1 - لقد تجسدت مرة أخرى كإمبراطور قمامة [1]

.

.

فتحت عيناي المشوشتين ببطئ ،

وجدت أن كل ما يحيط بي هو الظلام الدامس .

في جميع الإتجاهات ، يوجد فقط الظلام الأسود و الصمت المخيف .

وقفت بهدوء من الأرضية باستعمال يداي ،

ثم حدقت بالظلام باهتمام .

بشكل غريب لم أشعر بالخوف كما المتوقع من بشري عادي ،

فإذا إستيقظ شخص غريب عكسي في الظلام ،

بحيث ، لا يستطيع الرؤية ،

فسيشعر بشكل طبيعي بالخوف و الدهشة ،

هذه هي طبيعة البشر ،

الخوف من المجهول و الموت .

شعرت بشعور غريب ،

كأن الظلام جزء من كياني ،

شعرت كأن الظلام يجذبني و يناديني من أجل إمتلاكه و أن أندمج معه لأصبح جزءا منه .

تذكرت أخر شيء قمت به قبل أن أجد نفسي هنا .

نمت بهدوء بعد أن قرأت بعض التعليقات السلبية و المستفزة .

حككت ذقني ببطئ ،

ثم أخرجت هاتفي النقال بسرعة من جيبي الأيسر ،

- نقر

شغلت المصباح الخلفي للهاتف ،

ثم تمتمت نوعا ما بإيجابية :

" كما توقعت ، أنا لست أعمى . أنا حقا في مكان مظلم جدا ."

حاولت الإتصال بالشرطة لكنني لاحظت أنه لا يوجد إرسال في المنطقة ،

" غريب جدا . هل تم إختطافي حقا ؟ "

" همم ، هل أملك عدوا لا أعرفه ؟ "

سرعان ما عاد الصمت للمكان ،

تجولت بلا هدف لبعض الوقت ، لكنني لم أستطع الإجابة على الأسئلة المنبثقة في ذهني .

كان ذهني في حالة فوضى حاليا .

لسبب غير معروف ، أحسست بالديجا فو ،

كأنني سبق أن كنت في هذا المكان لمرات عديدة .

" حاليا ، لدي إحتماليتان . الأكثر ترجيحا هي أنني توفيت و أنا نائم ثم هذا هو جحيمي الخاص الذي كونه الإله لعقابي . همم ، أما الثاني هو أنني وسط إحدى الكوابيس، التي لا أتذكرها عند إستيقاظي ."

إستمررت في التجول بصمت آملا أن أجد مخرجا في أقرب وقت .

تدريجيا ، سرعان ما بدأت أؤمن بالإحتمالية الأولى ،

لقد مت ،

الأمر لا بأس به ،

لحسن الحظ ، لا يوجد شياطين لتعذيبي .

" همم ، الموت أمر لا مفر منه ، لم أتوقع أن يقبض ملك الموت على روحي مبكرا . حسنا ، الأمر ليس بهذا السوء . وضعيتي المزرية و نحسي الغريب إختفى ."

الموت هو أيضا مظهر من مظاهر الراحة .

أنا متعب حقا ،

أريد فقط النوم بكسل .

إستلقيت على الأرض بهدوء ،

" يا رجل ، أتمنى لو حصلت على سرير أو بضع بطانيات . يمكنني حتى قبول النوم في خيمة ."

" إنسى الأمر ، سأعتاد الأمر بهدوء ."

ظللت في وضعيتي لكم من يعلم من الوقت ،

ربما بضع سنوات ،

ربما بضع عقود .

لا أعلم .

كلما إستيقظت وجدت نفسي وسط الظلام مجددا .

لأنام مجددا ،

كررت هذه الحلقة ملايين المرات .

إستيقاظ ،

ثم نوم .

لسبب غريب ، لم أحتج لتناول الطعام و أن أقوم بحاجتي في المرحاض .

كل ما أحتاج القيام به هو النوم .

أحببت بغرابة أسلوب حياتي الجديد .

أحسست كأنني حققت رغبتي الأبدية و هي التكاسل للأبد .

"هاه ، كم مر من الوقت ؟ "

إبتسمت ببرود و أنا أفكر في حياتي الماضية .

[ لا يتوفر هذا المكان على مفهوم الزمان .]

أجابني صوت غليظ بشكل مفاجئ مما جعلني أفتح عيناي بسرعة .

لم أستطع التحرك بسبب تيبس جسدي ، لذلك كل ما إستطعت القيام به هو تحريك عيناي للتحديق في جميع الإتجاهات بحثا عن مصدر الوقت .

" مرحبا "

صرخت بقوة في الظلام الدامس ،

لكن ، لم يجبني أي أحد .

ظللت أصرخ ،

لكن كل ما قوبلت به هو الصمت .

بعد مدة طويلة ، جفلت في مكاني قائلا بصوت يتخلله البرودة :

" مثير للأهتمام ، هل أنا أهلوس ؟ هل هذا المكان يؤثر على عقلي بشكل سلبي ؟ "

" لا أتذكر جيدا المصطلح العلمي لمرض الوحدة النفسية . "

فجأة ، فتحت عينان ضخمتان في الظلام الدامس .

وسطهما ، يمكن أن ترى مجموعة من النجوم و المجرات المختلفة .

