.

.

" هاهاها أنظر …"

" هؤلاء النمل يحاولون المقاومة ."

داخل المنطاد الضخم، تمتم بسخرية شاب ذو شعر أصفر، عيون خضراء و وجه كريم .

إستقر شعره الطويل قليلا فوق كتفيه العريضين ، و بدا خط فكه الذكوري كما لو أنه محفور من قبل نحات ماهر .

يمكن للمرء أن يرى فتاتين جميلتين قربه ، استقرتا بهدوء بين ذراعيه ، يطعمانه العنب كالملك .

توماس دارك ...

الأمير الخامس لأرض الظلام المقدسة و ساحر قوي للغاية ...

سليل عائلة دارك العائلة الملكية للأرض المقدسة .

كما أن له شخصية متعجرفة و منحرفة جدا .

يمكن رؤية موقفه المتعالي من جميع مرافقيه الذي جعل الناس يشعرون و كأنهم حشرات أسفله ...

ولد بملعقة بلاتينية ، و قدم له ما يشاء . لذلك كان من المحتم أن تصبح شخصيته هكذا ...

" هاهاها النمل يحاول أن يقاوم …"

" هؤلاء البشر الذين لا يفعلون شيئا سوى التنفس و الموت يحاولون المقاومة . هاهاها "

" أنت محق أيها السيد الشاب ."

" نعم ، أيها السيد الشاب ."

رن صوت أنثوي ناعم متبوع بصوت أخر على جوانب توماس .

" بالطبع أنا محق ."

" كياااه "

" اااااه ، أيها السيد الشاب ."

أحكم توماس قبضته على ورك خادمتيه مما جعلهما يحمران من الخجل و يحولان رؤوسهم بعيدا .

ثم أدار رأسه ناحية فارس أصلع ذو عيون بنية مخملية و ندبة كبيرة في وجهه ،

" أيها السير لمبارد ، أنهي الأمر بسرعة ، أريد العودة للأكادمية في أقرب وقت ممكن، أليس ذلك يا حبيبتي ؟ "

أمال توماس رأسه محدقا في الخادمة الجالسة على يساره .

" ألم تفتقدوا حركاتي يا حبيباتي ؟ لسوء الحظ ، نحن في مهمة و إلا …"

صنع توماس وجها منحرفا و لعابه يسيل قليلا .

كانت نظراته كالذئب الذي ينظر إلى فريسته ، بينما إحمرت الخادمات كلون الطماطم من الخجل و سرعان ما تمالك نفسه بعد بضع ثوان قائلا …

" إذن …"

" حاضر أيها السيد الشاب ، سننهي الأمر بسرعة ."

" لكن ، لمبارد ، لماذا تصنع هذا الوجه في هذا اليوم السعيد ؟ هذه المهمة ستنتهي بعد طول إنتظار ."

لم تخرج كلمات من فم لمبارد .

بعد قليل من الصمت ، تنهد توماس بعمق مضيفا …

" حسنا غادر ، لا تنس أن تقبض على …"

إرتفعت حواف توماس لتكون إبتسامة شريرة على وجهه .

" ماغنوس بيرس …"

" أرون بيرس …"

" و أخيرا، سامويل هانوفر …"

" سأحصل على ما يكفي من المال للإستمتاع أكثر مستقبلا هاهاها ."

خفض الفارس لمبارد قائلا بإحترام ،

" حاضر أيها السيد الشاب …"

.

.

*****************

********

.

.

انتشر الجنون في أراضي إمبراطورية الغريفين بدون توقف …

خصوصا ، بعد ظهور مناطيد الأراضي المقدسة في مختلف ارجاء الإمبراطورية…

القتل و الدمار إنتشر في كل مكان .

يمكن للمرء سماع الصراخ و النحيب من كل الاتجاهات .

جنود قوات الفيتو المشتركة يعيثون في الأرض فسادا ، يستعبدون من يريدون و يقتلون ما يحبون بدون أية ذرة ندم …

القرى المحترقة المدن و الإقطاعيات المدمرة تعلوها أعمدة الدخان …

وأشلاء البيوت والمباني المتهاوية ترتفع كالتماثيل الصامتة للدمار.

إنتشرت الجثث البشرية المتفحمة والمشوهة على الأرض، معبأة بالوحشية والظلم التي لا يمكن تصورها.

