم التالية بدون أن ينبسوا بشيء .

" لنذهب أرون "

" جلالتك ألن تشكرني ؟"

بووووم

" أوتش "

ضرب ماغنوس رأس تلميذه بقوة شديدة مما جعله يترنح كالسكير.

" لماذا ؟؟"

" فقط ، أصمت ."

صرخ ماغنوس موبخا أرون .

" هل تريدني أن أشكرك ؟"

" …"

إنتشرت القشعريرة في ظهر أرون الذي حدق في الإبتسامة الشريرة في وجه سامويل .

" ماعليك سوى …"

.

.

2024/06/06 · 184 مشاهدة · 1817 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024