.
.
فتحت عيناي المشوشتين ببطئ ،
وجدت أن كل ما يحيط بي هو الظلام الدامس .
في جميع الإتجاهات ، يوجد فقط الظلام الأسود و الصمت المخيف .
وقفت بهدوء من الأرضية باستعمال يداي ،
ثم حدقت بالظلام باهتمام .
بشكل غريب لم أشعر بالخوف كما المتوقع من بشري عادي ،
فإذا إستيقظ شخص غريب عكسي في الظلام ،
بحيث ، لا يستطيع الرؤية ،
فسيشعر بشكل طبيعي بالخوف و الدهشة ،
هذه هي طبيعة البشر ،
الخوف من المجهول و الموت .
شعرت بشعور غريب ،
كأن الظلام جزء من كياني ،
شعرت كأن الظلام يجذبني و يناديني من أجل إمتلاكه و أن أندمج معه لأصبح جزءا منه .
تذكرت أخر شيء قمت به قبل أن أجد نفسي هنا .
نمت بهدوء بعد أن قرأت بعض التعليقات السلبية و المستفزة .
حككت ذقني ببطئ ،
ثم أخرجت هاتفي النقال بسرعة من جيبي الأيسر ،
- نقر
شغلت المصباح الخلفي للهاتف ،
ثم تمتمت نوعا ما بإيجابية :
" كما توقعت ، أنا لست أعمى . أنا حقا في مكان مظلم جدا ."
حاولت الإتصال بالشرطة لكنني لاحظت أنه لا يوجد إرسال في المنطقة ،
" غريب جدا . هل تم إختطافي حقا ؟ "
" همم ، هل أملك عدوا لا أعرفه ؟ "
سرعان ما عاد الصمت للمكان ،
تجولت بلا هدف لبعض الوقت ، لكنني لم أستطع الإجابة على الأسئلة المنبثقة في ذهني .
كان ذهني في حالة فوضى حاليا .
لسبب غير معروف ، أحسست بالديجا فو ،
كأنني سبق أن كنت في هذا المكان لمرات عديدة .
" حاليا ، لدي إحتماليتان . الأكثر ترجيحا هي أنني توفيت و أنا نائم ثم هذا هو جحيمي الخاص الذي كونه الإله لعقابي . همم ، أما الثاني هو أنني وسط إحدى الكوابيس، التي لا أتذكرها عند إستيقاظي ."
إستمررت في التجول بصمت آملا أن أجد مخرجا في أقرب وقت .
تدريجيا ، سرعان ما بدأت أؤمن بالإحتمالية الأولى ،
لقد مت ،
الأمر لا بأس به ،
لحسن الحظ ، لا يوجد شياطين لتعذيبي .
" همم ، الموت أمر لا مفر منه ، لم أتوقع أن يقبض ملك الموت على روحي مبكرا . حسنا ، الأمر ليس بهذا السوء . وضعيتي المزرية و نحسي الغريب إختفى ."
الموت هو أيضا مظهر من مظاهر الراحة .
أنا متعب حقا ،
أريد فقط النوم بكسل .
إستلقيت على الأرض بهدوء ،
" يا رجل ، أتمنى لو حصلت على سرير أو بضع بطانيات . يمكنني حتى قبول النوم في خيمة ."
" إنسى الأمر ، سأعتاد الأمر بهدوء ."
ظللت في وضعيتي لكم من يعلم من الوقت ،
ربما بضع سنوات ،
ربما بضع عقود .
لا أعلم .
كلما إستيقظت وجدت نفسي وسط الظلام مجددا .
لأنام مجددا ،
كررت هذه الحلقة ملايين المرات .
إستيقاظ ،
ثم نوم .
لسبب غريب ، لم أحتج لتناول الطعام و أن أقوم بحاجتي في المرحاض .
كل ما أحتاج القيام به هو النوم .
أحببت بغرابة أسلوب حياتي الجديد .
أحسست كأنني حققت رغبتي الأبدية و هي التكاسل للأبد .
"هاه ، كم مر من الوقت ؟ "
إبتسمت ببرود و أنا أفكر في حياتي الماضية .
[ لا يتوفر هذا المكان على مفهوم الزمان .]
أجابني صوت غليظ بشكل مفاجئ مما جعلني أفتح عيناي بسرعة .
لم أستطع التحرك بسبب تيبس جسدي ، لذلك كل ما إستطعت القيام به هو تحريك عيناي للتحديق في جميع الإتجاهات بحثا عن مصدر الوقت .
" مرحبا "
صرخت بقوة في الظلام الدامس ،
لكن ، لم يجبني أي أحد .
ظللت أصرخ ،
لكن كل ما قوبلت به هو الصمت .
بعد مدة طويلة ، جفلت في مكاني قائلا بصوت يتخلله البرودة :
" مثير للأهتمام ، هل أنا أهلوس ؟ هل هذا المكان يؤثر على عقلي بشكل سلبي ؟ "
" لا أتذكر جيدا المصطلح العلمي لمرض الوحدة النفسية . "
فجأة ، فتحت عينان ضخمتان في الظلام الدامس .
وسطهما ، يمكن أن ترى مجموعة من النجوم و المجرات المختلفة .
