.
.
" إذن ، ألن تطرح أسئلتك ؟ أرى أن في جعبتك العديد من الأسئلة أيها الفتى .."
" أجل ، أملك العديد من الأسئلة ... لكنني أرى أنك اكتشفت العديد من الأشياء بسبب نظرك بوقاحة إلى ذكرياتي ."
رغم شعور سامويل بقدر كبير من حسن النية في تصرفات راغنار الأخيرة .
و مع ذلك ، كان من السابق لأوانه التخلي عن حذره .
" أنا أسف على ذلك ... لقد رأيت علاقتك ب###### و #####*٪# و فهمت بضعة أشياء … لكنني في المقابل قمت بشفاءك … و انتظرت حتى الوقت المناسب لقراءة أفكارك لكي لا يؤثر الأمر سلبا عليك و تصبح معاقا ذهنيا ."
إبتسم راغنار بإبتسامة خفيفة …
ظهر من العدم كرسي خشبي في يده ، و جلس عليه بهدوء .
بينما كان يشاهد الملامح الباردة على وجه سامويل ، أطلق تنهيدة حزينة و ظهرت مشاعر مختلفة في وجهه …
" أيها الفتى، لقد تم تعزيز هذا المكان بالعديد من القوانين المختلفة التي أتقنتها خلال فترة حياتي . لذلك من المستحيل الدخول إلى هنا بدون إذني . لذلك ظهورك فاجأني تماما و بعد التأكد من أنك سليلي قررت أن أستعمل عليك تعويذة تنقيب الروح بعد أن يصبح وضعك مستقرا ."
" لقد ظننت في البداية أنك أحد أولئك اللعناء الذي يحاولون خلق مفتاح الدخول عبر قوانين الدم .."
عندما رأى سامويل راغنار يتكلم ، جلس على الفور بشكل مستقيم فوق السرير و هو يستمع بهدوء له .
" في الماضي ، كنت غريفين ملكي فخور شاب و متهور مثلك … كنت أعيش في عالم متوسط المستوى يسمى بكايرو . لقد كان عالما من أجمل العوالم في الكون . كان به مدن رائعة ، سكان طيبون و طعام رائع للغاية … حتى أن العديد من زوار العوالم الأخرى وصفوا عالمنا بجنة جميلة …"
عندما رأى سامويل راغنار يتذكر ماضيه ، ظل ينصت موليا إنتباهه الكامل لسلفه .
لم يعد بتاتا يعتقد أنه شخصية خيالية قام بإنشائها …
كما أنه لم يعد يعتقد أيضا أنه داخل روايته …
وعد نفسه أنه سيكتشف الحقيقة مهما حدث …
و كان هذا لقاءه الثاني لسلف الغريفين راغنار أحد الوحوش الأسطورية .
نظر راغنار إلى السقف بينما كان يتذكر ماضيه ، رسم إبتسامة حزينة و مأساوية على وجهه .
" قبل وقوع الكارثة ، كنت الأمير الثالث لمملكة الغريفين حاكمة عالم كايروا … في ذلك الوقت ، كنت منغمسا في الملذات و الشهوات ، كنت ما يسميه البشر بالقمامة البشرية ."
" كانت شخصيتي سيئة بشكل لا يصدق … أتنمر على من أريد و أقوم بخلق المشاكل لوالدي باستمرار…"
" و لكن … ثم ضربنا من العدم . هاجمتنا …"
و فجأة ، صر راغنار أسنانه و إحترق وجهه من الغضب الشديد .
" الشياطين ، تلك المخلوقات اللعينة… هاجمت قوات ملك الشياطين عالمنا بدون سابق إنذار محولة العالم الذي كنت أفتخر به إلى دمار تام …"
أخذ راغنار نفسا عميقا و حاول تهدئة نفسه قبل مواصلة حديثه .
" أحسست تلك الأيام بالخسارة و الغضب الشديد بعد نجاتي بصفتي أميرا ملكيا على حساب بلايين الأرواح . مات والدي الملكي ، والدتي ، إخوتي الأكبر سنا ، أعمامي و هم يقاتلون الشياطين اللعينة …"
على الرغم من أنه مجرد روح متبقية ، إلا بإمكان سامويل رؤية الحزن و الألم مختبئين في عيون راغنار .
