.

.

كررت سؤالي لماغنوس الصامت مرة أخرى ،

" ما رأيك ماغنوس هل ستساعدني في التخلص من الخونة ؟ "

تردد ماغنوس في الإجابة لأن قراره سيؤثر على مصير سحرة البرج الإمبراطوري ،

منذ وفاة الإمبراطور السابق هارولد ، لم يتعهد سحرة البرج بالولاء لصاحب جسدي و ذلك راجع لعدم كفاءة سامويل و حبه للملذات و الجماع .

صراحة ، إذا كنت في نفس وضعيته الحالية فلن أتعهد بالولاء لسامويل ، لأن الإرتباط به هو إحراج بغض ذاته .

شخص ملقب الإمبراطور الدمية و الإمبراطور الخنزير ،

ما الجيد في الإرتباط به حقا ؟

لا شيء .

صفقت بيدي السمينتين لأجعل ماغنوس يحول إنتباهه ناحيتي ،

قررت أولا إقناعه بالحقائق .

ثم قلت بهدوء أثناء لعبي بقطعة الملك :

" أولا لنتكلم عنك يا ماغنوس ، ماذا تعتقد أنه سيحدث عندما سيتم القضاء علي ، هل سيترك الدوق تهديدا محتملا مثلك ؟ أتظن أنك ستعيش نهاية سعيدة .ليكن في علمك أن العديد من أعضاء مجلسك السحري الحالي يريدون إسقاطك من منصبك . "

ثم أردفت :

" لا تلمهم ، إن طبيعة البشر جشعة و حقيرة ، أنا قمت كذلك بالعديد من الأشياء في حياتي التي لا أفخر بها."

،

إبرزت ذكائي و روعتي من أجل الفوز بثقة العجوز الماكر أمامي ،

عبست في ببرود محدقا في رقعة الشطرنج أمامي و أنا ممسك بقطعة الملك بيدي اليسرى و بيدق بيدي اليمنى ،

ثم قلت :

" إنها مسألة وقت حتى تبدأ الثورة و ينقلب البيادق على ملكهم ، لذلك أتيت اليوم لأنني أرغب في ولاء برج السحر ، أريده أن يدعم كل قراراتي و مساعدتي في تنظيف هذه الإمبراطورية الفاسدة . "

حدقت في وجه ماغنوس بعيون صادقة تبرز مدى جدية طلبي ،

" همم "

" لنلخص الأمر ، إذن جلالتك أتى اليوم لجعل سحرة البرج الإمبراطوري أتباع لك و أنت تزعم أنك تريد تغيير وضع إمبراطوريتنا الحالي . كيف تعرف أنني لن أسرب محادتثنا للدوق الأكبر ؟ "

ابتسمت بهدوء قم قلت :

" أنت لن تقوم بذلك "

" لماذا أنت متأكد من الأمر ؟ "

أجبت بيقين تام :

" لأنني أعلم "

في الرواية ، توفي ماغنوس بسبب عدم تعهده بالولاء للإمبراطور الجديد ،

حاليا ، أظن أن ثاني أكبر شخص يكرهه ماغنوس هو بالطبع الدوق الأكبر ،

بسبب إرتباط هذا الأخير ، في جرائم إختطاف العامة ، بيع المخدرات و العبيد . كذلك قام جنود الدوق بقتل الكثير من السحرة في مسابقات الصيد السابقة .

" إذن هذه شخصيتك الحقيقة ، هاها لا أصدق أن هذا الكلام خرج من فمك ، إذا سمعت الأمر من شخص أخر لما صدقته ."

ضحك ماغنوس بصخب و هو يربت على ظهري بقوة ،

" لنقل أنني وافقت على إقتراحك . ما فائدة الأمر لي ؟ "

" هل يمكنك توحيد برج السحر في غضون أسبوعين ؟ "

أجبت على سؤال ماغنوس بطرح سؤال أخر ؛

" همم ، الأمر مزعج قليلا ، لكن ممكن ، هاهاها لا تنس أنني سيد هذا البرج لمدة خمس عقود ، هل تظن أن شابا مثل ألكسندر سيطيح بي ؟ "

' أجل ' هذا ما سيحدث في المستقبل ، لكن هذا لايهم ، لأنني سأغير المستقبل بنفسي .

سأوحد هذه الإمبراطورية أولا ،

ثم أفكر في المستقبل لاحقا .