[ أنت لا تهلوس ، أنا موجود . ]
تكلم المخلوق بصوت غليظ أوتوماتيكي،
" أوه ، دعني أخمن .أنت آمر السجن و جئت للإطلاع على حالة السجين ."
[ لا ، أنا هنا لتحقيق هدفنا ، من أجل الإرتقاء مجددا لتحقيق هدفنا .]
رسم وجهي ملامح تدل على ' ما الذي يتحدث عنه هذا المخلوق ؟'
[ يمكن أن تقول أنني غاية مخلوق مخيف حكم العوالم اللامتناهية لعصور مضت .]
" مثير للإهتمام ، إذن توجد عوالم أخرى ؟ هل تتوفر العوالم اللامتناهية على أجناس أخرى مثلك ؟ إذن ، مفهوم العوالم المتعددة حقا موجود... "
إستمررت في طرح الأسئلة المختلفة على أول مخلوق قابلته منذ مدة طويلة .
لكن ، كل ما قوبلت به هو الصمت .
[ ... ]
" يالك من مخلوق ممل . "
أغمضت عيناي لترتيب أفكاري المبعثرة ،
بعد برهة من الزمن ، كسرت الصمت قائلا ببرودة :
" هاه ، إذا ما الهدف من سجني هنا ؟ "
حدقت في المخلوق و أنا أنتظر إجابة سؤالي ،
سرعان ما أجابني قائلا :
[ أنت لست سجين ، أنا أحاول محو ما تبقى لك من @#@@$# ، لكي نحقق إنتقامنا . ]
" ماذا قلت ؟ "
[ هاه ، ستعلم عندما يحين الوقت . ستعود قريبا إلى عالمك .]
" ماذا ؟ هل سأغادر ؟ "
لسوء الحظ ،لم أشعر بالحماس أو الرغبة الشديدة في الحرية .
جل ماشعرت به هو الرغبة في البقاء و النوم للأبد .
قلبي إختار طوعا البقاء في هذا المكان ،
[ أرى أنك ما زلت تحتفظ برغبتك البدائية الأصلية . لكن ، لسوء الحظ يجب أن تغادر من أجل تحقيق هدفنا القديم ، ستعرفه حينما يحين الوقت و تصبح أقوى . إستخدم هديتي الصغيرة من أجل #@##@@ .]
" هاه ، أيا كان ما قلته ."
سرعان ما فقدت اهتمامي بالعينين العملاقتان المضيئتين اللتان تطفوان قربي ، ثم أغلقت عيناي للعودة إلى النوم .
أخر ما سمعته من المخلوق الغريب أو أيا كان هو [ حظا سعيدا .]
ثم غصت في أحلامي .
....
" هاه "
فتحت عيناي هذه المرة ، لأجد ضوءا مشعا وسط الظلام الدامس ،
إستمر الضوء في الإقتراب ناحيتي بسرعة غير مفهومة .
سرعان ما تذكرت ما قاله المخلوق الغريب سابقا ،
' العودة .'
" سحقا ، لعين حقير ."
صرخت بقوة شديدة ثم سرعان ما إبتلعني الضوء المشع .
.....
" جلالتك ، إستيقظ ، كثرة النوم ستجعل جسدك متيبسا بالكامل ..."
فتحت عيناي بسرعة بسبب صوت مرتفع أزعجني .
حللت وضعيتي بسرعة ،
" هاه ، لقد عدت حقا ."
سرعان ما صررت أسناني بقوة قائلا بغضب :
" اللعين ، إنتظرني حتى أعود ."
سرعان ما استجمعت شتات نفسي بسرعة ،
ثم حملقت ببرودة في الشخص الموجود أمامي قائلا :
" من أنت ؟ "
أمامي شابة ذات شعر أصفر حريري و عيون خضراوتان جذابتان بعض الشيء . كما أنها ملابس خدم متهالكة .
ترتدي على وجهها ملامح البراءة و الحيرة في نفس الوقت ،
" هل أنت مريض جلالتك ؟ "
أجابتني الفتاة الشقراء بطرح سؤال أخر .
" من أنت ؟ من أنا ؟ و أين أنا الآن ؟ "
أعدت طرح أسئلتي بدون إعارة الإنتباه لأسئلتها الغبية .
" إذا كنت أنا سيدك فأجيبيني على أسئلتي ."
سرعان ما خفضت الخادمة الشابة رأسها كدليل على الطاعة ثم قالت :
" أنا إيميليا بوسن ، الخادمة الشخصية لجلالتك في القصر للملكي. "
ترددت إيميليا لبضع ثوان ثم أضافت :
" أنت سامويل هانوفر ، شمس و قمر إمبراطوريتنا ، الإمبراطور 18 لسلالة هانوفر المقدسة ، الإمبراطور الحالي لإمبراطورية الغريفين ."
" هانوفر ، أين سمعت هذا الإسم ؟ "
تمتمت هذه الكلمات و أنا أحك ذقني دون إعارة الإنتباه للخادمة المتصلبة أمامي ،
" هاه ، إذن قصد بالعودة لعالمي الدخول إلى روايتي الأخيرة ."
" لعين حقير ."
" لكن رغم ذلك ، الأمر مثير للإهتمام ."
تلوت زوايا شفاهي بشكل مخيف ليتم تكوين إبتسامة شيطانية في وجهي .