.

.

و بينما كان غارقا في أفكاره ، صادف ثنائي من جنود الأورك يحرسون مدخل الممر الذي يوجد فيه .

" هل ستذهب للإعدام ؟؟"

تحدث أحدهما بصوت عميق و هادئ .

" لا ، يصادف ذلك وقت دوريتي … أنت لقيط محظوظ لأنك ستشهد على الأمر …"

" يونك … لا تبدأ مرة أخرى … لكنني ، مازالت لا أصدق أن الرئيس جاكسون هزم الرئيس السابق و رئيس الكهنة … "

و إستخدم الأورك كلمتي " الرئيس السابق " ليشير إلى فيجي .

" أنا أيضا … كما أنني لاحظت شيئا … كيف يمكن للرئيس السابق أن يقتل إمبراطور أركانا ، إذا تمكن الرئيس جاكسون من هزيمته . هذا لا يصدق … أذكر عندما كنت شابا و شاهدت إمبراطور أركانا عن بعد … كانت هالته مخيفة للغاية …"

" أصمت … قد يسمعنا أحد ما … تعرف أن كلاب الرئيس جاكسون حساسة للغاية .."

أدار الأورك الأخر رأسه لتفقد المكان و بعد أن لاحظ أنهم آمنون .

زفر بعمق شديد .

" أنا أعلم أيضا ، أنه يوجد شيء خاطئ … لكن، الرئيس جاكسون أثبت قوته و عزز موقفه أيضا أمام مجلس الشيوخ …"

" يونك … أعلم "

بام —-!

اندفع سامويل من الظلام إلى الأمام و وجه سيفه إلى رقبة أحد الثنائي …

اعتبر سامويل أن فما واحدا كافي بإخباره بما يريد .

" غواه !!"

رش —!

ارتجف الأورك و سقط إلى الأمام .

" أنت ..-"

و لكن ، قبل أن يكمل الأورك الثاني رد فعله …

قطع سامويل أوتار يده و رجليه بمهارة تامة .

ليسقط هذا الأخير كالدمية على الأرض .

" دخيل …"

" أصمت ، هل تريدنني أن أقطع لسانك أيضا ؟!"

" أنت …"

حدق الأورك المشلول في سامويل الذي قد حول نفسه بالفعل إلى شكل الأورك خاصته …

" هل يمكنك أن تعيد ما حدث لرئيس الأورك السابق بالتفصيل من فضلك ؟ "

" سحقا لك …"

" هوهو … أظنني سأقوم ببعض التعذيب …"

غرس سامويل بابتسامة شريرة سيفه في كتف الأورك المشلول …

" أرغ .."

" إذن ، هل أنت مستعد للتكلم أم لا ؟"

************

*****

.

.

" ماذا سأفعل ؟!"

تأمل سامويل بقلق وهو يبتعد عن الأورك المشلول، محاولًا ترتيب أفكاره.

انتهى استجوابه، وكانت المعلومات التي حصل عليها سيئة للغاية …

رئيس الكهنة ، فيجي و جميع من في المعبد قد تم سجنهم لسوء الحظ في غيابه .

فقد بدأت المناوشات قبل خمسة أشهر عندما أرسل جاكسون طلبًا لتفتيش المعبد، ولكن رئيس الكهنة رفض بشدة.

و قد ظل الوضع هادئا إلى أن تحرك جاكسون في الأسبوع الماضي و اتهم رئيس الكهنة بالخيانة بحجة إيوائه الخائن فيجي ثم قاد هجومًا عنيفًا على المعبد.

في الهجوم، خاض جاكسون معركة شرسة ضد فيجي و حلفائه …

و انتصر في النهاية بأعجوبة ، ليعلن انتصاره للعالم.

" من المستحيل أن يتم التغلب على فيجي … ما لم يتدخل البشر … هذا واضح .."

أدرك سامويل أنه لا بد من تدخل القوة خلف جاكسون من أجل القبض على فيجي و زملائه …

" و الغريب في الأمر ، أن جاكسون أعلن أنه سيعفو عن سيلا و سيتخذها محظية له …هذا الوضع معقد للغاية .."

