بسم الله الرحمن الرحيم

................................................................

...............................................................

.

.

" أوتش ، هذا مؤلم جدا حقا ."

أطلق سامويل صرخة ألم و هو متحطم على الجدار ،

إبتلع هذا الأخير الهواء بشدة .

بحيث خفض رأسه ليرى أوردة يده المتضررة تتأرجح بشكل لا يمكن السيطرة عليه .

بدأ الدم الأحمر يتسرب من صدره بغزارة بينما كان وجهه أصفر للغاية .

ألم قوي و مشتعل إنتشر في جميع أنحاء جسده مما جعل تنفسه صعبا بالنسبة إليه .

فقد هفوة واحدة صغيرة في القتال كانت ستؤدي إلى مقتله ،

لولا تدخل مرافقه ماغنوس لكان سامويل حقا في عداد الموتى .

- سبلاش

تناثرت شظايا رأس الذئب الأحمر الهائج الذي تخلص منه ماغنوس على سامويل . مما لطخ وجهه و جميع أركان جسده بالمزيد من الدماء .

" ماغنوس . أيها اللعين .."

صر سامويل أسنانه و أزال الدماء من وجهه .

بعد ذلك ، بسرعة ، ضغط سامويل على جرحه العميق الموجود في صدره بيده اليسرى و أخرج بيده الأخرى مجموعة من [ جرعات الشفاء ] من سواره المكاني الأسود .

" اللعنة ، هذا الأمر مؤلم حقا ."

- غلوب

بمجرد وضعه للجرعة الأولى في فمه ، أحس سامويل أخيرا ببعض الراحة بحيث إنتشر شعور مريح و رائع في جميع أنحاء جسده المصاب .

بعض إنهاء سامويل للزجاجة ، ألقى بها جانبا ثم شرع في شرب جرعة الشفاء الثانية .

عدل سامويل وضعيته للجلوس بأريحية ثم أغلق سامويل عينيه و تصور هجوم الذئب الهائج مرة أخرى .

بعد بضع ثوان ، هز رأسه .

.... عرف أن الفرق بين إحصائياته و إحصائيات الذئب الأحمر أصبح كبيرا عندما أصبح الوحش هائجا .

ربما إذا كان في حالة أفضل يمكنه فقط صد بعض ضربات الذئب الهائج .

... ما معنى وحش هائج ؟

هو وحش نادر وسط أقرانه يستطيع مضاعفة إحصائيات جسده كالقوة ، السرعة و الصحة لبضعة دقائق .

لكن سلبيات هذا الوضع هو أن الوحش يصبح ضعيفا للغاية بعد إنتهائه و يصبح كذلك عاجزا عن القتال على الأقل لمدة أسبوع .

بعد إيقاف أفكاره ، لم يرغب سامويل الإستمرار في التفكير بالأمر . مجرد تفكيره بمدى ضعفه يجعله يشعر نوعا ما بالغضب .

" هوو ..."

أخذ سامويل نفسا عميقا و نظر إلى ماغنوس النظيف بفضل طبقة المانا الأرجوانية المحيطة بجسده . كان لديه رغبة شديدة في توبيخ الساحر العجوز أمامه ، لكنه قرر الصمت و التحديق ببرود في مرافقه .

" ستندم على هذا لاحقا ."

بإلقاء نظرة خالية من المشاعر على ماغنوس الذي ظهرت على شفتيه إبتسامة باهتة .

" جلالتك ، ماذا تعني ؟ "

تجاهل سامويل ماغنوس الذي يتظاهر بالبراءة و الإرتباك ثم حول إنتباهه لجروحه .

بعد إنهاء جرعته الثانية ، بدأ الجرح الضخم المتموضع في صدر سامويل يندمل ببطئ بسبب سوء الإصابة ،

لتسريع عملية الشفاء ، شرب سامويل جرعة شفاء ثالثة بحيث شعر بإندفاع أخر لطاقة لطيفة في جسده .

