.
.
" هذا منافي للعقل ، كيف له أن يوقف هجوم مدفع المانا ؟!" وقف توماس في مكانه و التعجب يملؤه ، محدقا في المعركة المتمثلة أمامه .
فما هو مدفع المانا ؟!
… مدفع المانا هو سلاح خطير يعتمد على استخدام قوى الطاقة الخارقة المعروفة باسم "المانا".
يتميز هذا السلاح بقوته الهائلة وقدرته على تدمير أي شيء يقف في طريقه.
يتكون من جسم أنبوبي يحمل داخله كمية كبيرة من الطاقة المانا المركزة.
عندما يتم تفجير هذه الطاقة بشكل مفاجئ وعنيف باستخدام تقنيات خاصة، يؤدي الأمر إلى إطلاق طاقة هائلة باتجاه الهدف المحدد.
حتى سحرة الشمس يخافون الإلتحام بشكل مباشر مع مدفع المانا لقوته الهجومية الكبيرة .
كان للمدفع قوة تدميرية كبيرة ، مما حدث الصحفيين على إرفاق عبارة بإسمه .
< وحش الدمار >
لكن …
أمام توماس تحقق أمر مخيف و مناف العقل .
شخص ذو شعر أحمر و عيون ذهبية ، يملك ملامح وسيمة نوعا ما ، يواجه مدفع المانا بدون خوف .
كما أنه تمكن من إصابة المنطاد في العديد من المناسبات و إرغامه على التراجع للخلف .
لولا درع المانا المركز المحيط بالمنطاد ، لإنتهى أمرهم منذ مدة طويلة .
لكن ..
المثير للجدل ..
أن العدو حسب فارسه لمبارد الذي هو في قمة 9 نجوم …
هو مجرد روح و هذا يطرح التساؤل الآتي…
ما مدى قوة عدوهم عندما كان في كامل قوته ، إذا كان يستطيع مواجهة مركبتهم الحربية في حالته الحالية.
مجرد التفكير في الأمر ، أرسل القشعريرة في عمود توماس الفقري .
بدأ يندم نوعا ما على مجيئه إلى هنا .
ظن أنها مجرد نزهة لطيفة ، لكن من ظن أنهم سينتهون بمواجهة مثل هذا الوحش في مثل هذه الأرض النائية .
" لكننا … سنفوز " بإبتسامة متصنعة ، تمتم توماس مقنعا نفسه .
أدار رأسه ناحية ساحر تسعة نجوم ، أحد سحرة المنطاد ، صارخا بقوة .
" كيف حال الدرع ؟!"
" لقد تضرر 15% من الدرع ، لقد تمكنا بالكاد من خفض الرقم بسبب قدرة الدرع على إستيعاب الضرر و تحويله إلى مصدر طاقة ."
" سحقا ، تضرر بالفعل لهذه الدرجة في غضون وقت قليل ."
متجاوزا خادماته اللاتي يحملن ملامح القلق على وجوههن ، قام توماس بقضم أسنانه بفعل التوتر .
" لا تخف يا سيدي الشاب ، إن العدو مجرد روح لذلك ستنخفض قوته مع مرور الوقت بفعل إستخدامه لطاقته المخزنة …"
أضاف ساحر منطاد أخر محاولا التخلص من مخاوف السيد الشاب .
" هذا صحيح ، لقد قرأنا عن هذا في فصل البروفيسور مايكل … "
تذكر توماس دروس البروفيسور مايكل حول طبيعة الأرواح وكيفية عملها.
وفقًا لتلك الدروس، الأرواح ليست مثل الكائنات الحية التقليدية التي تمتلك أجسادًا قابلة للضرر وأنظمة لتخزين الطاقة.
بدلاً من ذلك، الأرواح تتألف من طاقة خاملة تتحرك وفقًا لقوانين مختلفة.
وبناءً على هذا الفهم، يمكن لتوماس أن يستنتج أن العدو، كروح، لن يكون لديه مخزن طاقة مثل الكائنات الحية.
وهذا يعني أنه مع مرور الوقت، سيتم إستنزاف طاقته المحدودة، مما يجعله أكثر ضعفًا وأقل فعالية في المعركة.
حدق توماس في المعركة مخفيا توتره .
" زد من قوة المدفع ! إمسحوا هذا الجبل من وجه الأرض !.."
رن صوت لمبارد البارد في كل مكان .
شييينغ…!
أطلق مدفع المانا الذي محى العديد من الحضارات في الماضي ضوءا أقوى .
إثر هذا الهجوم ، بدأت جميع الأنحاء بالذوبان و إرتفعت درجة الحرارة بشكل مخيف في جميع الأنحاء .
لولا الدرع الذي يحمي المنطاد، لتبخر توماس بالفعل من تداعيات الهجوم .
شعر بالقشعريرة و هو يحدق في هذا الهجوم المدمر الذي لم يره قط في حياته .
" هل حقا أرضك الصغيرة بهذه القسوة ؟ حسنا ، .."
" أنظر يا سامويل …"
رن صوت راغنار المحمل بالمانا في جميع الأنحاء .
' من هو هذا المدعو سامويل ؟!'
فجأة ..
