.

.

بعد تفجير المنطاد، توجه راغنار نحو سامويل …

يمكن للمرء أن يرى أن لون روحه قد خفت كثيرا بعد استخدامه للكثير من قوته…

"هل أنتم جاهزون؟"

سأل راغنار بنبرة حازمة …

"انتظر! هناك الكثير من الناس يتجهون نحونا."

مباشرة بعد ذلك ، أجاب ماغنوس بقلق ..

شرح له سامويل في السابق خطتهم …

لذلك ، طلب من راغنار الإنتظار أكثر قبل تنفيذ خطوته التالية …

"…"

توقف راغنار للحظة، و عينيه تلتقط كل حركة في المنطقة.

مسح المنطقة بعناية، و قيم الوضع بسرعة…

و في الأخير تمتم بهدوء …

" لا نستطيع تأخير الأمر أكثر …"

" ما الذي تعنيه يا … سلف الغريفين …؟! … ألا يمكنك الانتظار فقط لبضعة دقائق …"

أراد ماغنوس معرفة ما الذي يخطط لسلف الغريفين …

" ماغنوس …خذ هذه … احرص على النجاة …"

قبل أن يقاطعه سامويل الذي سلمه مجموعة من الأوراق البيضاء …

" ما هذا …-؟"

حاول ماغنوس قراءة محتوى الأوراق …

لكن قبل أن يفعل الأمر ، قاطع راغنار أفكاره بصوته المتذبذب …

ليضطر إلى تخبئة الأوراق في خاتمه المكاني إلى وقت أخر …

" لقد وصلوا …"

شق —-!

شقت السماء فوق جبال رايس الجنوبية بشكل مخيف ، و ظهرت العديد من الدوامات المختلفة …

تغير الطقس في المنطقة مباشرة بعد ذلك …

بدأت السحب السوداء تتكتل ، و انتشر صوت الرعد في كل مكان .

" ما الذي يحدث …؟!"

" هل هي نهاية العالم …؟"

" يا إلهي ما الذي قمنا به لنستحق مثل هذا العقاب …؟"

رن صرخات المدنيين المحيطين بموقع سامويل و راغنار كالدجاج المذعور …

حدقوا بخوف و ترقب ناحية راغنار منتظرين منه القيام بمعجزة أخرى …

أرادوا فقط الهروب من هذا الجحيم الحي و العودة لحياتهم الطبيعية..

" سحقا …"

تجهمت ملامح راغنار لأن الوضع أصبح سيئا للغاية …

رفع يده عالياً ، خلق درعا ذهبيا أولا ، وبدأ في تلاوة تعويذة عملاقة بصوت عميق ومتزن…

تجمع الأثير الذهبي حوله بسرعة، مشكلا دائرة سحرية ضخمة تتلألأ بألوان متعددة.

في نفس الوقت ، بدأت الدوامات في السماء تتقلص بسرعة …

كيكي —-!

يمكن للمرء سماع أصوات ضحكات مختلفة من مواقع الدوامات …

جعل بدن جميع الأشخاص المتواجدين يقشعر بالخوف …

ابتسم راغنار، رغم الإرهاق الظاهر على وجهه، وبدأ الضوء يتكثف حولهم.

"حظًا موفقًا، يا وريث الفوضى سامويل…"

قال بنبرة هادئة و مشجعة في نفس الوقت …

" أنت تعلم عن هذا الأمر…-"

و قبل أن يتمكن سامويل من إكمال جملته …

أضاء المكان بضوء ساطع، واختفى مئات الآلاف من البشر في وهج مشع …

تاركين راغنار لوحده الذي جلس على الأرض بهدوء محدقا في السماء …

و مع مرور الثواني ، تقلصت معظم الدوامات لتظهر في مكانها أشكال بشرية مختلفة ...

في الطول ، التصرفات و الهيئات …

" مر وقت طويل يا إخوتي … أو أناديكم بالخونة …"

رن صوت راغنار المرير في جميع أنحاء المكان …

.

.

**********

*****

.

.

حلم.

لا ، لم يكن يعرف ما إذا كان هذا حلماً أم ذكرى …

كل ما كان يراه هو الماضي.

ذكريات الطفولة...

هروبه من الخباز عندما استطاع بصعوبة سرقة نصف خبزة لأنه كان جائعا للغاية...

قتاله اليومي ضد المتشردين الأخرين …

إلى لقائه ، بمعلمه و أبيه بالتبني ..

مشهد التدريب مع السحرة الأخرين.

قبل أن تكون ساحرا أنت ممارس.

يجب أن تدرك أن القوة بدون الأخلاق هي مجرد عنف واضح. –

الالتزام …

التدريب المستمر.

أحب أن يتبع التعاليم بالكامل.

على الرغم من موهبته الطبيعية ، التي كانت عظيمة لدرجة أنها أكسبته لقب “عبقري برج السحر” ، إلا أنه لم يغتر و ظل يتدرب بلا هوادة.

لكنه ، أدرك رغم ذلك أنه ما زال ضعيفا للغاية …

تاك—!

“ماذا يحدث …”

بوووك—-!

هاه؟ ماذا؟

“كواخخخخ!”

“إنه لأمر مؤلم ، هذا الألم في رأسي!”

رفع أرون يديه بشكل غريزي وغطى رأسه.

“أين أنا؟ معلم …"

لكن عندما عاد أرون إلى رشده ، لم يكن صوت معلمه الدافئ ، بل صوتاً مخادعاً كثيفاً لشخص لم يسمع به من قبل.

“هاه؟”

فتح عينيه على وجه غير مألوف.

" لحسن الحظ ، أنت ما زالت حيا يرزق …"

متشرد ؟

متشرد . انطلاقا من الملابس المرقعة التي يرتديها …

" أين أنا ؟!"

