.

.

كرر سامويل سؤاله لماغنوس الصامت مرة أخرى ،

" ما رأيك ماغنوس هل ستساعدني في التخلص من الخونة ؟ "

ماغنوس لم يثق في سامويل بتاتا ، أخبرته حواسه التي صقلها خلال العقود الماضية كساحر أن الأمر ليس بتلك البساطة .

من سيصدق كلاما مخبولا كهذا من فم شخص يمر بتغييرات غريبة جدا بجسده ؟

و كيف لشخص بأن يظل هادئا بعد أن علم بأن لون روحه تغير ؟

ماغنوس ليس بشخص غبي ، حدق في سامويل بهدوء و هو متردد في الإجابة لأن قراره سيؤثر على مصير سحرة البرج الإمبراطوري ،

منذ وفاة الإمبراطور السابق هارولد ، لم يتعهد سحرة البرج بالولاء لسامويل الأصلي بتاتا و ذلك راجع لعدم كفاءته و حبه للملذات و الجماع .

صراحة ، إذا كان أي شخص في نفس منصب ماغنوس الحالي فلن يتعهد بالولاء لسامويل ، لأن الإرتباط به هو إحراج بغض ذاته .

شخص ملقب الإمبراطور الدمية و الإمبراطور الخنزير ،

ما الجيد في الإرتباط به حقا ؟

لا شيء .

صفق سامويل بيديه السمينتين ليجعل ماغنوس يحول إنتباهه ناحيته ،

قرر سامويل أولا إقناعه بالحقائق قائلا بهدوء أثناء لعبه بقطعة الملك موجودة على رقعة الشطرنج الموجودة في الطاولة الموجودة بينهما .

" أولا لنتكلم عنك يا ماغنوس ، ماذا تعتقد أنه سيحدث عندما سيتم القضاء علي ، هل سيترك الدوق تهديدا محتملا مثلك ؟ أتظن أنك ستعيش نهاية سعيدة .ليكن في علمك أن العديد من أعضاء مجلسك السحري الحالي يريدون إسقاطك من منصبك . "

لم يتردد سامويل في البصق بالحقائق القاسية .

وضع ماغنوس سيء للغاية أيضا لكون تأثير الدوق وصل بالفعل إلى البرج السحري ثم أخذ نفسا عميقا مستمرا في الكلام .

" لا تلمهم ، إن طبيعة البشر جشعة و حقيرة ، أنا قمت كذلك بالعديد من الأشياء في حياتي التي لا أفخر بها."

عبس سامويل بلطف محدقا في رقعة الشطرنج أمامه و هو يضع مكان قطعة الملك بيدقا .

" إنها مسألة وقت حتى تبدأ الثورة و ينقلب البيادق على ملكهم ، لذلك أتيت اليوم لأنني أرغب في ولاء برج السحر ، أريده أن يدعم كل قراراتي و مساعدتي في تنظيف هذه الإمبراطورية الفاسدة . "

حدق سامويل في وجه ماغنوس بعيون صادقة تبرز مدى جدية طلبي ،

" همم ،لنلخص الأمر ، إذن جلالتك أتى اليوم لجعل سحرة البرج الإمبراطوري أتباع لك و أنت تزعم أنك تريد تغيير وضع إمبراطوريتنا الحالي . "

و تلا ذلك توقف قصير قبل أن يواصل ماغنوس حديثه .

"كيف تعرف أنني لن أسرب محادتثنا للدوق الأكبر ؟ كيف لك أن تكون متأكدا أن عداوتي مع الدوق ليس مجرد خداع لعيون الأخرين ؟ "

" أنت لن تقوم بذلك "

" لماذا أنت متأكد من الأمر ؟ "

أجاب سامويل بيقين تام ،

" لأن سلفي أخبرني .. "

في الرواية ، توفي ماغنوس بسبب عدم تعهده بالولاء للإمبراطور الجديد ،

حاليا ، يعرف سامويل أن ثاني أكبر شخص يكرهه ماغنوس هو بالطبع الدوق الأكبر ،

بسبب إرتباط هذا الأخير ، في جرائم إختطاف العامة ، بيع المخدرات و العبيد .

كذلك قام جنود الدوق بقتل الكثير من السحرة في مسابقات الصيد السابقة .

" لقد تغيرت شخصيتك تماما ؟ هاها لا أصدق أن هذا الكلام خرج من فمك ، إذا سمعت الأمر من شخص أخر لما صدقته ."

ضحك ماغنوس بصخب و هو يصفع ركبته بقوة .أخذ نفسا عميقا قبل أن يواصل .

" لنقل أنني وافقت على إقتراحك . ما فائدة الأمر لي ؟ "

" هل يمكنك توحيد برج السحر في غضون أسبوعين ؟ "

فكر سامويل في نفسه ثم أجاب على سؤال ماغنوس بطرح سؤال أخر ،

" همم ، الأمر مزعج قليلا ، لكن ممكن ، هاهاها لا تنس أنني سيد هذا البرج لمدة خمس عقود ، هل تظن أن شابا مثل ألكسندر سيطيح بي ؟ "

' أجل هذا ما سيحدث في المستقبل ، لكن هذا لايهم ، لأنني سأغير المستقبل بنفسي .'

