أهلا أرجو أن تسمتعوا بالفصل وهدا الفصل خصيصا لفي💖، الدي علق على الفصل السابق: شكرا لك

_______

الفصل الثاني: انعكاس الهاوية

استفاق كيم ليم سو من نومه مذعورًا، كأن أحدهم أيقظه من حلم عميق بشدّة، لكنه لم يكن أيقظه، بل الواقع ذاته من صفَعه على وجهه.

السرير الفخم، الستائر الثقيلة، رائحة اللافندر في الجو... لا شيء يشبه غرفته الصغيرة في شقته الضيقة. "أنا... ما زلت أحلم، أليس كذلك؟" تمتم وهو يحدق في السقف المزخرف. صوته بالكاد خرج من فمه، كأنه لا يصدق حتى صدى أفكاره.

قضى اليوم الأول يتفقد المكان بتوجس، يقفز عند كل صوت، ويتفحص كل تفصيلة بعين مرتابة. لم يكن يريد تصديق ذلك، لكن كل شيء حوله ينفي احتمالية الحلم: الخدم الذين ينحنون له، الطعام الذي يُقدم له بدقة، الغرفة التي تفوح منها رائحة المال والسلطة... والمرآة.

في اليوم الثالث، وقف أمامها مترددًا. لم يكن يريد النظر. لكنه فعل.

وانقطعت أنفاسه.

لم يرَ نفسه، بل رأى

إيان ديكارت

.

رجل طويل ذو شعر أسود ناعم يتساقط برقة حتى كتفيه، عينان زرقاوان فاتحتان بلمعة زجاجية باردة، ملامح وسيمة لكنها جامدة، وكأنها صُنعت لتُبقي مسافة بينه وبين العالم. فكه منحوت، بشرته شاحبة دون حياة، وملامحه توحي بكبرياء أرستقراطي متجذر، لا يعرف الرحمة ولا الحنان.

حدّق فيه مطولًا. أراد أن يضحك، لكنه لم يستطع.

لقد تجسد في شخصية إيان ديكارت... والد الشرير الرئيسي في الرواية، لوكاس.

كان قد قرأ "أسطورة الحب: بين العرش والقلب" قبل سنوات. لم تكن روايته المفضلة، لكنها تركت أثرًا عميقًا فيه، خاصة شخصية لوكاس، الفتى المكسور المتمرد. وكان إيان؟ الشرير الثانوي، الرجل الذي صنع الوحش. لم يكن خصمًا يُهزم، بل لعنة تُحتمل. رجل عرفه الجميع بالوحشية والانحراف واستغلال النفوذ، خاصة تجاه ابنه الوحيد.

وبحسب الرواية، فإن لوكاس –عندما بلغ التاسعة عشرة– قتله بوحشية.

لكن... الآن هو هنا. في جسده. قبل لحظة موته.

بدأت الذكريات تنهال عليه من هنا وهناك، ومن خلال كلمات الخدم، استعاد القصة: في الليلة الأخيرة من حياة إيان، تعرّض لمحاولة اغتيال غامضة داخل غرفته. لم يعرف أحد من المسؤول، ولا حتى إيان نفسه. لكن كيم، الذي لا يزال يتذكر تسلسل الرواية جيدًا، يدرك الحقيقة:

الفاعل كانت دوقية إيثادور.

لم تُذكر الأسباب بوضوح حتى في النص الأصلي، لكن الرواية ألمحت لاحقًا إلى تحركات سياسية مظلمة وتغيرات في الموازين بين الدوقيات. ما يعرفه كيم على وجه اليقين، أن هذه الحادثة ستصبح لاحقًا لحظة فارقة في حياة لوكاس، حين يقع في حب تلك السيافة الغامضة...

قضى أسبوعًا كاملًا في غيبوبة عقلية، لا يخرج من جناحه إلا قليلًا، يراقب بصمت، يستمع، ويدوّن.

في إحدى الليالي، أحضر له كبير الخدم،

ميري

، كراسة. رجل عجوز في منتصف الخمسينات، ملامحه حكيمة، ونظرته هادئة على غير عادة الخدم الآخرين. بدا وكأنه يعرف أكثر مما يقول، لكنّه ظل صامتًا، يؤدي عمله بدقة، يناديه دومًا بـ"سيدي" لكنه لا يُظهر التملق.

بدأ كيم في تدوين كل ما يعرفه، مخاوفه، والاختلافات بين الرواية والحقيقة. كتب عن "إيان الحقيقي" كما قرأه، وعن لوكاس كما تذكره، عن الأحداث القادمة كما يظنها، وعن كل تفصيلة تُعينه على النجاة في هذا الجسد الملعون.

وفي إحدى الأمسيات، جلس على طرف السرير، وعيناه تحدقان في الفراغ. "لوكاس... لماذا لم يأتِ؟ لم يذكره أحد، ولم أره بعد." أكان يكرهه لهذه الدرجة؟ أم أنه... لا يعلم؟

فجأة، صرخة مدوية هزّت أرجاء القصر، حادة ومفاجئة، كسيف يُشق في الصخر.

_____

إلى الفصل القادم🎀

2025/04/13 · 60 مشاهدة · 519 كلمة
نادي الروايات - 2025