.
.
داخل مكتب ماغنوس في الطابق 50،
جلس سامويل بتكاسل على الأريكة المجاورة للأريكة التي يجلس عليها الرجل العجوز.
'هاه، يا التعب.'
قبل 15 دقيقة، حاول سامويل محاورة العجوز المتصلب قربه، لكن كل ما قوبل به هو الصمت.
لذلك، اختار الجلوس بكسل على الأريكة، ليأخذ قيلولة خفيفة حتى يتحدث الشخص الجالس بجانبه.
تمدد ببطء كأنه في حديقة منزله الخلفية.
ثم تنهد ببطء وهو يغمره العديد من الذكريات.
اعتقد سامويل أنه سيحظى بمحادثة متحضرة، لكن كل ما شهدته هو رجل عجوز مخيف يحدق في جسده.
" هاه "
تجاهل سامويل التصرف الوقح لرئيس برج السحر ماغنوس.
ثم أغمض عينيه الحمراوتين ليحصل على لحظة سلام هادئة.
شكك سامويل للحظات أن ماغنوس غاضب من صاحب جسده بسبب تصرفاته السابقة، لكنه صراحة لا يهتم.
ما يحتاجه هو بيدق مفيد له.
"هاه."
زفر سامويل ببطء وهو يفكر بعمق.
" لماذا أنت هنا ؟!"
فجأة ، تكلم ماغنوس بعد طول انتظار بصوت بارد تماما ، يمكن للمرء سماع إنزعاج شديد من صوته .
" كيف لا ؟ ألا يمكنني أن أقابل سيد سحرة بلاطي ."
كان سلوك سامويل أهدأ بكثير من سلوك العجوز ماغنوس .
صفى هذا الأخير عقله محدقا في سامويل بقوة .
" لم أكن أعلم أنك ستزور فجأة هكذا ، هل تظنني أملك الوقت لتراهاتك ؟"
" شكرا على تخصيص وقت الثمين لي . لكنني أعدك بأنني لن أضيع وقتك هذه المرة . هاها ربما قد أحقق أحد أحلامك ؟"
عند سماع ذلك ، ظهرت ملامح مرتبكة على وجه العجوز و أصبحت عيونه حادة . سمع في السابق عن إشاعات تغير سامويل ، لكن لم يعتقد أنها صحيحة .
لا يمكن للمرء أن يتغير بسهولة بين ليلة و ضحاها .
" و ماذا تريد ؟"
" أنا حزين جدا ، لماذا أنت متأهب ضدي يا ساحر البلاط ؟!"
دون تردد ، أعرب سامويل عن شعوره بإبتسامة مريرة على وجهه .
كل هذا هو جزء من خطته المدروسة .
" أنا أسف على الفوضى التي خلقتها في السابق . أعلم أنك غاضب جدا بسبب ما اقترفته في الماضي لكنني أعدك أنني لن أعيد أفعالي مجددا ."
وقف سامويل من مكانه ، خفض كبرياءه و انحنى قليلا معتذرا عن تصرفات سامويل الأصلي .كل هذا من أجل بناء علاقة جيدة مع الشخصية قربه .
لكنه ، عرف أن الأمر ليس بهذه السهولة ؟
إبتسم ماغنوس قليلا .
" إذن ، هل تظن أنه بإعتذار بسيط ستحل الأمور بيننا ؟ أنت ساذج للغاية أيها الشاب …"
" بالطبع لا ."
علم سامويل أن إستمالة قلب العجوز ماغنوس ليس بتلك البساطة، إعتذار بسيط لن يحل الأمر بتاتا .
" أعلم أنك غاضب ، لقد كنت شابا ساذجا في الماضي و أرهقتك بالمشاكل المختلفة . لكنني من الآن فصاعدا سأتخذ طريقا مختلفا ."
" مختلفا ، كيف ؟! "
" ستعلم في المستقبل القريب ، يا ساحر البلاط ."
" في المستقبل ، هاه ، هل تمر من مرحلة جديدة في مراهقتك أيها الإمبراطور الشاب ؟"
" لحسن الحظ ، لا "
أجاب سامويل على سؤال ماغنوس بهدوء تام . لقد سبق أن جهز إجابة لمعظم الأسئلة التي قد يطرحها ماغنوس في أي لحظة .