قرر سامويل توحيد هذه الإمبراطورية أولا ،

ثم سيفكر في المستقبل لاحقا .

طرق سامويل على الطاولة بأطراف أصابعه ، كان على وشك نطق ما سيغير سير المحادثة تماما .

" حسنا ، أولا أعدك أنني سأساعدك في إنهاء مشروع [المحركات السحرية ] السري في غضون عامين ، ما رأيك ؟ "

تجمد العجوز الجشع في مكانه في بضع ثوان ،

سرعان ما إختفت إبتسامته حيث حل مكانه ملامح صدمة و حيرة ،

" كيف لك أن تعلم عن مشروعي الشخصي جلالتك ؟ أريد منك أن تفسر لي الأمر قبل أن .... "

' بالطبع ، أعلم عن بحثك السري ،لأنني خالق هذا العالم '

لم يستطع سامويل قول ما فكر به ،

كل ما فعله هو مقاطعة كلام الرجل العجوز بسرعة ثم أردف بابتسامة ماكرة :

" أخبرني السلف عن ذلك أيضا .."

عقد سامويل يديه و جلس بظهر مستقيم مضيفا بثقة .

" ثانيا بعد أن تساعدني في تنظيف إمبراطوريتي ، سأخبرك عن موقع إبنتك العزيزة المفقودة ، أظنك مازلت تبحث عنها …إذن ما رأيك في شروطي هل هي مغرية ؟ "

.

................

.

الساحر العظيم ماغنوس بيرس ،

ساخر من فئة 7 نجوم ،

أحد أعمدة إمبراطورية غريفين ،

ساحر ذو قدرات مرعبة و خطيرة في امبراطورية صغيرة كالغريفين ،

قدوة العديد من العامة و أبناء النبلاء ،

يقف أمام سامويل و هو يرتعش كالطفل الصغير عند ذكر موضوع إبنته المفقودة ،

" تابع "

إختفت الفرحة من وجه ماغنوس .

في الرواية ، تم إختطاف إبنة ماغنوس أمام عينه من طرف مبارز سحري قوي للغاية ،

هزم المبارز المجهول ماغنوس في ثلاث حركات واختطف إبنته البالغ عمرها 6 سنوات ثم إختفى في مهب الرياح .

منذ ذلك الحين ، نقب ماغنوس لسنوات في جميع أنحاء القارة بحثا عن فتاته الصغيرة ،

لكن ، لم يستطع إيجاد إبنته مهما بحث ،

اعتبر ماغنوس المبارز السحري و المنظمة التي تدعمه أكبر عدو في حياته ، تدرب بقسوة من أجل الوصول إلى مستواه الحالي ، آملا يوما ما أن يجد دليلا لإيجاد إبنته إليزابيت .

لكنه ، لسوء الحظ لم يجد شيئا حتى الآن .

لم يستطع العجوز أمام سامويل حاليا الإختراق للوصول إلى مستوى ساحر من فئة ثمانية نجوم بسبب صدمة الماضي التي لم يستطع تجاوزها و نسيانها .

لذلك ، إستغل سامويل هذه النقطة للتحكم في مجرى المفاوضات .

' أظن أنه مر 12 سنة على إختطاف إبنته '

تنهد سامويل بلطف قائلا هذه الكلمات لنفسه ،

ألم فقدان الأقارب ،

ألم وفاة زوجته ،

ثم ألم إختطاف إبنته الوحيدة ،

أشفق سامويل نوعا ما على هذا العجوز ،

كما أن نهاية حياته بائسة .

في الرواية ،بعد سقوط الإمبراطورية في يد الدوق الأكبر جيريمي ، قام هذا الأخير بقتل ماغنوس بيرس بمساعدة إمبراطورية التنانين .

كما قام بإستيلاء على جميع أبحاث ماغنوس القيمة من بينها مشروع [ المحركات السحرية ] .

مباشرة بعد ذلك ، اتخذ الإمبراطور الجديد قرارا ببيع جميع أبحاث ماغنوس إلى إمبراطورية التنانين للتخلص من ديون إمبراطوريته و توحيدها بسرعة .

ليقوم بعد ذلك عالم يسمى مايك روبنسون ساحر و عالم مرموق ومعترف به في جامعة أكسفورد التابعة لإمبراطورية التنانين بتطوير و إصلاح أخطاء بحث ماغنوس السري حول المحركات السحرية .

لكي يسبب مايك عند طرحه لهذا البحث في موجة من التغيرات في مجال النقل .

لتصبح بعد ذلك إمبراطورية التنانين في غضون بضع سنوات المحتكر الأساسي لصناعة القطار و السيارات التي تعمل بالمحرك السحري .

أما بخصوص إبنة ماغنوس المفقودة ،

فلاحقا ، تكتشف إليزابيت بيرس التي إسترجعت ذكريات بمساعدة البطل الرئيسي الحقيقة حول وفاة والدها .

لتحول بعد ذلك ، قصر الملك جيريمي لحمام دم بمساعدة البطل الرئيسي تايلور و زملائه .

