.

.

فتح سامويل عينيه ليجد نفسه واقفا في مكان غير مألوف …

" أين نقلت ؟!"

فيوووو —-!

ضربت رياح عاتية وجه سامويل ، مما جعل شعره يتموج بقوة كالأعلام …

أغلق عينيه لثانية ، و فتحهما بعد ذلك ملاحظا محيطه …

على جانبه الأيمن ، قبعت غابة خضراء جميلة …

بينما على جانبه الأيسر ، توجد هاوية ضخمة …

وجد سامويل نفسه على جرف ضخم …

" من بين جميع الأماكن نقلني هنا …هاه "

كان الهواء منعشًا محملا برائحة الأرض الرطبة…

هوف —!

زفر سامويل و تحرك بهدوء …

خطوة —-!

خطوة —-!

حدق في المنظر أمامه ، ليرى أن الجرف كان شاهق الارتفاع، حوافه خشنة ومتهالكة و في أسفل الجرف نهرا ضخما يجري بلا هوادة .

في الجهة المقابلة للنهر، امتدت غابة ضخمة …

" إذن ، الآن ، إلى أين أذهب ؟!"

لم يكون سامويل خطة حول خطوته التالية …

لأن الأحداث تسارعت بشكل لا يصدق .

بمجرد انتهاء تدريبه ، واجه جاكسون ، نجى للموت بصعوبة ثم هاجم اتحاد الفيتو إمبراطوريته …ليضطر إلى هروب كالفأر الجبان بمساعدة سلفه …

كانت حياته الحالية مليئة بالأحداث …

لكنه ، وعد نفسه أنه سينتقم مهما حدث …

" حسنا ، لنغادر هذا المكان أولا .."

أدار سامويل ظهره متوجها نحو الغابة من أجل الخروج من هذه المنطقة أولا .

عليه أن يجد أقرب مدينة ثم سيخطط تاليا ...

شم —!

شم—-!

" هذه الرائحة …"

شم سامويل رائحة مألوفة مما جعله يرتجف قليلا …

بحيث تحركت الرياح العاتية حاملة هذه الرائحة من الغابة …

" رائحة الدم …"

خشخشة —!

فجأة ، خرج من وسط الحشائش رجل مغطى بالدماء…

يتعثر في خطواته وكأن قدميه لا تستطيعان حمله أكثر.

كانت ملابسه ممزقة ومغطاة بالبقع الحمراء الداكنة، وجهه شاحب وعيناه مليئتان بالألم واليأس.

كان يسحب قدميه بصعوبة، ويضع يده على جرح عميق في جانبه، يحاول كبح النزيف لكن بلا جدوى.

" س...ساعدني... إنه وحش …"

نطق الرجل بصوت متقطع، وكأن الكلمات تخرج منه بصعوبة بالغة.

لاحظ سامويل شارة الفارس المثبتة على ملابسه …

إنها شارة فرسانه …

مما جعله يقترب منه بسرعة، محاولاً مساعدته.

أراد أن يعرف ما الذي يحدث ؟!

لماذا هو بهذه الحالة ؟

سووووش —-!

لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليه، ترنح الرجل وسقط على ركبتيه.

دوت—-!

ثم انحنى رأسه إلى الأمام وسقط بشكل مروع، مفصولاً عن جسده.

تجمد سامويل في مكانه، غير قادر على تصديق ما حدث للتو.

لم يشعر حتى بالهجوم التي انهى الشخص أمامه رغم المستوى الذي وصل إليه في القوة …

" هذا …!"

استل سامويل سيفه بسرعة و صد هجوما خاطفا يهدف لرأسه …

كلانغ —-!

مما جعله يتراجع للخلف بقوة …

تدفق العرق بقوة إلى أسفل ظهره ، لأنه لو تأخر ثانية …

لم يرد سامويل تخيل النتيجة …

و سرعان ما خرج المهاجم من خلف الحشائش …

ضغط على جثة الفارس و سار بهدوء إلى الأمام …

حدق سامويل في المهاجم بتوتر متذكرا وصفا كتبه في روايته …

شعر أسود قصير وعيون حمراء عميقة وفك عضلي وجسم جيد البناء.

كان وجوده بالكامل وهالته مثل سيف الخارج حديثًا مباشرة من الفرن ، بحواف حادة وحادة تهدد بقطع أي شيء يعيق طريقه.

مظهره ، الذي ينافس جميع المشهورين في القرن 21 .