" هذا غريب ، هل للأمر حقا بتغير شخصيتك ؟! "
" لم أفهم كلامك يا ماغنوس ، هل يمكنك التوضيح ؟"
" هل أنت حقا سامويل الذي أعرفه ؟!"
توقف سامويل عن الكلام و هو يحمل يحمل تعبيرا باردا على وجهه يخفي به توتره الحالي .
' قدرته الخاصة حقا مثيرة للدهشة ، ليقوم بالتشكيك في هويتي بدون تردد .'
في غضون الدقائق السابقة ، استعمل العجوز ماغنوس بيرس ، كما توقع سامويل، عيون الحكيم خاصته .
في الرواية ، ورثت إليزابيت بيرس أحد زملاء بطل الرواية قدرتها الخاصة من سلالة والدها ماغنوس و التي هي القدرة على رؤية الأرواح و التحكم بها .
حيث لقبت إليزابيث المستقبلية في قارة أزورا بحاكمة الظلال و ملكة الأرواح .
إذن فالإستنتاج المعقول الوحيد هو أن ماغنوس لاحظ تغير لون روح سامويل مما جعله يشك بهويته.
خصوصا أن هذا الأخير أظهر إختلافا واضحا في الآونة الاخيرة .
ليضيف ماغنوس و هو يحاول التفسير لسامويل .
" لم أقصد التجسس على جلالتك . لكن ، صراحة لدي مهارة سرية خاصة بسلالتي يمكنني أن أرى بها لون روح أي شخص . الألوان تحدد مدى إمكانيات الشخص في المستقبل البعيد . عند زيارة جلالتك للبرج قبل أسبوعين ، كانت روحك تشع باللون الأصفر الغامق ، معنى ذلك بمعايير السحرة هو أن أقصى ما يمكن أن تصل له بصفتك كساحر هو رتبة ثلاث نجوم ."
صمت ماغنوس لبضع ثوان ليحك لحيته المهترئة مردفا :
" روح صفراء يمتلك صاحبها إمكانيات عادية لهذا معظم العامة يولدون بروح صفراء ، بالطبع توجد بعض إستثناءات كتلميذي أرون الذي ولد في العامة بروح خضراء . "
" لكن ، في تاريخ قارة أسورا ، يوجد فقد شخصان تمكنا من رفع مستوى روحهما في غضون 300 سنة من اللون الأصفر إلى الأرجواني بصعوبة شديدة و هما إمبراطور السابع لأرض النور المقدسة الملقب أيضا بقديس النور الطاغي و أيضا ملك الظلام الفاني أحد ملوك أرض الظلام المقدسة . "
ظل سامويل صامتا و هو يسمع تعريف قدرة عيون الحكيم و تأثيرها من العجوز ماغنوس .
رغم معرفته للأمر ، فقد قرر مسايرة الأمر و التظاهر بالإهتمام بالموضوع .
سووش
بتلويحة من يدي ماغنوس ،ظهر من العدم ، كوب ماء في يده اليمنى ، ثم أضاف قائلا :
" لكن ، الآن في إمبراطورية غريفين ، أرى لأول مرة في حياتي المستحيل يتحقق أمامي ، لون روح جلالتك ينضخ بهالة سوداء ، حتى أن غريزتي كساحر من فئة 7 نجوم تخبرني أن روحك خطيرة و مخيفة جدا ."