ثم تقتل عائلة ماكنزي بأسوء الطرق الممكنة إنتقاما لموت والدها ماغنوس .

في الأخير ، تم محو مملكة ماكينزي من خريطة قارة أسورا .

قشعريرة

ضغط ماغنوس على فخذه بقوة ، و شعر سامويل أنه يرتجف مثل غصن شجرة في مهب الرياح .

" هي .."

استجمع ماغنوس شتات نفسه ببطئ ثم أمسك بيد سامويل و هو يرتجف كالقطة قائلا .

" هل إبنتي الحبيبة حقا على قيد الحياة ؟ "

أومأ سامويل للعجوز ببطئ .

" أجل "

" هل أنت متأكد ؟ "

" أجل "

لاحظ سامويل لمعان عين ماغنوس اليسرى باللون الأبيض ، و هذا دليل على استعماله تعويذة الكشف عن الحقيقة للتأكد من صدق كلام سامويل .

' حقا،هل حقا لا يمكنه أن يصدقني بسهولة ؟ '

" هل أخبرك سلفك بهذا أيضا ؟! "

" أجل "

" هل إبنتي على قيد الحياة ؟ "

" بحق الإله ، أخبرتك للمرة الثالثة ، إنها حية . ثق بي "

رغم تأكده من صحة كلام سامويل بفضل تعويذاته ، لم تختفي الشكوك من وجه ماغنوس .

" أنت ... أنت ، حقا لا تكذب ، إبنتي أنا و لورا على قيد الحياة . "

إنهمرت الدموع من عيني العجوز المتيبستان مردفا بإرتجاف .

" شكرا للإله ، إنها حية .... إنها على قيد الحياة ."

حدق سامويل بهدوء في العجوز أمامي ،

شعر بالسوء للشخصية المتمثلة أمامه . لقد خلق شخصيا مأساة هذه الشخصية و جعل حياته جحيما .

لكنه ، لم يعد يملك القدرة على تغيير الأمر .

صفق سامويل بيدي بقوة ليوقف بكاء ماغنوس ،

بكاء رجل عجوز هو أمر مشين ومقزز .

" توقف عن البكاء كالفتيات . لقد بدأت أشعر بالإزعاج ."

تمتم سامويل هذه الكلمات و هو يخدش رأسه ببطئ ،

" إذا كان الأمر كما سأقبل شروط جلالتك ."

ظل الثنائي جالسين قرب بعضهما البعض ، لكن علاقتهما تغيرت بشكل كلي عما سبق .

أخرج ماغنوس ورقة زرقاء و قلما أسودا من خاتمه المكاني ، شرع القلم لوحده في الكتابة بشكل سحري في الورقة و أضاف العجوز بهدوء .

" سأثق في جلالتك ، سنوقع اليوم عقد مانا مع بعضنا البعض لكنني سألتزم بالعقد لخمس سنوات فقط ."

" موافق ."

أومأ سامويل بإيجاب .

" مدة العقد : خمس سنوات "

" أنا ماغنوس بيرس ، أتعهد بروحي و ولائي لجلالة الإمبراطور سامويل هانوفر . سأنفذ أوامر جلالتك شرط أن يلتزم جلالتك بجانبه من الصفقة."

" يجب على سامويل هانوفر مساعدتي في مشروعي السري و الأمر الأكثر إلحاحا هو إيجاد إبنتي الضائعة . "

" أما واجبي هو تنفيذ أوامره في غضون سنوات العقد شرط أن لا يقوم بإرغامي على القيام بشيء ضد إرادتي أو أخلاقياتي ."

بعد أن انتهى القلم من الكتابة ،

لمعت في الهواء وثيقة زرقاء منقوشة بشروط تعهد المانا .

" هل تريد تغيير بند ما ؟"

" لا أنا راضي بالأمر "

إبتسم سامويل بهدوء و هو يراجع التعهد بعينيه للتأكد من عدم وجود ثغرات يمكن إستغلالها .

" حسنا "

علينا فقط إرسال دمائنا لختم إجراءات التعهد و إنهاء الأمر.

" أعلم "

ليس من الغريب أن يعلم لأنه هو من خلق إعدادات خلق تعهد المانا هذا .

جرح الثنائي يديهما ثم أرسلا دماءهما ناحية تعهد المانا .

" هاه "

غلف جسد سامويل ضوء أزرق دافئ و شعر كأن جزءا من روحه تم امتصاصه من طرف الضوء .

ثم ظهرت على ذراع سامويل رونية زرقاء، سرعان ما إختفت بسرعة ،

هذه الرونية اللا مرئية دليل على انتهاء صياغة العقد السحري بين الثنائي .

كل من يخالف أو يحاول التحايل شروط التعهد الذي تشهد عليه الطبيعة نفسها يموت مباشرة عبر سحق جزء الروح الذي تم امتصاصه في تعهد المانا .

حدق سامويل في العيون الزرقاء للعجوز الراكع أمامه مبتسما بعمق .

" لحسن الحظ ، إنتهى الأمر كما توقعت ."

.

.

.

2024/05/07 · 331 مشاهدة · 1813 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024