مباشرة بعد ذلك ، كالعادة ، سحب سامويل من سواره [ جرعة إستعادة التحمل ] و شربها هي الأخرى كالماء من أجل دفع جسده إلى التحرك و شحن طاقته .

إنتفخ وريد في رأس سامويل و هو يحدق ببرود في وجه ماغنوس المبتسم ثم تمتم بغضب طفيف .

" ماغنوس بيرس ."

بسبب برودة تصرفاته منذ مجيئه لهذا العالم، تعامل سامويل مع جميع الأوضاع بثبات ، بهدوء و ببرود بالطبع . لكن رغم ذلك يجد ماغنوس دائما طريقة لإيقاظ غضب سامويل الخامل .

" نعم ، جلالتك ."

" همم .."

لقد حاولت في السابق الوصول إلى غرفة الزعيم بإستخدام قوتي الخالصة ، بالطبع أيضا بمساعدة ضئيلة من ماغنوس .

لكن ، الآن ، حان وقت إستعمال سامويل لبيدقه من أجل الغش و إنهاء مهمته بسرعة للعودة إلى قصره .

" حان وقت عملك ."

تمايل هانوفر في مكانه و هو يحاول الوقوف ،

" خذ ."

بعد وقوف سامويل ، سلم ماغنوس السيف الأسود الملطخ بالدماء إلى صاحبه بإبتسامة صغيرة ،

ثم أضاف قائلا .

" إذن ، هل إستسلمت ؟ "

" لا داعي لتضييع الوقت ، لقد عرفت حدود قوتي و مهارتي . فما الهدف من مواجهة نفس الموقف مرة أخرى ؟ "

كابتا رغبته في القتل و معيدا سيفه إلى غمده ، تمتم سامويل الكلمات السابقة ببرود .

لمدة وجيزة ، لمس سامويل شعره الأحمر الملطخ بالدماء .

" هاه ، أصبح شعري ملتصقا بسبب الدماء . أريد المغادرة مبكرا للإستحمام ."

أضاف هانوفر هذه الكلمات ببرود و هو يحدق في الجثة المشوهة أسفل رجليه ،

أرجل مقطوعة و رأس محطم .

تنهد سامويل و تأسف قليلا على مصير الذئب الهائج .

" لنغادر ."

عدل سامويل وقفته مسرحا شعره الشائك بسبب الدماء إلى الوراء .

" حسنا ، لنتحرك وضعي أصبح أفضل ."

فبفضل الجرعات باهضة الثمن ، بأصبح لون وجه سامويل طبيعيا بشكل تدريجي .

" إذن ، تريد الإعتماد على الخطة ب و جعلي أطهر الدانجون ؟ "

رن صوت ماغنوس بعبوس طفيف على وجهه .

" أجل "

أومأ سامويل برأسه .

" و أنا الذي ظننت أنك تغيرت ، مازلت لقيطا عديم الفائدة ."

نقر ماغنوس على لسانه و أهان سامويل بسخرية .

" ماذا قلت ؟ "

" لقيط عديم الفائدة . لو كان والدك على قيد الحياة هنا لقام بجلدك حيا ، أتعلم ..."

ظل ماغنوس يثرثر بدون توقف عن مدى روعة والد سامويل .

إذا فتح ماغنوس فيصبح من النوع الثرثار الذي لا يتوقف عن الكلام .

كل ما على الشخص هو تجاهله حتى يصمت .

" قريبا ، سأصبح أقوى و سأكسر فمك الثرثار ."

قاطع سامويل كلام ببرود و إنزعاج طفيف ظاهر على وجهه .

" هاهاها ، سأنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ."

.

......

.

"هل هذا هو الذئب بثلاث عيون ؟ .... همم ، أهذا هو الزعيم ؟ "

حدق الثنائي في الذئب العملاق الأسود بحجم الماموث النائم بالقرب من تمثال ضخم أبيض مكسور جزؤه علوي .