. طرقت على الطاولة بأطراف أصابعي وأنا أقول:

" حسنا ، أولا أعدك أنني سأساعدك في إنهاء مشروع [المحركات السحرية ] السري في غضون عامين ، ما رأيك ؟ "

تجمد العجوز الجشع في مكانه في بضع ثوان ،

سرعان ما إختفت إبتسامته حيث حل مكانه ملامح باردة و مخيفة ،

ثم اقترب مني ماغنوس قائلا ببرودة :

" كيف لك أن تعلم عن مشروعي الشخصي جلالتك ؟ أريد منك أن تفسر لي الأمر قبل أن .... "

' بالطبع ، أعلم عن بحثك السري ،لأنني خالق هذا العالم '

لم أستطع قول ما فكرت به ،

كل ما فعلته هو مقاطعة كلام الرجل العجوز بسرعة ثم أردفت بابتسامة ماكرة :

" لا تسألني عن كيفية معرفتي للأمر لأنني لن أجيب ."

عقدت يدي بهدوء ،

ثم أضفت بثقة :

" ثانيا بعد أن تساعدني في تنظيف إمبراطوريتي ، سأخبرك عن موقع إبنتك العزيزة المفقودة ، أظنك مازلت تبحث عنها . إذن ما رأيك في شروطي هل هي مغرية ؟ "

................

الساحر العظيم ماغنوس بيرس ،

ساخر من فئة 7 نجوم ،

أحد أعمدة إمبراطورية غريفين ،

ساحر ذو قدرات مرعبة و خطيرة في امبراطورية صغيرة كالغريفين ،

قدوة العديد من العامة و أبناء النبلاء ،

يقف أمامي و هو يرتعش كالطفل الصغير عند ذكر موضوع إبنته المفقودة ،

في الرواية ، يتم خطف إبنته أمام عينه من طرف مبارز سحري أقوى منه ،

هزم المبارز المجهول ماغنوس في ثلاث حركات ، اختطف إبنته البالغ عمرها 6 سنوات ثم إختفى في مهب الرياح .

منذ ذلك الحين ، نقب ماغنوس لسنوات في جميع أنحاء القارة بحثا عن فتاته الصغيرة ،

لكن ، لم يستطع إيجاد إبنته مهما بحث ،

اعتبر ماغنوس المبارز السحري و المنظمة التي تدعمه أكبر عدو في حياته ، تدرب بقسوة من أجل الوصول إلى مستواه الحالي ، آملا يوما ما أن يجد دليلا لإيجاد إبنته إليزابيت .

لم يستطع العجوز أمامي حاليا الإختراق للوصول إلى مستوى ساحر من فئة ثمانية نجوم بسبب صدمة الماضي التي لم يستطع تجاوزها و نسيانها ،

لذلك ، سأستغل هذه النقطة للتحكم في مجرى المفاوضات ،

Sigh

' أظن أنه مر 12 سنة على إختطاف إبنته ' تنهدت بلطف و قلت هذه الكلمات في نفسي ،

ألم فقدان الأقارب ،

وفاة زوجته ،

ثم إختطاف إبنته الوحيدة ،

حقا أنا أشفق نوعا ما على هذا العجوز ،

كما أن نهاية حياته بائسة ،

في الرواية ،بعد سقوط الإمبراطورية في يد الدوق الأكبر جيريمي ، قام هذا الأخير بقتل ماغنوس بيرس بمساعدة إمبراطورية التنانين .

كما قام بإستيلاء على جميع أبحاث ماغنوس القيمة من بينها مشروع [ المحركات السحرية ] .

مباشرة بعد ذلك ، إتخد الإمبراطور الجديد قرارا ببيع جميع أبحاث ماغنوس إلى إمبراطورية التنانين للتخلص من ديون إمبراطوريته و توحيدها بسرعة .

ليقوم بعد ذلك عالم يسمى مايك روبنسون ساحر و عالم مرموق ومعترف به في جامعة أكسفورد التابعة لإمبراطورية التنانين بتطوير و إصلاح أخطاء بحث ماغنوس السري حول المحركات السحرية .

لكي يسبب مايك عند طرحه لهذا البحث في موجة من التغيرات في مجال النقل .

لتصبح إمبراطورية التنانين في غضون بضع سنوات المحتكر الأساسي لصناعة القطار و السيارات التي تعمل بالمحرك السحري .

أما بخصوص إبنته المفقودة ،

فلاحقا ، تكتشف إليزابيت بيرس التي إسترجعت ذكريات بمساعدة البطل الرئيسي في خضم مغامراتهم الحقيقة حول وفاة والدها .

لتحول بعد ذلك ، قصر الملك جيريمي لحمام دم بمساعدة البطل الرئيسي تايلور و زملائه .

ثم تقتل عائلة ماكنزي بأسوء الطرق الممكنة إنتقاما لموت والدها ماغنوس .

