.

.

"قبل أن أخبرك، سامويل… هل تسمح لي برؤية شكلك الحقيقي؟"

شعر سامويل بالصدمة ، لم يعرف كيف يجيب …

و كان في حيرة شديدة.

هل يجب عليه أن يظهر شكله الحقيقي أم لا؟

تردد للحظة، ضائعًا في أفكاره.

' سحقا '

في النهاية، قرر أن يأخذ المخاطرة.

ببطء، رفع يده إلى وجهه، وأزال قناع الأوهام ليبدأ شكله في التحول من أورك ضخم مخيف إلى بشري ذو شعر و عيون حمراء …

تغير مدى نظر سامويل بسبب صغر حجمه …

حتى كرسي الذي كان يجلس عليه أصبح يبدو أضخم لأن حجمه أصبح أصغر بأضعاف …

أصبح يبدو كالدمية عندما يضعها الأطفال على كراسيهم …

عيون سيلا توسعت بالدهشة و تجهمت ملامح فيجي تماما، بينما بقي الكاهن هادئًا، وابتسم بلطف.

بعد بضعة ثوان ، روى فيها سامويل فضول الكاهن ماكس …

أعاد سامويل وضع القناع على وجهه ليعود إلى شكل الأورك الضخم …

" هل أنت مسرور الآن ؟!"

" هوهوهو … بالطبع، أنا مسرور …لكن ، الأمر أكد لي شيئا واحدا … "

أدار الكاهن ماكس وجهه ناحية فيجي الذي يبدو غاضبا جدا لسبب ما …

صر فيجي أسنانه بقوة و هو يحاول ضبط نفسه .

" لست أول بشري نقابله ، أيها الزميل سامويل …"

" إذن اسمهم البشر و ليس السماويين…"

رن صوت فيجي الغاضب في كل مكان .

كانت عيونه حمراء بالفعل مما جعل سيلا و سامويل يشعرون بالقشعريرة في كل مكان .

" ماذا يحدث ؟!"

تساءل سامويل بهلع و هو يقوم من مكانه…

لم يفهم سبب تصرف فيجي المسالم بمثل هذا التصرف …

مباشرة بعد ذلك ، فسر ماكس السبب .

" كما قلت سابقا … لست أول بشري قابلناه يا سامويل… أنت تعرف إمبراطور أركانا ، أليس كذلك ؟!"

بلع —-!

بلع سامويل ريقه و أومأ برأسه مجيبا .

" إمبراطور أركانا أقوى كائن في هذا العالم . كما أنه جد فيجي ، أليس كذلك ؟!"

" نعم … أنت على صواب … "

ابتسم ماكس بهدوء و هو يستحضر في ذهنه هيئة أورك قوي ذو شعر أبيض ، أحب شعبه بشكل كبير و ساعد بشكل كبير في تطوره …

" إمبراطور أركانا كان حاكما حنونا ، أبا و جدا ممتازا .."

كلما تحدث ماكس أكثر ، كلما ارتجف كتفا فيجي أكثر .

كما بدأت عيونه تسيل قليلا بالدموع …

" … لكنه … لكنه ، مات قبل عقود متبوعا بالعديد من أفراد عائلته … مات عم فيجي الأول ، الثاني و الرابع … مات إخوته … مات العديد من أتباعه … و ذلك بسبب …-"

" البشر "

هذه المرة ، قاطع سامويل كلام ماكس .

بعد سماعه لكلام هذا الأخير ، إستطاع ربط الخيوط مع بعضها البعض …

موت إمبراطور أركانا …

اشتعال الحرب الشاملة …

و تزويد الترولز بتكنولوجيا متقدمة …

يقود إلى استنتاج واحد ..

