.

.

"استعدوا للقتال، لدينا رفقة نحتاج الترحيب بها…" تمتم فيجي بهدوء.

"سحقا... ألا يمكننا الراحة قليلا …"

مباشرة بعد إنتهاء فيجي من كلامه ، صرخ بن بمرارة شديدة على وجهه.

" كيف ؟!"

" كيف وصلوا بهذه السرعة ؟!"

تفاجأ سامويل كذلك من كيفية تمكن الترولز من ملاحقتهم بهذه السرعة .

فحسب حساباته ، يجدر بهم أن يكونوا آمنين في الوقت الحالي .

" هل يمكن …؟"

سرعان ما تذكر سامويل شيئا مهما .

تسلح الترولز بتكنولوجيا حديثة في قتالهم ضد الأورك .

و هذا يعني أنه من المرجح أن الترولز استعملوا أدوات أخرى لمطاردتهم .

" سحقا .."

لم يضع سامويل في حسبانه أن يملك العدو بطاقات أخرى في حوزته مما جعله يشعر بالضغط .

أدرك أنه أخطئ في حساباته للمرء الأولى منذ مدة طويلة.

" لكن ، كيف حصلوا على هذه المعدات ؟!"

مهما أجاب سامويل … أتت المزيد من الأسئلة ..

لذلك قرر تجاهل الأمر للآن .

" أتمنى أن لا يأتوا بأعداد كبيرة و إلا … سينتهي أمرنا ."

لحظة إنتشار كلمات فيجي، شحذت حواس الأورك.

تبادلوا نظرات متوترة بينهم، و هم يدركون أن الوقت قد حان للتحرك.

كيفن كان أول من نهض، قبضته تشتد حول مقبض فأسه.

اتبعه توماس الذي ملامح وجهه تعبر عن التركيز التام.

"الترولز المصابون ! إحتموا في الخلف …أما الباقي فإستعدوا للقتال .." صرخ هذا الأخير بقوة .

بقية الأورك، واحدًا تلو الآخر، بدأوا في النهوض و التسلح .

توجه سامويل نحو فيجي، محدقًا في الظلام نفسه.

"كم عددهم؟" سأل بصوت منخفض .

لكن فيجي لم يرد، كل تركيزه منصب على التهديد القادم.

ظل صامتا لبضع ثوان ثم أجاب في الأخير قائلا .

" إنهم مئة .."

" مئة …؟!"

" أجل … -"

توقف فيجي لبرهة ثم أردف .

" و الغريب في الأمر أنهم يطيرون في السماء .."

" يطيرون …"

" هل هم ترولز ….؟؟"

ظن سامويل أن زميله قد أخطأ و إعتبر الطيور كعدو محتمل .

" نعم … أنا متأكد مئة بالمئة …"

كان هذا أمرًا لم يكن في حسبانه.

الترولز يطيرون؟

هذا يغير كل شيء.

" إستعدوا أيها الإخوة … الصراصير يستعملون التكنولوجيا الغريبة مرة أخرى لملاحقتنا عبر الطيران … جهزوا نفسهم و شكلوا دائرة دفاعية …"

صرخ سامويل بقوة معلما حلفاءه بالوضع الحالي ثم أردف مضيفا .

" المصابون احتموا داخل الدائرة … قوات العدو تقدر بمئة فرد … ماعلينا سوى الصمود و القضاء عليهم بسرعة لأنه لابد من أن تعزيزات العدو في الطريق ."

في خصم هذه الأحداث ، فكر سامويل في الهروب من المكان و التوجه إلى العاصمة لوحده .

لأنه إذا مات هنا فستختفي قصته في طيات الزمان .

كما أنه لن يستطيع تحقيق هدفه .

لكنه ، قرر في الأخير أن يبقى و يقيم الوضع أولا .

إذا بدا الوضع سيئا فسيهرب بجلده حتى و لو عنى التخلي عن فيجي .

" طيران !!!"

" كيف يمكن للصراصير أن يطيروا ؟!"

" لا أفهم … كيف أصبحوا بهذه القوة ؟"

" هذا لا يمكن … لا يمكن للصراصير أن يطيروا … هل يمكن أن يكون المحارب فوجي قد أخطأ …"

رنت صرخات الصدمة و عدم التصديق بين صفوف الأورك .

لأن الطيران تم إعتباره كشيء مقدس يستطيع القيام به سوى إمبراطور أركانا أقوى كائن في هذا العالم .

" إستجمعوا أنفسكم و تجهزوا للقتال …"

هذه المرة ، تكلم توماس الذي صرخ بصوت محمل بالمانا و هو يحاول تهدئة على الوضع .

رفع بن سيفه، مستعدًا لما هو قادم.

"علينا أن نتكيف بسرعة. هذه المعركة لن تكون مثل أي معركة خضناها من قبل."

تقدم فيجي إلى الأمام، عينيه تراقبان السماء بعناية.