كالبرق ، ظهرت في ذهن توماس صورة شخص ذو شعر أحمر و عيون حمراء رآه في تقاريره قبل مجيئه إلى هنا .
تداخل في ذهنه الشكلان و أمكنه أن يرى تشابها بين صورة سامويل و العدو أمامه …
" إنه أحد كبار إمبراطورية الغريفين ، إنه أيضا من النسل الملكي …"
لم يلاحظ توماس أنه نادى لأول مرة إمبراطورية الغريفين بإسمها من دون أية سخرية …
بسبب خوفه الشديد …
" لكن ، ألم يقولوا أن سامويل هانوفر هو أخر سليل لهذه الإمبراطورية … مالذي يحدث ؟!"
" شاهد و تعلم .."
رن صوت راغنار البارد مرة أخرى ، قاطعا توماس من أفكاره .
بدأ محيط راغنار يتغير كما لو تم قلب صفحة جديدة .
يمكن أن يرى توماس أن خلف راغنار ، ظهرت مدينة جميلة جدا و مذهلة ، جعلته يمسح عينيه للتأكد من أنه لا يهلوس .
" واو جميل …"
" كياه ، إنه مدينة جميلة .."
رن صوت الخادمتين خلفه مما جعله يتمالك نفسه …
بدأ توماس يشعر في قلبه بشعور مشؤوم جدا .
و نتيجة لشعوره ، تراجع للخلف و هو يصرخ بقوة .
تزامن صراخه مع صوت لمبارد القلق …
" شغلوا الدرع …"
" شغلوا الدرع لأقصى حد و إستعدوا للصدمة ."
إنتشر الذعر داخل المنطاد ، إنسحب توماس للخلف …
بينما تحرك العديد من السحرة الذين يتراوح مستواهم بين 6 نجوم إلى 9 نجوم ناحية وسط المنطاد حيث وقفت حجرة زرقاء عملاقة منحوتة بالعديد من الرونيات .
تحركوا بسرعة ، هدفهم هو تعزيز الدرع بسرعة لأن من الواضح أن الهجوم القادم قوي للغاية …
بينما تحرك الفرسان إلى مقدمة المنطاد ، منتظرين إشارة لمبارد من أجل إرسال أقوى هجماتهم المحملة بالكي ناحية العدو .
" شاهد جيدا و أنقش هذا في عقلك …"
رن صوت راغنار البارد .
" هذه مهارة الغريفين الإمبراطورية الأخيرة التي إبتكرتها أثناء معركتي الأخيرة … "
تحركت جزيئات الأثير الذهبية بجنون ناحية راغنار الذي قرر التوقف عن اللعب …
أشار راغنار سيفه إلى الأمام ببطء ، كان على طرف سيفه أثير مركز للغاية ، يتشارك اللون الأحمر لغروب الشمس .
" سميت هذه المهارة ب … شمس الشوق .."
ظهرت العديد من الأشكال الوهمية المختلفة قرب راغنار…
من أشكال ضخمة إلى أشكال صغيرة …
وسطها وقف شكل أسود مخيف جدا ، لم يستطع أي أحد الإستمرار في التحديق به من شدة قوة إسقاطه .
" أنظر بوضوح."
" كيف تنهار هذه القوقعة …"
تعمل ذاكرك الإنسان في ظروف غامضة .
و سيتم نقش صورة مهارة شمس الشوق في ذكريات جميع الحاضرين إذا دمرت المنطاد أمامها .
أراد راغنار أن يري سليله بأن هذا هو ما يحتاج تجاوزه من أجل التحكم بمصيره .
" دافعوا …"
صرخ لمبارد في ما رآه .
لم يعرف لماذا شعر بهذه الطريقة . لكنه شعر بخوف شديد جدا .
وونغ —-!
إخترقت مهارة شمس الشوق هجوم مدفع المانا بسهولة كقطع الزبدة .
صدم توماس .
" قطعها ؟! و …"
يمكنه أن يرى الهجوم المدمر قادما ناحيتهم كالتنين الجائع .
هجوم مدفع المانا المدمر تم تقسيمه بسهولة .
" لااااا "
قبل أن يدرك ذلك ، كان توماس يصرخ بصوت عال .
بينما حاول جميع الموجودين في المنطاد الدفاع عن الهجوم المدمر .
" الآن ، هاجموا "
صرخ لمبارد ، آمرا الجميع بالهجوم على هجمة سيف العدو رغبة في تخفيف تأثيرها للنجاة .
أخبرته حواسه أن هذه الهجمة في مستوى غير مسبوق عن السابق .
لكن ،
كيف لنهر صغير بأن يؤثر على محيط ضخم ؟
كراك —-!
في غضون بضع ثوان ، تم تحطيم الدرع الذي إفتخرت به أرض الظلام المقدسة إلى أشلاء .
إنتشرت جزيئات المانا الزرقاء كقطع الزجاج في كل مكان مما خلق منظرا مبهرا .
بوووووم
لم يملك توماس و لا أتباعه الفرصة للكلام .
لأنه تم تقسيم المنطاد إلى قسمين ، مما أدى إلى إطلاق الدخان في السماء .
إرتعش الجميع و إهتزت الأرض بدون توقف .
…..
.
.