ثم أخرج ماغنوس بعد ذلك بسرعة ورقة من العدم ،
طفت الورقة ناحية سامويل ببطئ ،
أمسك هذا الأخير بالورقة الصفراء المهترئة ، ثم حملق في محتوياتها ببطئ ،
-------------------------
ترتيب الأرواح [ الصفحة 103 من بحث عائلة بيرس ]
---------------------------
الترتيب التاسع : لون أصفر ،
الترتيب الثامن : لون برتقالي ،
الترتيب السابع : لون أحمر ،
الترتيب السادس : لون أخضر ،
الترتيب الخامس : لون أزرق ،
الترتيب الرابع : لون نيلي ،
الترتيب الثالث : لون أرجواني ،
الترتيب الثاني : لون ذهبي ،
الترتيب الأول : لون أبيض ،
----------------------------
حدق سامويل في الورقة بكل هدوء و هو يتساءل في نفسه ،
' هل روحي سوداء بسبب التناسخ ؟ أم بسبب الوقت الذي قضيته في الفراغ المظلم ؟ '
فجأة ، قاطع ماغنوس مرة أخرى تفكير سامويل العميق ثم تحدث ببطئ مردفا :
" هل لاحظت الأمر ؟ "
" في تاريخ قارتنا ، لا يوجد أي سجل لروح سوداء . حتى أن الأبحاث التي ورثها عن أجدادي لم تذكر أبدا وجود روح سوداء مثل خاصتك . صراحة لا أعرف هل هذا التغيير جيد أم سيئ ؟ "
'مثير الاهتمام حقاً، ماغنوس حقاً يستحق كونه والد إليزابيث بيرس'
غمغم سامويل هذه الكلمات في نفسه .
سرعان ما ساير سامويل ما قاله ماغنوس بملامح مرتبكة على وجهه قائلاً:
"إذن، هل تظن أنني سامويل مزيف ؟"
"أنا لا أعلم حقاً. لم أر أي حالة شاذة مثلك من قبل."
أجاب العجوز بسرعة محدقاً بسامويل بغزارة،
"هاه وجدتها …أظن أن للأمر علاقة برؤية جدي الأكبر في المنام ."
أسقط سامويل رأسه ، و هو يحمل تعبيرا حزينا محاولا التظاهر بالحزن أمام الساحر قربه .
في الوقت الحالي ، محاولة التخلص من شكوك العجوز أمامه هو هدفه .
" جدك الأكبر ؟!"
" نعم ، جدي الأكبر راغنار . لقد قمت بلقائه في حلمي ، علمني بضعة أشياء و منحني وصيته الأخيرة قبل أن يغادر ."
" أستميحك عذرا ؟ إلتقيت بالسلف المؤسس للغريفين في حلمك . هذا أمر مناف للعقل ."
أكد سامويل ،" لكنها الحقيقة يا ساحر البلاط ، أخبرني أن أصبح أقوى لأن إمبراطورية الغريفين ستواجه عقبات مخيفة في المستقبل ."
دفعت هذه الكلمات ماغنوس إلى التفكير العميق. تجاوزت عيونه الحادة لتظهر لمحة من الدهشة والاستغراب على وجهه العجوز.
بالرغم من ذلك، لم يتخلى عن شكوكه حيال هذه التصريحات الغريبة حينما قال: "الأمور تبدو غامضة للغاية. هل تتوقع مني أن أصدق أنك لقيت السلف راغنار في حلم؟"
سامويل بقي هادئًا وثابتًا، "أنا أدرك أنه يبدو أمرًا غير معقول، لكن الحقيقة هي أنه أعطاني توجيهًا لأشد اهتمامه بمصلحة إمبراطوريتنا. لا أتوقع أن تصدقني بسهولة، لكنني هنا لتحقيق نجاحات تحمي مستقبلنا."
سامويل لم يكن مستعدًا للكشف عن كل الأوراق التي بحوزته، ولكنه اكتفى بالقول بثقة، "ستأتي الأيام وستكشف الحقائق نفسها، يا ماغنوس. أردت فقط أن أخبرك بما أعلمه، وأنا هنا للتعاون لصالحنا جميعًا."
" فكما تعلم ، يلقبني العامة بالإمبراطور الخنزير . أما النبلاء الفاسدون فيلقبونني بالإمبراطور الدمية لكوني لا أمتلك أية سلطة فعلية. بشكل مختصر ، لا أمتلك الحلفاء حاليا للقضاء على أعدائي ."
تمتم سامويل هذه الكلمات بمرارة .
" أخبرني السلف أن أطلب منك المساعدة بالطبع المقابل مغري جدا . إذن ، ما رأيك ماغنوس هل ستساعدني على التخلص من الخونة ؟"
.
.