.

.

" إلى الأمام …!!"

" تقدموا بسرعة لا نملك الوقت …"

" يونك … ساعدوا المصابين على التحرك أسرع .."

" تقدموا إلى الأمام …"

يمكن للمرء سماع صوت الأورك الصاخب في كل أنحاء الغابة الخضراء .

تحرك الأورك بشكل سريع و متتابع كالنمل ناحية هدفهم المنشود و ألا و هو …

مدينة روكسن التي تعد أقرب المدن الآمنة من مدينة براغن .

شكل الأورك خطا أخضرا طويلا و هم يخترقون الغابة بخطواتهم الثقيلة .

و في مقدمة القافلة ، يقود رئيس براغن توماس صفوف الأورك بمساعدة كل من قادة النقابات ، سامويل و فيجي .

" تقدموا الآن بسرعة … يجب أن نصل إلى روكسن قبل أن يصل العدو إلينا . علينا النجاة و الإنتقام من تلك الصراصير."

رن صوت توماس القوي في كل مكان محاولا رفع معنويات أتباعه .

لقد مرت ساعتين منذ إنسحاب الأورك من مدينة براغن و قد قطعوا بالفعل مسافة محترمة في هذه المدة .

يمكن للأورك أن يروا ظل براغن الصغير من بعيد .

خلف توماس ، تحرك سامويل و فيجي مع بعضهم البعض .

حمل فيجي على ظهره سيلا التي كانت ترقد في وقت سابق بمشفى الأورك .

" أوتش ، ألا يمكنك حملي برفق أيها المعتوه ."

" أضيفي كلمة واحدة و سألقيك على الأرض لتلاقي مصيرك ."

" أنا أتحداك أن تقوم بما قلته … "

" أنت …"

صر فيجي أسنانه من الغضب .

" أرايت أيها الزميل سامويل … لدى هذا الغبي جانب عاطفي لطيف ."

ابتسمت سيلا بمكر و هي تصفع عنق فيجي بلطف .

"توقفا عن الشجار الآن، و ركزوا على مساعدة المصابين …"، تمتم سامويل بنبرة حازمة و هو يحدق بهدوء ناحية ظل مدينة براغن .

"علينا التركيز على الوصول إلى روكسن بأمان."

" نعلم ذلك "

" بحلول الآن ، أظن أن الترولز إنتبهوا لحيلتي الصغيرة ." أضاف سامويل بإبتسامة شريرة على وجهه .

" لا أفهم حقا ، كيف قمت بخداعهم بهذه السهولة ؟ ألن تخبرنا يا سامويل ؟!"

شعر فيجي بالفضول الشديد لكيفية خداع سامويل للترولز بعد أن تولى المهمة لوحده .

فقد بدت المهمة شبه مستحيلة بالنسبة للأورك .

" أسف . لكنه ، سر من أسراري …ربما في يوم آخر، يا فيجي. عندما نصل إلى العاصمة بسلام، قد أفكر في إخبارك …"

رد سامويل مبتسمًا.

" تسك ، تتصرف بغموض ."

" تخلى عن فضولك أيها الغبي …"

بانغ —-!

مباشرة بعد ذلك ، صفعت سيلا عنق فيجي مرة أخرى مما جعله يسقطها على الأرض هذه المرة بدون تردد .

كيااااااه ——!

حرك جميع الأورك المحيطين بهم رأسهم ناحية الثنائي مثير المتاعب .

" أوتش … أيها الغبي … هل أنت تمزح معي ؟"

" … "

" إحملني .."

"…"

" أيها اللعين …هل تريد أن تضرب ؟"

"…"

" أنت!!!"

"…"

لم يعر فيجي لصراخ سيلا و شتائمها . بحيث ، إستمر بالسير بهدوء ناحية الأمام تاركا إياها على الأرض .

" سحقا … أيها اللعين …"

نظرت سيلا حولها برهة ثم نهضت بتثاقل، ممسكة بجانبها المصاب.

فقد أدركت أنها لا تملك خيارًا سوى اللحاق بالمجموعة.

" من دوني ، لن تتمكن من عبور نقاط التفتيش للدخول إلى العاصمة … فيجي …" صرخت بغضب وهي تتحرك كالحلزون لتلحق بفيجي .

ثم أدارت رأسها لترى سامويل الذي يبتسم بهدوء على وضعها .

