.

.

“ لقد أتيت أخيرا … "

كانت لهجتها ودية بشكل غريب .

' من هذه المرأة ؟! و لماذا تتصرف هكذا ؟! … اللعنة ، مالذي يحدث ؟!'

ابتسمت الشابة و هي تنظر إلى سامويل .

" متأخر ! مالذي تعنيه بهذا ؟!"

" أخيرا … قريبا، ستنتهي مهمتي …"

"مهمتك؟!"

لم يفهم سامويل مالذي تتحدث عنه الشابة أمامه …

فهو لم يكن قط من محبي الألغاز …

خطوة —!

خطوة —!

تحركت الشابة بهدوء و توقفت على بعد حوالي عشرين خطوة من سامويل …

عندما حدق هذا الأخير فيها بتمعن .

أحس لسبب ما بإنها ليست حية …

" أنا وصية هذا العالم ، ميرا كونسول."

" وصية !"

ثبتت ميرا عينيها على سامويل مضيفة بهدوء …

" نعم ، كما قلت أنا وصية هذا العالم .لكن ، أليس من الوقاحة أن تظل مرتديا لقناع الأوهام أمامي ؟!"

" كيف ؟!"

" كيف لي أن لا أتعرف على قناع ذلك المزعج ؟"

تحولت عينا ميرا إلى عيون متأملة …

بدت كأنها تسترجع ذكريات سحيقة بعد رؤيتها للقناع …

' إنها تعرف راغنار سلف الغريفن …'

فكر سامويل بهدوء تام محاولا تكوين صلة …

لكن، لسوء الحظ لم يجدها .

<إذا قمت بإرتداء هذا القناع ، يمكنك التحول لأي شخص . وجهك ، شكلك ، صوتك و حتى هالتك سيتم تعديل كل شيء وفق المعايير التي تريدها . و المخيف في هته القطعة …>

<لا أحد تحت مستوى الحكام يستطيع أن يرى من تنكرك ، لا أحد . كما أنه لا يوجد مستوى محدد لإرتدائها .>

تذكر سامويل كلام راغنار قبل مغادرته …

' هذا يعني أنها في مستوى الحكام… هذا!! … لكن ، لماذا هي موجودة هنا ؟!'

كثرة الأسئلة عصفت ذهن سامويل …

" أذكر اسمك، يا وريث الفوضى…"

" هاه !! وريث الفوضى .."

نطقت وصية هذا العالم ميرا مرة أخرى مصطلحا غريبا على سامويل …

مما جعله يشعر بالحيرة أكثر ..

" أنا …"

أشار سامويل بأحد أصابعه لنفسه …

"وريث الفوضى ؟! "

" أجل …"

أمالت ميرا للجانب لأنها لم تتوقع رد فعل سامويل الحالي .

أعاد سامويل طرح نفس السؤال …

" أنا … وريث فوضى . "

" أجل . هل هناك شخص أخر من غيرك ؟ "

" لكن ، ماذا يعني هذا ؟!"

"…"

" فهمت ، الآن … أنت ما زالت لا تعرف …"

" أعرف ماذا ؟!"

توقفت ميرا عن الكلام لبضعة ثوان ، تجاهلت سؤال سامويل السابق ثم أعادت سؤالها السابق بهدوء .

" أذكر اسمك ، يا وريث الفوضى …"

" ألن تجيبيني ؟! "

" …"

"سحقا .."

شعر سامويل بالغضب لأنه تم تجاهله مرتين على التوالي .

لكنه ، عرف بأن الطرف الأخر قرر عدم الإجابة عن سؤاله عن مصطلح وريث الفوضى .

لذلك ، قرر التماشي مع الوضع …

" أنا سامويل هانوفر …"

" هانوفر …"

" أوه … أنت تملك لقبه أيضا …حسنا .."

ووش !

إستلت ميرا سيفها بلطف . مجرد إستلال ، ولد صوتا قويا جعل سامويل يتراجع إلى الخلف بدون شعور …

" أنا ، ميرا كونسول أحد الجنرالات العشرة … سأمرر وصيتي إلى وريث الفوضى وفقا للعهد القديم الذي قطعته …"

نقلت ميرا وصيتها . و كان مضمونها بسيطا …

" أيها الوريث ، سامويل هانوفر ، أنظر بتمعن …"

" ماذا ؟!"

