بعد قيام سامويل بجولة فريدة من نوعها بقيادة أرون بيرس في طوابق البرج الإمبراطوري .
عاد إلى قصره الإمبراطوري متعبا نوعا ما ، مقررا التخطيط لخطوته القادمة .
استحم سامويل بسرعة و دخل بعد ذلك إلى مكتبه ،
جلس على كرسي مكتبه ، مخرجا كل التقارير التي يملكها بصفته إمبراطورا حول جميع النبلاء المقيمين في إمبراطوريته ،
هدفه الحالي هو أن تحديد النبلاء الذين سيهدف قريبا لجعلهم بيادقه الجدد .
لكن ، لسوء الحظ ، وجد أن معظم النبلاء متواطئين مع الدوق الأكبر .
" مهلا ، ماذا لو استعملت هذا التقرير لصالحي ؟ "
ابتسم سامويل بمكر و هو يقرأ التقرير الذي حصل عليه حول إجتماع المجلس الإمبراطوري الذي ترأسه الدوق الأكبر اليوم .
[ رفض المجلس الإنصياع لمطالب قوات التمرد. ذلك بتصويت أكثر من 87 % من النبلاء على الرفض و 13 % على القبول لتقليل الخسائر المادية و البشرية . ]
[ تقدم الدوق الأكبر و الماركيز ماكسويل بإستراتيجية للقضاء على قوات التمرد في غضون نصف عام باستعمال ... ]
قوات التمرد هي مجموعة من سكان إمبراطورية الغريفين الغير راضين بالوضع الحالي ، تضامنوا مع بعضهم البعض لمحاولة التحرر من السلطة الحالية .
يتمركزون في جنوب الإمبراطورية و يهدفون إلى إسقاط الإمبراطور و النبلاء من منصبهم لإعادة إصلاح سياسة الإمبراطورية الفاسدة .
" همم، إذا نجحت هذه الخطة فسأملك المزيد من البيادق لأستخدامهم و المزيد من الخيارات الجديدة ."
على عجل ، أخرج سامويل من سواره المكاني البلورة السحرية التي منحها له ماغنوس أثناء اللقاء السابق.
البلورة السحرية متصلة فقط بإحداثياث البلورة التي يمتلكها ماغنوس.
لذلك فالخط مؤمن نوعا ما ، و لن يقلق من تسرب المحادثة.
أخرج سامويل كذلك حجر مانا منخفض المستوى ، واضعَا إياه قرب البلورة لتزويدها بالطاقة اللازمة للإتصال بالطرف الأخر.
و نقر على الزجاج مرتين .
لتبدأ البلورة في إعداد الإتصال عبر اللمعان بشكل متكرر .
لكي تعمل البلورة ، بالطبع تحتاج مصدر طاقة . لا يهم ماهية الطاقة ، فيمكن للساحر مثلا حقن المانا خاصته لخلق إتصال ، كما يمكن للفارس إستخدام الكي كذلك لتحقيق الأمر .
أما بالنسبة لسامويل ، فهو ليس ساحرا و لا فارسا .
هو مجرد بشري عادي لذلك إستعمل حجر المانا لتشغيل البلورة .
بعد بضع ثواني ، سمع سامويل صوت العجوز ماغنوس ،
[ جلالتك ، ما الأمر ؟ ]
بعد أن تأكد أن الباب مغلق بإحكام ، قال بهدوء ،
" هل يمكنك عقد لقاء سري مع رئيس الثوار ؟ "
إبتسم سامويل بهدوء ، منتظرا إجابة ماغنوس الصامت على الجهة الأخرى ،
[ هل تقصد كلاود الأحمر قائد الثوار الجنوبيين ؟]
" من خلال تقاريري ، سمعت أنه له تاريخ أسود مع الدوق الأكبر ، أفضل إستغلال مثل هذا الشخص مقابل ثمن مناسب ." أضاف سامويل ببرود .
[... ]
[ نعم ، سبق لي أن ساعدته ، لكن لديه شخصية عنيفة و لديه كره عميق للطبقة الأرستقراطية داخل إمبراطوريتنا ، هل متأكد يا جلالتك من رغبتك في لقائه ؟ ]
" نعم ، أنا متأكد أنني أستطيع التعامل معه ."
[ فهمت ]
" حدد المكان و الزمان في أقرب وقت ممكن للقائه ."
[ حاضر ]
" و لا تنس إرسال تلميذك غدا صباحا إلى قصري ، الآمن ضعيف جدا لذا بمهارته يمكنه دخول غرفتي بسهولة ."
[ فهمت ، السابعة صباحا أليس كذلك ؟ ]
أومأ سامويل برأسه و هو يحدق في إنعكاس ماغنوس على البلورة السحرية ،
" أيضا ، زودني بجميع المعلومات التي تملكها حول الدوق الأكبر و النبلاء المتواطئين معه . كما أرسل لي أسماء النبلاء المعادين للدوق الأكبر حاليا . أريد مقارنة تقاريري بتقارير جواسيسك حاليا .لذلك ،أرسل جميع المعلومات التي لديك بواسطة تلميذك ، أريدها في مكتبي هذا الصباح ."