[ أنت لا تهلوس ، أنا موجود . ]

تكلم المخلوق بصوت غليظ أوتوماتيكي،

" أوه ، دعني أخمن .أنت آمر السجن و جئت للإطلاع على حالة السجين ."

[ لا ، أنا هنا لتحقيق هدفنا ، من أجل الإرتقاء مجددا لتحقيق هدفنا .]

رسم وجهي ملامح تدل على ' ما الذي يتحدث عنه هذا المخلوق ؟'

[ يمكن أن تقول أنني غاية مخلوق مخيف حكم العوالم اللامتناهية لعصور مضت .]

" مثير للإهتمام ، إذن توجد عوالم أخرى ؟ هل تتوفر العوالم اللامتناهية على أجناس أخرى مثلك ؟ إذن ، مفهوم العوالم المتعددة حقا موجود... "

إستمررت في طرح الأسئلة المختلفة على أول مخلوق قابلته منذ مدة طويلة .

لكن ، كل ما قوبلت به هو الصمت .

[ ... ]

" يالك من مخلوق ممل . "

أغمضت عيناي لترتيب أفكاري المبعثرة ،

بعد برهة من الزمن ، كسرت الصمت قائلا ببرودة :

" هاه ، إذا ما الهدف من سجني هنا ؟ "

حدقت في المخلوق و أنا أنتظر إجابة سؤالي ،

سرعان ما أجابني قائلا :

[ أنت لست سجين ، أنا أحاول محو ما تبقى لك من @#@@$# ، لكي نحقق إنتقامنا . ]

" ماذا قلت ؟ "

[ هاه ، ستعلم عندما يحين الوقت . ستعود قريبا إلى عالمك .]

" ماذا ؟ هل سأغادر ؟ "

لسوء الحظ ،لم أشعر بالحماس أو الرغبة الشديدة في الحرية .

جل ماشعرت به هو الرغبة في البقاء و النوم للأبد .

قلبي إختار طوعا البقاء في هذا المكان ،

[ أرى أنك ما زلت تحتفظ برغبتك البدائية الأصلية . لكن ، لسوء الحظ يجب أن تغادر من أجل تحقيق هدفنا القديم ، ستعرفه حينما يحين الوقت و تصبح أقوى . إستخدم هديتي الصغيرة من أجل #@##@@ .]

" هاه ، أيا كان ما قلته ."

سرعان ما فقدت اهتمامي بالعينين العملاقتان المضيئتين اللتان تطفوان قربي ، ثم أغلقت عيناي للعودة إلى النوم .

أخر ما سمعته من المخلوق الغريب أو أيا كان هو [ حظا سعيدا .]

ثم غصت في أحلامي .

....

" هاه "

فتحت عيناي هذه المرة ، لأجد ضوءا مشعا وسط الظلام الدامس ،

إستمر الضوء في الإقتراب ناحيتي بسرعة غير مفهومة .

سرعان ما تذكرت ما قاله المخلوق الغريب سابقا ،

' العودة .'

" سحقا ، لعين حقير ."

صرخت بقوة شديدة ثم سرعان ما إبتلعني الضوء المشع .

.....

" جلالتك ، إستيقظ ، كثرة النوم ستجعل جسدك متيبسا بالكامل ..."

فتحت عيناي بسرعة بسبب صوت مرتفع أزعجني .

حللت وضعيتي بسرعة ،

" هاه ، لقد عدت حقا ."

سرعان ما صررت أسناني بقوة قائلا بغضب :

" اللعين ، إنتظرني حتى أعود ."

سرعان ما استجمعت شتات نفسي بسرعة ،

ثم حملقت ببرودة في الشخص الموجود أمامي قائلا :

" من أنت ؟ "

أمامي شابة ذات شعر أصفر حريري و عيون خضراوتان جذابتان بعض الشيء . كما أنها ملابس خدم متهالكة .

ترتدي على وجهها ملامح البراءة و الحيرة في نفس الوقت ،

" هل أنت مريض جلالتك ؟ "

أجابتني الفتاة الشقراء بطرح سؤال أخر .

" من أنت ؟ من أنا ؟ و أين أنا الآن ؟ "

أعدت طرح أسئلتي بدون إعارة الإنتباه لأسئلتها الغبية .

" إذا كنت أنا سيدك فأجيبيني على أسئلتي ."

سرعان ما خفضت الخادمة الشابة رأسها كدليل على الطاعة ثم قالت :

" أنا إيميليا بوسن ، الخادمة الشخصية لجلالتك في القصر للملكي. "

ترددت إيميليا لبضع ثوان ثم أضافت :

" أنت سامويل هانوفر ، شمس و قمر إمبراطوريتنا ، الإمبراطور 18 لسلالة هانوفر المقدسة ، الإمبراطور الحالي لإمبراطورية الغريفين ."

" هانوفر ، أين سمعت هذا الإسم ؟ "

تمتمت هذه الكلمات و أنا أحك ذقني دون إعارة الإنتباه للخادمة المتصلبة أمامي ،

" هاه ، إذن قصد بالعودة لعالمي الدخول إلى روايتي الأخيرة ."

" لعين حقير ."

" لكن رغم ذلك ، الأمر مثير للإهتمام ."

تلوت زوايا شفاهي بشكل مخيف ليتم تكوين إبتسامة شيطانية في وجهي .

2022/04/18 · 2,141 مشاهدة · 1278 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024