.

.

" هل سمعت الشائعات الجديدة من القادمين الجدد ؟!"

" أتتحدث عن تحالف الممالك الجنوبية؟!"

" أوه ، نعم أعرف !"

" لقد إنتشرت هذه الإشاعة منذ فترة ."

" أولا ، تحركت إمبراطورية التنانين و الآن تحالف الممالك الجنوبية ."

" نعم ، أصبح وضعنا سيئا للغاية . هاه ، سحقاااا لماذا لم أرافق رايس ؟ لقد أخبرني بالفعل عن قائمة الصيد ، لكنني لم أصدقه …"

" أنت منحوس ."

" نعم ، أنت غير محظوظ أيها الزميل ، الآن بعد إغلاق الحدود ، أصبحنا كالحملان التي تنتظر الذبح ."

" ألا يوجد حل ؟! ألن يتم إحترام حقوقنا ؟ هل سيقومون بإبادة ملايين الأشخاص ببرودة تحت مسمى الفحص؟ أنا فقط نجار مستقيم يحب عائلته ."

" حقوق …. هاهاها ، هل تمزح معي أيها الزميل ؟ لقد تم إتهام إمبراطوريتنا بالهرطقة و بحجة السحر الأسود . هل تظن أنه سيتم تقديم يد المساعدة ؟ أنسيت إبادة مملكة صابر قبل 30 سنة بسبب نفس الحجة ؟!"

" لكن …. نحن لم نفعل شيئا …. ن-نحن لم نمارس السحر الأسود مطلقا ."

" حجتك لا تهم … في هذا العالم القوي يحكم على الضعيف ، هذه سنة الحياة "

" سحقا "

" لكن ، لم أقل أنه لا يوجد حل . "

" ماذا هل يوجد ؟!"

" يوجد حل ."

" نعم ، الحل هو أن تصبح تابعا مخلصا لإمبراطورية التنانين أو إمبراطورية أخرى ، سمعت أنهم يجندون الآلاف من الأشخاص الأصحاء من أجل أعمال التنقيب ."

" و كما سمعت لقد دخلت تحالف الممالك الجنوبية في السباق أيضا ، أصبح الوضع سيئا جدا ."

" أن أصبح تابعا لإمبراطورية التنانين . أليس هذا يعني بأنني سأصبح عبدا لهم ؟ و ماذا سيحدث لعائلتي ؟"

" لا أعلم "

" أرفض أن أصبح عبدا "

" أنا أيضا "

" سحقا لهم "

في الأيام الماضية ، تم إغلاق حدود إمبراطورية الغريفين .

كما إنتشرت شائعات بأن الآلاف من الأشخاص أصبحوا أتباعا للإمبراطورية التنانين ... أو أحد الإمبراطوريات أو الممالك الأخرى .

أصبحت هذه القوى الغازية تنتقي ما تريد من إمبراطورية الغريفين و تدمر ما تريد .

لقد تم إبادة العديد من الإقطاعيات بالفعل ، كما خان العديد من النبلاء إمبراطورية الغريفين.

" لا أريد أن أصبح عبدا "

" أجل ، أوافقك "

تمت هذه المحادثة بين مجموعة من الناجين من إقطاعية أحد نبلاء الريف .

تمكن هؤلاء من النجاة لحسن الحظ بحياتهم في الوقت المناسب ، حيث قاموا بالإخلاء بتنسيق مع بعضهم البعض ليقوموا بالإختباء داخل أحد الجبال بمساعدة بعض السحرة .

تبادل موضوع القيل و القال بين الناجين و الخوف منتشر بينهم بشدة .

يمكن للمرء أن يرى نساءا يرتجفن من قسوة المناخ و الخوف من الموت …

أطفالا يبكون بلا توقف لافتقادهم لمنازلهم و رجالا يحدقون في السماء و هم يأملون في عدم اكتشافهم …

بوووووووم ---!

من خارج المخيمات ، على وجه الدقة ، من سماء بعيدة ، جاء ضجيج مخيف .

