.

" هوف "

سار سامويل لمدة نصف ساعة ليصل إلى كهفه السابق .

لأن الكهف الذي يرقد فيه فيجي هو كهف ضخم نوعا ما ، اكتشفه في السابق و قرر استعماله في الحالات الطارئة .

كان النهار طويلا .

بعد عودته للكهف ، تأكد سامويل من أمان محيطه و أمسك سيفه للقيام بروتينه اليومي .

تدرب لمدة ساعتين بإستعمال الواقع المعزز .

ثم بعد ذلك ، غادر الكهف مغلقا مدخله ببعض الحشائش .

و في طريقه ، ارتدى قناع الأوهام ليعود لتنكره كأورك زاهد ثم اصطاد ثورا ضخما و جره خلفه بثبات .

" لقد عدت ."

" آه ، أيها الكبير ."

" أنت ماذا تفعل ؟ ألم أخبرك بأن تظل مستلقيا ؟!"

يمكن للمرء أن يرى أن فيجي يمارس بعض الحركات بقبضته في أحد أركان الكهف .

انتشر العرق في جميع أنحاء جسده .

" لقد مللت من الاستلقاء …" أجاب فيجي بإحراج طفيف على وجهه .

" مللت ..؟! "

زفر سامويل بلطف و هو يحك شعره مما يدل على حيرته .

" هل أنت غبي ؟! هل تريد الموت بهذه السرعة ؟ ألم أخبرك بالبقاء ثابتا في مكانك ."

" لكن …"

" هاه ، أنت حقا شيء أخر . لماذا أنا أهتم بك ؟ قم بما تريده."

" أنا أسف أيها الكبير …"

هز سامويل كتفه و لم يجب على تأسف فيجي ، وضع الثور الذي اصطاده في الجانب ثم جلس على الأرض ليشرع في استيعاب المانا .

لم يستطع التدرب على السيف أمام فيجي ، لأنه لا يملك سلاحا ضخما يناسب حجمه الحالي .

هل سيستطيع اورك ضخم التدرب بسيف صغير ؟

بالطبع لا .

و كم سيكون المظهر غريبا بالنسبة لفيجي ؟

لم يرد سامويل إثارة الشكوك .

" أيها الكبير ، هل تعيش لوحدك في هته الغابة المطرية ؟"

" أجل "

" هكذا إذن …"

أومأ فيجي رأسه بتفهم و أضاف .

" حياة العزلة ، هاه … إنها حياة لا بأس بها ."

" …"

" مرة أخرى ، شكرا لك أيها الكبير على إنقاذي في السابق ."

ضرب فيجي صدره بقوة متمتما بالكلمات السابقة مما يدل على إحترامه الشديد لسامويل .

" لا بأس . يمكنك البقاء هنا حتى تشفى بشكل كامل . من حالتك الحالية ، لن تستطيع النجاة خارج هذه الغابة ."

" شكر لك أيها الكبير ."

أتقن سامويل دوره و تصرف بشكل متقن كأورك زاهد .

" لا بأس ، لكنني سأحتاج معروفا منك قريبا بعد شفائك ."

بعيون نصف مغمضة ، تمتم سامويل بهدوء الكلمات السابقة.

" أي شيء أيها المنقذ ."

" ستعرف في الوقت المناسب ."

" حسنا "

أومأ فيجي برأسه بينما عاد سامويل لتأمله من أجل استيعاب المانا .

***********

.

غرررررر

ظهر من بين الأدغال ، مخلوق ضخم ذو فرو أحمر له عينان حمراء دموية تحمل بريقا غريبا من الضوء الأسود و فما كبيرا حيث تدلى إثنان من الأنياب الهائلة .

إنتشرت هالة مرعبة متعطشة للدماء من جسد المخلوق و لفت محيطه .

واقفا على أقدامه الأربعة ، توهجت عيون المخلوق الحمراء بإتجاه البشري أمامه مع نزول اللعاب من فمه .

" ذئب أخر ، جيد جدا . "

—صليل

عندما تلاشت كلمات سامويل تماما ، هاجم الذئب العملاق بلا رحمة .

رن صوت معدني باهت بينما إبتسم سامويل في وجه خصمه بهدوء .

" هذا …"

تحت وابل من الهجمات ، كان سامويل قادرا على الحفاظ على دفاعه بسهولة تامة ،

ببطء و بثبات ، تم دفع الذئب للخلف .

فبفضل الواقع المعزز ، إكتسب سامويل خبرة جنونية مما جعله يشعر بالراحة أثناء القتال الحقيقي .

" هذا سهل جدا …"

تراجع سامويل للخلف ببراعة ، ترك تثاؤبا و تحرك ناحية الذئب المرعوب .

