.
.
في الوقت نفسه، خلف فيجي بمئات الأمتار، كان سامويل يقود رفقة توماس الأورك في القتال ضد الترولز .
كلاااانغ ——!
كلاااانغ ——!
اصطدم سيف سامويل بمخلب أحد الترولز.
كان الترول يمتلك أجنحة ميكانيكية تضيف له سرعة غير طبيعية .
حاول الترول الانقضاض على سامويل . لكن ، الأخير كان جاهزا .
فبفضل تدريباته المستمرة وحسه القتالي، تفادى الهجوم بمهارة، طعن سيفه في رقبة الترول.
تدفق الدم من رقبة الترول .
كما أصبحت عيناه محتقنتين بالدماء بينما كان يحدق بسامويل بجنون.
و لكن بما أنه تعرض للهجوم في مكان حرج ، لم يكن هناك طريقة يمكنه من خلالها الصمود .
سقط الترول على الأرض .
"إلى الأمام! لا تدعوا أحداً منهم يمر!"
صرخ سامويل، مشجعاً رفاقه على الثبات.
بدت المعركة شرسة، لكن سامويل كان يرى أن الأورك يقاتلون بشجاعة وبراعة.
تعاونهم وتنظيمهم الدفاعي أعطاهم أفضلية كبيرة.
قاتل سامويل بكل قوته، محافظاً على تماسك الدائرة الدفاعية، حين شعر بشيء غريب.
"إنهم يستخدمون الأجنحة للهجوم من الأعلى. يجب أن نحمي ظهورنا." صرخ سامويل.
أدرك سامويل أن عليهم تغيير تكتيكهم بسرعة.
"توماس، بن، جهزوا الرماة! استهدفوا رؤوسهم و أجنحتهم"
أمر سامويل، محاولاً تنظيم صفوفهم بسرعة.
" علم !!"
الرماة، تحت قيادة بن، بدأوا في استهداف رؤوس و أجنحة الترولز.
بدأت الأسهم تتطاير في السماء، متجهة نحو الترولز الطائرين.
أصابت العديد من الأسهم أهدافها، مما أدى إلى سقوط بعض الترولز وإضعاف الآخرين.
"جيد! استمروا في الضغط!"
شجع سامويل رفاقه، مستمراً في توجيه ضربات سريعة ودقيقة إلى الترولز الذين يحاولون اختراق الدائرة الدفاعية.
لم يستطع لسوء الحظ استعمال السحر لأن الأمر سيخلق شكوكا لا داعي منها .
بوووووم ——!
كلانغ——!
رنت موجات المانا في كل مكان من موقع قتال فيجي .
في جزء من الثانية ، لمح سامويل فيجي الذي يقاتل بشراسة ضد جاك وسام.
كان الاثنان يظهران براعة قتالية مذهلة، لكن فيجي كان يتفوق عليهما في كل مرة.
" جيد جدا . لحسن الحظ ، يمكننا السيطرة على الوضع ."
أدرك سامويل أن عليه أن يثق في فيجي ويترك القادة له، بينما يركز هو على حماية الدائرة الدفاعية.
"توماس، غطِ الجهة اليمنى! لا تدعوا أحداً يمر!" صرخ سامويل، محاولاً تغطية كل الجبهات.
كلاااانغ ——!
اصطدم سيف سامويل بسيف أحد الترولز، حيث حاول الترول الهجوم عليه من الأعلى.
استغل سامويل الزخم الناتج عن الاصطدام ليتدحرج إلى الجانب، متفاديًا فأس ترول أخر كان يستهدف رأسه.
فيوووو ——!
انطلق سامويل بسرعة نحو الترول ذو السيف ، وقفز عالياً مستهدفاً جناحيه الميكانيكيين.
بوووووم——!
بضربة قوية ودقيقة، قطع أحد الأجنحة، مما أدى إلى سقوط الترول على الأرض بعنف.
" مت !!!"
غرس سامويل سيفه في رأس الترول الساقط و لم يمنحه قط فرصة للانسحاب .
" هوف… هوف…. "
كان الترولز يتوافدون عليه واحداً تلو الآخر …
لكن سامويل كان جاهزاً لهم.
كلاااانغ ——!
تجنب سامويل ضربة مخلب سريع بمهارة، قافزاً إلى الخلف ليأخذ وضعية دفاعية.
ثم، وبسرعة مذهلة، انطلق نحو الترول، موجهاً ضربة قوية إلى بطنه، مما أدى إلى دفعه للوراء.