على الرغم من أن الأمر لم يكن مؤكدا ، إلا أنه يبدو كإرتطام شيء ما بالأرض .

" ما هذا ، ما هيك هذا ؟"

" إنه العدو …"

" سحقا ، تحققت مخاوفنا …."

" لكن ، كيف تم إكتشافنا بسرعة ؟!"

كان الناجون في حالة من الفوضى و الخوف ، و ظلوا ينظرون إلى بعضهم البعض …

قوات العدو تقترب منهم بسرعة بينما هم فقط مجرد بشر عاديين …

بعد أن استجمعوا كل ما في وسعهم من الشجاعة ، بدأوا في قيادة الجميع نحو إتجاه عشوائي للنجاة .

إنتشر الهلع و الخوف في كل المكان . فكيف لبشري عادي أن يحارب الخارقين ؟!

لقد تم تركهم بالفعل من طرف السحرة لأنهم يملكون مهاما أخرى للقيام بها ...

" هناك ، هناك …!"

" إنهم يقتربون …"

" أيها الخالة أسرعي .."

" دعني أحمل إبنك .."

كان الناجون يحاولون في ما وسعهم الهرب من الأعداء خلفهم …

كان الجميع يرتجفون و هم يسرعون بشدة خلف قائد الناجين …

بدأت النساء بالفعل بالتعب مما أثقل سرعتهم أكثر .

" أسرعوا .."

" لنقد كل شخص إلى مكان آمن ."

" أتمنى ذلك "

فقبل أيام قليلة ، كانوا يعيشون حياة بسيطة و متواضعة . لكنهم حاليا مطاردون كالكلاب الضالة .

" أقتل الذين لا يستسلمون و قم بتوقيع عقود مع الذين يستسلمون ."

رن صوت صاخب في كل مكان مصدره مطارديهم.

خلفهم ظهر بشكل واضح جيش صغير .

لم يعرف أحد من أين أتوا ، و لكن كان هناك المئات منهم بالفعل .

هروب الناجين لم يساعد على الإطلاق .

كان الأعداء يتكونون من السحرة و الفرسان مما شكل فرقا واضحا ...

" أهربوا سندافع …"

" أهربي مع أمك .."

" بابا "

" أهربي …"

مهما أطلق الناجون على مطارديهم من الحجارة و السهام ، فإن ذلك لم يمنعهم .

ببساطة لم تكن طريقة لإيقافهم .

" أهربوا …"

" كارل إحمل معولك جيدا .."

" إستعدوا سنحاول صدهم .."

كان قائد الناجين و هو رجل يبدو في الأربعينات من عمره ، عريض الجسم و ذو شعر و عيون سوداء .

و بما أنه يتولى المسؤولية ، حاول القتال لمنح النساء و الأطفال فرصة للهرب .

" لا يمكننا هزيمتهم .و لكننا ، يمكننا تأخيرهم قليلا ."

" نعم ، من أجل عائلتنا …"

" نعم ، لن أدعهم يلمسون شعرة من إبنتي .."

ليسوا أقوياء مثل الفرسان ،

و ليسوا خارقين مثل السحرة ،

لكنهم بإعتبارهم الرجال قرروا التضحية بأنفسهم من أجل منح فرصة للأخرين .

في لحظة من الصمت، سمعوا أصوات الخطى الثقيلة والأصوات المخيفة للعدو وهم يقتربون…

كانت النظرات بين الناجين تعبر عن الجمع بين الخوف والعزيمة. وفجأة، اندلعت المعركة.

لكن ، هل يمكن تسميتها بمعركة ؟

كانت مذبحة من جانب واحد .

" أقتلوا هؤلاء النمل "

" أبيدوهم "

سلااااش ---!

أول رجل سقط تحت سيف فرسان العدو هو النجار الذي تحدث سابقا ، رغم محاولته اليائسة للدفاع عن نفسه.

قطع فارس العدو معدة النجار بإبتسامة شريرة على وجهه كأنه ينظر لنملة أمامه .