كان سامويل أن يتخذ قرارا حاسما بشأن ما سيفعله تاليا.

" … الإعدام سيتم بعد أسبوع من الآن في المدينة الغربية ماين… هاه، يبدو أن جاكسون يهدف إلى إخراج جميع القوات التي مازالت موالية لفيجي من الخفاء قصد إنهاء الجميع في حركة واحدة … ذكي للغاية . "

" لكنني لست على عجلة …لذا سأراقب الوضع و سأرى … فأنا أستطيع المغادرة في أي وقت "

فلدى سامويل القدرة على المغادرة إلى أزورا وقتما أراد بعد أن أنهى مهمته بنجاح .

نقر سامويل على قناعه ، ليغير شكله إلى شكل أورك أقصر ذو لون أخضر غامق …

فبما أن تحركاتهم قد رصدت و بلغت إلى جاكسون . فلا بد أن وجهه معروف بالفعل عند قوات العدو .

" حسنا ، لنتحرك "

.

.

*************

*******

.

.

مر الوقت بسرعة و اليوم هو 19 أبريل 1800 ..

يوم إعدام الخونة …

هذا ما كان يروج له جاكسون في الأيام الماضية .

فقد أعلن أنه سيعدم الخائن فيجي الذي قام بقتل جده إمبراطور أركانا بمساعدة قوات أجنبية و كاهن الأورك الذي أوى أسوء المجرمين في تاريخ الاورك…

كانت مدينة ماين الغربية هادئة بشكل غير معتاد.

على الرغم من أن الأورك كانوا في حالة حرب، إلا أن هذا اليوم كان مختلفاً.

الطرقات والشوارع لم تكن تعج بالحركة المعتادة، ولكنها كانت مليئة بأورك يقفون في تجمعات صغيرة يتحدثون بهدوء ويناقشون ما سيحدث.

الساحة الكبيرة وسط المدينة كانت هي مركز الأحداث …

حيث تجمع الأورك بأعداد كبيرة.

كانت هناك نظرات متبادلة من الشك بين الحشود، خاصة عندما كان الأمر يتعلق بفيجي.

كان هناك الكثيرون ممن يشككون في صحة الاتهامات الموجهة إليه، ويعتقدون أن هناك مؤامرة أكبر خلف هذه الأحداث.

بينما هناك جزء يؤيد قرار جاكسون و متأكدون من قتل فيجي هو القرار الأصح ..

في وسط الساحة، كان فيجي يقف مكبلاً بالأغلال، يبدو عليه التعب ولكنه لم يفقد رباطة جأشه.

بجانبه، كان كاهن الأورك مربوطاً على خشبة الإعدام، يهمس بكلمات غير مسموعة.

بينما جاكسون، رئيس الأورك، ابتسم بمكر و وقف على المنصة المرتفعة …

قربه ، عشرات الجنود المخضرمين الذين يعتبرون من كلاب صيده …

ارتدى جاكسون درعه الثقيل و أمسك بفأسه الضخم.

كما بعيدا قليلا عن وسط الساحة ، يقف أيضا رؤساء العائلات الستة …

أقوى و أعرق العائلات وسط الأورك …

على عكس المتوقع، لم يكن هناك صراخ أو هتافات.

الجميع كانوا يراقبون بصمت ، و كل منهم يملك مشاعر متضاربة …

لم يعتقد أي منهم بأن هذا النهار قد وصل …

جاكسون رفع يده ليهدأ الجموع، وبدأ بالحديث بصوت هادئ …

"أيها الأورك الشجعان، اليوم سنحقق العدالة. ولكنني أعلم أن هناك الكثير من الشكوك والتساؤلات. لقد كانت هذه الأيام صعبة علينا جميعاً، ولابد أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى."

