بسم الله الرحمن الرحيم

................................................................

...............................................................

.

" هوف.. "

كانت الملابس كلها مبللة بالعرق . على الرغم من أنه يوم بارد ، كان جسده ساخنا بدرجة كافية للتعرق بغزارة .

فبعد مغادرة الماركيز سيوس للقيام بأعماله المعتادة في القصر ، ترك وحيدا للتدرب .

" هوف ... هوف .."

كان سامويل يتنفس بشدة في كل مرة .

" هاه ، إن الأمر صعب . لكن ، ممكن ."

بأناقة ، حرك سامويل بيده اليسرى شعره الأحمر الذي بدا كأنه غمر بالماء إلى الوراء .

و نظر إلى يده ، كان الجلد الذي كان على إتصال بالسيف الخشبي قد تقشر .

كما ظهرت أثار لجروح دموية على كفيه .

أجزاء من جسده أصيبت بشدة بسبب سقوطه المستمر أثناء الساعتين الماضين أثناء محاولته لتكرير حركات سيوس .

لعبت تحركات هذا الأخير السابقة حول الطعن و القطع في رأسه كشريط فيديو .

ظل الأمر واضحا في ذاكرته ، و لكن إذا سئل عما إذا يمكنه متابعته ، سيقول أن الأمر صعب .

لكن سامويل لم يكن من النوع الذي يستسلم بسبب الصعوبات . بدلا من ذلك ، كان دائما يرحب بشيء جديد و مثير للإهتمام .

بعد أن راجع تحركات سيوس لبضع مرات ، إكتشف أن أرجحة السيف تتعلق بالتحكم بدقة بحركة عضلات الجسم بحيث ترتفع القوة التدميرية بسبب إستخدام العضلات بكفاءة .

لكي ينجح في إختبار الماركيز سيوس يجب عليه فهم الحركات عبر تكريرها .

لكن ، يوجد فرق شاسع بين شخص يكرر ببساطة حركة ما و شخص يفهم أساسها .

" جسدي حاليا ضعيف جدا . لكنني ، يمكنني القيام بالأمر ، مازال يمكنني الإستمرار ."

أحكم سامويل قبضته على سيفه مرجحا إياه بقوة ليقوم بقطع مائل أمامي .

بدأ في أداء سلسلة من الحركات التي بدأ ممارستها قبل ساعتين .

مازالت حركاته غير منظمة بحيث ما زال يرتكب العديد من الأخطاء .

حاول نسخ إحدى حركات القطع لكن ، إلتوى قدمه مرة أخرى و سقط .

رغم أن الأمر يسير بشكل جيد ، إنقطع التدفق عدة مرات و إضطر للتوقف .

لكن ، مع ذلك ، كلما أرجح سيفه ، كلما إنخفض عدد الأخطاء المرتكبة .

' الأمر ممتع .'

ظن سامويل ذلك و أرجح سيفه مرة أخرى .

يمكن لسامويل أن يشعر بأن حركاته تصبح طبيعية مع التكرار .

شعر هذا الأخير بشعور المتعة بعد وقت طويل و ذلك بسبب السيف في يده .

' إذا مزجت الأمر مع السحر لكان الأمر رائعا .'

عرف سامويل أن المبارزين السحريين موجودين ، لكنهم نادرين للغاية .

كما أن المعلومات المتعلقة بهم غامضة .

" كن أكثر نشاطا ، قوة و أكثر حدة ."

حركات قدم سريعة وناعمة ، خصر قوي ، كتفين و أذرع مستقيمة ، هذا ما يحتاج الوصول إليه حسب تحليله ليقوم بحركات نظيفة .

في هذه اللحظة ، سقط سامويل بشكل غريب في نشوة .

إقطع ، إطعن ، إقطع جانبا ، إستدر إلى الجانب ثم عد إلى الجانب المقابل .

إقطع مائلا من الأعلى إلى الأسفل ثم مرة أخرى من الأسفل إلى الأعلى و جهز سيفك لتستهدف المركز .

مازال من الصعب على سامويل القيام بالحركات بتتابع .

لكن ، مستواه يتقدم مع مرور الوقت .

" هوف ... هوف .."

أخذ سامويل نفسا عميقا و هو يبتسم بعمق ،

التركيز الشديد يستهلك بكثرة القدرة على التحمل .