" ماذا ؟!!!"

" لا أريد تدخل في شجار الأحبة خاصتكما ."

" شجار … أحبة … أنت أيضا أيها … أرغ … مؤلم .."

سقطت سيلا على الأرض بفعل الألم الشديد الذي إعتراها .

نظر فيجي إلى سيلا الملقاة على الأرض بحنق وقال لسامويل بغضب .

"حقًا؟ شجار الأحبة؟ آخر شيء نحتاجه الآن هو مزيد من السخرية."

"أنا قلت فقط الحقيقة ! أنتم تصرخون وتجادلون كالأحبة . ألا ترى النظرات الغريبة التي يرمقك بها الأورك من حولنا …"

رفعت سيلا رأسها بصعوبة وقالت.

"سأريك 'الأحبة' عندما أضع يدي عليك... أيها الوغد اللعين …"

" هااه …"

وقف فيجي للحظة، ثم عاد إلى سيلا وحملها برفق أكبر هذه المرة.

"سأساعدك لأخر مرة لأن وضعك مثير للشفقة. كما أنك أنت من بدأ بالصفعات ."

"و سأكملها بأكثر من صفعة إن لم تنتبه."

" أصمتا ، أصبحتما تزعجانني . و لنتحرك ."

بدأت الأورك تسرع في خطاها، متجاوزين العوائق الطبيعية للغابة.

الرياح تهب بقوة، تحمل معها أصوات الأورك المتعبين والمصابين.

"لا تستسلموا!" صاح توماس من الأمام. "نحن نقترب. اصمدوا!"

فيييوووو —-!

فييييو—-!

بووووم —-!

فجأة، تحركت الرياح بشراسة كبيرة ممزوجة بصوت انفجار قوي يصم الأذان.

التفت الجميع نحو مدينة براغن، مصدر الصوت.

في تلك اللحظة، ارتفع عمود ضخم من الدخان الأسود من وسط المدينة.

" لقد دخل الصراصيرإلى براغن …" تمتم أحد الأورك .

" و مات المحارب تيم … لترقد روحه بسلام …" قال أخر .

" تيم … يونك المسكين … لترقد روحه بسلام .."

" أولئك الصراصير اللعينة …"

علم الأورك سابقا بخطة سامويل .

لذلك لم ينتشر الهلع وسطهم .

لكنه ، شعروا داخليا بالأسف لتخليهم على موطنهم براغن .

فالخطة التي توصلوا إليها في السابق تقتضي تركهم لأحد محاربيهم للبقاء في الخلف و تشغيل زر المتفجرات لتنفجر المدينة بعد دخول جيش الترول إلى براغن.

ذلك بالطبع تم بفضل سامويل الذي زودهم بدون تردد بالمتفجرات التي في حوزته .

و في الأخير ، تطوع أورك يسمى بتيم الذي أصيب بإصابات خطيرة أثناء المعركة السابقة للبقاء في الخلف و تفجير المدينة .

" خطة ماكرة."

"لقد فعلنا ما يلزم لتشتيت انتباه الترولز وإعطائنا الوقت اللازم للهرب."

أوضح سامويل ببرود .

"لكن تيم…" تمتمت سيلا بحزن.

"لقد ضحى بنفسه من أجلنا. يجب أن نجعل موته يستحق."

"إلى الأمام!" صاح توماس من جديد. "لن نسمح لتضحية تيم بأن تذهب سدى. إلى روكسن!"

***********

*******

.

.

مرّت عشر ساعات منذ انسحاب الأورك من مدينة براغن.

كان الليل قد حلّ بالفعل، و قرر الأورك التخييم في منطقة مفتوحة داخل الغابة.

الأجواء كانت هادئة، ما عدا أصوات الأورك المتعبين الذين كانوا يبحثون عن مكان للراحة.

قاموا بإشعال نار صغيرة للتدفئة والطبخ، واستلقوا حولها متعبين.

"أخيرًا، استراحة!" قال كيفن قائد نقابة العقارب وهو يتنفس بصعوبة، مستلقيًا على الأرض.

"نعم … لقد كانت مسيرة شاقة."

أجاب توماس وهو يجلس بجانب النار التي أشعلوها للتدفئة.

" أنا متعب جدا … يونك"

رن بعد ذلك صوت بِنْ رئيس نقابة الحدادين لمدينة براغن .

