.

.

أي نوع من مدن كانت مدينة دمبر ؟

لقد كانت العاصمة الملكية التي إفتخرت بها الغريفين طيلة وجودها .

و مع ذلك ، فقد تم تحويل المدينة إلى خراب بسبب الخونة الذين قاموا بخطوتهم قبل وصول قوات الفيتو حتى.

فبسبب قتل سامويل لعدد كبير من النبلاء في حفل إختيار الإمبراطورة و إعلان إتحاد الفيتو…

استغل باقي النبلاء الوضع ، أداروا ظهورهم لإمبراطورهم الحالي و قاموا بعقد صفقات مع قوى خارجية مقابل النجاة من الفحص و التطهير الشامل…

تم مطاردة القوات الموالية لسامويل بلا هوادة رغبة في القضاء عليها…

كما تم وضع مكافأة مالية سخية جدا على رأس إمبراطور الغريفين الحالي و أتباعه المعروفين .

انتشر الدمار في كل مكان ، لحسن الحظ تم إخلاء العامة سابقا إلى الجبال المجاورة .

كما تمكن سكان الإقطاعيات القريبة من الحدود من النجاة بأنفسهم قبل إغلاقها .

" سحقا ، لقد أنقذنا مؤقتا الآلاف من الأرواح . لكن ، الأمر لن يبقى هكذا للأبد . قوات الفيتو تقترب شيئا فشيئا من العاصمة ."

" إنهم … إنهم يستعبدون الرجال و النساء المفيدين … و يقومون بالقضاء على الأخرين ، لقد مات مئات الآلاف الأشخاص بالفعل ."

" أعلم … هذا مؤسف حقا "

كيف أصبح الوضع هكذا ؟

ما هو الدافع الرئيسي خلف هذه الإبادة ؟

لا أحد يعرف …

داخل مقر نقابة الظل ، جلس ماغنوس قبالة زميله إكس بحيث شعر بالغضب الشديد ، الوضع الحالي مظلم تماما .

فقد تم إغلاق جميع المنافذ للهرب ، حتى محاولة النقل عن بعد خارج الإمبراطورية هو أمر غير ممكن .

حاليا ، أرسل ماغنوس و إكس قواتهم لمرافقة العامة و حمايتهم من قوات الفيتو .

كانت لديهم فرصة للهرب بسهولة لكنهم قرروا في الأخير البقاء لمساعدة الأخرين .

بالطبع ، الأمر غبي للغاية .

من سيضحي نفسه من أجل الأخرين ؟

لكن ، ماغنوس هو ذو شخصية طيبة للغاية ، كما أنه لم تسول له نفسه أن يترك الغريفين بدون القيام بأي شيء .

على الأقل ، لقد ساعد بالفعل في إخلاء العديد من الإقطاعيات في الوقت المناسب خارج حدود الغريفين و لكنه فقد العديد من زملائه الذين لم يرغبوا أن يضحوا بحياتهم من أجل لا شيء .

" قوات الفيتو ستصل قريبا "

تمتم إكس بهدوء تام .

بسبب العقد الذي وقعه سابقا ، لم يكن لإكس خيار سوى الإلتزام بأوامر ماغنوس و مساندة قراراته …

" سحقا … أعلم ، لكننا لا نملك حلولا حاليا ."

" كما أن الأسياد الشباب للأراضي المقدسة هم من يقودون الاجتياح ."

" أعلم يا إكس . لكن ما الذي نستطيع فعله ؟"

وقف ماغنوس أمام زميله ، و نظر إليه بعيون غارقة .

" ستصل مناطيد العدو في أي وقت ، و لكننا لا نملك طريقا للهروب ."

ساد التوتر في الجو .

نظر ماغنوس إلى إكس بهدوء .

على الرغم من أنه يحاول تقديم مظهر ثابت ، إلا أنه كان يشعر بعدم الارتياح الذي لا يمكن إخفاؤه .

" أنا لست نادما على الأمر بتاتا ."

" لست نادما ..؟!"

" لا "

" لكنني لم أرغب بأن يرافقني أرون . مازال أمامه مستقبل زاهر … لكنه ، لم يرغب في المغادرة ، إنه شاب صعب المراس ."

"…"

" حاولت إقناعه لكنني فشلت في النهاية . لقد قرر مرافقتي حتى النهاية ."

"…"

نظر إكس إلى ماغنوس بشيء من الحيرة.

" أنا خائف . أخشى أن أفقد حياتي اليوم قبل أن ألتقي بابنتي الحبيبة . لكنني على الأقل حميت العديد من العائلات لكي لا تعاني بمثل ما عانيت به .."

تذكر جميع زملائه السحرة الذين وافقوا على مساعدته في قضيته دون الإهتمام بحياتهم كما لو أنه ينقشهم في ذاكرته . ثم تحدث ببطء .

" أنا أسف إكس لأنني جررتك في الأمر ."

" لا بأس "

كان هذا ما شعر به ماغنوس من أعماق قلبه .

" طلب مني سامويل مرافقتك و هذا ما سأفعله ."

" شكرا لك ."

فبفضل مساعدة نقابة الظل و بعض النقابات الأخرى، تمكن السحرة من تنفيذ خططهم بفاعلية أكثر .

ابتسم ماغنوس بأدب …

" حاليا ، ما علينا سوى التراجع إلى جبال رايس الجنوبية . سنستخدم التضاريس لصدهم أولا و سنحاول في الأخير خلق فرصة للتفاوض مع الفئات العليا ، هذا هو حلي .."

" … أفهم ، إذن سأجمع الأعضاء المنتشرين في المدينة و سنغادر فورا !"

" هذا جيد جدا ، سأجهز الأمر من جانبي أيضا ."