" هاه "

يبدوا من شكل نصف التمثال السفلي أنه رجل يرتدي ملابس كالخاصة بالساموراي الذين شاهدهم سامويل في الأفلام الصينية بحياته الماضية .

واقفا بجانب سامويل ، أجاب ماغنوس على سؤال إمبراطوره و هو يحك لحيته بشكل متكرر .

" نعم ، إسمه من التقارير هو الذئب الرنان و هو وحش متخصص في الهجمات السريعة و العقلية ."

" أعلم ذلك ، تفاجأت نوعا ما فقط من مظهره . إنه يشبه ذئاب الطابق الأول من حيث الشكل . لكنه ، أضخم و أقوى ."

عبر الشعور بالضغط الهائل القادم من الوحش النائم ، عرف سامويل أن فرصته في هزيمة الذئب منعدمة تماما .

" لا يمكنني هزيمته للأسف بنفسي ."

على الرغم من إعتبار نفسه عبقريا في المبارزة . لكن ، الضغط الناتج عن الوحش مرعب للغاية .

حركة واحدة خاطئة ستسبب له موتا فوريا .

لذلك قرر سامويل البقاء في مكانه أمام باب غرفة الزعيم .

" ماغنوس ، تكفل بالوحش ."

" لقد كررت الأمر مرارا و تكرارا .لكن ، هل أنت متأكد من أنك لن تحاول حتى ؟"

أطلق ماغنوس إبتسامة لعوبة و هو يحدق بسامويل الواقف بجانبه .

" لا "

ردا على سؤال ماغنوس ، هز سامويل رأسه .

المخاطرة بحياته من أجل إرضاء غروره هو أمر غير منطقي بتاتا .

كل ما عليه هو العيش ليحارب يوما أخر .

" همم "

حاليا ، يعيق الذئب الطريق إلى الموقع المخفي لذلك يحتاج التخلص منه .

" حسنا ، شاهد هذا العجوز يتخلص من الوحش بسهولة ."

مدد ماغنوس يديه كما لو أنه سيستعد لمباراة أولمبياد في الجمباز .

" ألا تتعب من التبجح ."

طوال الطريق إلى الطابق الثالث ، كلما تعامل ماغنوس مع حفنة ذئاب الطابق الثاني ، تبجح بدون توقف عن مدى روعته و قوته .

مما جعل سامويل يشعر تقريبا بإنهيار عصبي على الطريق .

" هاها ،سأريك أسهل طريقة للقضاء على الوحوش في بضعة ثواني ."

إبتسم ماغنوس بإشراق ثم بدأ يردد مجموعة من الكلمات السحرية لتجهيز سلسلة من التعويذات بعيدة المدى .

" راقب جيدا قدرتي كساحر محارب ، هذه تعويذة سحرية معقدة بعيدة المدى إخترعتها في شبابي إسمها [ الرقصة البنفسجية ] . لا أحد أضعف مني يمكنه النجاة منها ."

تردد صوت ماغنوس المتبجح بشكل سحري فقط في أذني سامويل .

شكل ماغنوس مجموعة من حواجز المانا حول إمبراطوره لضمان سلامته .

- سويرل .

بعد ذلك ، إنبعثت المانا البنفسجية بشكل أسطواني من جسد ماغنوس مما جعل الجو أثقل و أتخن بسبب الضغط المتزايد .

- سوووش

- سوووش

- سوووش

فوق رأس ماغنوس العجوز ، ظهرت مجموعة من الدوائر البنفسجية التي أصبحت أكبر بمرور الثواني .

" هذا السحر يسمى سحر التحليل ، سحر يسمح للساحر بالقيام بالعديد من التعويذات في نفس الوقت ."

إستمرت الدوائر البنفسجية اللامعة في التكاثر لتحيط بنصف غرفة الزعيم .

" رغم أنه وحش ضعيف بالنسبة لي ، لكنني ..- "

" فهمت ، تريد التبجح مرة أخرى ."

قاطع سامويل بعبوس شديد ماغنوس المبتسم .