"لقد أصبح عددهم أقل ، لا تتراجعوا!"
صرخ توماس بجنون .
ليلاحظ الجميع مباشرة بعد ذلك أن عدد الترول أصبح أقل بكثير مما كان في سابق .
فقد تمكن الأورك من الصمود في وجههم …
لكن ، الثمن بالطبع كان غاليا .
يمكن للمرء أن يرى عشرات جثث المحاربين ساقطين على الأرض بلا حراك .
" سحقا !"
لاحظ سامويل أن أحد الترولز كان يستعد للهجوم في نقطته العمياء،
فانحنى بسرعة ليأخذ قطعة من الحطام القريب واستخدمها كدرع مؤقت.
بوووووم ——!
اصطدم سيف الترول بدرع الحطام، مما أعطى سامويل فرصة للتقدم والهجوم.
بمهارة، استدار سامويل خلف الترول ووجه له ضربة جانبية إلى رأسه …
لسوء الحظ ، قطع الهجوم يد الترول المهاجم .
" آرغ …"
صرخ هذا الأخير بجنون و انسحب للخلف بسرعة .
يمكن لسامويل أن يرى خروج سوائل زرقاء من يد الترول المقطوعة …
إنتشر الدم كالنافورة في كل مكان .
و بعد بضع ثوان ، ظهرت يد جديدة معوضة اليد المقطوعة .
" مقزز جدا .."
مهما رأى سامويل مثل هذا الوضع ، لم يستطع الإعتياد عليه …
" كما أن الرائحة كريهة …"
مباشرة بعد قوله لهذه الكلمات ، تقدم سامويل بقدمه اليسرى إلى الأمام، ثم لوى سيفه وضربه في رقبة الترول الذي تجددت يده .
"جوه!"
وتدفق الدم من الجرح في رقبة الترول.
حاول الترول أن يمسك السيف بيده.
لكن …
سلاش —-!
أكمل سامويل قطع رأسه .
" هوف … هوف "
ركل سامويل بطن الترول القتيل وسحب سيفه.
في هذه الأثناء، أرجح توماس فأسه بجانبه.
وكانت مهاراته في القتال مذهلة.
صد توماس هجمة العدو ثم …
دار خلفه وأمسك بفكه بيد واحدة ورأسه باليد الأخرى …
و لوى بحدة في اتجاهين متعاكسين.
كسر!
التوى رأس الترول بزاوية مستحيلة.
لقد كان ميتا.
ثم قام توماس بسحب سيفه القصير من خصره و أرسله كالسهم.
ووش.
اخترق سيفه القصير رقبة الترول الذي كان خلفه، بين الخوذة و درعه.
انقسم الجلد على الرقبة و خرج الدم.
عند رؤية ذلك، ابتسم سامويل متمتما .
" أظننا سننتهي قريبا …"
.
.
*************
**********
.
.
مرت عدة دقائق بسرعة البرق،
وكانت ساحة المعركة مليئة بالصراخ والأنين.
"هوه…"
وقف فيجي وسط هذه الفوضى، يتنفس بهدوء، عيناه تحدقان في قائدي الترولز اللذين كانا الآن في حالة يرثى لها.
جاك كان مستلقياً على الأرض، جسده متورماً للغاية. جناحه الميكانيكي مكسور ويتدلى من كتفه.
"أرغ…"
تأوه جاك بصوت ضعيف بينما يحاول بصعوبة أن ينهض، مستنداً على يده المتورمة.
لكنه ، لسوء الحظ ، فقد الوعي أثناء محاولته للنهوض …
بينما سام، رغم أنه في حالة أفضل، إلا أن آثار المعركة كانت واضحة عليه.
نظر إلى فيجي بعينين مليئتين بالخوف واليأس الشديد، متمتماً بمرارة: "سحقاً… لم يكن علينا مطاردة الهمجيين…"
بينما كان سام يطير في السماء، بدأت الذكريات تعود إليه…
كان يتذكر كيف بدأ القتال.
كانت الهجمات متبادلة، وكان الاثنان يعتقدان أنهما يستطيعان التغلب على فيجي بفضل قوتهما المشتركة.
في البداية، كانت الأمور متوازنة.
ولكن كل شيء تغير عندما استخدم فيجي المانا…
"هوه…"
كانت اللحظة التي أطلق فيها فيجي طاقته السحرية لا تُنسى.