" لقد قام الخائن أمامي بقتل جده لأنه حصل على مهارة محرمة تجعله يصبح أقوى كلما أكل قلوب الأشخاص المقربين إليه … استسلم الى جانب الشر ، تحالف مع قوات غريبة … سمم إمبراطورنا الحبيب ثم قام بقتله بمساعدتهم … لحسن الحظ ، منعناه عن الحصول على الجثة …"

" و الكثير ما زال متشكك … لماذا لم تظهر دليلا يا جاكسون طيلة هذا الوقت … لماذا ؟!"

تحرك جاكسون حول المنصة كممثل محترف تدرب طيلة الوقت من أجل هذه اللحظة …

" أنا … أنا فقط أردت منه أن يعود و يتوب إلى الحاكم … لكنني ، أظن أنني كنت متفائلا للغاية لذا أنظروا …"

أخرج جاكسون من جيبه كرة بلورية ارتفعت في الهواء وبدأت تعرض مشهداً في الهواء كالسحر …

ظهر فيجي وهو يطعن جده من الخلف، والدماء تنتشر في كل مكان.

كان المشهد صادماً وصحيحاً…

الجموع أصيبت بالصدمة، وتعلقت الأنظار بالمشهد المرعب.

" كانت هذه التقنية الغريبة مخبأة في قبو إمبراطور أركانا … تسمح للمرء بأن يعيد خلق مشهد من الماضي إذا توفرت الظروف الملائمة … ها هو الدليل أمامكم ؟!"

استغل جاكسون فيجي جهل الاورك و قرر تحريف تعريف التقنية …

"الآن، هل ما زال هناك من يشك في عدالة ما سنقوم به اليوم؟"

حل الصمت في كل مكان و لم يجرؤ أحد الأورك على رفع صوتهم …

جاكسون أشار نحو فيجي، وقال.

"أيها الخائن، هل لديك شيء تقوله قبل تنفيذ الحكم؟"

"سحقا لك ، أيها الكلب الوضيع. "

بصق فيجي على درع جاكسون …

بينما ترددت كلماته بين الحشود مما زادت الهمسات بين الأورك …

خطوة —!

خطوة —!

تقدم جاكسون بخطوات ثابتة نحو فيجي، حتى وقف فوقه. ثم انحنى وهمس في أذنه قائلاً.

"يمكنني مساعدتك، إذا أخبرتني أين هي القلادة ؟"

ما زال جاكسون يشعر بضغط شديد لأنه لم يجد حتى الآن القلادة التي طلب منه البحث عنها …

" لا أعلم ما الذي تتحدث عنه … أيها الكلب ؟!"

" هكذا إذن …لكنني ، ما زلت أملك حبيبتك السابقة … ألن تتحدث حقا ؟"

"أنت ! …. سحقا لك ."

" هذا هو خيارك …"

تحرك بعد ذلك ناحية رئيس الكهنة و تمتم له بنفس ما قاله لفيجي …

لكن ، هذا الأخير تجاهل كلام جاكسون و ظل يهمس لنفسه …

" لقد اتخذتهما بالفعل قراركما … حسنا ."

إقترب جاكسون من مقدمة المنصة ، حدق في شعبه بهدوء ثم صرخ كالسياسيين قائلا .

" إذن ، بعد رؤية الدليل … هل هناك أي واحد يعارض الإعدام ؟!"

كالعادة ، ظلت رؤوس الأورك صامتة و التردد باد على وجوههم …

لقد تمكن جاكسون بحركة واحدة من كسب قلوبهم بسهولة …

" كيف يمكننا أن نتأكد من أن هذا المشهد ليس مفبركا ؟!"

فجأة ، صرخ أحد الأورك أسفل المنصة ، مما جعل الجميع يحولون نظرهم ناحيته …

" هوهو … أنظر لهذا .."

قفز جاكسون من المنصة كالوحش ، متجها صوب صاحبا الصوت ثم وقف بمحاذاته …

" هل تصفني بالكاذب ؟"

وقف جاكسون بمحاذاة الأورك الأخر ، ناشرا هالة في كل مكان …

" أنا أسف ، أنا فقط ..-"

" من أنا ؟؟"

"أنت رئيسنا الموقر .."