رأسه يصبح مع مرور الوقت أكثر وضوحا بحيث أصبح يفهم المبدأ تدريجيا .

لكن ، ما زال ينقصه الكثير رغم تكراره مرارا و تكرارا .

" هوف .."

تساقطت قطرات العرق على قميص سامويل الأبيض ،

أسقط هذا الأخير سيفه بسبب التعب ثم أخذ زجاجة من الماء .

- رشف .

سقط سامويل على الأرض بعد أن روى عطشه ثم إتكئ على الحائط .

بعد ذلك ، مسح العرق عن وجهه بالمنشفة ثم أغمض هانوفر عينيه لكي يراجع ما كان يفعله سابقا .

إعتقد سامويل أنه من الصواب التوقف لمراجعة أخطائه ، المقارنة بين تحركاته و تحركات سيوس بالإضافة إلى إراحة جسده .

بحيث ، وجد أنه من الضروري تقوية جسده الضعيف من أجل رفع قدرته على التحمل و جعل عضلاته أمتن .

كانت تحركاته بطيئة للغاية مقارنة بسيوس . لكن ، مهارة المبارزة التي قام بها تتحسن تدريجيا .

" هوف ."

زفر سامويل بعمق بينما هو مغمض العينين ، حاول تقسيم الحركات إلى أجزاء ، ثم قام بتحليل النمط بشكل أفضل .

" ما زلت أفتقر للكثير ."

بعد بضع دقائق من الإستراحة ،

نهض سامويل مرة أخرى .

-سوووووش .

-سوووووش .

لساعة أخرى مضى قدما و تحرك دون إنقطاع .

" هوف ... هوف .."

أدى قلة القدرة التحمل و ضعف جسد سامويل إلى إرهاقه .

" هوف ... هوف ...أنا على الأقل موهوب في المبارزة ."

أزهرت إبتسامة شريرة في وجه سامويل و هو يحدق في سقف المبنى .

" أظنني سأتوقف اليوم ."

تمتم سامويل هذه الكلمات و هو متشوق لأول مرة للغد .

.

.......................

.

مر أسبوع ،

داخل مكتب ، جلس شخص مقنع خلف مكتب خشبي أسود كبير .

خلفه ، كان ضوء الشمس يسطع مباشرة عبر النافذة متجاوزا بشرته ، مما يظهر منظرا جميلا و خلابا .

من خلال التقليب بين كومة طويلة من الأوراق ، لمعت عيني الشخص المقنع من وقت لأخر .

" أيها القائد ، كيف يجب أن نمضي قدما ؟ "

كان يقف أمامه رجل عضلي إلى حد ما . سأل مع ظهر مستقيم و إبتسامة لطيفة على وجهه .

" حسنا ؟ "

رفع الشخص المقنع رأسه ببطئ و وضع إحدى الأوراق في يده . كانت عيناه تلمع على الورقة لبضع ثوان أخرى قبل أن يفتح فمه .

" قم بمساعدة السحرة في تطويق دانجون الذئاب المظلمة و تأمينه ليوم الغد . أخبرهم بتنفيذ الأمر حالا ."

" مفهوم ." أجاب الرجل العضلي و سأل : " ماذا عن نقابة الدمار ؟ "

" نقابة الدمار ."

حرك الشخص المقنع رأسه للأعلى محدقا في السقف قبل الإجابة ،

" إنها نقابة يستخدمها جيريمي ماكنزي بهدف القضاء علينا و إخراجنا من المنافسة . أخبر الأعضاء بتحمل إستفزازاتهم لأن المعركة القادمة ستكون شديدة ."

" حاضر ."

أخذ الرجل العضلي علما بتعليمات قائده ، و نظر إلى الشخص المقنع و سأل بإقتضاب :

" هل هناك أي شيء آخر تريد مني أن أفعله ؟ "

" لا " هز المقنع رأسه ، قبل أن يحول إنتباهه مرة أخرى نحو الأوراق الموجودة فوق المكتب .

" شكرا لك على عملك الشاق ، أندي ، يمكنك المغادرة ."

" إنه واجبي أيها القائد ."

بأمر من الشخص المقنع ، أخفض أندي رأسه قليلا . إستدار و شق طريقه نحو الباب .

