.
.
أمام البرج الإمبراطوري ،
- صهيل
- صهيل
يتردد صدى صهيل الخيول مرارًا وتكرارًا على بعد مسافات بعيدة،
جلس سامويل داخل عربة ضخمة منقوشة بالعديد من الزخارف المختلفة و الرونيات الغريبة . على بابها، يبرز رسم يصور مخلوقًا يملك جسمًا يشبه الأسد ووجهًا يشبه نسر. يظهر في الرسم أيضًا وجود أجنحة عملاقة تزين هذا الوحش.
هذا هو شعار وحش الغريفين الأسطوري الحامي القديم لإمبراطورية الغريفين .
تمامًا كما كان يُنظر إلى الأسد على أنه ملك الوحوش والنسر على أنه ملك للطيور ، كان يُنظر إلى غريفين في ضوء مهيب بشكل خاص.
قيل إنهم حراس إمبراطورية غريفين.
حيث تقول الأسطورة أنه تسير دماء مخلوق الغريفين الأسطوري داخل عروق عائلة هانوفر . لكون مؤسس امبراطورية الغريفين و ألفا عائلة هانوفر هو هجين بين مخلوق الغريفين و البشر .
يجر العربة أربعة خيول ضخمة تم تعزيز سرعتها وقوامها الجسدي بفضل جهود الباحثين في البرج السحري.
حدق سامويل لبرهة في فارسه المرافق ألين و خادمته الشخصية إيميليا ثم قلب صفحة أخرى من كتاب يتحدث بإيجاز عن الأراضي المقدسة.
قي الماضي ، كانت هناك ستة أراضي مقدسة على هذه القارة، كل واحدة منها تحمل إسما يشع بالغموض و القوة ، و هي .
- أرض الغريفين المقدسة .
- أرض الظلام .
- أرض الألف المقدسة .
- إمبراطورية سمفونيا .
- إمبراطورية الأقزام .
و أخيرا ، أرض النور المقدسة .
كل أرض مقدسة تملك قوى مخيفة لا يستطيع المرء تخيلها . كما تختلف قوانين كل أرض مقدسة عن الأخرى .
لكن ، بعد سقوط أرض الغريفين المقدسة ، نقص العدد بواحد ليصبح عدد الأراضي المقدسة خمسة .
تتواجد هذه القوى العظمى الخمسة في المنطقة المركزية للقارة .
فجأة ، جاء صوت طرق من خارج العربة أخرج سامويل من تفكيره . فتح لوحة النافذة الخشبية ليستقبله أحد الفرسان و هو يحني رأسه خارج الباب مباشرة .
" جلالتك ، لقد وصلنا أمام البرج السحري ."
عند سماع هذا ، فتح سامويل باب العربة على مصرعيه ثم خرج من العربة بسلاسة ليقوم ببضع حركات تمدد بسبب تيبس رجله داخل العربة .
رغم أن المسافة بين البرج السحري و القصر الإمبراطوري قصيرة ، فإن وسائل النقل في هذا العالم حقا سيئة جدا و تحتاج التطور .
' لو كنت أعلم أنه سيتم إعادة تجسيدي في روايتي ، لأدخلت إختراع السيارات مسبقا في حبكة الرواية '
تنهد سامويل داخليا و هو يحك مؤخرته ببطئ نتيجة الألم الذي عانى منه بسبب مطبات الطريق .
" كما يجب علي حل مشاكل دهون هذا الجسد في الحال . لحسن الحظ أعرف طريقة و بمساعدة برج السحر أستطيع إتمام الأمر بسهولة " تمتم سامويل بصوت خافت و هو يتقزز من شكله المثير للشفقة ،
صراحة ، سامويل يشبه حاليا خنزيرا يرتدي ملابس فاخرة .
كما أنه سئم من سماع صوت تلاحم شحوم جسده كل ثانية ، حتى التنفس هو أمر صعب بالنسبة له .