" موتوا يا أتباع سحرة الظلام ."

ثم اندلعت ألسنة النيران من يدي أحد سحرة العدو، محطمة كل أمل لدى النجار في البقاء على قيد الحياة .

" دافعوا …"

" أبيدوهم و أتركوا الذين يستسلمون. نحتاج لبعض العبيد ."

" أرغ "

" ااااااه"

امتلأ الهواء بصرخات الألم واليأس.

الناجون الذين كانوا يحاولون الدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم وجدوا أنفسهم عاجزين أمام قوى الفرسان والسحرة.

عندما سقط النجار ، اندلعت صرخات الرعب والحزن من بين النساء والأطفال الذين كانوا شاهدين على هذا المأساوي و هم يتراجعون .

الرجل الثاني، الذي حاول الصمود، لم يستطع إخفاء صدمته وخوفه من السحر الذي أسقطه أرضًا.

عندما أطلق ساحر أخر ألسنة النيران من يديه، ارتفعت صرخات الرجل الثاني إلى ذروتها.

كان يعرف أنه سيلاقي مصيرًا مأساويًا، وكل محاولاته للصمود كانت عبارة عن يأس مقرون بصراخ الألم.

فكلما رنت أصوات السيوف والتعويذات، تعززت صرخات الألم والفزع.

الناجون لم يكونوا قادرين على المقاومة…

" آه ، أنقذوني …"

" أرجوكم أعفوا عني لدي طفل صغير …"

" دافعوا …"

" آاااه"

في النهاية ، كان قائد الناجين هو آخر رجل يقف وسط المأساة التي حلت بأصدقائه ورفاقه.

كان زعيمًا لهؤلاء الرجال العاديين، ووقف وحيدًا وسط المذبحة أمامه …

بينما كان يشهد انهيارًا حوله، نظر إلى الفرسان والسحرة بعيون تحمل اليأس والغضب.

"ستدفعون يومًا ما! ستعانون مثلما عانينا !"

" يوما ما ستندمون !!"

" أسكت أيها الحشرة الثرثارة ."

بإبتسامة شريرة ، تقدم أحد الفرسان و هو يحمل مطرقة ثقيلة على ظهره في إتجاه قائد الناجين .

" لو كنا نريد إنهاءكم بسهولة ، لما حصلتم الفرصة على المقاومة . نحن فقط لدينا ما نسميها برغبة … أجل رغبة في رؤية اليأس على وجوه نمل مثلكم ."

" هل إستمتعت بمقاومتك العقيمة ؟ هوهوهو "

مع كلمات السخرية تطير في الهواء، إقترب الفارس ببطء، يحمل مطرقته الثقيلة بين يديه …

حينما وصل الفارس إلى جوار قائد الناجين، رفع المطرقة عاليًا .

ثم حلقت المطرقة نحو الأسفل بقوة هائلة …

كلانغ —-!

دعس —-!

انتشرت الدماء حول جسم قائد الناجين المستلقي، وفوقه مطرقة العدو التي لا تعرف الرحمة.

عظامه تحطمت بالفعل ،ولحمه إتسع بسبب القوة المدمرة للضربة.

كانت نهاية فظيعة لشخص قاد حتى آخر نفس في محاولة يائسة للدفاع عن زملائه وعائلته.

" حسنا ، إنتهى وقت اللعب . إجلبوا النساء و الأطفال للإنتقاء . و أقتلوا عديمي الجدوى .أسرعوا ، مازالت مهام أخرى تنتظرنا ."

صرخ قائد الجيش الصغير .

" حاضر "

نفس المنظر الحالي إنتشر في جميع بقاع أراضي إمبراطورية الغريفين ، الجميع يحاول الحصول على ما أمكن من امتيازات قبل وصول مبعوثي الأراضي المقدسة .

……..

.

.

و لا تنسوا دخول رابط الديسكورد لأنني أنشر فيه مواعيد النشر و إذا أراد شخص ما التواصل معي و شكرا …

2024/07/14 · 129 مشاهدة · 1390 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024