لا يبدو أن هناك نهاية لهذا الجحيم، حيث تتصاعد أصوات الصراخ والبكاء من كل مكان، وكأن الأرض نفسها تتألم من هول ما يحدث على سطحها.

تمتلئ الأنهار بالدماء المتساقطة كالماء، بحيث أصبحت الأرض مشبعة برائحة الجثث العفنة والحرق ، أصبحت أيضا المزروعات مدمرة .

تحولت إمبراطورية الغريفين في غضون بضعة أيام من إمبراطورية محترمة إلى أرض حرب دموية .

-فيوووو

بالقرب من جبال رايس الجنوبية ، تحرك ظل أسود برشاقة بسرعة البرق ناحية مخيمات اللاجئين .

عيونه الحمراء لمعت بضوء بارد و خطير و هو في طريقه نحو هدفه .

بعد بضع دقائق ، توقف فوق جرف صخري و هو يتمتم ...

" أين هو ؟!"

.

.

************

******

.

.

" هيا ، احقنوا المانا في التشكيل بسرعة قبل ..-"

مباشرة تحت منطاد أرض الظلام المقدسة ، الذي غطى السماء كاملة ببنيتها الضخمة .

وجه ماغنوس السحرة الباقين لتشغيل مصفوفة الدفاع بسرعة قبل أن يبدأ العدو في الهجوم ، و لكن قبل إنتهاء حديثه …

بوووم —-!

" هاه ؟"

فجأة ، لمع الضوء الأزرق مغطيا كل مكان ، و كان هناك إنفجار بجواره .

جعله يتراجع لألاف الأمتار للخلف كالورقة ليصدم بإحدى الأشجار كالصاروخ .

" أرغ "

" سحقا ، لقد إستخدموه بدون تردد، هؤلاء اللعناء . التفاوض لم يكن خيارا في البداية . سحقا …"

إستخدم المنطاد الضخم مدفع المانا الذي هو سلاح وحشي للغاية، مدمرا أكثر من نصف مخيمات الناجين بقسوة .

إعتقد ماغنوس أنه مهما بلغت درجة قسوتهم لن يستخدموا مثل هذا السلاح المدمر ضد مدنيين ضعفاء .

لكن ، لسوء الحظ نشط سحرة المنطاد المدفع بإستخدام أحرف رونية .

يمكن لماغنوس أن يرى أن في الجزء السفلي للمنطاد توجد فتحة كبيرة ، أطل منها مدفع ضخم .

حدق ماغنوس في المدفع الضخم و الغضب الشديد يملؤ محياه .

كيف أمكنهم فعل هذا ؟

تحولت الأرض جانبه ، من أرض سليمة إلى دمار شديد .

بدا الأمر كما لو أن وحشا ضخما جرف الأرض …

تم تفجير الخيام ، تدمير الأرض و تناثر الحطام في كل مكان .

كما إنتشرت الآهات و الصراخ في كل مكان ،

يمكن وصف شكل المكان كأنه الجحيم تجسد على الأرض .

" هذا ؟! لا …. لا ، لا ، إنتظر …"

فجأة ، إرتفعت كتلة المانا الضخمة من فوهة مدفع مانا العدو …

" أهربوا !"

صرخ ماغنوس على الناجين حوله ، و شعور اليأس في صوته .

إنتزاع---!

حمل ماغنوس طفلا صغيرا على كتفه و هرب بعيدا متجها نحو زملائه الذين سبقوه في السابق .

كل هذا حدث في ثانية واحدة .

كررررر —-!

صبغت السماء باللون الأزرق ، نتيجة تدفق المانا الزرقاء ناحية فوهة المدفع .

تم توجيه فوهة المدفع هذه المرة ناحية منطقة ماغنوس ، إذا تم إطلاق طلقة ثانية فسيتم تبخير ما تبقى من الناجين من المخيمات .

‘ كيف سنمنعها …. ؟ ‘

هذا لا يمكن بتاتا .

‘ كيف فكرت في محاولة المقاومة بإستعمال مصفوفة منخفضة المستوى ؟’

‘كم أنا غبي للغاية .’

" أسف ، إليزابيت . لن أستطيع لقائك لسوء الحظ . لكنني على الأقل لست نادما ، لقد حاولت على الأقل . "

إبتسم ، متذكرا السنوات التي قضاها مع زوجته و إبنته …

شعر بالحنين إلى تلك الأيام أكثر من الأيام التي أصبح فيها رئيس سحرة البلاط و رئيس برج السحر الإمبراطوري.