'هاه ،كم تناول سامويل من الطعام ليصبح هكذا ؟ '
لم يفهم سامويل دينامية عمل عقل سامويل الأصلي ،
لماذا جعل جسده بهذه الحالة ؟
هل هو غبي تماما ؟
.
***************
.
خرج سامويل من العربة الإمبراطورية مرتديا ملابس ذهبية فاخرة ثم نظر إلى المبنى الضخم المتمثل أمامه بدهشة ،
البرج السحري الإمبراطوري ،
يتواجد وسط العاصمة الإمبراطورية ،
لا يستطيع المرء حتى رؤية نهايته ، لكون الطوابق العليا مغطاة بالسحب ،
أحاط بالبرج الزهور و الأشجار بمختلف الألوان ،
برج عتيق ذو جدار خارجي أبيض يبدو تصاميمه كبرج من الطراز الأوروبي القديم ، مكون من 50 طابق مختلف ،
على جداره مجموعة من الرونيات المختافة اللامعة و العديد من التعويذات الدفاعية المختلفة ،
" واو "
إنبهر سامويل من روعة المبنى ، فإذا جاء سائح من حياته الماضية إلى هنا لفتح فمه على شكل O من كثرة الصدمة و الإعجاب .
خلاصة القول ،
برج هندسته جميلة جدا بكل المعايير تم إنشاؤه من طرف سحرة فخورين ،
أمام الباب الحديدي الأسود الضخم للبرج الإمبراطوري،
وقف شاب ذو شعر أسود و عيون أرجوانية يبدو من وجهه كأن في أوائل العشرينيات من عمره .
كما يرتدي جلبابا أزرق ، مطرزا بشعار البرج السحري على صدره الأيمن مع مجموعة من السحرة الأخرين الذين بدو غير مرتاحين لأنهم إضطروا إلى الخروج لتحية إمبراطور متخلف مثل سامويل .
' شعر أسود و عيون أرجوانية ،إذن هذا هو أرون بيرس ، شاب تم تبنيه في طفولته من طرف ماغنوس بيرس لأسباب مجهولة .'
لكن سامويل بالطبع كمؤلف للقصة يعلم لماذا ؟
ليخفف ألم فقدان إبنته بسبب حادث مأسوي حدث في الماضي ، قرر ماغنوس تبني طفل عشوائي من الأحياء الفقيرة .
و هكذا تبنى أرون و ساعده ماغنوس إلى الوصول إلى مستواه الحالي ،
تقدم الشاب ناحية سامويل و أخفض رأسه بأدب قائلا :
" أنا أرون بيرس ، سعدت بلقاء جلالتك مجددا "
" سعدت بلقائك أيها الساحر الشاب ."
أجاب سامويل على تحية أرون بأدب ، يمكن له أن يرى تفاجئ السحرة بتصرفات إمبراطور الغريفين أمامهم .
فسامويل الأصلي كان سيهين أرون دون رد التحية بسبب إحساسه بالدونية إتجاه السحرة .
" سعيد بلقاء جلالتك ."
" سعيد بلقاء جلالتك . أنا راموس إذا كنت تتذكرني ."
" سعيد بلقاء جلالتك . أنا ..-"
لكن ، سامويل لم يهتم بالتعرف على السحرة المنافقين أمامه ليقول ببرود .
" حسنا ، كفى مجاملات ، لنذهب ."
ليتوجه رفقة ألين ،إيميليا و السحرة الشباب إلى مدخل البرج السحري .
" مثير للإهتمام ."
إبتسم سامويل بهدوء و هو يفكر في مفهوم السحر ،
مفهوم جديد كليا ، ذكر فقط في الخيال و الفانتازيا بالقرن 21 .
تحرق سامويل نوعا ما شوقا لتعلم السحر و بدأ مشواره في طريق السحر .
دخل إلى الطابق الأرضي للبرج الإمبراطوري ،
ساحة واسعة مع استخدام مصفوفات الضوء للإنارة ،
أنظمة تكييف الهواء التي تعمل عن طريق السحر ،
مكان مليئ بالسحرة الرسميين .
كتب تطفو في الهواء .
