بسم الله الرحمن الرحيم

................................................................

...............................................................

.

.

- جلجلة !

خلق إصطدام جثة الذئب الرنان حفرة عملاقة بحائط الكهف ثم سقطت على الأرض بقوة .

إنتشرت جزيئات المانا الأرجوانية الخاصة بماغنوس في كل أنحاء الكهف خالقة منظرا جميلا و مذهلا .

" أتريد الوصول إلى مستواي ؟ "

" إذا بقيت في مستواك الحالي ، أظنك ستبقى تحت حمايتي للأبد ."

رنت كلمات ماغنوس الإستفزازية و الوقحة في أذني سامويل مما جعله يعبس تلقائيا .

تنهد هذا الأخير ببطئ و حافظ على برودة أعصابه محدقا بماغنوس بعيون حمراء خالية من المشاعر .

" هاه ... "

بصمت ، مشى سامويل نحو التمثال المحطم المتموضع وسط الكهف .

بشكل غريب ، رغم هجوم ماغنوس المخيف واسع نطاق الهجوم الذي حطم الذئب الرنان في بضع ثوان ، لم يتمكن حتى من خدش سطح التمثال الأبيض .

" أخيرا ..."

أوقف سامويل خطواته أمام التمثال الأبيض و لمس سطحه الخشن بيده اليمنى .

" نحن هنا أخيرا ."

" هنا ؟ "

بالنظر حوله ، لم يستطع ماغنوس إلا أن يشعر بالإرتباك لأن كل مارآه كان عبارة عن تمثال مكسور غريب تمكن من تحمل هجومه القوي ، جثة ذئب محروقة و ركام منتشر في كل مكان .

صراحة ، تفاجئ هذا الأخير بقوة من مدى صلابة المعدن الذي صنع منه التمثال الأبيض ، سمع عن وجوده من تقارير المغامرين و جنوده لكنه لم يعرف حقا مدى صلابته و قوة بنيته .

" ... لا أرى أي شيء ."

تمتم ماغنوس مطقطقا رقبته .

" هذا لأنه أسفل التمثال .."

بعد ذلك ، توجه سامويل إلى خلف التمثال ليلمس بأصابع يده كتابة صغيرة منقوشة على ظهر التمثال .

" أتعرف هذه اللغة ؟ "

سأل سامويل ببرود منتظرا إجابة رفيقه .

" همم ...."

لبضع دقائق ، توقف ماغنوس عن الكلام لمحاولة التعرف على اللغة الغريبة المنقوشة خلف التمثال بينما يحك لحيته المهترئة بهدوء ،

" همم ... للأسف ، لم أتعرف على هذه اللغة رغم معرفتي المتواضعة ."

هز ماغنوس رأسه بمرارة و الإحراج على وجهه لكونه كباحث مخضرم عجز عن معرفة اللغة .

" حقا ، إنني حقا لم أسمع بهذه اللغة ، هل تعرفت عليها يا جلالتك ؟ "

" الآن ، تناديني بإحترام أيها العجوز اللعين ."

أجاب سامويل بلا مبالاة و هو يحدق في الكتابة بتمعن ثم أضاف .

" إنها لغة قبيلة الشاولين القديمة . إنها لغة يقال أنها تعود لعصور قديمة و ساحقة ."

في رواية [ الطريق إلى القمة ] ، تمكن تايلور موون بفضل نظام الغاتشا الكوني خاصته من ترجمة اللغة بسهولة و الدخول إلى المنطقة المخفية .

بصفتي كاتب الرواية ، لكي أضيف الغموض إلى القصة قررت إستعمال لغة عشوائية ككلمة سرية لفتح المدخل .

و وقع إختياري في الأخير على اللغة الروسية لأنني أخذت في حياتي الماضية العديد من الدروس المتعلقة بها ثم سميت بدون تفكير اللغة الروسية بلغة قبيلة الشاولين القديمة في هذا العالم الخيالي .

" لغة الشاولين القديمة ، ماهذا ؟ "

بصفته خبيرا ، لم يسمع ماغنوس قط بهذه اللغة قط . عرف فقط أن قبيلة شاولين هي قبيلة ملعونة و منبوذة منذ الأزل البعيد تعبد شجرة الموت .

" هل تتعلق اللغة بقبيلة الشاولين التي أعرفها ؟ "

" أجل "

أومأ سامويل برأسه بإيجاب .

" لكن ، كيف تعرف ...- "

" إنه سر ."

قاطع سامويل سؤال تابعه الواضح و زوايا فمه تشكل إبتسامة مخيفة .

" حسنا الآن ."

صفق سامويل بكلتا يديه قائلا باللغة الروسية .

" Отмените конфигурацию и откройте ворота "

" ماذا الذي قلته ؟ "

- دونغ !

- دونغ !

- دونغ !

فجأة ، إنتشر صوت عالي جدا لدق الجرس و لمع ضوء ذهبي قوي من التمثال جعل كل من الثنائي يغمضان عينيهما بسببه .