المتسبب في كل هذه المآسي هو البشر …

" أجل ، أيها الزميل سامويل . ظهر البشر من العدم ، قاموا بقتل إمبراطور أركانا أمام فيجي ، طاردوا عائلته و وضعوا جاكسون في الحكم … كما أنهم سيطروا على العديد من الفئات العليا لكل من الأورك و الترولز … "

" فهمت "

أومأ سامويل برأسه …

تحققت شكوكه . لكنه ، لم يفهم لماذا أتى البشر إلى هذا العالم ؟!

ما الذي سيستفيدونه من دمار هذا العالم ؟!

" مال..-"

" لماذا يقومون بهذه الجرائم المقززة ؟! … أظن أن هذا هو سؤالك .."

قرأ الكاهن ماكس أفكار سامويل كالكتاب المفتوح .

" لسوء الحظ … لا أعرف ..."

حرك ماكس رأسه للجانب . تم رشف من الشاي من كأسه …

" لكنني أعرف أن جاكسون يبحث أيضا عن القلادة المقدسة…"

" يبحث عنها جاكسون …"

تمتم سامويل بهدوء .

" أجل ، لابد أن البشر خلفه جعلوه يبحث عنها … في البداية ، كان يبحث بحذر و روية … لكن ، في الشهرين الماضيين ، قلب العاصمة رأسا على عقب بحثا عنها . لكنه ، لم يجرأ على البحث و المساس بالمعبد خوفا من تداعيات الأمر … "

" لكنني ، متأكد بأنه سيتحرك ضدي قريبا .."

أجاب كاهن الأورك بابتسامة هادئة …

" ذلك الكلب اللعين !!!"

صرخ فيجي بقوة و هو يحدق بجنون في سامويل كأنه يريد قتله …

كره جاكسون كرها كثيرا …

كما كره البشر أيضا كرها شديدا .

فمن سيحب عرقا قتل جل عائلته و دمر حياته السلمية ؟

" و لماذا يتصرف هذا الغبي هكذا ؟! …إهدأ ...رغم أن سامويل بشري فهو في صفنا … أليس كذلك ؟!"

هذه المرة ، تكلمت سيلا بلهجة جادة .

" بالنسبة لهذا الأمر … كنا نلقب البشر سابقا بالسماويين... أتفهمان ؟! … لذا لم نتوقع بتاتا أن يكون البشر الأسطوريون هم السماويون …"

كان الكاهن يتحدث ببطء، محاولًا تهدئة الوضع المتوتر.

"أنا صراحة ، كنت أعتقد أن السماويين والبشر كائنات مختلفة تمامًا لأن المعبد لسوء الحظ فقد ما يملكه من وصف عن البشر …لكن اكتشفنا الآن أنهم نفس الشيء. البشر الذين كنا ننتظرهم هم نفس الأشخاص الذين جلبوا الدمار لعالمنا."

" فهمت ، أنا أتفهم . أنا أسف .."

شعر سامويل بالحزن والندم تجاه ما حدث لعائلة فيجي.

اعتذر بصدق، مدركًا أنه كإنسان يحمل جزءًا من المسؤولية، حتى لو لم يكن متورطًا بشكل مباشر.

حاول فيجي ضبط نفسه، بينما قال بصوت هادئ لكنه مليء بالعاطفة…

"ليست غلطتك، سامويل. أنت لم تفعل شيئًا. لكن ما حدث لعائلتي... من الصعب عليَّ أن أغفر أو أنسى."

حاول فيجي أن يبتسم، لكن الألم كان واضحًا في عينيه.

"لنكن صادقين، نحن بحاجة لبعضنا البعض الآن. لذا، دعونا نركز على ما يمكننا فعله سويًا."

أومأ سامويل برأسه، ممتنًا لمحاولة فيجي التفاهم والتسامح.

"سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتكم. لن نسمح للماضي بتحديد مستقبلنا."

ابتسم الكاهن ماكس برضا، صفق بيده ، قائلاً…

"هذه هي الروح التي نحتاجها. الآن، دعونا نتوجه إلى موقع القلادة …"

" فيجي ، هل أنت بخير …؟"

دفع فيجي يد سيلا متمتما بهدوء.