" نعم ، محاولتك قد أثارت إعجابي حقا ، أيها العجوز ."

فجأة ، رن صوت ساخر مألوف في جانب ماغنوس جعله يتوقف عن الهروب ، مديرا رأسه ناحية مصدر الصوت بصدمة كبيرة .

" أنت ، سامويل …-"

" هاهاها ، لقد مر وقت طويل ، أيها العجوز "

" أنت ماذا تفعل هنا ؟ ألم تقل أنك ..-"

لكن ، قبل أن يتمكن ماغنوس من إكمال جملته ، قاطع سامويل تابعه بهدوء تام في تصرفاته متمتما بسخرية …

" تركتك لشهرين و أنظر ما حدث هنا … هل أنت عديم النفع لهذا الحد ؟"

" أنت … أنت … ألا ترى وضعنا ؟"

صرخ ماغنوس بقوة ، مشيرا للمدفع الذي سيطلق النار في أية لحظة ليمحي هذا المكان من الخريطة .

" لماذا أنت هنا ؟ لماذا عدت ؟ "

" أوااااا "

سلم ماغنوس بسلاسة الطفل الذي يحمله لأحد الناجين ، و أمسك كتف سامويل بقوة قائلا بهلع …

" هل أنت مجنون لهذه الدرجة ؟!"

" لم يشحنوه في البداية … و أنظر لقد خلق هذا الدمار المخيف … و الآن ، يقومون بشحنه … -"

" لماذا أنت هنا ؟ لماذا أيها الشقي الملعون ؟!"

حك سامويل أذنيه كأنه لا يهتم بالوضع الحالي و أضاف بنبرة تدل على إنزعاجه …

" لقد أتيت لإنقاذك أيها العجوز ، كفى صراخا ستقوم بجعلي أصما … أين هو أرون ؟ إجلبه هنا بسرعة و قد جميع الناجين إلى اتجاهي …"

" أنت … هل جننت ؟ يإلاهي لقد جننت ."

وضع ماغنوس يده على جبهة سامويل كأنه يريد تفقد درجة حرارته .

ثم بخوف شديد على وجهه ، أضاف .

" هل تظن ب..-"

لكن ، فجأة تجمدت ملامح ماغنوس .

لم يلاحظ في البداية بسبب هلعه و خوفه …

لكن ، المانا المحيطة بسامويل أصبحت أكثر كثافة و غموضا ...

كما أنه أصبح يشعر بإحساس الخطر من سامويل …

" أنت ، كيف أصبحت بهذه القوة ؟...."

" أجل ، إنها قصة طويلة سأخبرك بها لاحقا . الآن ، قد الجميع ناحيتي بسرعة .."

" هل …!"

كررررررر---!

قاطع إجابة ماغنوس صوت المدفع المشحون بالكامل .

إنتشر الضوء الأزرق في كل مكان ، كأنه يشير إلى إنطلاق حاصد الأرواح ناحيتهم .

و …

سوووب—-!

ظهر شكل ظلي أمام الهجوم ، أرسل طاقة ذهبية في الهواء مشكلة درعا ضخما حول الناجين .

و أرسل سيفه ناحية الهجوم .

عندما إلتقى السيف و المدفع ، ترددت صيحات طنين تمزق الأذن في كل مكان .

تصادمت قوة الشكل للظلي ضد أحد أقوى أسلحة الحرب …

لم تستطع نيران مدفع المانا أن تصل إلى الأرض . و لا أن يصل الشكل الظلي للسفينة في السماء .

بدلا من ذلك ، هزت موجة صدمة قوية الأرض .

بدأ الدرع الذهبي الذي أقامه الشكل الظلي في التصدع بالتدريج .

و في الأخير ، إنتشرت الجزيئات الذهبية كالغبار في كل مكان .

أعمت الأضواء المتلألئة من الشرارات الذهبية جميع المتواجدين .

" هل هو ..-"

" نعم ، إنه يساعدنا . لكن الوضع لا يبدو جيدا في المقام الأول . هيا ، قم بما قلت لك …"

كررررر—-!

و كم سيكون من الرائع لو كان كل شيء سينتهي بعد هجوم واحد .

لسوء الحظ ، كان المنطاد جاهزا لإطلاق آخر . و كان الشكل الأسود مستعدا لأخذ جولة أخرى بكامل قوته .

.

.

***********

****

.

.

" من هذا ؟!"