" عانيت مرارا و تكرارا ، تمنيت الموت أكثر من مرة لكنني لم أستطع قتل نفسي بسبب جشعي و رغبة في الحياة …"
" ثم إلتقيت ب###### ، انضممت إلى ###### … " إبتسم راغنار ." علمني جل ما أعرفه و ساعدني على الوصول إلى مستويات من القوة لم أحلم بها بتاتا …"
بينما ينصت لكلام راغنار ، شعر سامويل بالغضب داخليا لأنه لم يستطع سماع الأجزاء التي هو فضولي بشأنها من كلام سلفه …
لكنه ، عرف أن الأشياء التي تفوق مستواه ، يتم حجبها من طرف قوة مجهولة …
" و توالت أحداث ، و إنتهى بي الأمر بقتال …. أحد إخوتي ، تمكنت من الفوز وقتله في الأخير ...لكنني تلقيت إصابة خطيرة جعلتني أعود إلى كهفي للشفاء . وكما ترى لم أتمكن في النهاية من النجاة …"
حرك راغنار رأسه و المرارة تملؤ محياه .
" و ها هم يحاولون مرة أخرى استعمال أحفادي لدخول قبري …؟ يزعجونني حتى بعد موتي .."
عندما سمع سامويل ماضي راغنار الجالس قربه ، حك شعره بلطف …
لأنه ما قاله سلف الغريفين عزز نظريته …
فمنذ ذهابه لعالم الأورك ، لقائه بالوصية ميرا و الآن سماع قصة راغنار …
أكد أنه موجود في عالم مختلف في العديد من النواحي من روايته …
لو لم يكن هو مؤلف الرواية …
لاعتقد أن الكاتب أخفى العديد من الحقائق و أبقاها في الظلام لسبب ما …
لأنه لم يكتب بتاتا عن قصة راغنار، طريقة إرتقائه و حصوله على قوته .
كما أنه لم يكتب عن كيفية موت راغنار الحقيقي في الرواية .
لأن الرواية هي منظور بطل الرواية تايلور الذي قابل راغنار فقط في بضعة مناسبات …
الأولى ، إلتقى الثنائي لأول مرة داخل الخزنة الإمبراطورية حصل من خلالها على أحد كنوز التي يملكها راغنار .
و الثانية ، هي عودة تايلور لإمبراطورية الغريفين بعد تطور مهول في قوته رفقة إليزابيت و زملائه .
دمروا فيها مملكة ماكنزي و تمكنوا من الحصول على كل ما يملكه من كنوز من خزنته في دانجون الذئاب .
أما هذا القبر التي يوجد به سامويل حاليا ، فقد أتى له أيضا تايلور مرة واحدة …لسوء الحظ وجد المكان فارغا ...
فراغنار هو فقط شخصية ثانوية هدفها المساهمة في تطوير البطل الرئيسية .
" لم سأتفاجئ … فسلف الغريفين أيضا قطعة من لغز ضخم"
طبخت الأفكار و السيناريوهات في ذهن سامويل …
مما جعله يحرك رأسه بمرارة …
قرر التخلي عن هذه الأفكار للوقت الحالي …
و محاولة الحصول على معلومات أخرى لاستنباط الصورة الكبرى …
" ماذا ؟!"
" لا شيء ، لاشيء …"
توقف سامويل لثانية قبل أن يضيف بهدوء ،
" لكن ، لماذا قاتلت أخوك ؟… أنا لا أفهم"
" …"
ظل راغنار صامتا لبرهة من الزمن ثم أضاف بهدوء و بلهجة إعتذارية .