قوة هائلة تدفقت منه، غامرةً كل شيء من حوله.
في لحظة، هجم على جاك، وبتلك القوة المفاجئة، استطاع فيجي توجيه ضربة ساحقة.
"بانغ——!"
كانت تلك الضربة كافية لتحطيم جناح جاك الميكانيكي وإسقاطه على الأرض.
لم يستطع جاك مقاومة تلك القوة الهائلة، وسقط متألماً رغم قوة التجدد التي يملكها جنسه.
سام، برؤية ما حدث لأخيه، شعر برعب شديد.
كان يعلم أن فيجي لم يكن يستخدم كل قوته في البداية، ولكن الآن، بعد أن أطلق العنان للمانا، كان الوضع مختلفاً تماماً.
"سحقاً…" تمتم سام مرة أخرى،
مدركاً أن الفرصة الوحيدة للنجاة هي الهروب.
نظر بسرعة إلى جاك المستلقي و إلى جنوده الذي تبقى منهم سوى حفنة قليلة …
صر أسنانه بشدة ثم استدار ليهرب بعيداً بأقصى سرعة ممكنة.
لكن، هل سيتركه فيجي وشأنه ؟!
بالطبع لا .
اندفع فيجي بسرعة هائلة خلف سام، ممسكاً بكتفه بقوة، مما أجبره على التوقف فجأة.
"إلى أين تظن أنك ذاهب؟" قال فيجي ببرود، ثم ألقى بسام على الأرض بقوة.
"أرجوك... لا تقتلني...سأخبرك أي شيء" تلعثم سام، محاولاً الزحف بعيداً.
سام أخفض من كرامته و تذلل للعدو … لأن كل مايهمه حاليا هو النجاة بحياته .
هل سيستطيع الانتقام من فيجي مستقبلا إذا مات هنا ؟
بالطبع ، لا .
ابتسم فيجي بسخرية ونظر إلى سام بازدراء.
" أين هي كرامة أمراء الصراصير؟ … أنت حقا تحب التذلل مثل والدك … لكن ، أنت لا تستحق الموت السريع."
عرف فيجي أنه يواجه أمراء الترول . لكنه ، لم يهتم بتاتا بالأمر ..
رفع قدمه وسحق بها يد سام، مما جعل الأخير يصرخ بألم شديد.
" أرغ !….. أنت … توقف …"
"ماذا ؟! هل تخاف من الموت لهذه الدرجة …؟"
أمسك فيجي بساق سام وأدارها بعنف، مما أحدث صوت كسر عظام مزعج.
سام صرخ من الألم، عيناه تملؤهما الدموع واليأس.
" أرجوك… توقف …أنقذوني"
رن صوت أنين سام في كل مكان ممزوج بصيحاته لطلب النجدة .
"يالك من ضعيف … ألا تستطيع تحمل مقدار صغير من الألم أيها الصرصور ؟! … ألم يدربك والدك بما فيه الكفاية ؟"
سام لم يستطع الرد، الألم كان شديداً لدرجة أنه لم يستطع حتى التفكير.
فيجي ابتسم ابتسامة باردة وقال:
"أنت لا تستحق الموت السريع. سأستمتع بكل لحظة من معاناتك."
وجه فيجي ضربات قوية على جسد سام، ممزقاً لحمه ومسبباً له آلاماً لا تُطاق.
"هذا هو عقابك. لقد مات العديد من إخوتي جراء أفعالكم …"
"أرجوك… أوقف هذا…"
"حسنا … حسنا. أنت حقا غير ممتع."
ثم رفع فيجي يده وأطلق ضربة قاضية على مفجرا رأس فيجي، مما أنهى حياته فوراً.
" مقزز …"
ترك فيجي الجثة عديمة الرأس ملقاة على الأرض، نزع الأجنحة من ظهر سام و حملها على ظهره .
أراد تحليل هذه التكنولوجيا من أجل شعبه و إكتشاف كيفية عملها.
ثم توجه نحو جاك، الذي كان لا يزال فاقد الوعي.
.
.
السلام عليكم
أنا أنشر مواعيد الفصول و معلومات جانبية حول القصة في سيرفر الديسكورك في خانة الدعم . لا تنسو تفقد الأمر لمن يحب مواصلة تفقد المعلومات حول الرواية و شكرا .
اذا احببت الرواية لا تنسى تفقد الديسكود في خانة الدعم.