"كونوا حذرين. لن نسمح لهم بمباغتتنا."

شكل الأورك دائرة دفاعية حول النار، أسلحتهم جاهزة والأعين تراقب كل حركة في الظلام.

"تذكروا، نحن نقاتل معًا. لا تتركوا أحدًا بمفرده."

قال سامويل، وهو يتقدم ليقف بجانب فيجي.

كل منهم أخذ موقعه، مستعدين للمعركة القادمة.

الهدوء الذي كان يسيطر على المكان بدأ يتحول إلى توتر متزايد.

كانوا يعلمون أن الترولز يقتربون، وأن المواجهة ستكون حتمية.

بتعليمات فيجي ، توماس وسامويل، كانوا جاهزين لأي هجوم مفاجئ.

فجأة، سمعوا حركة بين الأشجار.

تحفزت عضلاتهم، وقبضاتهم على أسلحتهم ازدادت قوة.

"ها هم قادمون…" همس توماس، عينيه تراقبان الحركة في الظلام.

من الظلال العميقة للغابة، بدأت أشكال بالظهور، تطير بسرعة نحو معسكر الأورك.

أجسامهم الزرقاء مضاءة بضوء المخيم الخافت .

خلف تلك الأشكال ما يبدوا كأنها أجنحة .

قاد المجموعة ترولان، تتلألأ أعينهم بالغضب.

كان هذا الثنائي هما جاك و سام أمراء الترولز .

فبعد تفجير مدينة براغن و وفاة ربع قواتهم إثر الحادثة .

تعهد الثنائي بمطاردة الأورك الهاربين حتى لو عنى الكشف عن الأجنحة الطائرة .

" أخيرا ، أمسكنا بهم ."

" و الآن لنقضي عليهم ."

لاحظ جميع الأورك بما فيهم سامويل مدى قوة الثنائي في المقدمة .

"سيلا، بن، احموا الجانب الأيسر!"

أمر فيجي بهدوء، ثم التفت نحو سامويل.

"سأتعامل مع القادة، سامويل، اهتم بالباقي …"

أومأ سامويل برأسه، ورفع سيفه الذي حصل عليه من حلفائه عاليا.

"أيها الإخوة، إلى المعركة!"

.

.

*************

*****

.

.

"أنتم أخطأتم بمطاردتنا. هذا سيكون قبركم أيها الصراصير المزعجة."

تقدم فيجي إلى الأمام بخطوات بطيئة و هو يقابل قادة الترولز بتركيز تام .

"أوه … إنه ذلك المتغير اللعين …"

أشار جاك بيده إلى فيجي و حدق فيه بغضب شديد.

لأن المتغير أمامه هو من جعله يعاني كثيرا …

" هوو … إذن أنت من جعل صغيرنا يعاني …"

سام فرد أجنحته …

التي إتضح أنها أجنحة ميكانيكية …

مصنوعة من المعدن و تتألف من محركات و تروس متشابكة بشكل معقد .

" أصمت … هوو… أيها اللعين … قبل أن أقتلك أولا .."

جاك حدق في سام بغضب ثم حول نظرته مرة أخرى لفيجي .

" هوو … حسنا … حسنا … لنرى مدى قوة هذا المتغير …"

فيجي لم يتدخل في حوار الثنائي ، إبتسم بسخرية و أخذ وضعية القتال ، مستعدا للمعركة .

" إن كنتم تعتقدون أن أجنحتكم ستنقذكم . فأنتم مخطؤون ."

مباشرة بعد ذلك ، جاك كان أول من هاجم فيجي.

لم يستطع السيطرة على غضبه و هاجم بدون تردد .

استخدم مخالبه الحادة لمهاجمة فيجي في إحدى نقاطه العمياء .

كانت سرعة في مستوى أخر عن ما أظهره ضد سيلا …

ولكن فيجي كان مستعدًا…

تفادى الهجوم بسهولة عبر لوي جانبه الأيسر ، ثم …

بانغ——!

وجه لكمة قوية إلى بطن جاك، مما جعله يتراجع قليلاً…

" هذا …"

سام، برؤية أخيه يتعرض للهجوم، انقض على فيجي من الخلف، مستخدمًا أجنحته لزيادة سرعته وقوته.

أراد إنهاء الأمر بسرعة .

بحركة سريعة، استدار فيجي وقبض على جناحه،

كراك —-!

بانغ —-!

مسددًا لكمة قوية أخرى إلى وجهه.

" أرغ … سحقا …"

أمسك سام وجهه بقوة و هو يترنح للخلف .

اختفت ملامح الغرور من وجهه ، ليحل تعبير جدي على وجهه .

" أخبرتكم أيها الصراصير … أنه سيكون قبركم …"

لم يكن هناك وقت للكلمات أكثر.

سوويرل —- !

جاك، رغم الألم، استعاد توازنه وهجم مرة أخرى، مخالب يديه تلمع بالمانا في الظلام، متجهة نحو عنق فيجي.