وصل أندي إلى مقبض الباب ثم توقف فجأة قائلا بهدوء لقائده الذي يعمل بلا كلل بعد أن تردد قليلا :

" أيها القائد ، أعلم أنك تلوم نفسك على عدم حمايتك للفرع الرئيسي من النقابة ، لكننا لا نلومك على ذلك أيها القائد .... الجميع يقدرون مجهوداتك كثيرا .. لكن، من فضلك لا ترهق نفسك ."

" شكرا لك "

دون أن ينظر ، رد الشخص المقنع عرضيا .

لقد كان بالفعل منغمسا في العمل لدرجة أنه لا يهتم بأي شي أخر .

" هاه "

محدقا في قائده ، تنهد أندي و هو يهز رأيه ، إستدار و غادر الغرفة .

- تاك

بمجرد مغادرة أندي للغرفة ، حل الصمت في الغرفة .

بصرف النظر عن صوت الأوراق القادم من جهة الشخص المقنع ، لم يكن من الممكن سماع ضوضاء أخرى .

بعد فترة ، توقف الشخص المقنع الذي كان يقلب سلسلة من التقارير و الملفات و أطلق تنهيدة حزينة .

"هاه ، لإصلاح أضرار الفرع الرئيسي مازال علي القيام بالعديد من الإجراءات . سيكون الأمر رائعا لو لم يضايقني أتباع الدوق بإستمرار ."

الشخص المقنع الذي كان مشغولا بالبحث في الملفات كان في الحقيقة إكس .

منذ إستسلامه لسامويل هانوفر ، وجد نفسه تحت ضغوطات شديدة .

أولا ، كان عليه التعامل مع نتائج إنفصاله المفاجئ عن قوات الدوق الأكبر .

كانت تداعيات الإنفصال شديدة . لكنه ، بمساعدة بعض معرفه و أصدقائه ، تمكن من إتمام الأمر بصعوبة بعد إقناعه للأعضاء المؤسسين لنقابة الظل .

" تسك "

صر إكس أسنانه و هو يتذكر هوية مسبب هذه المتاعب له و لنقابته .

سامويل هانوفر إمبراطور الغريفين و رئيس برج السحرة ماغنوس بيرس .

بعد التواصل معهما لمدة أسبوعين تمكن من معرفة إسمهما و تمكن من تأكيد هويتهما .

لكن ، أكثر ما يغضبه حتى الآن هو شروط الصفقة بينهما .

لا ، لا يمكن تسميتها بصفقة بل بنهب و سرقة لهم في وضح النهار .

..........................................................................

- إتباع الطرف ب الطرف أ لمدة سنتين . في غضون هذه السنتين ، سيدعم الطرف أ الطرف ب و سيساعده في تطوير نقابته .

- الطرف أ سيأخد نصف القطع الأثرية الموجودة في خزانة الطرف ب و ..

- الطرف ...

..........................................................................

عندما ينظر إكس للبندين الأولين من تعهد المانا يشعر بكل من الغضب و العار .

الغضب لأنه تم الإحتيال عليه و العار لأنه لم يستطع إيقافهم .

كانت الطريقة الوحيدة للتعامل من الغضب و الإذلال هو كتمه و دفع نفسه بالعمل .

كان الإنغماس في العمل هو الطريقة الأمثل لحل مشكلته آملا أن ينجح الإمبراطور في القضاء على الدوق .

" هاه ، لماذا يريد دانجون الذئاب المظلمة ؟ "

تساءل إكس بهدوء و هو يقف من مكانه ببطئ ،

لم يعرف لماذا يريد الإمبراطور دانجون من فئة نجمتين ؟

بفضل دعم السحرة ، يمكن للإمبراطور إمتلاك العديد من الدانجون من الفئات العليا داخل حدود إمبراطوريته .

واقفا ، أمسك إكس بمعطفه الأسود الذي كان مستريحا على ظهر كرسيه و وضعه على ظهره .

كان عليه مغادرة الفرع الثانوي الذي يتواجد به للعودة إلى الفرع الرئيسي بالعاصمة الإمبراطورية دمبر .

" لا يهم سببه ، أتمنى حقا أن ينجح لأننا الآن نركب سفينة واحدة ."

بعد قول هذه الكلمات ، إستدار إكس و غادر الغرفة .

.

.

2022/05/13 · 817 مشاهدة · 1565 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024