توقع سامويل المشهد أمامه لذلك وقف منتصبا أمام التمثال . بينما حدق ماغنوس بعيون و فم مفتوح في الضوء الذهبي المهيب مضيفا بحماس .

" إنه أثير ، إنه أثير نقي جدا ..."

إنتشر إحساس دافئ غلف جسديهما مما جعلهما يشعران بالراحة الشديدة .شعر سامويل كما لو أنه عاد للفراغ المظلم مرة أخرى .

لم يكن الشعور سيئا .

- سويش.

بعد بضع ثوان ، إختفى التمثال الأبيض المكسور ليحل مكانه حفرة صغيرة سوداء في الأرض .

' لقد حل الأمر حقا كما وصفته في الرواية .'

تمتم سامويل بهذه الكلمات داخليا و هو يحدق بالحفرة بهدوء .

" جلالتك ، ماهذا ؟"

قاطع أفكاره ، سؤال ماغنوس الجاهل بسبب مجيئه إلى هذا المكان .

هذا الأخير ، يعلم فقط أن هناك شيء مهم لقضيتهم يقبع في هذا الدانجون الغريب .

لكون سامويل لم يعط أي تلميحات حول هدفهم المنشود بحيث أشار فقط إلى موقعه فقط .

" إنه بوابة دخولنا إلى موقع الكنز ."

" كنز ."

إتسعت حدقتي ماغنوس العجوز بحيث تفاجئ من تحول الأحداث ،

هذا الدانجون الذي تم إخضاع وحوشه آلاف المرات من طرف المغامرين يحتوي على سر خفي و الغريب في الأمر أن إمبراطوره يعلم بوجوده .

' إنه يمتلك عراف أو لدى جلالته قدرة على التنبؤ .'

إقتنع ماغنوس بفرضيته بشكل قاطع بعد رؤيته للدليل أمامه ،

لكنه ، لم يكن على حق و لم يكن خاطئا أيضا .

سامويل هو خالق هذا العالم و مؤسس قوانينه لذلك من السهل عليه معرفة معلومات شخصية و مفصلة حول شخصيات رواياته .كما من السهل عليه أيضا معرفة أشياء سرية لا يعرفها أحد ما .

إقترب ماغنوس بهدوء من الحفرة السوداء ،

- بلع

بعد تحديقه في الثقب الأسود بلا قاع في منتصف الأرض ، بلع هذا الأخير لا إراديا ريقه لأنه شعر بإحساس مخيف منها .

عند النظر إلى الحفرة ، لم يستطع إلا أن يشعر بعرق بارد يتساقط من ظهره ، حيث بدا كأنه حقا لا توجد نهاية للفتحة .

رغم كونه ساحرا قويا و معترفا به ، أحس بشعور مشؤوم و سيء من الحفرة جعله يشعر بإقتراب الموت منه .

إستجمع سامويل شجاعته ثم سأل إمبراطوره .

" هل متأكد أنها البوابة ؟ لأنها تبدوا لي كمدخل للجحيم ."

أدار الساحر العجوز رأسه في إنتظار إجابة إبن صديقه .

... إستنتج ماغنوس سيئا واحدا هو أن الحفرة نذير مشؤوم و دائما يكون إحساسه على حق .

إقترب سامويل من بيدقه بخطوات ثابتة ثم ربت على ظهر ماغنوس بقوة مضيفا .

" موضوع الإختبار الأول هو الخوف ، إحرص على إجتيازه بسرعة ."

- سلام .

آخذا ماغنوس على حين غرة ، دفع سامويل بيدقه المزعج و المشاكس بإبتسامة شريرة جدا على وجهه .

" سااااامويل ...."

صر ماغنوس أسنانه وحاول إستعمال المانا خاصته للعودة إلى مكانه السابق ،

لكن ، لسبب غريب لم يستطع تحرير المانا ، شعر كأن مخزن المانا خاصته أصبح مختوما .

" أوه ، نسيت أن أخبرك لا يمكنك إستعمال أي شكل من أشكال الطاقة أثناء الإختبارات . أتمنى أن تصل قبلي إلى الأسفل ...حظا موفقا لأنك ستحتاجه . "

رن صوت سامويل البارد في أذني ماغنوس قبل أن يغوص في الظلام .

" أيها اللقيط ..."

تضاعفت إبتسامة سامويل الشريرة السابقة ثم تمتم بسخرية .

" هذا ما نسميه بالإنتقام المثالي أيها العجوز الخرف ."

خطى سامويل في إتجاه الحفرة السوداء ليسقط مباشرة بها خلف ماغنوس .

.......

" هاه "

بعيون باردة ، واصل جسد سامويل في السقوط بلا توقف .

أحاط به فقط الظلام الدامس الذي إعتاده سابقا في الفراغ .

لم يعرف كم الوقت قضاه هنا و هو يسقط بدون هوادة ،

إفترض هذا الأخير أن هناك خطبا في الإختبارات التي هي عبارة عن أربعة مراحل .

[ إختبار الخوف ] ، كما يحيل إسمه ، يجعل الشخص يختبر أسوء مخاوف حياته .