تمتم الأورك الصارخ بارتجاف …

" إذن ، هل تظنني سأفعل شيئا يضر منفعة شعبي ؟!"

" أنا ..-"

" ماذا ؟! أنا لا أسمعك ، توقف عن الارتجاف كالدجاجة و تكلم بشكل واضح …"

" أنا ..-"

كراااااك ——!

سلاش—-!

بمجرد أن حاول الأورك الصارخ إكمال جملته … رن صوت مألوف لجاكسون من فوق المنصة …

تحرك أحد الحرس خاصته بسرعة برق و اغتال بمهارة شديدة زملاءه الموجودين فوق المنصة …

لم يعطهم حتى فرصة للرد أو الصراخ …

إنتشرت رائحة الدماء في كل مكان …

" هجوم !!"

" عدو "

" كيف تجاوزوا الدفاعات ؟!"

رن صوت الأورك الفزعين في كل مكان …

لكنهم ، سرعان ما تمالكوا أنفسهم و تسلحوا بالعتاد …

" ظننت أنكم على الأقل ستتحركون و تشككون بما أراكم إياه ذلك الغبي … لكنكم حقا أغبياء أيضا …"

رن صوت الأورك الحارس الذي هاجم بغثة زملاءه .

" إذن ، لا بد أنك سامويل … ياله من خبر مفرح ."

حرك جاكسون عينيه ، محدقا في سامويل بمكر …

لم يكن من الصعب استنتاج هوية الطرف الأخر…

تحرك الاف الأورك بسرعة ، محيطين بسامويل من جميع الاتجاهات …

بدا المنظر مخيفا للغاية …

"…"

" إذن … سامويل . لما لا تكون طفلا صالحا و تسلم نفسك بلطف …"

" هاه "

نزع سامويل خودته و حدق بجاكسون بهدوء .

ثم ابتسم بشر …

" أتعلم ! لقد سبق أن قام غبي كنت أعرفه يسمى بجيريمي ماكنزي بنفس ما تقومه به الآن … نفس التصرفات … نفس الكلام … نفس الشخصية و هل تريدني أن أخبرك أين هو ؟! "

لم يترك سامويل فرصة لجاكسون ليتكلم بحيث أضاف بسخرية …

" إنه ميت الآن … هل أنت تناسخه ؟!"

" أنت …!"

لكن ، داخليا ، شعر جاكسون بالتوتر .

لم يفهم ما الذي تستند عليه ثقة سامويل المفرطة .

لكنه ، تذكر شيئا مهما …

انفجرت مدينة براغن الحدودية بسبب عنصر يسمى بالمتفجرات .

لكنه ، يعرف أيضا أن سامويل أخبر حلفائه بأن إمداداته إنتهت لسوء الحظ …

'و لكن ، هل إنتهت حقا إمداداته …؟!…'

' لا يعقل أنه فخخ المدينة كاملة …'

فجأة ، فكر جاكسون في إحتمال مخيف للغاية …

' هذا لا يمكن … أليس كذلك ؟!'

و كأن سامويل قرأ ملامح جاكسون كالكتاب .

ارتفعت حواف وجهه مكونة إبتسامة شريرة للغاية …

" لقد منحتني أسبوعا كاملا … إنه وقت كافي ل …"

" تراجعوا للخلف !!! الرماة أطلقوا ."

لكن ، سامويل كان أسرع .

ضغط على زر موجود في يده اليمنى .

بووووم —-!

بوووووم —-!

ليعم مهرجان من الانفجارات في كل مكان …

" هاه ، لقد أفرغت كل ما تبقى من مخزون متفجرات نقابة الظل… هاه ، لكن ، الأمر حقا يستحق ."

حاول سامويل مواساة نفسه، بينما رن صوت الأورك المذعورين في كل مكان …

و كأنهم يلحنون الأولكيسترا الذي خلقها سامويل .

.

.

و لا تنسوا دخول رابط الديسكورد لأنني أنشر فيه مواعيد النشر و إذا أراد شخص ما التواصل معي و شكرا …

2024/07/12 · 97 مشاهدة · 1918 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024