لكن فيجي كان أسرع، انخفض ليتفادى الضربة ثم انطلق إلى الأمام، مهاجمًا جاك بلكمة أخرى إلى صدره.

جاك ترنح للخلف، يتنفس بصعوبة، لكنه لم يتوقف.

باستخدام أجنحته الميكانيكية، انقض سام مرة أخرى، هذه المرة مستهدفًا ساقي فيجي لإفقاده توازنه.

" هاه "

قفز فيجي في الهواء، محاولا الابتعاد عن مدى الأجنحة، ثم قام بدوران في الهواء ليهبط خلف سام، حيث أمسك بجناحه مجددًا وسحبه بقوة.

كراك —-!

بانغ —-!

هذه المرة، استخدم فيجي جناح سام كرافعة، ملقيا به على الأرض بقوة.

سام حاول النهوض، لكنه شعر بألم شديد جعله يترنح أكثر .

اتضح أن الفرق في القوة بين فيجي و ثنائي الترول أمامه هو فرق شاسع .

جاك، برؤية أخيه في هذا الوضع، قرر تغيير استراتيجيته.

نادى سام وبدأ الاثنان في التنسيق لمهاجمة فيجي.

نظرة سريعة بين جاك وسام كانت كافية لإعداد خطتهم.

بدأ جاك بالدوران بسرعة حول فيجي، مستخدمًا أجنحته لخلق رياح قوية تعيق رؤية فيجي وتوازنها.

في الوقت نفسه، صعد سام في الهواء، متخفياً في ظلام الليل، قبل أن يهبط فجأة بسرعة كبيرة نحو فيجي من أعلى.

انقض جاك على فيجي من الجانب، مستخدمًا مخالبه لتوجيه ضربة قوية.

تفادى فيجي الهجوم بأعجوبة، لكن الهجوم كان مجرد تمويه.

استغل سام الفرصة، وهاجم فيجي من الخلف.

تفادى فيجي مرة أخرى بصعوبة، لكن الضربة أصابته جزئيًا.

التحركات المتزامنة من جاك وسام جعلت فيجي في وضع صعب.

بدأ الاثنان في مهاجمته من زوايا مختلفة، يحاولان تشتيته وإضعاف دفاعاته.

" هذا القتال أصبح مزعجا … و تلك الأجنحة من ماذا صنعت ؟! … أنها صلبة جدا …"

صرخ فيجي من الغضب .

أدرك أن التنسيق بين جاك وسام سيجعله في وضع صعب إذا لم يتصرف بسرعة.

كما أن صلابة أجنحة الترولز جعلته يشعر بالإحباط .

لقد أمسك بجناح سام مرتين بالفعل و لكنه لم يتمكن من كسره لسوء الحظ .

فيوووو —-!

باغت جاك فيجي بهجوم آخر من الأمام، بينما جاء سام من خلفه بنفس اللحظة.

" تسك …"

اندفع فيجي للأمام بشكل مفاجئ، متجنبًا هجوم جاك وملتقطًا يد سام في نفس الوقت، مستخدمًا قوة دفعه ليقذف سام بعيدًا عنه.

كراش —-!

بوووووم —-!

"أرغ... سحقًا!"

تأوه سام وهو يهبط على الأرض بقوة، لكنه سرعان ما نهض بسرعة .

عرف أن الوضع سيء للغاية .

حدق ناحية أتباعه لبرهة ، ليرى الأورك يذبحون بني جنسه كالدجاج و هم مشكلين لدائرة دفاعية .

أدرك أن أخاه كان على الحق …

هذا المتغير قوي جدا …

لم يستعمل المانا ضدهما …

لكنه تمكن من مجابهتهما .

و أحس …

أنه …

فقط …

فقط …

والده من يستطيع إيقاف هذا الوحش .

< إنه يتلاعب بنا … >

بزغت هذه الفكرة في رأس الإخوة في نفس الوقت …

لكنم تساءلوا ، لماذا ؟!

" سحقا …"

بصق سام دما أزرقا و هاجم فيجي بدون تردد.

في المقابل ، و كأن فيجي قد قرأ أفكارهما ، ابتسم بمكر قائلا ببرود .

" سمعت أن أحدكما قام بمزحة ثقيلة إتجاه أحد زملائي المقربين أثناء القتال… لا أعرف ، من هو منكما ؟ … لكنني علي رد الدين ، أليس كذلك أيتها الصراصير ؟!"

.

.

السلام عليكم

أنا أنشر مواعيد الفصول و معلومات جانبية حول القصة في سيرفر الديسكورك في خانة الدعم . لا تنسو تفقد الأمر لمن يحب مواصلة تفقد المعلومات حول الرواية و شكرا .

اذا احببت الرواية لا تنسى تفقد الديسكود في خانة الدعم.

2024/06/28 · 124 مشاهدة · 1642 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024