سوووش —-!

انتقلت ميرا لآلاف الأمتار إلى الخلف في غمضة عين …

بدأت النار تتدفق من سيفها بلا توقف.

انتشرت نقاط اللهب الحمراء بشدة في خطوط ، وامتدت الخطوط كأرجل الأخطبوط إلى كل مكان …

وسرعان ما صبغت العالم الأثيري الداكن بأكمله باللون الأحمر.

انفجر اللهب ، وسرعان ما غُطيّ جسدها بالكامل باللهب.

حتى شعرها ، عيناها وأظافرها تحولوا إلى لهب مشتعل.

كما اشتعل سيفها أيضا باللهب المخيف.

أي مرء قد يراها بهذا الشكل المرعب قد يطلق عليها حاكمة النار…

" جميل .."

هذه هي الكلمات التي خرجت من فم سامويل و هو يحدق في تحول ميرا …

كانت تتدفق في عقله مشاعر مختلطة من الرهبة والإعجاب.

كانت عينيه تتسعان مع كل لحظة تمر، وهو يشاهد النار تتدفق من سيفها، وتغمر جسدها بألسنة اللهب الحمراء.

" أنظر بتمعن إلى أحد المهارات السرية التي دمرت كل من اعترض طريقنا … ذبحت الحكام و الشياطين… أنظر جيدا و بإمعان … إلى طور شعلة نيرفانا …"

رغم بعد المسافة بين الثنائي إلا أن سامويل إستطاع سماع كلمات ميرا بوضوح كبير .

المهارة السرية …

" طور شعلة نيرفانا .."

تمتم سامويل هذه الكلمات ، محدقا في ميرا بهدوء .

كما شعر بالحر الشديد رغم امتلاكه لشظية النار التي حصل عليها في السابق من صندوق سلفه راغنار …

" هذا رابع أقوى طور تم ابتكاره من طرفه .."

طارت ميرا و أرسلت قطعا مائلا ناحية الجنوب .

بدا كأن اللهب سوف يبتلع العالم كله …

بووووم ——!

دمر القطع الملتهب كل ما في طريقه خالقا شقا عملاقا و مخيفا في الأرض …

من سيتصور أن قطعا مائلا بسيطا يملك مثل هذه القوة المدمرة ؟

" أيها الوريث ، ركز … و احفر في ذاكرتك هذه المهارة … ساعلمك في الأشهر المقبلة كل شيء بخصوصها … طريقة التنفس … التحرك و التلاعب بالنار … سأنقش كل شيء في عقلك …"

حركت ميرا مرة أخرى سيفها مرة أخرى .

و أطلقت دوامة نارية نحو السماء ، محولة المكان إلى نهار مضيء .

كان منظرها يثير الرهبة و الإعجاب …

" لذا كن مستعدا …"

و بعد أن أظهرت ميرا ما كانت تريد إظهاره ، تراجعت إلى الأرض مقتربة من سامويل…

" حسنا ، هذا يكفي الآن …"

بدأت نار ميرا تهدأ و تتلاشى بصمت…

بعد وصولها قرب سامويل ، لاحظ هذا الأخير أن وجهها شاحب قليلا …

' لابد أنها استخدمت الكثير من طاقتها. '

لكنه لم يقل شيئًا…

عرف أن ذكر الأمر لن ينتج عنه أي شيء ينفعه .

" هل ستعلمينني هذه المهارة ؟!"

" أجل .."

أومأت ميرا برأسه .

" لكن، لماذا …؟!"

" ستعرف الأمر لا محالة في المستقبل أيها الوريث ."

" لكن ، لماذا لا تخبريني الآن ..؟!"