"توقفوا عن الشكوى. أنتم تعلمون أننا لم نكن لننجو لو لم نتحرك بسرعة." قال سامويل بابتسامة.

"أعلم، أعلم أيها الأخ سامويل . لكن، قدمي تؤلمني."

"هاه، كفى تذمرًا، يا بن ، أيها الجندي الشجاع." أضافت سيلا بسخرية وهي تجلس بجانب فيجي.

"سيلا، هل يمكنك أن تكوني أقل سخرية ولو لمرة واحدة؟"

"أوه، هل أنا أزعجك يا فو…جي؟"

"أنت دائمًا مزعجة."

"هيا، توقفا عن الشجار. نحن بحاجة إلى الراحة." قاطع توماس شجار الثنائي مضيفا بحزم.

"أجل، صحيح. يجب أن نكون مستعدين لأي هجوم محتمل." أردف سامويل بهدوء .

"هل تعتقد أن الترولز سيلاحقوننا هنا؟"

"من الصعب قول ذلك. لكن يجب أن نكون حذرين."

"لكن بصراحة، سامويل، كيف خدعت الترولز؟"

طرح توماس ما كان يثقل باله .

ليحول جميع الأورك رؤوسهم ناحية سامويل راغبين في سماع الإجابة .

لقد شعروا أيضا بالفضول الشديد ناحية هذا الموضوع.

كيف تمكن الأورك سامويل من تضليل إستخبارات العدو ؟!

"هذا سر صغير بيني وبين نفسي."

"هاه … كما توقعت … لن تخبرنا بسهولة …أنت حقا غامض أيها الزميل." أجاب توماس بتنهد.

"الغموض جزء من جاذبيتي."

"أوه، توقف عن التفاخر، سامويل."

"حسنًا، دعونا نتحدث عن شيء آخر." أضاف توماس وهو يحاول تغيير الموضوع.

"ماذا عن الطعام؟ أنا جائع." تمتم كيفن هذه الكلمات هو يضع يده على بطنه..

"أنت دائمًا جائع...أيها الشره"

صفعت سيلا كيفن لأنها تشعر بالضجر الشديد.

"أوتش … ماذا هل قلت شيئا خاطئا ؟! الطعام هو الوقود الذي يجعلني أتحرك... و بعد هذا التحرك الطويل أشعر بالجوع الشديد …"

"توماس ، أطلب من بعض الأورك طبخ المؤنة و سنتكلف بتوزيع الطعام …" أمر فيجي بلطف وهو ينظر حوله.

"حسنًا، أيها الزميل فوجي"

ليتحرك توماس من مكانه للإشراف على تجهيز الطعام .

جلس الجميع حول النار، يستريحون في جو هادئ لأنهم سيتحركون قريبا مرة اخرى .

لقد بقيت فقط مسيرة ساعتين فقط لكي يصلوا إلى هدفهم المنشود .

"أتساءل ماذا سيفعل الترولز الآن."

تمتم فيجي بجدية.

"لن يقلقوا علينا. لقد أعطيناهم ما يكفي من المتاعب."

في مقابله ، أجاب كيفن بتفاؤل .

"أتمنى ذلك…-"

فجأة ، إستدار فيجي ليحدق ناحية الشرق بملامح متصلبة . حدق في الظلام بحواسه القوية.

مما رفع من يقظة زملائه إلى أقصى حد .

حدق سامويل ، سيلا ، بن و كيفن ناحية الشرق . لكنهم ، لم يستطيعوا إستشعار ما إستشعر فيجي بسبب الفرق في القوة .

كل ما فعلوه هو إنتظار تكلم فيجي الذي تمتم بهدوء .

" إستعدوا للقتال ، لدينا رفقة نحتاج الترحيب بها …"

"سحقا... ألا يمكننا الراحة قليلا …"

مباشرة بعد إنتهاء فيجي من كلامه ، صرخ بن بمرارة شديدة على وجهه.

.

.

السلام عليكم

أنا أنشر مواعيد الفصول و معلومات جانبية حول القصة في سيرفر الديسكورك في خانة الدعم . لا تنسو تفقد الأمر لمن يحب مواصلة تفقد المعلومات حول الرواية و شكرا .

اذا احببت الرواية لا تنسى تفقد الديسكود في خانة الدعم.

مسكين يا بن.

2024/06/28 · 132 مشاهدة · 1443 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024