.
.
في نفس الوقت ،
داخل قلعة الأورك الملكية ،
إمتلئت القاعة الرئيسية حاليا بالعديد من الشخصيات .
كانوا جميعا الأعضاء الأعلى مرتبة من عرق الأورك في أركانا .
و على عرش كبير في الطرف العلوي للغرفة ، جلس أورك ضخم .
كانت القاعة محاطة بهالته المخيفة مما جعل الأخرين يجفلون عند رؤيته .
"…"
كانت الغرفة بأكملها صامتة تماما .
فقد تسببت الأحداث الأخيرة في رفع الضغط على عرق الأورك الفخور .
لم يمكنهم إظهار مشاعرهم المكبوتة لأن جميعهم ركزوا على الشخصية الجالسة على العرش دون أن يقولوا أي شيء .
" كررر …. الأمر أصبح أكثر سوءا .."
تردد صدى كلمات الأورك الجالس على العرش في جميع أنحاء المحيط و نشر الضغط في كل مكان .
" جهزوا أنفسكم …"
تحدث ببرود ، مما سمح لصوته الخشن بالتردد في جميع أنحاء الغرفة .
بالضغط بذراعيه على حافة العرش ، وقف جاكسون ببطء من مقعده و فحص كل من في القاعة بعينيه .
" لم تعد هذه الحرب مزحة كالسابق …."
ظهر من جسده هالة خضراء عميقة مما زاد التوتر الموجود في الأرجاء .
" إكتسبت الصراصير الزرقاء تقنيات و أسلحة غريبة ، و يبيدون بها حاليا العديد من بني جنسنا في عشرات المدن …"
لم يجرؤ أي من الأورك الحاضرين على تحريك عضلة لأنهم جميعا ركزوا على الإستماع لكلمات رئيسهم بصمت .
أثارت كلماته التالية قلب كل الحاضرين .
" حان الوقت لكي نريهم مدى جديتنا و وحشيتنا . لقد حان وقت أخذ زمام المبادرة و إبادتهم هذه المرة نهائيا عكس المرات السابقة .."
بتحويل إنتباهه نحو نائبه الثاني دايس ، أعلن جاكسون .
" سأعين دايس كجنرال أعلى . و سيقسم قوات جيشنا للدفاع عن مدننا المستهدفة و تنسيق هجمة موحدة … دايس سيدير الجيش و كلماته ستحسب مثل كلماتي .."
تحركت القاعة بأكملها للنظر إلى دايس ، و هو شخصية مشهورة جدا بين الأورك .
من شكله يبدو دايس أنه أضعف من جاكسون بكثير ، لكن الحضور الذي قدمه لم يكن أقل من الذي أظهره جاكسون .
لقد قبلوا أوامر جاكسون بسعادة كأنهم إنتظروا الحرب الشاملة منذ وقت طويل .
" نعم "
صاح جميع الممثلين عن الأورك في إنسجام تام .
شعر جاكسون بالرضا عندما رأى ذلك .
" هذا جيد ، بدءا من الآن ، أعلن ..-"
لكن جاكسون لم يحصل على الفرصة على إكمال جملته لأنه تمت مقاطعته أمام أتباعه .
لتتغير ملامحه و يتجهم وجهه .
" أيها القائد ، كيف سنتعامل مع التكنولوجيا الغريب ؟ لم نتطرق لهذا الأمر … أسلحة تطلق النار عن بعد … أدوات يستعملها الصراصير لإخفاء حضورهم … أسلحة طائرة و أدوات غريبة .."
" كيف ستتعامل مع الأمر ؟"
تكلم كاهن الأورك الواقف في جانب القاعة بكل جلال .
هذا الأخير أخضر اللون ، طويل القامة و عريض الكتفين.
لديه عضلات ممتدة وظاهرة، تظهر بفضل اللباس الذي كان يرتديه، حيث يكتسي ثوبًا طويلاً مصنوعًا من جلد الوحش الذي قاتله بنفسه.
عيناه ذات لون أحمر عميق، تنبعث منهما حكمة وخبرة تجاوزت الزمن.