لم يفهم سامويل لماذا تحب الكائنات القوية إخفاء الأشياء ؟

لماذا لا يستطيعون البوح بكل شيء في مرة واحدة لتخطيط المستقبل بشكل أفضل ؟

" … إنك لن تستطيع سماع كلامي لأن ##### لن تسمح لي بإخبارك … "

" آه …"

تذكر أن سلفه راغنار أخبره بنفس الشيء في السابق …

لكن ، ما الشيء الذي يمنع مخلوقات قوية من البوح بما يعرفون ؟؟

لاحظت ميرا تغير ملامح وجه سامويل . لذا أومأت برأسها و أكملت قائلة .

"أما بالنسبة لشرط مغادرة لعالمي أيها الوريث هو …"

ربتت ميرا بلطف على شعر سامويل مضيفة.

" عليك الحصول على إتقان صغير في طور النيرفانا المشتعل …"

دينغ —-!

ظهرت نافذة النظام من العدم أمام سامويل .

[ المهمة الرئيسية 1 : ( معدلة )

بعد حصولك على القلادة من كاهن الأورك …

إقتربت كثيرا من الحصول على الشظية الثانية .

كل ما عليك هو تجاوز إختبار ميرا كونسول ..

للعودة إلى عالم أركانا …

مازال الوقت المحدد هو عامين …

المكافأة : الشظية الثانية و الجزء الأول من كتاب ؟؟؟

الفشل : الموت ]

" هاه …"

' هذا لا يصدق ، أنت تذهب بعيدا أيها النظام بمزاحك ..'.

هذا ما أراد سامويل قوله لو لم تكن ميرا قربه .

لذلك أجّل سامويل توبيخه للنظام و تجاهل النافذة الزرقاء أمامه …

بلع —-!

بلع ريقه متمتما .

" لكن …أنا فقط في مستوى نجمتين … من المستحيل لي أن ..-"

" أه ، أعلم أن مستواك منخفض للغاية… لكننا سنحل الأمر معا ، أليس كذلك أيها الوريث ؟!"

ابتسمت ميرا إبتسامة بسيطة مما نشر القشعريرة في جميع عظام سامويل …

' اللعنة !!'

لعن سامويل نفسه داخليا .

.

.

***********

******

.

.

"طور شعلة النيرفانا ليست مهارة عادية…إنها قمة السحر الناري، قوة قادرة على منحك قدرة التجدد و التدمير الشامل… لن تتمكن من إيجاد مثيل لها في أي عالم قد تزوره…و لتتمكن من استخدامها، يجب عليك أولاً أن تتقن النار داخلك… يجب عليك رفع المانا خاصتك و تطوير مهارتك في السحر الناري …سيكون الطريق شاقًا، ولكن إذا كنت على استعداد لتكريس نفسك، فسأرشدك."

كانت هذه مقدمة ميرا قبل بدئها في تدريب سامويل …

و هكذا انطلقت قصة المعلم و التلميذ …

بدأت ميرا بتعليم سامويل أساسيات السحر الناري، مع التركيز على التأمل والتحكم.

" اعتقدت أنك ستلتزم بمعتقداتك و تظل مغرورا و عنيدا ، لكنك تبلي بلاء حسنا "

" إنه فقط قررت تغيير طرقي . رفض التدريب ليس في صالحي حاليا."

" هيه ، بأي حال من الأحوال ، ركز ما زال عليك إصلاح العديد من العيوب …"

كل صباح، كان سامويل يجلس قرب ميرا، محاولا فهم الطبيعة المزدوجة للنار—قدرتها على التغذية والتدمير تحت إرشادها …

ففهم هذه الطبيعة هو شيء ضروري للوصول إلى الأعالي في عنصر النار ..

"تذكر، أيها الوريث، أن النار ليست مجرد أداة للدمار. إنها رمز للحياة والتجديد. كما تملك القوة لتدمير أعدائك، تملك أيضاً القدرة على منحك القوة والشجاعة. لا تخف من النار، بل اجعلها جزءاً منك."

هذا ما كانت تكرره ميرا كل مرة ، محاولة مساعدة سامويل في الحصول على التنوير …

و بعد الجلسة الصباحية ، يتدرب على استدعاء النيران الصغيرة، متعلمًا التحكم في حجمها وشدتها بدقة.

كانت دروس ميرا صارمة ، تدفع سامويل لتطوير علاقة عميقة مع عنصر النار.