إنه …

بطل الرواية تايلور موون …

البطل الذي تدور حوله رواية الطريق نحو القمة …

' كيف وصل إلى هنا ؟ أليس من المفترض أن يتواجد في الأكاديمية بهذا الوقت ؟'

جالت أفكار سامويل بشدة لأنه لم يفهم ما الذي يحدث حاليا ؟

' و لماذا يهاجمني …؟'

" أنت ، ما الذي ..-"

لكن ، لم يحصل سامويل على الفرصة لإكمال جملته …

سووش---!

اندفع تايلور إلى الأمام ممسكا سيفه.

كان سريعاً بشكل لا يصدق لدرجة أنه لا أحد قد يعتقد أنها سرعة شخص بشري.

حاول سامويل تجنب الضربة بالتراجع للخلف …

ومع ذلك ، لم يحصل على فرصة .

كلانغ —-!

كل ما إستطاع فعله هو تلويح سيفه في مسار سيف العدو لإيقافه …

" تايل..-"

و لم يكن بإمكانه سوى أن يتم دفعه من قبل العدو بلا حول ولا قوة.

قعقعة —-!

خلال هذه الثواني القليلة من التبادل ، اتصلت أسلحتهم مرة واحدة فقط.

لكن تلك الضربة الوحيدة كانت كافية لجعل سامويل يشعر بأن معصميه على وشك السقوط.

لا, ليس معصميه فقط. بل جسده كله.

أخذ يتألم من رأسه إلى أخمص قدميه.

" تايلور … لماذا أنت تهاجمني ..؟"

إتسعت حدقات تايلور لثانية لأن العدو الذي يقاتله تعرف عليه …

ظهرت و لأول مرة ملامح التردد على وجهه لبرهة الزمن …

لكن ، سرعان ما استجمع نفسه و تنفس نفسا طويلا …

" أنت .."

" ماذا ؟"

" لا أهتم بكيفية معرفتك لإسمي …"

" هذا ..!"

"لكنك لن تخرج من هنا حيا …"

نظر سامويل إلى الطريقة غير المكتملة في الحديث التي يتحدث بها تايلور ، تماما مثل شخصية رئيسية …

متسائلا داخليا عن سبب عداوة البطل الرئيسي له …

" لماذا ..؟…هذا …!!!"

تموجت الأرض تحت سامويل ، و انطلقت مسامير أرضية ناحيته …

" سحقا …"

قفز سامويل من فوق الأرض بسرعة .

لكنه ، خدش لسوء الحظ في رجله …

سوووش —-!

اشتعل سيفه بالنار الجحيمية و فجر المسامير الأرضية خالقا مسارا له ليسقط على الأرض …

لكن ، تايلور لم يمنح لسامويل لا فرصة للسقوط بسلاسة و لا فرصة للتفكير …

وجه سيفه الذي يلمع بصواعق برق سوداء ناحية حلق سامويل …

" أنت ماهر نوعا ما … عكس الإشاعات …"

" سحقا .."

الحركة السرية …

درع النار …

تحركت النار بسرعة مكونة درعا ناريا ضخما .

أوقف الدرع سيف تايلور لثانية مما سمح له بالحصول على فرصة لتجنب السيف بشعرة واحدة عن رأسه …

" تايلور .."

" مزعج جدا … "

تراجع سامويل للخلف مخلفا اصطداما بالأرض …

كان تايلور موون مروعا للغاية …

' سحقا … ما الذي يحدث ؟! … إذا أراد قتلي حقا …فكر … فكر … مهلا هذا يعني …'

كلانغ —-!

لم يتوقف تايلور عن الهجوم …

اصطدم سيفه بسيف سامويل و تسبب تأثير شفرتهما في عمل شرارات …

بدا شبيها بالانفجارات ، و صدى الاحتكاك المعدني و الرياح في كل مكان مع هالة من الخفقان في كل مكان …

" سحقا …"

استمرت الاصطدامات بينهما بلا توقف …

و إستطاع سامويل بصعوبة تامة مواكبة مهارات و قدرات تايلور موون …

فكلما إستخدم سيفه لصد هجوم تايلور ، شعر بالألم الشديد كأن عظامه قد كسرت مرارا و تكرارا …

و لم يستطع أيضا القيام بأية هجمة مضادة …

لماذا ؟

لأن تايلور بدا كأنه لا يملك ثغرات تماما …

فالفرق بين تايلور الذي خاص العديد من أزمات الموت و الحياة منذ طفولته و سامويل الذي بدأ للتو رحلته ، هو فرق شاسع كالفرق بين السماء و الأرض …

لحسن الحظ ، قامت ميرا بتدريبه و إلا …

لما إستطاع حتى مواكبة هجمات تايلور …

كلانغ —-!