و لديه لحية طويلة، سوداء كالفحم، تضفي على وجهه مظهرًا أكثر حنوًا وجاذبية.
ارتدى كاهن الأورك قلادة ذهبية ضخمة حول عنقه، تحمل رموزًا دينية وتحفيرات قديمة، تشير إلى مكانته الروحية في المجتمع.
و يحمل عصاً طويلة منحوتة بأشكال غريبة، تعتبر رمزًا لسلطته الروحية.
" كوكو نسينا هذا .."
" نعم ، أعمانا تحمسنا .." ردد أحد الأورك .
" كيف سنتعامل مع التكنولوجيا الغريبة ؟"
" نعم ، حسب التقارير هذه التكنولوجيا غريبة و قوية جدا ."
بدأ الأورك الحاضرون بالنطق بأصواتهم الثقيلة .
ظهرت تعابير القلق و الاستفسار على وجوههم ، و بدأوا يطرحون مخاوفهم بدون تردد .
أحد الأورك قام برفع يده و قال بصوت متوتر.
" حقا ،أيها القائد ، إذا إستعملوا أسلحتهم الغريبة ، كيف سنتعامل معهم ؟"
لتتحول جميع النظرات لقائد الأورك .
" هوو …"
ألقى جاكسون نظرة حادة على كاهن الأورك الذي أثار هذا السؤال المزعج ، توقف لبضع ثوان ثم أجاب بثقة .
"نحن أورك، لسنا جبناء. سنتعامل مع التكنولوجيا الغريبة بقوتناااااا …. بمهارتنااااا."
ركز جميع الأورك في القاعة على كلمات قائدهم، وأصدر جاكسون توجيهاته بصخب.
"نعم، سنواجه تحديات جديدة، لكننا سنستخدم قوتنا وخبراتنا للتغلب عليها. روني يعمل بالفعل على خطة مضادة تواجه تكنولوجيا الصراصير الزرقاء ."
ثم أكمل جاكسون،
" كاكاكا نحن معشر الأورك ، لن نخسر أمام الصراصير الزرقاء التي اعتبرناها كوحوش للصيد طيلة القرون الماضية ."
" لم يسبق لنا أن خسرنا أمام الصراصير و لن نخسر أبدا … هل تريدوننا أن نبقى مختبئين بينما يقتل هؤلاء الصراصير بني جنسنا ؟ هل تريدوننا أن نبقى مختبئين حتى نجد حلولا ضد التكنولوجيا الغريبة؟!"
" لا "
صاح جميع الأورك الحاضرين بجنون و تعطش للدم باد على وجوههم .
" إذن ماذا علينا فعله ؟"
رفع جاكسون الروح المعنوية لجنوده بخطابه المبهر .
" قتلهم"
"تدميرهم "
صرخ الأورك بهذه الكلمات بقوة .
شعر الأورك بروح الوحدة تتسلل إلى قلوبهم.
كانوا مستعدين للقتال من أجل بقائهم وحماية أماكنهم.
" إذن بدءا من الآن ، أعلن كقائد للأورك الحرب الشاملة ضد الصراصير الزرقاء . لا يوجد إعتراض أخر أليس كذلك ؟ "
صرخ جاكسون بإبتسامة باردة على وجهه.
.
.
*************
*************
.
.
إنفجار
في وسط المعركة ،حيث انخرط الجانبين في القتال ، إنطلقت هجمات مانا هائلة نحو الأورك خالقة مشهدا وحشيا بإمتيار للمشاهدين .
وقف أورك ذو شعر أحمر فوق الجدار الخشبي و راقب الوضع بهدوء .
ألاف الترولز يهجمون على المدينة بلا هوادة . كما يبدو أن البوابة الخلفية و الجانبية محاطتان بقوات العدو .
كانت عيون الأورك ذو الشعر الأحمر محتقنة بالدماء .
فقد بدا الوضع سيئا للغاية .
بسبب …
المدافع الموجهة نحو ساحة المعركة .
مدافع لا تفرق بين الصديق و العدو .
فهدف الترولز هو قتل أكبر عدد من الأورك حتى لو عنى الأمر التضحية ببني جنسهم للاستيلاء على المدينة .