[ تسك ، حسنا . أنت تحب ..- ]
" حسنا ، سأقطع الإتصال الآن ، أنتظر أخبار جيدة ، لا تخيب أملي ."
ثم بدون إنتظار إجابة ماغنوس ،
قطع سامويل الإتصال ، معيدا بهدوء البلورة إلى سواري المكاني .
لبضع ساعات ،إستمر في محاولة تحديد النبلاء اللذين من المفيد الحصول عليهم كأتباع حاليا . لكنه ، وجد فقط فئة صغيرة جدا يستطيع إستعمالها .
كما إستمر في حفظ وجوه جميع نبلاء إمبراطوريته بفضل قدرته الجديدة على التذكر بسهولة .
" مثير لإهتمام ."
استنادا على المعلومات التي يملكها ، معظم النبلاء في إمبراطوريته يتعاملون مع دوقية ماكينزي في مختلف الأنشطة .
يوجد القليل جدا من النبلاء اللذين لا يملكون علاقة من الدوق الأكبر .
" تسك ،أظن أنني يجب علي إنتظار تسلم المعلومات من طرف أرون للحصول على صورة شاملة . بعض التقارير هنا قديمة نوع ما ."
أحس سامويل بالتعب للمفرط بعد قراءة لمئات من التقارير في غضون بضع ساعات .
أخفى التقارير المهمة في سواره المكاني ، مغادرا مكتبه للذهاب إلى غرفته من أجل النوم .
دخل سامويل غرفته بهدوء متبوعا بالخادمة إيميليا التي ظلت تسأله بدون توقف عن سبب بقائه في مكتبه مطولا ،
" إيميليا ، أخبرتك أنتي متعب ، لذلك أريد النوم حالا. "
" لكن ، جلالتك ماذا عن العشاء ؟ " أجابت اللوليتا و هي تحدق بهدوء في وجه سامويل ،
" هاه "
تثاؤب سامويل ببطئ و عيناه نصف مغمضتين ،
" غادري . سأنام حالا ، أخبري المطبخ أنني سأتجاوز وجبة العشاء ."
أومأت إيميليا ثم قالت بإحترام:
" ليلة سعيدة جلالتك "
" حسنا ، حسنا ، فقط غادري "
أخفضت إيميليا رأسها ثم غادرت بسرعة من غرفة إمبراطور الغريفين، لتترك هذا الأخير وحيدا في غرفته .
و بسبب التعب المفرط و نقص القدرة على التحمل الراجع لجسده السمين، استلقى سامويل على السرير الضخم .
و غاص في أحلامه .
.
..........
.
6:29AM
استيقظ سامويل اليوم باكرا على زقزقة العصافير .
حدق في سطح سريره المزخرف ، مفكرا بعمق في مفهوم السحر .
السحر ،
كلمة من غريب التعود عليها بالنسبة لشخص من القرن 21 مثل سامويل ،
القرن 21 حيث يوجد فقط المسدسات و الأسلحة الكيميائية و النووية .و لا وجود للسحر بتاتا .
حلم كل شخص محب للخيال السحري هو أن يتناسخ في عالم به السحر و المانا مثله .
" اليوم سأجرب السحر ." تمتم سامويل هذه الكلمات بإبتسامة متحمسة على وجهه السمين ،
استحم بسرعة ثم إرتدى ملابس أنيقة نوعا ما ، منتظرا قدوم أرون بفارغ الصبر .
7:01AM
- وووش-
فجأة ، ظهر شاب ذو شعر أسود و عيون أرجوانية أمامه من العدم ، تفاجأ أرون بكون سامويل ينتظره في صمت .
ثم قال و هو يحك أنفه بشكل غريب .
"آه ، أنت مستيقظ "
مضيفا على عجل .
" بأمر من معلمي جئت لكي أعلم جلالتك أساسيات السحر . "
حدق سامويل ببرود في وجه أرون مخفيا حماسه ثم قال بصوت خافت .
" أعلم ذلك ، لدينا ثلاث ساعات حتى مجئ الخادمة إلى غرفتي ، لذلك فلنغادر حالا لكي نستغل الوقت ."
سلم أرون عباءة بنية اللون لسامويل الذي ارتداها بسرعة ،
ثم مد أرون يده اليسرى ليمسكها سامويل ،و سرعان ما أمسك هذا الأخير يديه ،
" لنذهب "
لبرهة من الزمن ،تمتم أرون بكلمات غير مفهومة، لتظهر دائرة سحرية بيضاء تحت أقدامهم .
[ النقل الفوري ]
-وووش -
ثم إختفوا من الغرفة .
.
.