" أسف ، لكنك لن تستطيع سماع السبب ...-"
قاطع سامويل كلام راغنار متمتما بإنزعاج …
" لأنه يفوق مستواي أليس كذلك ؟!…"
" هاهاها … لقد أصبت في كلامك … "
" لكن ، ما الشيء الذي يقوم بحجب المفردات في كلام كائن قوي مثلك ؟ "
شعر سامويل بالفضول الشديد …
تذكر أنه أراد أن يسأل روح راغنار السابقة عن هذا الأمر …
لكن ، تصرفاتها الباردة و الغير متوقعة جعلته ينسى على ذلك …
" حتى لو حاولت الشرح لن تفهم … لكن ، إعلم أنه قانون سنّه شخص قوي و مخيف للغاية … هذا الشرح الوحيد الذي أستطيع إخبارك به …"
'ًشخص قوي للغاية …'
كلما تكلم راغنار أكثر …كلما جعله يشعر بأن الأشياء ليست بتلك البساطة …
' و …'
" لكن ، لأي درجة هو قوي …؟!"
تمتم سامويل بأفكاره بدون تردد …
إذا لم يسأل الآن ، فمتى سيحصل على أجوبة ؟
" هوهو … هل أثرت فضولك ؟ … "
" أجل !"
" هاها لم أنت مندفع هكذا …"
"…"
لم يجب سامويل على مزاح سلفه . كانت هذه الروح مختلفة تماما عن الروح الذي كانت في دانجون الذئاب … كانت روحا تملك مشاعر على ما يبدو …
ربما لأنها الروح الأساسية …
" يالك من سليل ممل … "
" ألن تخبرني …؟! لما تحاول التملص من الإجابة…"
" غيرت رأيي … لن أخبرك … اكتشف ذلك بنفسك… "
" أنت !!"
صر سامويل أسنانه . لقد طرح فقط سؤالا بسيطا …
لكن ، الطرف الأخر امتنع عن الإجابة بسبب هواه …
" هوهوهو … هل أنت غاضب …؟"
هوف —-!
زفر سامويل بعمق …
ثم تمتم .
" و لماذا منطمة الشياطين فين تريد دخول قبرك ؟!"
" أوه ،لما في نظرك … أليس الأمر واضحا ؟"
نقر راغنار على رأس سامويل …
' هل هذه شخصيته الحقيقية إذن ..؟'
إختفى الرونق الذي كان يحيط براغنار في عيون سامويل …
و أصبح في نظره راغنار هو شخص مزعج ، ذو شخصية بغيضة تشبه ماغنوس …
كما تذكر ما قالته ميرا عند لقائها لسامويل لأول مرة …
< كيف لي أن لا أتعرف على قناع ذلك المزعج ؟>
' إنه مزعج و صبياني في بعض اللحظات … و جدّي في لحظات أخرى …'
" ليحصلوا على كنوزي و … جثتي … ألا تعرف قيمة جثة كائن مثلي … لحسن الحظ ، لم ينشروا خبر إيجادهم قبري إلى الفروع الأخرى و إلا لظهر إخوتي من العدم …"
فمنظمة الشياطين فين هي منظمة إجرامية واجهها بطل الرواية تايلور بدون توقف في العديد من المناسبات .
هدف هذه المنظمة هي نشر الفوضى في هذه القارة ، تمهيدا لغزو الشياطين لهذا العالم .
في رواية الطريق نحو القمة ، قاتل بطل الرواية تايلور موون هذه المنظمة مرارا و تكرارا و أحبط مخططاتهم في كل مرة .
واجههم في العديد من الأماكن ،
من بينها …
إمبراطورية الغريفين .
وهي تعتبر العدو الأخير للبطل في الرواية ….
" هل لمنظمة الشياطين فروع ؟!"
لم يسبق لسامويل بأن سمع بهذه المعلومة . لذلك استغرب من الأمر …
' علي نسيان أنني في روايتي …'
" هوه، لا … على العكس أيها الحفيد … منظمة الشياطين هي مجرد فرع من فروع منظمة أخطر … منتشرة عبر العوالم المختلفة …"
بلع —-!
بلع سامويل ريقه .
" هذا يعني …-"
و كما لو قرأ راغنار عقل سامويل ، أضاف بهدوء .