أرجح سامويل سيفه مرة أخرى بقوة أكبر من ذي قبل .

لكنه ، دفع للخلف رغم ذلك مصابا في معدته بجرح طفيف …

رش —-!

تناثرت دماؤه على تراب الأرض …

" سحقا … تايلور اسمعني أنا في ..-"

' صفك '

أراد سامويل إكمال جملته …

" كفى من تراهاتك …"

لكن ، تايلور أرجح بقطع أفقي .

بدا من وجهه أنه متوتر أيضا لسبب ما …

صد سامويل الهجوم ، لكن جسده إهتز للغاية .

بالكاد حافظ على توازنه ، بحيث شعر بالفعل بتشقق عظام يده..

و قبل أن يتمكن من إدارة رأسه و تتبع حركات تايلور …

وجد سهم رياح متجه نحوه في هجوم ثاني …

بوووم—-!

صر سامويل أسنانه ، عزز يديه بالمانا و حركهما مشكلا شكل x بيديه …

مما جعله يتراجع هذه المرة مسافة كبيرة إلى الخلف …

" كح …كح …"

أصيبت أعضاء سامويل داخلية ، و سالت الدماء بلا توقف من فمه ..

لقد أصبح بالفعل على حافة الجرف …

تراجع أخر و …

سيسقط سامويل من 2000 متر لحتفه …

حتى لو كان في مستوى ست نجوم ، علم أنه لن ينجو إذا سقط من هذا الارتفاع …

" تايلور لنتحاور … سحقا … حتى لو كانت مهمة من نظامك فيمكننا التوصل إلى حل يرضي الطرفين-…"

فالشيء الوحيد الذي يمكن أن يحرّك بطل الرواية بهذه الطريقة هي مهمة عاجلة من النظام الذي يملكه …

تمنى سامويل فقط أن يثير إهتمام بطل الرواية ليتمكن من النجاة بنفسه من هذا المكان …

و مرة أخرى ، ظهرت ملامح التردد و الحيرة على وجه تايلور …

" أوه … إذن ، أنت تعرفني و تعرف عن أحد أسراري... مثير للاهتمام …"

" إنه … فقط …"

" سامويل هانوفر … ما هي هويتك ؟!"

" يمكنك … أن تعتبرني زميلا يملك مصالح مشتركة معك …"

حدق سامويل مباشرة في عيون تايلور متمتما الكلمات السابقة …

" مصالح مشتركة …!"

" أجل .."

" و ما هي ..؟"

" يمكنني مساعدتك على إيجاد القس المجنون ، ألم تبحث عنه طوال الوقت ؟"

ضاقت عيون تايلور .

" كيف تعرف هذا ؟ من أنت حقا ..؟"

" لا يهم كيف … "

"الشيء المهم هو أنني أستطيع مساعدتك …"

بسبب قوة الطرف الأخر ، لم يكن لدى سامويل سوى مخرج واحد …

كان عليه عقد صفقة مع الطرف الآخر و النجاة للوقت الحالي …

" تايلور موون … يمكنني حقا مساعدتك … اجعلني رفيقك … لن تندم أبدا …"

توقف تايلور عن التحرك ، حدق في الهواء لبرهة و عرف سامويل أن هذا الأخير يزن خياراته …

لكنه ، لم يفهم لماذا قد يطلب النظام من تايلور بأن يقتله ؟

أخيرا ، حرك تايلور رأسه ناحية سامويل …

" سأسألك شيئا ؟"

" ماذا ؟!"

" لو أخبرك شخص ما …"

" بسرك الأعمق و عرف ألذ أعداءك … هل تثق به …؟"

" ماذا …؟!"