" حقا ، مثير للإهتمام "
تمتم سامويل بهذه الكلمات بشغف و هو يشاهد المنظر الساحر أمامه كشخص من القرن 21 .
" أنظر ماكسويل إنه الإمبراطور الخنزير مرة أخرى ، أراهن أنه سيطرد بعد ساعة من طرف سيد البرج ."
" هاهاها سمعت أنه حاول غصبا مضاجعة الأميرة يوريكا لحسن الحظ أوقفه الدوق الأكبر عن ذلك ."
" هاهاها ، إتضح أنه سيموت من السمنة ."
" ألم يخبرك ستيفن عن تدميره للمختبر بروفيسور راشفورد بالطابق 49 ، لقد قام سيد البرج بضربه ضربا مبرحا هاهاها . لقد سجلت الأمر ، سأريك لاحقا ."
" أسكت ، قد يسمعك ."
تجاهل سامويل الإهانات المختلفة التي سمعها من سحرة الطابق الأرضي ، لأن الإهانات لا تعنيه بل تعني صاحب جسده الأصلي .
هل سبق لشخص ما أن سمع بفيل يجيب إزدراء نملة ؟
و بتوجيه من السحرة ، وصل سامويل إلى نهاية الممر .
كان قرص أسود يطفو هناك .
كان قرصا كبيرا بما يكفي لرفع 5 أشخاص في نفس الوقت .
كان سامويل على دراية بالقرص .
' مصعد '
كان العنوان الدقيق له هو " مصعد المانا " .
مدعوم من المانا فقط ، يجعل السحرة تتنقل بين الطوابق .
دون ذلك ، فالأشخاص العاديون ، السحرة الذين لا يملكون تقارب مع عنصر المكان يجدون صعوبة في تسلق كل تلك السلالم .
بمجرد أن خطى سامويل على القرص الأسود إهتز قليلا .
بعد أن صعد رفقة أرون ، السير إيدن و الخادمة إيميليا .
إهتز القرص مجددا .
- ووووش
بدأ المصعد بالطيران .
على وجه التحديد ، كان يرتفع إلى الأعلى .
دون إبطاء ، استمر بالإرتفاع .
" أرغ "
شعر سامويل بقليل من الدوار ، كما سمع تلاحم جسده في جميع ارجاء المصعد .
لكن ، سرعان ما إختفى الإحساس بسرعة .
بعد بضعة أنفاس ، توقف المصعد .
وصل سامويل و أتباعه إلى الطابق 50 ،
الطابق الأخير و الخاص بسيد البرج .
" إذن هذا هو مكتب سيد البرج "
" أجل جلالتك "
إنحنى أرون مضيفا بابتسامة ماكرة :
" معلمي ينتظرك ، يريد التكلم مع جلالتك على انفراد . "
" لا بأس ."
أومأ سامويل للزوجين بالإنتظار بهدوء رفقة أرون ،
ثم دخل لمكتب ساحر البرج .
.
****************
.
بينما دخل سامويل إلى المكتب الفاخر بكل هدوء، انفتحت أمامه أبواب الجناح الشامخ، حيث استقبلته غرفة فسيحة ، تنبض بالفخامة والأناقة.
الأثاث الراقي والتصميم المتقن للديكور أضفت للمكان طابعًا خاصًا من الرفاهية، فكأنك دخلت إلى قصر ينبض بالتاريخ.
على الأريكة الفاخرة المواجهة للباب، كان يجلس رجل عجوز بلحية بيضاء وعيون ذات لون أزرق غامق، يتأمل بعمق.
ارتدى الرجل الملابس السوداء البالية بأناقة، في حين وضع بجانبه عصا سوداء يتوسطها جمجمة بيضاء .
هالة خانقة تحيط بالعجوز، تعكس قوته.
أما سامويل، فقد أحنى رأسه بلطف كتحية و قام بتحية ماغنوس،
"مرحبًا، ماغنوس."
أخذ سامويل يتصرف بهدوء . كان يرحب بماغنوس بأدب تام .
.
.