" نعم ، طاقة الموت التي أصابتك هي مميز من مميزات منظمة الجحيم التي هي أيضا فرع من الفروع المرتبطة بمنظمة الشياطين .."
" هذا لا يصدق…"
فلقد اكتشف سامويل لتوه أنه كان يرى فقد جزءا من الصورة الضخمة …
منظمة الشياطين هي فقط فرع من فرع منظمة أخرى …
كما أن الشاب ذو الشعر الأسود الذي هاجمه سابقا هو جزء من فرع أخر يسمى بالجحيم …
' لكن ، ما هو هدفهم ..؟'
' لم قامت منظمة الجحيم بإشعال الحرب في عالم أركانا …؟'
' كم عدد الحقائق المخبأة التي تنتظره لاكتشافها …؟'
" أعلم … العالم عجيب ، أليس كذلك ؟"
" أجل … بخصوص منظمة الجحيم ..-"
لكن ، قبل أن ينهي سامويل كلامه .
وضع راغنار إصبعه على فم هذا الأخير متمتما بهدوء …
" ستصادفهم مستقبلا و ستكشف بنفسك حقيقتهم و أهدافهم . أما الآن اتبعني …"
نهض راغنار من مكانه و توجه إلى الباب متبوعا بسامويل …
" هذا هو هدف منظمة الشياطين ، أيها الحفيد …"
" هذا …!"
أمامهم ، قبعت …
عظام جثة الغريفين الضخمة .
" يا لها من جثة عظمية ضخمة! لم أتوقع أن جسدك بهذه الضخامة ! "
سامويل نظر بدهشة إلى الجثة العظمية للغريفين الأسطورية،…
" أجل ، هذا جسدي الأصلي ، لسوء لم يستطع الصمود في وجه رمال الزمن ."
ابتسم راغنار بمرارة .
تتكون الجثة من عظام ضخمة ومتراكمة، تشير إلى حجم راغنار الذي كان يتمتع بقوة فائقة.
تتوسط الجثة الغرفة الحجرية الباردة الذي إنتقل إليها الثنائي ، مما عزز من جو المكان المرعب والمهيب.
كما تُشير التشويشات المتناثرة في الهواء المحيط بالجثة إلى تأثير الهالة المخيفة التي تنبعث منها…
" لم أستطع لسوء الحظ النجاة بعد إصابتي للقتال ، لذلك استعملت باقي قوتي لتعزيز كهفي ، مخفيا جثثي عن الأيادي الخبيثة."
واضعا يده خلف ظهره ، أضاف راغنار هذه الكلمات مفكرا بعمق .
" لكنني ، لم أتوقع أن يستعملوا قوانين الدم بهذا الشكل .."
صر راغنار أسنانه بقوة و الحزن يملؤ وجهه .
لم يتوقع في حياته أنهم بتلك الحقارة .
" أنا أسف كان عليك أن ترى ذلك ."
" لا أنا أفهم ."
هز سامويل رأسه ، مظهرا تفهمه لراغنار .
" لم أستطع الظهور لأنني سأجلب خطرا أكبر لسكان هذه الأرض … "
بما أن الغريفين كائن قوي جدا ، فلا بد أنه يملك أعداء أقوياء و مخيفين جدا .
لذلك ، فظهوره لإنقاذ أحفاده الذين يتم استعمالهم كفئران تجارب قد يشكل خطرا أكبر عليهم .
حدق الثنائي في بعضهما البعض لبضع ثوان ...
إبتسم راغنار بهدوء ، برقت عيناه بالإثارة و ربت على كتف سامويل …
" هذا …!"
ثم فجأة ، حدق راغنار في الأفق لبرهة من الزمن ، قبل أن يلقي نظرة سريعة نحو سامويل و صوته يعلوا بالجدية .
" ظننت أنها حرب داخلية… لكن ، الأمر حقا أسوء مما ظننته … إمبراطوريتك في خطر أيها الفتى …"
.
.
و لا تنسوا دخول رابط الديسكورد لأنني أنشر فيه مواعيد النشر و إذا أراد شخص ما التواصل معي و شكرا …