كما وجد سامويل أن طريقة تلاعبه و إلقائه لكرات النار في السابق…

… بدائية للغاية .

أيضا، بسبب صعوبة هذا التدريب ، لم يستطع إلا أن يتساءل عن قدرته و ما إذا كان قادرا على تجاوز هذا الجحيم بسلاسة …

فلولا شظية النار ، لكان الوضع أصعب بمرات عديدة .

و بعد استنفاذ كل المانا خاصته ، يرتاح سامويل قليلا ، قبل أن يبدأ في التدرب على فنون السيف بمساعدة النظام ، محسنا خفته و مهارته القتالية .

خلال هذا الوقت الذي أمضاه مع ميرا ، أدرك أن هذه الأخيرة مبارزة سحرية كسامويل …

مما جعله يتساءل عن كيفية تحقيقها لذلك ؟!

هل تملك مهارة مثل مهارة ' إستيعاب الهاوية ' التي يملكها سامويل ؟!

أو أنه له علاقة بالسر الذي أخفاه النظام سابقا ؟

لكنه ، لسوء الحظ ، مازال لم يحصل على إجابة على هذا السؤال …

ثم عند حلول الليل ، يقوم سامويل بالتأمل …و يحاول كل مرة بدء محادثة مع ميرا مع ماضيها …

لكي يستخلص بعض المعلومات التي قد تفيده …

لكن ، لسوء الحظ ، تجاهلت ميرا كل محاولاته مما جعله يشعر بالإحباط الشديد …

و مع مرور الوقت و تحسن تحكمه، مررت ميرا مهارة طور شعلة النيرفانا لسامويل و العديد من الحركات السرية المتعلقة بعنصر النار التي ابتكرتها…

و بدأت أيضا بتمارين لتعزيز مخزون المانا لديه و تحسين تحمله البدني.

كما كان يقضي عدة ساعات يومياً في توجيه النار عبر جسده، يشعر بحرارتها وقوتها بمساعدة ميرا …

هذه التدريبات لم تزد من قدراته السحرية فحسب، بل عززت أيضاً مقاومته الجسدية.

و هكذا مر الوقت بسرعة منذ دخول سامويل للعالم الأثيري …

لقد مر بالفعل 6 أشهر على دخوله في تدريب منعزل مع الوصية ميرا …

تابع روتينه التدريبي بدون أي تخادل و تمكن من تطوير قدراته إلى مستويات لا تصدق …

و ذلك بالطبع بفضل إرشاد الوصية .

لدرجة أن سامويل أحس أنه لو قاتل مئة نسخة سابقة من نفسه ، لفاز بدون أدنى شك …

و بالنسبة لميرا ، فإن شعرها الأسود أصبح أبيضا تماما خلال هذه الأشهر من التدريب . كما أصبح شكلها و ملامحها هرمة …

لم يفهم سامويل لماذا ؟

لكنه ، رجح أن للأمر علاقة باستخدامها قوتها لتدريبه …

كييي—-!

تشينغ—!

دوى صرير حاد ، و حول سامويل تجمعت المانا بشكل جنوني و كأنها تهنئه على …اختراقه .

" مبارك لك ، أيها الوريث .."

" شكرا لك "

ابتسم سامويل بفخر مخبئ في عينيه .

" ربما تعرف هذا بالفعل ، لكنني علمتك كل ما أعرفه … الأمر راجع لك لتطويرهم و تعزيز أساسك … أما الآن .."

"…"

" أعتقد أنك ستقضي وقتك في مبارزتي حتى تحقق إتقانا صغيرا في طور شعلة نيرفانا … و بما أنك تملك تقاربا شديدا للنار فهذا أفضل … هل هذا جيد ؟!"

" نعم ، لقد أردت مواجهتك منذ وقت طويل .."

وافق سامويل بدون تردد .

فقد أراد و لو مرة تجربة قتال محارب مخضرم و قوي كميرا …

" هذا ما أردت سماعه … ارتح الليلة سنبدأ في الغد.."

.

.

2024/07/09 · 103 مشاهدة · 1960 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024