في الأخير ، تم محو مملكة ماكينزي من خريطة قارة أسورا .

استجمع ماغنوس شتات نفسه ببطئ ثم أمسك بيدي و هو يرتجف كالقطة قائلا :

" هل إبنتي الحبيبة حقا على قيد الحياة ؟ "

أومأت للعجوز ببطئ قائلا :

" أجل "

" هل أنت متأكد ؟ "

" أجل "

لاحظت لمعان عين ماغنوس اليسرى باللون الأبيض ،

' لابد أنه يستعمل تعويذة الكشف عن الحقيقة للتأكد من صدق كلامي . '

' حقا،هل حقا لا يمكنه أن يصدقني بسهولة ؟ '

" أنت لن تخبرني بمصدر معلوماتك ؟ "

" لا "

" هل إبنتي على قيد الحياة ؟ "

" بحق الإله ، أخبرتك للمرة الثالثة ، أجل "

ثم أردفت ببرود :

" ثق بإمبراطورك "

تمتمت هتين الكلماتان اللتان تحملان معنى عميقا .

" أنت ... أنت ، حقا لا تكذب ، إبنتي أنا و لورا على قيد الحياة . "

إنهمرت الدموع من عيني العجوز المتيبستان مردفا بإرتجاف :

" شكرا للإله ، إنها حية .... إنها على قيد الحياة ."

حدقت بهدوء في العجوز أمامي ،

لم أشعر بأي شيء لسوء الحظ ،

إستمررت فقط في التحديق في المهزلة المتجلية أمامي ،

صفقت بيدي بقوة لأوقف بكاء ماغنوس عبر إيقاظه من أفكاره ،

بكاء رجل عجوز هو أمر مشين ومقزز .

لو كان الأمر سابقا ، لصفعت العجوز لحظة بكائه .

" توقف عن البكاء كالفتيات . لقد بدأت أشعر بالإزعاج ."

تمتمت هذه الكلمات و أنا أخدش رأسي ببطئ ،

Slam !!

ركع ماغنوس على ركبتيه و هو يرسم في الهواء بسرعة كبيرة جدا بإستعمال أصابعه الخشنة مجموعة من الدوائر السحرية المختلفة .

ثم تمتم بلغة غريبة مجموعة من الكلمات الغير المفهومة .

و في الأخير ، تحدث ماغنوس بهدوء :

" سأثق في جلالتك "

" أنا ماغنوس بيرس ، أتعهد بروحي و ولائي لجلالة الإمبراطور سامويل هانوفر حتى أخر رمق في حياتي . سأنفذ أوامر جلالتك شرط أن يلتزم جلالتك بجانبه من صفقتنا أولا وهي مساعدتي في مشروعي السري و الأمر الأكثر إلحاحا هو إيجاد إبنتي الضائعة .

إذا خانني سيدي ، فليسقط عليه غضب ألهة السماء و لتدمر روحه البائسة للأبد .

كما أنني إذا خنته ، فليسقط علي غضب ألهة السماء و لتدمر روحي المضطهدة و البائسة للأبد . "

بعد أن انتهى ماغنوس من تعهده ،

ظهر في الهواء من العدم وثيقة ذهبية منقوشة بشروط إتفاقيتنا التي ناقشتها أنا وماغنوس .

تفاوضنا على المزيد من الشروط و المنافع المتبادلة بيننا .

ثم راجعت التعهد بضع مرات قبل أن أترك ماغنوس يكمل التعهد .

غلف جسدي ضوء أرجواني دافئ ،

ثم ظهرت على ذراعي رونية ذهبية التي سرعان ما إختفت بسرعة ،

هذه الرونية اللا مرئية دليل على انتهاء صياغة العقد السحري بيننا .

كل من يخالف أو يحاول التحايل شروط التعهد الذي تشهد عليه الطبيعة نفسها يعاني أكثر من الموت ،

يعاني الطرف الخائن من العذاب الشديد قبل موته . كما أن الطبيعة الأم كما سميتها في هذا العالم ، لا تسمح لروح الخائن بالتناسخ ، لينتج عن الأمر تدمير روح الخائن للأبد .

يفضل الجميع في هذا العالم الخيالي الموت براحة على مخالفة التعهدات .

ثم حدقت في العيون الخضراء للعجوز الراكع أمامي ،

ثم زفرت بعمق وتمتمت ببرود قائلا :

" إنتهى الأمر . أتممت خطوة تافهة للأمام ."

.

.

الحمد لله ،

ما رايكم في الفصل ؟

2022/04/20 · 1,433 مشاهدة · 1613 كلمة
....وحيد
نادي الروايات - 2024