أهلا أرجو أن يعجبكم الفصل وشكرا لفي و joyi على تعليق💕:هم الذين كانوا حافزا في نشر الفصل بسرعة🌌

______

دوّى صراخ مدوٍ في أرجاء القصر كطعنةٍ مباغتة شقت سكون الصباح. ارتجّت النوافذ وارتبك الخدم والحرس، هرعوا إلى مصدر الصوت كمن يتبع دخانًا ينبئ بحريق.

كان "إيان ديكارت" يسير بسرعة ثابتة كمن يسير إلى مشنقةٍ خفية، نظراته مشدودة، وقلبه، الذي كان يومًا ملكًا لرجل بسيط يُدعى "كيم ليم سو"، يدقّ بتوترٍ مألوف.

وصل إلى الرواق، فوجد جمعًا من الخدم والحراس قد تحلقوا حول المشهد: خادمة تجثو على الأرض، يكسو الخوف ملامحها، أحد خديها محمرّ، وفي ذراعها بعض الخدوش. أمامها وقف الطفل — لا، الفتى — لوكاس.

بنيته كانت صغيرة على نحو يثير القلق، رغم طوله الظاهري. هيكل نحيل أشبه بعظمة ملفوفة بقماش. بشرته الشاحبة، وعظام كتفيه البارزة تحت الرداء، والندوب المنتشرة كأنها صفحات من ماضٍ مكتوم. عيناه الزرقاوان، الداكنتان بشكل غير طبيعي، كانتا تحملان شيئًا أبعد من الألم... كأنما تحملان ذاكرة الكراهية.

وقبل أن ينطق أحد، شهقت الخادمة وصرخت بصوت حاد:

"سيدي! لقد... لقد صفعني! هذا الطفل الوحش صفعني!!"

عندها، رأى كيم انفجارًا مكبوتًا في وجه لوكاس. قبض على يديه، وارتجف كأنه كان على وشك أن يصرخ، لكنه ابتلع غضبه، كعادته. ذلك الغضب الصامت كان أبلغ من أي كلمة.

"كفى." قالها كيم بصوت منخفض لكنه ثقيل، فانكمش كل من في القاعة، صمتوا في الحال.

وفجأة، تقدّم أحد الحراس الشبان بخطوة للأمام، يتقلد رتبة متوسطة، بدا على وجهه التكبر حين انحنى قليلًا وقال:

"مولاي، إن أذنت، سأقوم بتأديبه بنفسي... أعدك أن أعلّمه معنى العقاب الحقيقي."

رفع كيم عينيه إليه بهدوء تام، لم يرد عليه، لم يشتمه، فقط قال:

"الجميع... إلى غُرفكم."

ساد صمت مريب، تبعته خطوات مترددة وهم ينصرفون واحدًا تلو الآخر. ظلّ "ميري"، رئيس الخدم العجوز، واقفًا وحده.

"ميري، ما العقاب الذي كنتم ستنفذونه؟"

"خمسة عشر يومًا في الزنزانة، سيدي. مع تقنين الطعام، والجلد يوميًا. كما يُترك مع صورة أولئك... الذين حاولوا خطفه."

انكمش وجه كيم، عادت إلى ذاكرته صورة لوكاس في الرواية، في عمر التاسعة عشرة، ذلك الفتى المقاتل ذو الكرامة الجريحة، الذي قتل والده بعد تاريخ طويل من القسوة.

كان من المقرر أن يلتقي لوكاس معلمه في فنون السيف بعد أسبوعين فقط من الآن. هذا اللقاء هو ما سيغير حياته، ما سيشعل تلك الروح داخله.

"لن يُعاقب."

رفع ميري عينيه بدهشة: "مولاي...؟"

"لن يُعاقب. من اليوم... لا أحد يلمسه. أوامري واضحة."

كان الصوت الذي خرج من كيم جافًا، جامدًا، لكن خلفه دفء دفين. لم يكن كيم يفعل ذلك لإنقاذ نفسه فقط، بل... ربما، ربما لأنه شعر بالشفقة، أو الذنب، أو شيء أعمق.

وربما لأنه رأى في لوكاس انعكاسًا لصبيٍّ منسي، كان في الماضي ينتظر فقط أن يحبه أحد.

____

إلى الفصل القادم💗🌹💐

2025/04/13 · 95 مشاهدة · 423 كلمة
نادي الروايات - 2025