تذكر أنه قام بنقل العديد من الأشخاص من العاصمة إلى جبال رايس الجنوبية من بينهم ماغنوس و سامويل …

" هل ضربت رأسك بقوة ؟ دعني أتفقد …"

" أنت ..!"

صر أرون أسناه و هو ينظر إلى المتشرد .

ذكره شكله بماضيه البعيد .

ثم حدق في جسده ليجد أنه لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية …

" أين … هي ملابسي أيها اللعين …؟"

" لا أعلم … وجدتك هكذا قبل أن تستيقظ …"

" لما تكذب علي أيها اللعين ؟! إن ملابسي في ذلك الكيس خلفك …"

يمكن لأرون أن يرى يد المعطف الذي ارتداه سابقا تلوح له من فوهة كيس المتشرد …

" اللعنة … فقد نم ...."

أدار المتسول عصاه الخشبية التي ضرب بها أرون في السابق .

و وجهها نحو رأسه بغية إسقاطه مغشيا .

لكن ، من هو أرون بيرس ؟

و هل سيترك متشردا يضربه بعصاه ؟

بسلاسة ، أمسك أرون بعصا المتشرد و نزعها من يده …

ثم أسقطه أرضا ..

" إذن ، أين كنا ؟!"

" أنا أسف ، أيها السيد الشاب … أنا أملك عائلة لأطعمها … ارحمني … أرجوك …"

تغير موقف المتشرد 360 درجة ، مما صدم أرون لبرهة .

' يال وقاحته ..؟!'

لكن ، لم يقل في ما باله . حيث خرج من فمه السؤال الأكثر أهمية …

" أين أنا ؟"

" أين أنت ؟"

" أجل …"

" أنت … في مدينة غراهام …"

" مدينة غراهام .."

" أجل … أجل …"

أومأ المتشرد برأسه و هو يجبر نفسه على الإبتسام .

توقف أرون عن الكلام لثانية ، ثم أضاف بعد ذلك .

" مدينة غراهم في امبراطورية الرومان …؟!"

" أجل ، يا سيدي الشاب .."

بمجرد سماعه الإجابة ، أصيب أرون بالجنون .

لم يستطع التفكير في أي شيء أخر بعد تأكيد موقعه…

لقد نام فقد لقليل من الوقت …

ليجد نفسه قطع مئات الآلاف من الكيلومترات عن إمبراطورية الغريفين …

" ما الذي حدث بحق الجحيم …؟!"

.

.

****************

***********

.

.

نفس الشيء حدث لماغنوس …

الذي وجد نفسه وسط غابة ضخمة في مملكة فاير إحدى ممالك التحالف الجنوبي .…

لكن ، على عكس أرون …

انتقل معه على الأقل مئة شخص إلى موقعه الحالي .

" لقد هربنا …"

" هل خرجنا من الغريفين ؟"

" لا أعلم … لكننا بأمان حاليا …"

يمكن لماغنوس أن يسمع همهمات الأشخاص الذي انتقلوا معه و هم يحاولون معرفة موقعهم الحالي …

وبعد تفحصه للحاضرين ، لم ير أيّا من أرون أو سامويل من بينهم …

كما لم يرى أي شخص يعرفه …

" أظنهم نقلوا لموقع أخر …"

حك ماغنوس لحيته بلطف و هو يحلل الوضع الحالي …

" لكن ، ما هو مصدر تلك الضحكات ؟!"

تذكر ماغنوس سماع صوت ضحكات مخيفة جعلته كساحر في مستواه يشعر بالقشعريرة الشديدة في بدنه …

كما عرف أنه لولا درع راغنار الذهبي الذي أقامه لماتوا بدون أن يشعروا حتى بذلك …

" سحقا. "

حرك عينيه ، ليرى أن جميع الناجين يحدقون فيه بعيون لامعة .

كأنهم يقولون ' لحسن الحظ ، أتى معنا شخص قوي لحمايتنا ..'

" هاه ، يا التعب .."

" هذا !.."

سرعان ما تذكر ماغنوس شيئا مهما …

أخرج الأوراق التي تسلمها من سامويل قبل أن ينتقل إلى هنا …

و نظر إلى محتواها بهدوء …

" ذلك الشقي حقا لا يريد لي الراحة .."

لكن ، ماغنوس بعد قوله لهذه الكلمات ابتسم بشدة محدقا في أحد الأسطر بلا توقف …

" موقع إبنتك إليزابيث هو …"

.

.

**********

*****

.

.

أما بالنسبة لإكس ، فقد إنتقل أيضا إلى صحراء ميثرا الموجودة بمملكة غاتس أحد الممالك الجنوبية ، قربه وقف مرؤوسان لديه إنتقلا معه لحسن الحظ .

كما وقف أيضا قربه ثلاثة سحرة سريين مقنعين على جبين أقنعتهم الأرقام التالية 0 ، 1 و 3 . كانوا أحد السحرة الذي دربهم ماغنوس في الخفاء …

و خلفه قبع آلاف البشر الذي انتقلوا أيضا لنفس موقعه …

نزع قناعه ليظهر وجهه …

شعر أبيض و عيون بيضاء صافية …

بسبب مظهره الفريد من نوعه ، اضطر إلى ارتداء القناع لإخفاء وجهه ...

ثم أصبح الأمر في الأخير سوى عادة له …

" ماذا سأفعل تاليا ؟"

تمتم إكس هذه الكلمات بهدوء لنفسه .

.

.

ها قد بدأ العد التنازلي لنهاية المجلد الأول …

2024/07/21 · 95 مشاهدة · 1354 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024