أدرك هذا الأخير بفضل غريزته أن الكائن أمامه يتلاعب به مما جعله يشعر بالخوف .

" حسنا "

مثل الرصاصة الفضية ، سرعان ما ظهر سامويل أمام عين الذئب .

سلاش

دوى عواء يائس في جميع أنحاء المنطقة حيث بكى الذئب من الألم .

كما نزل الدم من عينيه بعزارة .

لقد أصبح الآن أعمى تماما .

" حسنا … إنتهى القتال ."

جلجل !

بإبتسامة شريرة ، قطع سامويل رأس الذئب المناضل ليسقط على الأرض ميتا .

" لقد أصبحت أقوى بكثير ."

مر عام كامل على مجيئ سامويل لهذا العالم ، حيث ظل طيلة السنة الماضية يتدرب بلا هوادة على جعل نفسه أقوى .

" هذا ؟"

سرعان ما أصبحت الأمور مزعجة .

قهقهة

شعر سامويل بإرتعاش طفيف قادم من الأرض .

بعد ذلك ، تردد صدى العديد من العواء على مسافة حيث ظهر أكثر من ستين ذئبا متعطشا للدماء أمامه.

قادمة من جانب الأشجار و الشجيرات ، حدقت الذئاب بتهديد في سامويل .

حدق سامويل في الذئاب بسخرية بادية على وجهه .

كان رد فعله مفهوما .

مهاجمة الذئاب له هو طلب للموت المحقق .

" حسنا "

تقدم سامويل للأمام و حدق ببرود في الذئاب البعيدة ، و وضع يده على غمد سيفه .

" هلموا …!"

صرخ سامويل ببرود .

في هذه اللحظة كان عقله هادئا للغاية .

بطريقة ما ، لم يخطر بباله أبدا إحتمال تعرضه للخطر من طرف هذه الذئاب .

" هاه "

أخذ خطوة أخرى نحو الذئاب ، كانوا جميعهم يعوون في نفس الوقت .

إرتفعت المانا في الهواء و زمجروا جميعهم في وجه سامويل .

بعد ذلك ، إندفع جزء كبير منهم نحوه فجأة .

نظر سامويل ببرود إلى حشد الذئاب الذي ظهر أمامه ، و حرك يده للأمام .

" مت "

تكونت بأناقة في راحة يده كرة نارية ، أصبحت الكرة أكبر فأكبر حتى أصبحت بحجم كرة القدم .

إنفجار !

أطلقت ألسنة اللهب المضغوطة على الذئاب مثل الأمواج الساحرة .

بووووووم

ما جاء بعد صوت الإنفجار ، كان صوت الجثث المحترقة تتساقط بشكل متكرر على الأرض .

نظر سامويل بلا مبالاة إلى الذئاب على الأرض و تمتم لنفسه ،

" إنهم ضعفاء للغاية ."

فخلال العام السابق، عمل سامويل على تطوير قوته لأقصى حد ممكن .

بحيث ، إتبع جدولا زمنيا محددا ألا و هو :

التدرب على التلاعب بالمانا في الصباح ،

ثم التدرب على فنون السيف حتى المساء ،

و أخيرا ، التأمل حتى الفجر لإستيعاب المانا .

و بفضل مجهوده المتواصل ، تمكن من الوصول إلى فئة نجمتين في كل من المبارزة و السحر .

هذا التطور سيخنق جميع عباقرة العالم من الإحراج .

بحيث أدرك سامويل أن جسده الحالي موهوب بصفة مخيفة .

كما مع جديته و صعوبة تدريبه ، عرف أن التطور لمستواه الحالي هو أمر منطقي للغاية .

تعمقت أيضا الصداقة بين سامويل و فيجي بشكل كبير .

بحيث تمكن من كسب ثقة الأورك الأحمر بسهولة الذي ظل يركز على شفاء نفسه طيلة الأشهر الماضية .

" حسنا ، لنعد ."

أخرج سامويل قناع الأوهام من خاتمه المكاني ، و وضعه على وجهه بهدوء .

ليبدأ شكله بالتغير بشكل مخيف ،

بحيث يمكن للمرء سماع صوت طقطقة العظام و تحرك الجلد .

تحول سامويل من بشري صغير الحجم إلى هيئة أورك أخضر عملاق ، ذو أنياب ضخمة للغاية .

ثم حشى بضع جثث ذئاب داخل كيسه بني و توجه بثبات نحو الكهف الذي يتواجد به فيجي .

.

3 تعليقات و سأتشر الفصل القادم لتحفيزي على الكتابة و النشر.

2024/06/11 · 166 مشاهدة · 1145 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024