" كيف قام بمنع الهجوم ؟"

" إنه قوي للغاية ."

نظر المتواجدون في المنطاد إلى الشكل الظلي بتعابير قاتمة .

يبدو الشكل الظلي كأنه بشري ذو شعر أحمر و عيون ذهبية...

" من هذا ؟!"

" لا أعلم ، لا أتذكر شخصا بنفس مواصفاته ."

" أنا أيضا لا أعلم .."

لم يعتقد المتواجدون على المنطاد أن هناك شخص يمكنه صد هجوم مدفع المانا في هذا المكان النائي .

كما أنه جعل المنطاد يترنح متراجعا قليلا للخلف .

" من أنت ؟ نحن نحذرك غادر حالا قبل أن نصبح جديين ."

فجأة ، رن صوت الفارس الأصلع لمبارد المحمل بالكي في جميع الأرجاء .

كان القائد التنفيذي داخل المنطاد الضخم …

" أنتم من عليكم التراجع قبل فوات الآوان … أرى أن هذه القارة نسيت مدى قوتي .."

إبتسم راغنار بهدوء .

تجعدت حواجب لمبارد و هو يحاول تحليل الوضع …

" أعترف أنك قوي قليلا ، لكنك قوتك ليست كافية لإيقافنا لأنك …"

و فجأة ، لمعت عيون لمبارد بالذكاء ، بحيث أضاف ببرود …

" مجرد روح … كم تبقى لك من القوة لإستعمالها ؟ كما أن الدفاع ضد مدفعنا مع حماية من خلفك أمر مستحيل …"

ارتفعت ثقة لامبارد أكثر بعد معرفته بأن راغنار هو مجرد روح …

" هوهوهو "

رغم سماعه لكلام العدو الصحيح ، راغنار لم يتوتر بل إبتسم في المقابل .

لأنه لم يكن له ما يقوله .

بدأ المنطاد في تجهيز هجومه التالي بلون أكثر زرقة بالتحديد …

بينما أرسل راغنار في المقابل هجوما يشبه شكل المخلب بيده اليسرى …

" تحركوا ، إلى هناك …"

" أسرعوا بسرعة .."

" إحمل طفلي أرجوك .."

" أسرع يا فرانكي .."

أثناء قتال راغنار ضد المنطاد ، تحرك العديد من الناجين بجنون ناحية موقع سامويل .

لم يعرفوا لماذا يرجعون إلى قرب أرض المعركة ؟

لكنهم ، ….

علموا أنه أملهم الوحيد لأن ماغنوس رئيس السحرة الإمبراطورين قال ذلك .

" نعم . لنذهب !"

تحرك أحد السحرة نحو الموقع و هو يحمل أرون على ظهره …

كما تحرك إكس ، خادمة سامويل إيميليا و مرافقيهم نحو الموقع أيضا …

" أطلق! نار !"

كووو---!

أطلق المنطاد كرة مانا زرقاء مدمرة ...

إلتقى مخلب ذهبي ضخم للغاية بالمانا الزرقاء مرة أخرى .

" إرك !"

خلف ضغط الإصطدام إنفجارات كبيرة في العديد من الأماكن .

كما إنتشرت شظايا الطاقة في جميع أنحاء الجبل .

أصبح طنين الإصطدام أكثر حدة بحيث نزفت آذان العديد من الناجين بلا توقف .

المشهد أصبح يتسم بالفوضى والدمار المروع.

الأماكن القريبة من نقطة الاصطدام تحولت إلى أطلال مشتعلة، والدخان الأسود تصاعد بدون توقف في السماء …

كلما دافع راغنار أكثر كلما أصبحت روحه باهتة أكثر مما يدل على إستهلاكه الضخم للطاقة في خضم المعركة …

حاول هذا الأخير تحطيم المنطاد ، لكن فهم مدى صعوبة الأمر بعد تبادل بضع جولات لأن المنطاد معزز بدرع قوي جدا يستوعب الضرر و يحوله إلى طاقة تشحنه .

" التكنولوجيا حقا تطورت لهذه الدرجة بعد موتي …؟"

لمس راغنار يده بلطف ، محدقا ناحية إتجاه معين في الأفق .

" لقد إقتربوا … حسنا، لننهي الأمر حالا …"

.

.

لقد قمت بمزج فصلين لجعل الفصل أطول بكثير … إستمتعوا

2024/07/19 · 93 مشاهدة · 2086 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024