" لا بأس ، أنا بخير … أريد بعد الوقت لنفسي …"

" حسنا ، اذهبا أنتما … سأبقى معه "

غمزت سيلا في إتجاه سامويل و ماكس …

لحسن الحظ ، لم تظهر عداوة لسامويل بإعتباره بشريا …

"حسنًا، سيلا. ابقي هنا مع فيجي، سأحتاج لوقتكما لاحقًا."

قال ماكس بنبرة حازمة.

أومأت سيلا برأسها وأخذت بيد فيجي بلطف، محاولة تهدئته.

فيجي لم يقل شيئًا، لكنه أخذ نفسًا عميقًا وغمغم بهدوء…

"سأكون بخير، لا تقلقي."

و هكذا ، بدأ ماكس وسامويل رحلتهما عبر ممرات المعبد…

و عندما وصلوا إلى باب أحد الغرف، توقف ماكس للحظة، نظر إلى سامويل بجدية…

ثم دفع الباب ببطء.

كان الصوت الصادر عن الباب يشبه الصرير الذي يثير الأعصاب، لكن هذا لم يوقف سامويل عن المضي قدمًا.

دخل الاثنان إلى الغرفة، وأضاءت مشاعل الغرفة القديمة بإضاءة خافتة.

لأن الغرفة تتواجد في أعمق جزء في المعبد …

في وسط الغرفة، كانت هناك منصة مرتفعة مليئة بالنقوش الغريبة …

و على سطحها ، كانت القلادة تتلألأ بضوء خافت، لكنه كان يكفي لإضاءة كامل الغرفة…

كان الضوء ينبض بإيقاع ثابت، كما لو كان للقلادة نبض خاص بها.

شعر سامويل بأنه تم مسه بشيء ما …

حيث ، تقدم بسرعة ناحية القلادة و أمسكها بيدها …

سوووش —-!

" هذا !!"

وجد سامويل نفسه في عالم أثيري …

إنتقل من المعبد إلى مكان أخر …

كانت هناك آثار لقتالات رهيبة في كل مكان.

" أين أنا بحق الجحيم …؟!"

كان المكان مليئًا بالهياكل العظمية البيضاء التي يُفترض أنها لمختلف الأجناس، وكانت الجثث تعترض طريقه أثناء سيره.

" هذا …!"

عندما لمس سامويل البقايا تحولت إلى رماد وسقطت.

“كم عدد الهياكل العظمية هذه؟ لا أستطيع حتى أن أفهم عدد الكائنات الذين ماتوا هنا ….”

تحدث سامويل أثناء استكشافه المناطق المحيطة به.

حاول سامويل معرفة الاتجاه الذي سيتجه إليه عندما سمع صوتا من بعيد.

“شعرت بضجة كبيرة من عالم الفوضى. اتضح أنك أتيت أخيرا .”

قام سامويل على الفور برفع حواسه وأدار رأسه في اتجاه الصوت.

لم يتعرف سامويل على صاحب الصوت …

وسرعان ما كشف صاحب الصوت عن نفسه.

كانت شابة ترتدي درعًا رماديا مخيفا…

كان الدرع يغطي جسدها بالكامل، مما يعطيها مظهرًا قويًا ومرعبًا في نفس الوقت…

على صدرها، كانت هناك رمزيات قديمة محفورة بدقة، تبدو وكأنها تنبض بطاقة غامضة.

وجهها كان جميلًا ولكنه صارم، مع عيون زرقاء حادة تلمع ببرود.

شعرها الطويل الأسود متماشي بدقة تحت خوذتها…

و كان هناك سيف طويل معلّق على جانبها، يبدو ثقيلًا ومهيبًا، مما يعكس قوتها ومهارتها.

“ لقد أتيت أخيرا … "

.

.

2024/07/08 · 133 مشاهدة · 1331 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024