شرح ماغنوس خطته قبل أن يتبادل الاثنان آرائهما و ينهيا تخطيطهما .

.

.

***************

*********

.

.

مرت ثلاث ساعات على بدأ الإنسحاب التكتيكي من المدينة ،

مات في غضون هذا الوقت العديد من حلفاء ماغنوس على يد الخونة .

لكن هذا الأخير حافظ على هدوءه .

" لقد انسحب الجميع تقريبا ، هيا إبدأ ."

" حاضر معلمي ."

وقف ماغنوس ، أرون و بعض السحرة فوق أحد المباني الطويلة بعاصمة الغريفين و هم يحدقون في الدمار المخيف .

على مسافة ليست ببعيدة يمكنهم أن يرصدوا العديد من الأشكال القادمة بإتجاههم .

" بئسا …أولئك الخونة "

" هل أنت متأكد من مقدرتك على نقلنا أيها الساحر الشاب أرون ؟"

تمتم بهدوء أحد السحرة المرافقين للثنائي بتوتر بادي على وجهه .

" أجل ، إنه فقط تجهيز التعويذة للعديد من الأشخاص أمر مرهق للغاية ."

" حسنا أيها الساحر الشاب "

سووووويش —-!

انتقلت المجموعة بفضل تعويذة أرون المدعومة بأحجار المانا إلى جبال رايس الجنوبية .

ففي الساعات السابقة ، قام أرون بالفعل بنقل المئات من حلفائه من مدينة دمبر إلى معسكر الناجين الموجود في هاته الجبال .

يعيش داخل خيم المعسكر ، أكثر من مائة ألف مدني تمكن من هروب من نطاق الحرب لحد الآن.

" أخيرا إنتهيت ."

دوت —-!

سقط أرون على الأرض مغشيا عليه بإبتسامة نصر على وجهه …

لقد تمكن على الأقل من الإنهاء المهمة المكلفة إليه في الوقت المحدد .

" سنلتقي أولا بقائد المعسكر تيج ."

" أجل "

و بينما كان الواصلون الجدد على وشك التحرك ناحية المخيمات .

" بئسا …"

" لكن ، كيف …؟ "

إخترقت أشعة الضوء غيوم السماء الزرقاء .

كان مصدر الضوء عبارة عن منطاد ضخم حلق في السماء .

و عرف ماغنوس و زملاؤه معنى وصول المنطاد .

" ذلك العلم … هذا منطاد أرض الظلام المقدسة . سحقا ، لم أتوقع أن يتم مطاردتنا بهذه السهولة ."

" لكن ، التقارير أفادت بأنهم متواجدين في الشمال ."

" ما الذي يحدث حقا ؟!"

توتر تعبير ماغنوس بشدة .

صار جميع من في المعسكر يحدقون بعدم تصديق في المنطاد المحلق فوقهم .

لم يعتقدوا أن العدو سيجدهم بهذه السهولة .

" سحقا ، لماذا ظهرت أرض الظلام المقدسة ؟! من بين جميع الأراضي المقدسة هي الأسوء . "

وووووم —-!

المنطاد حلق في السماء .

حدق الجميع فيه كأنه حاصد أرواح أمامهم .

بمجرد ظهور المنطاد ، حمل ماغنوس تلميذه فوق ظهره .

" بحقك ؟ لماذا هم هنا ؟"

كان المنطاد هو وسيلة نقل متطورة تتحرك في أوقات الحرب فقط .

سمع ماغنوس عنها العديد من المرات لأنه تم إبادة دولة عظيمة …. في الماضي … بسبب هذه التكنولوجيا .

لكنها كانت المرة الأولى التي يراه فيها شخصيا .

" كيف سنتعامل مع المنطاد ؟ حتى سحرة الشمس لن يحاولوا مواجهته مباشرة . أيقظوا أرون !!!"

صرخ أحد السحرة المرافقين بقوة و هو يرتجف من الخوف …

" لقد تم استنفاد المانا خاصته تماما . "

هز إكس رأسه ، توقف عن الكلام لثانية ثم أضاف .

" حاليا ، لا نملك حلا بتاتا .نحن مثل النمل أمام أرض الظلام المقدسة ."

" بهذا المعدل سيموت جميع من في المعسكر . إن أرض الظلام المقدسة معروفون بقوتهم و عدم رحمتهم ."

تمتم ساحر أخر بمرارة .

مع دخول المنطاد توقف الجميع عن ما كانوا يفعلونه .

إنتشر الهلع و الخوف في كل مكان .

" سحقا "

لم يرغب ماغنوس في الإستسلام ، أراد أن ينقذ الجميع و كل شيء .

أو على الأقل أراد المحاولة .

حتى لو تمكنوا من الهرب من المنطقة فسيبقى الأمر يطارده كالشبح طيلة حياته .

" إلى أين أنت ذاهب ؟"

" سأذهب لتنشيط مصفوفة الدفاع التي أقمتها في السابق ، سأقاتل حتى النهاية ."

" هل أنت غبي يا ماغنوس ؟!"

" أعلم ، أن الأمر غبي لكنني لا أرغب في التراجع . النجاة على حساب آلاف الأشخاص هو أمر ضد مبادئي . لكن ، بما أنكم ستغادرون ، أرجوكم إعتنوا بتلميذي جيدا ."

وضع ماغنوس تلميذه في يد أحد زملائه الذين يثق بهم.

" إعتنوا به "

.

.

ما رأيكم في فلسفة ماغنوس ؟!

هل هي فلسفة جيدة أم غباء تام ؟!

.

.

و لا تنسوا دخول رابط ديسكورد روايات عربية لأنني أنشر فيه مواعيد النشر و إذا أراد شخص ما التواصل معي و شكرا …

2024/07/18 · 136 مشاهدة · 1389 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024