" أيها الرئيس !!"
وصل أمام الأورك ذو الشعر الأحمر أورك متحور صغير يحمل ملامح الهلع على وجهه .
" نعم "
" لقد رصد كشافتنا قادة العدو ، لقد بدأوا في التقدم نحو ساحة المعركة ."
" هكذا إذن ، و كيف يبلي قادة النقابات ؟! "
" مازالوا صامدين حتى الآن أيها الرئيس … لكن ، الوضع لا يبشر بالخير ."
صر رئيس مدينة براغن توماس أسنانه بقوة و هو يشعر بالغضب الشديد من عجزه على قلب مجريات المعركة .
كل ما يستطيعون فعله هو الصمود لساعتين على الأقل قبل أن تسقط المدينة .
كما أن هجوم المدافع اللا متناهي يجعل الأمر أسوء بكثير .
" هل أكملت نقابة ذئاب الظل إخلاء المدنيين ؟! "
"آه … أجل أيها الرئيس و هم يساندون الآن في الدفاع على البوابة الخلفية ."
" فهمت. و حول التعزيزات من المدن الأخرى ، هل ورد أي خبر ؟!"
" لا أيها القائد ، لم تردنا أية أخبار من المدن الأخرى. أرجح أنه تم القضاء على رسلنا بالفعل على يد العدو قبل أن يصلوا إلى المدن المجاورة."
" سحقا ، توقعت هذا ، لقد أصبح هؤلاء الصراصير خبيثين للغاية . ماذا عن العاصمة ؟! هل وردتنا أية إجابات منها ؟!"
" لقد أرسلت قبل شهرين رسالة للعاصمة تشرح تحركات الترولز الغريبة . لكن ، لسوء الحظ ، لم يكن هناك رد ."
" سحقا ، ماذا يفكر فيه جاكسون ؟ لو كان الرئيس فيجي لكانت الأمور أفضل …"
فبعد سقوط فيجي من منصبه و صعود جاكسون للحكم .
أصبح الوضع مختلف تماما .
بحيث تمكن الترولز من إسقاط العديد من المدن مما خلق موجة إستياء شديدة وسط الأورك .
" و ماذا عن المقالع ؟!"
" لم نملك الوقت لإخراجها أيها الرئيس ."
" سحقا "
بووووم
انتشر انفجار قوي قرب الجدار الخشبي مما جعله يهتز بقوة .
" سحقا ، أخبر القوات أننا سنتخلى عن المدينة و سننسحب ناحية الشرق ."
" هل .."
" نعم ، قم بجمع بضعة محاربين ليرافقوني في الدفاع عن المدينة لمنح الأخرين الفرصة في الانسحاب."
" أيها القائد ، أنت ستضحي بنفسك من -…"
" هذا واجبي يا بيشكل ، سأدافع على مدينتي حتى أخر رمق في حياتي بصفتي رئيسها. هيا ، أسرع قبل فوات الأوان ، قم بتمرير أوامري …"
" حاضر "
أومأ بيشكل برأسه و توجه بسرعة لتسليم التعليمات .
" هاه ، على الأقل سأموت موتا مشرفا ."
وقف توماس بصمت ، كل ما عليه فعله الآن هو انتظار تسليم أوامره لقادة النقابات ليقوم بحركته الأخيرة .
حدق في ساحة المعركة بمرارة شديدة على وجهه .
يمكن للمرء أن يرى جيوشا من الكائنات الزرقاء تطغى على الأورك بسرعة مهولة جدا .
و انتشر صوت الانفجارات في كل مكان .
فجأة …
سمع توماس صوت صراخ قوي من أحد أركان ساحة المعركة .
جعله يحرك عينيه بسرعة البرق في إتجاه مركز الصراخ بسرعة ليرى منظرا مذهلا جدا .
" ما هذا …؟!"
.
.
4 تعليقات و سأنشر الفصل القادم لتحفيزي على الكتابة و النشر.
ما رأيكم في سير القصة بعد أن صححتها ؟ هل هناك أخطاء ؟ و ما هي شخصيتكم المفضلة ؟!