" كنت أريد القول أنني أريك القليل من قوتي ."

أضاف ماغنوس هذه الكلمات و جسده يلمع باللون البنفسجي .

" لكن ، تذكر دائما أنك خادمي أو بالأحرى عبدي ."

أزهرت إبتسامة شريرة على وجه سامويل الوسيم .

" لقيط لعين عديم الفائدة ..."

أجاب ماغنوس بمرارة .

- زئير .

إستيقظ الذئب النائم و فتح عيونه الدموية الثلاثة بعد إحساسه بالخطر الوشيك .

بفضل غريزته البدائية ، أحس الوحش بالخطر يلوح بالأفق .

- سووش

إنطلق الذئب نحو ماغنوس مصدر الخطر بسرعة شديدة من الصعب تتبعها .

كل ما رأى سامويل هو الصور اللاحقة للذئب الذي يناضل بأقصى ما لديه من أجل الوصول إلى ماغنوس قبل إطلاقه لتعويذته .

" شاهد قوتي ."

- سوووش .

في جزء من الثانية ، كونت كل دائرة سحرية سهما بنفسجيا يطفوا في الهواء .

واحد

إثنان ، ثلاثة ..

عشر ..

على الأقل ، مئة سهم بنفسجي أحاط بزعيم الغرفة . كل سهم يبث هالة مخيفة و مدمرة .

كانت هذه هي [ الرقصة البنفسجية ] ، إحدى إبتكارات ماغنوس المميزة .

تعويذة بعيدة المدى مدمرة لساحر مخضرم من فئة 7 نجوم ، لا يمكنها تفريق الصديق من العدو .

" كم يخزن جسده من المانا ؟ "

تساءل سامويل بهدوء بحيث إنبعث من عينيه لبضعة ثوان شعور شفقة إتجاه الذئب المسكين .

تحول من وحش زعيم معزز و مكرم إلى لعبة إستعراض خاصة بماغنوس .

" إذهبوا "

طارت كل أنواع أسهم المانا البنفسجية و المدمرة في نفس الوقت بشكل متناسق وجميل نحو الذئب الذي يوجد على بعد خطوتين من ماغنوس كالمدفع الرشاش ، تاركة خلفها خطوطا أرجوانية جميلة.

- غررر

إنحنى الذئب غريزيا محاولا تجنب الهجوم بفضل سرعته .

- أااووووو

" هاها "

ضحك ماغنوس .

في تلك اللحظة ، تحكم بالأسهم بحيث تحركت بشكل لولبي نحو هدفها .

غطى اللون البنفسجي جميع المناطق المحيطة بالكهف مما خلق منظرا مذهلا للناظرين .

و إستهدفت السهام اللولبية جميع أعضاء الذئب الرنان .

-غررر

بحركة بائسة ، أطلق الذئب الرنان حركته السرية و المميزة .

حيث ، أرسل هجوما عقليا خفيا بعينه الحمراء الثالثة الموجودة فوق جبينه صوب ماغنوس من أجل الحصول على فرصة للتراجع .

لكن ،للأسف ، لم يتمكن المسكين من التأثير على الساحر العجوز بهجومه العقلي لأن الفرق بين مستوياتهما شاسع .

- بووم

- بوووم

- تحطم

- غرررر

صدى صوت الإنفجارات في جميع أنحاء الكهف ، كما صدت صرخة ألم من الذئب الرنان .

- جلجلة !

تطاير الغبار و الحطام في كل مكان بينما طار ظل جثة الذئب الرنان بفعل الصدمة نحو الجزء المقابل من الكهف .

" أتريد الوصول إلى مستواي ؟ "

بمشاهدة جثة الوحش الزعيم المحترقة تماما تصطدم بجدار الكهف المقابل ، وقف ماغنوس متجذرا في مكانه و أضاف بسخرية .

" إذا بقيت في مستواك الحالي ، أظنك ستبقى تحت حمايتي للأبد ."

.

.

2022/05/16 · 648 مشاهدة · 1861 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024