يليه [ إختبار الشجاعة ] الذي يختبر عزيمة و شجاعة الشخص ، [ إختبار الإرادة ] الذي يمتحن قوة إرادة الشخصية ثم أخيرا [ إختبار نقاء القلب ] .

من يتجاوز الإختبارات الأربعة سيحصل على العديد من الكنوز القوية التي يمكن أن تساعده على التطور بشكل غير مسبوق إلى مستويات مخيفة.

" ت..س..ك."

ظل يسقط و يسقط و يسقط بدون توقف ، حتى غادر إحساسه بالوقت جسده و عقله .

" س...ح..قا ، ه..ل ، هذ..ه ...الك..ار..ما.."

لعن سامويل بغضب و الهواء يصفع وجهه بإستمرار بسبب السقوط .

فجأة ، رن صوت مألوف في رأس سامويل الذي أصبح وجهه أصفرا بسبب التعب .

[ تشغيل النظام بشكل طارئ ]

[ قمع القوة الدخيلة ]

[ قمع القوة الدخيلة ]

[ قمع القوة الدخيلة ]

[ ختم ذكريات المضيف من أجل منع القوة الدخيلة من رؤيتها .]

[ 0% ----> 100% ]

[ الختم ناجح .]

[ تم إلغاء المحاكمة بالقوة . ]

...

[ إعادة تشغيل الوضع الصامت . ]

ظهرت مجموعة من الإشعارات أمام سامويل بدون توقف .

بحيث إتضح أن النظام تدخل لحماية سامويل من شيء ما أو مخلوق ما .

لكنه ، لسوء الحظ ، لم يوضح النظام وضع سامويل بشكل دقيق .

" ه.ا..ه "

أصبحت رؤية سامويل ضبابية بسبب تعبه و نفاذ طاقة جسمه بسبب السقوط المستمر .

......

" ما الذي حدث للتو ؟ "

إستيقظ سامويل بسرعة و فتح عينيه على مصرعيه .

" هاه ، أنا حي ."

جلس منتصبا فجأة ثم لمس جسده بذهول .

" أنا لم أمت حقا ."

بإلقاء نظرة خاطفة ، لاحظ محيطه بهدوء ،

لاحظ أنه فوق أرض متسخة بلون أخضر كلون الطحالب الخضراء ، رفع رأسه ليرى أنه داخل كهف أخر .

أضاء ضوء القمر الكهف من الشقوق الصغيرة .

" هاه ، لقد حل الليل ."

تم سرعان ما أدار رأسه للخلف ليجد بوابة ذهبية كبيرة منقوشة برونيات حمراء مهيبة .

و مع ذلك على عكس البوابة العادية ، كان لهذه البوابة علامات واضحة من أنها من صنع كائنات قوية حيث أحاطت بها أعمدة ذهبية سميكة على جوانبها مجموعة من التماثيل العملاقة المكسورة .

تعرف سامويل على أحدها الذي هو بالطبع التمثال الأبيض المكسور الذي رأه سابقا في غرفة الزعيم .

توقف هذا الأخير أمام البوابة الكبيرة ، فرك يده معا قائلا :

" لقد وصلت بشكل غير متوقع بتاتا . لكن ، الأمر لا يهم ، كنوزي ... كنوزي ، أنا قادم لأخذك ."

حدق هذا الأخير ، في النصوص المنقوشة على الباب .

بالطبع ، النصوص مكتوبة باللغة الروسية مما سهل الأمر على سامويل .

لفت إنتباهه جملة واحدة ،

' المختار سيرث إرادة السلف و يحمي الشظية من أتباع الشر .'

شظية ،

ما هذا ؟

إكتشف سامويل أن النص مختلف قليلا عن النص الأصلي الذي صاغه في الرواية .

الجملة المتعلقة بالمختار ، الشظية و أتباع الشر لا توجد في محتويات روايته .

مما أدخل الشك في قلبه ،

ماذا لو أن هذا العالم حقيقي أيضا ؟

هل أنا مخطئ ؟

أصبح يشك أنه داخل روايته حقا .

بفضل برودة أعصابه ، حافظ سامويل على هدوءه و هو يفكر في الوضع بجدية واضعا يده تحت ذقنه.

ثم هز سامويل رأسه قاطعا نفسه من أفكاره الغير المجدية .

" هاه ، حسنا هذا لغز لوقت أخر ، لنكتشف الأمر لاحقا ."

إبتسم سامويل بشر ليشرع في قراءة النص بصوت عال باللغة الروسية .

"...Открой землю предков, я пришел, чтобы получить их миссию"

- كراك

بعد إنهاء سامويل لقراءة النص ، سمع صوت التروس و هي تتحرك بصخب .

- تا تا تا تا

الصوت الصاخب جعل الكهف يهتز بأكمله ،

فتحت البوابة العملاقة ببطئ و أناقة على مصراعيها ،

- تا تا تا تا

حدق سامويل في الكهف للمرة الأخيرة ثم إستدار بهدوء و دخل البوابة بدون تردد .

.

.

2022/05/17 · 686 مشاهدة · 1816 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024