أهلين أعزائي القراء،اليوم الفصل طويل نوعا ما لكن أرجو تركزوا في فقرة عن نوع العالم وطريقة تقسيمه،أحم ستفهمون مع الوقت.
هدا الفصل هو بداية أحدات مهمة وجديدة غير أنه ربما لا يبدوا من ناحية الحدث ولكن من ناحية داخلية الفكرية لبطل قصتنا ✨✨✨
المهم أرجو تستمتعوا
__________
الفصل الرابع: حكاية دخيل
لم أعد أعرف عدد الأيام التي قضيتها هنا… في هذا الجسد… في هذا القصر الغريب.
أحيانًا، أظن أنني نسيت صوتي الحقيقي. صرت أتكلم كما يتكلم النبلاء. أتحرك كما يتحركون. وأجبر نفسي على تَحمُّل دروس السلوك وآداب الأرستقراطيين، بينما جزء مني يصرخ في الداخل: "ما الذي تفعله بحق الجحيم؟"
لكن لا، لم أعد ذلك الذي يتردد أو ينتظر فرصة من السماء. لقد قررت. سأغير مصيري… وسأعود إلى عالمي. لا أعلم كيف، ولا متى، لكني لن أبقى هنا. هذا الجسد ليس لي، وهذه الحياة ليست لي.
مع ذلك، هناك سؤال… سؤال بسيط في ظاهره، لكنني لا أستطيع تجاهله. "ماذا حدث لإيان؟"
لم أكن أعلم حينها أن هذا السؤال كان يحمل بين طيّاته إعصارًا لم يُولد بعد.
كنت أعيش في رأسي. أحادث نفسي بصوت داخلي مزيج من الندم والعزم.
"كيم ليم سو، أيها الأحمق. هل هذه النهاية التي كنت تتمناها؟"
كنت مواطنًا كوريًا عاديًا. في الثانية والثلاثين من عمري، أعيش في استوديو ضيق متهالك في أحد الأحياء البائسة. طولي متوسط، جسدي نحيف نوعًا ما، بشرتي شاحبة من قلة النوم وضوء الشمس، شعري أسود فوضوي لا وقت لديّ لأهتم به، وعيناي بنيتان داكنتان خلف نظارات رخيصة أضعها دائمًا. لم أكن بارزًا، لا وسامة ملفتة ولا حضورًا مميزًا… فقط شخص عادي، تائه في زحام مدينة لا ترحم.
فقدت والدي في عمر مبكر. عشت انطوائيًا منطويًا على نفسي. لم أُمنح وقتًا للحزن أو التكيف، بل طُلب مني ببساطة أن "أكمل حياتي". اجتهدت، درست، عملت بدوام جزئي، ومع ذلك لم أدخل الجامعة التي أردتها. حتى حين حصلت على وظيفة، كانت في شركة استغلالية تُنهكني دون مقابل. كانت حياتي مزيجًا من العزلة، الروتين، والخيبات الصغيرة التي تراكمت حتى غطّتني.
ربما لهذا السبب… حين استيقظت في جسد إيان… لم أفكر كثيرًا في "لماذا" أو "كيف". بل فكرت فقط: "لن أدع هذه الفرصة تذهب هباءً."
نظرت إلى يدي. يد إيان. طويلة، نحيفة، ذات مفاصل بارزة. بشرة شاحبة كأنها لا تعرف الشمس. وجهه في المرآة بدا وكأنه نُحت من حجر بارد: وسيم، بعيون زرقاء لامعة، وشعر أسود طويل يتدلى برقيّ فوق كتفيه. كل شيء فيه يوحي بالغموض والخطر معًا.
لكن هذه ليست أنا.
بدأت أتعلم القليل عن هذا العالم. عالم يُدعى "آلثريا"، وهو أرضٌ يحكمها السحر والمانا والسيوف. المانا هي جوهر القوة هنا، طاقة سحرية تسري في الكائنات والطبيعة، وهي منبع السحر، أصل كل شيء خارق.
الفرسان يضربون سيوفهم المغموسة في مانا مشتعلة، السحرة يتلاعبون بالعناصر، والكهنة… يُقال إنهم يمتلكون "القوة المقدسة"، وهي مانا نقية لا يمكن تزييفها، قادرة على الشفاء، التطهير، وربما… القتل إن أرادوا.
هذا العالم تحكمه إمبراطورية تُدعى ديميتراس ، وعلى رأسها الإمبراطور إيثان نيكوران ، رجل يُشاع أنه يملك مانا سماوية لا تُقهر. منصب الأرشيدوق، الثاني بعده في السلطة، لا يزال شاغرًا منذ سنوات، ما جعل القوى السياسية في حالة ترقب دائم.
وتوجد أربع دوقيات كبرى تسيطر على القارة:
ديكارت ، حيث أنا الآن.
إيثادور ، أرض الفروسية والشرف.
كاليس ، موطن السحر والعقول المبدعة.
فيراليون ، دوقية الأسرار والظلال.
تحتهم، ستة من الماركيز، كلٌّ منهم يطمح إلى الصعود… أو السقوط بغيره.
كل شيء هنا يُدار بالمظاهر والهمسات… لم يخبرني أحد، لكني بدأت ألتقط الحقائق من بين السطور، من النظرات، من الصمت الثقيل.
لقد قررت هدفي. لن أعيش هذه القصة كما كُتبت. سأغيّر مصيري، ومصير ذلك الطفل أيضًا. وسأعود إلى عالمي… مهما كلفني الأمر.
لكن أولاً، عليّ أن أكتشف الحقيقة.
___________
الفصل القادم راح تبدأ الأحداث💖💖💖
إلى الفصل القادم🌠🌠🌠