" ماذا تظن يا سامويل هانوفر …؟ هل سأثق بك في هذه الظروف …؟"

في اللحظة التي رأى فيها سامويل عيون تايلور الهادئة ، صرخ جسده من الرعب …

عرف أنه إرتكب خطأ فادحا …

كان يعرف الشاب أمامه أكثر من أي شخص أخر …

لذا توصل إلى استنتاج …

بطل روايته حقا عازم على قتله …

" تايلور موون … "

كان سامويل على يقين مما سيفعله الطرف الأخر …

" ستندم على هذا …"

" حسنا ، ما هي إجابتك …؟"

أجاب سامويل بابتسامة …

" سحقا لك أيها العاهر اللعين …"

ردا على كلام سامويل ، ابتسم تايلور بهدوء و تحول لون سيفه إلى اللون الأسود …

الطور الأول من تحول فارس الظلام …

سيف الظلام …

فتحول فارس الظلام هو مهارة من أقوى الورقات الرابحة التي يملكها بطل الرواية في هذا الوقت بالذات …

حصل عليها قبل دخوله الأكادمية من أطلال إمبراطور الظل …

و تملك خمسة أطوار مختلفة …

كل طور يقوم بتدريع جزء من الجسد…

إلى أن يصبح الدرع كاملا و يصبح مالك المهارة فارس ظلام …

هوف—-!

في المقابل ، اشتعلت عيون و شعر سامويل بالنار معلنا بذلك استعماله أيضا لطور شعلة النيرفانا …

لكنه ، لسوء الحظ ، يملك 10 ثوان من الوقت …

لقد استعمل بالفعل نصف المانا خاصته في الدفاع عن نفسه في السابق …

كان وضعه مزريا للغاية …

بينما ، يوجد بطل الرواية في مستوى أعلى من سامويل و بالتالي يمكنه إستخدام طوره بشكل واضح لوقت أطول …

' إنه بالفعل في مستوى 7 نجوم …'

" نذل لعين …"

لم يتخيل سامويل بتاتا أنه سيقابل بطل الرواية بمثل هذه الطريقة و سيصبحون أعداءا من اللقاء الأول …

10 ثوان …

اندفع تايلور نحو سامويل بسيفه الأسود، تردد الهواء حوله كأنه يخشى الاقتراب من طاقة الظلام.

و وجه سيفه ناحية سامويل .

بينما قام هذا الأخير ب…

الحركة السرية …

وميض النار …

اصطدم الهجومان بقوة شديدة ، و تمكن سامويل من مقارعة تايلور لأول مرة …

كلانغ —-!

تولد صوت انفجار قوي .

7 ثوان …

تايلور لم يتوقف، هاجم مجددا بقوة.

انطلقت موجة سوداء من سيف تايلور ناحية سامويل …

ستارة الظلام …

كان هذا إسم هجوم تايلور …

بينما قفز سامويل في الهواء، متفاديا الهجوم بصعوبة .

وهبط خلف تايلور، محاولا توجيه ضربة مفاجئة.

لكن تايلور كان متيقظا، استدار بسرعة وصد الضربة بسيفه، ثم رد بهجوم مضاد، مستغلا فرصة قرب سامويل منه.

5 ثوان…

استطاع سامويل تفادي الهجوم في اللحظة الأخيرة، و أصيبت معدته بجرح عميق للغاية …

تدفق —-!

سالت الدماء كالنار ، مما جعل حالة سامويل أسوء بكثير …

3 ثوان…

استغل تايلور الوضع و أمسك بيد سامويل الذي بدأ شعره المشتعل بالخفوت …

و أرسله ناحية حافة الجرف …

ثانية …

"ستندم على هذا!"

صرخ سامويل، محاولا الوقوف …

لكنه ، لسوء الحظ ، لم يتمكن من ذلك .

لذلك حدق بحنق شديد في تايلور ..

"سحقا..."

همس سامويل، وهو يشعر بأن قوته تتلاشى…

انتهى طور شعلة النيرفانا …و وجد سامويل نفسه بلا طاقة، مستسلما على الأرض.

بينما اقترب تايلور ببطء من سامويل ،مستعدا لإنهاء حياته.

أمسك تايلور بسامويل من عنقه و أرجحه على حافة الجرف …

" لسوء الحظ ، لا أملك الوقت لإستجوابك …"

ثم …

غرس —-!

غرس —-!

غرس —-!

غرس تايلور ببرود تام سيفه في معدة سامويل ثم في قلبه …

ليختفي الضوء من عيني سامويل …

بينما لونت ملامح هذا الأخير بمشاعر الغضب و الحنق الشديد …

" زميل غير محظوظ …"

نقر تايلور على لسانه ، حدق بعد ذلك في جانبه لبعض الوقت و كأنه ينتظر تأكيدا من نوع ما ثم رمى الجثة من الجرف كرمي الزبالة …

و في هذا اليوم ، مات سامويل هانوفر …

.

.

2024/07/22 · 108 مشاهدة · 2140 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024