38 - الفصل الثامن و الثلاثين (38) من : ISSTH


الفصل 38 : دليل تشي التركيز للكتاب الروحي المقدس



مر شهران في رمشه عين منذ انضمام (مينغ هاو) للطائفة الداخلية , و لم يعد يزور الطائفة الخارجية كثيرا بعد ذلك.و مثل السمك في الماء اعتاد السمين على الاعتماد على نفسه في البقاء حيا إلى حد أنه صار يواجه الحياة بكل سهولة


و كان (مينغ هاو) قد أمضى معظم أوقاته في الجناح السحري


و في أحد الأيام , كان جالسا هناك على قدميه و ملامح هادئة تبدو على وجهه حينها قرأ نص الخيزران ** , و بع أن أن أنهاه رفع فورا يده اليمنى و لوحها بشكل عشوائي فظهر فجاة ضوء سحري أحاطه من كل جانب و ألقى عليه ظلا غطى كامل وجهه


و بعدها ظهرت كرة مائية . و لكن و بدون سابق إنذار تحولت الكرة إلى ضباب و انتشر في كامل زوايا الجناح , عندها قطب (مينغ هاو) وجهه و غضب فورا ثم وضع نص الخيزران بين طيات ردائه و أخرج القطعة الجادية المتوهجة


كان الجاد نقيا و ضبابيا من الداخل كما لو أنه يحوي ضبابا كثيفا داخله , و بعد فحصه جيدا اكتشف أن السطح في الواقع كان شفافا كليا مثل الكريستال


عندها خرجت كلمات من الجاد و كان من السهل التعرف على صاحبها و هو بلا شك زعيم الطائفة (لو لوهوا) ا :ا


ا"(تشن فان) , (شو شينغ) و (مينغ هاو) ...تعالوا إلى قاعة المعبد الرئيسية الواقعة في الجهة الشرقية من الجبل حالا"ا


رتب (مينغ هاو) نصوص كتاب الخيزران , ثم وقف و اتجه إلى الباب الرئيسي من الجناح السحري بصمت و هدوء و هو الآن ذاهب إلى الجهة الشرقية من الجبل


و في نفس الوقت إنطلق شخصان آخران نحو القمة , أحدهما كان ذو وجه متحمس و لطيف . و صفة العدالة تميزه فقد كان (تشن فان) . و الثاني كان امرءة جميلة و لكنها قاسية القلب , لم يكن غير أن تكون (شو تشينغ) ا


لمحت (شو تشينغ) (مينغ هاو) في الطريق , و كانت هذه المرة الأولى التي يتقابلان بعد مساء ذلك اليوم في الشهر السابق


ثلاثتهم تسابقوا نحو الوصول للقمة و أخيرا وصلوا لقاعة المعبد الرئيسية , كان المكان يبدوا قديما و كما كانت الزخارف المرسومة عليه تشعرك أنك شهدت العديد من الأجيال الغابرة


كان هذا المكان من أهم الأماكن الموجودة في طائفة الاعتماد و هو المكان الذي مر عليه الكثير من الأجيال و لا يمكن لأحد زيارته سوى تلاميذ الطائفة الداخلية


داخل قاعة المعبد كان يوجد تسعة تماثيل , و كان التمثال الرئيسي على شكر رجل كبير في السن , ملامحه لم تكن غاضبة و لكنها كانت مليئة بالقوة . عيناه الداكنتان كانتا متألقتان بالحياة


و كانت يده اليسرى مرفوعة أمامه , و كما كان رافعا ذقنه عاليا كما لو أنه يحدق في كامل المخلوقات من خلال أسفل أنفه . و بدا كما لو أن هواء نقيا لا مثيل له ينبعث منه . و خلفه توجد التماثيل الثمينة الأخرى المرتبة بكل دقة , كل واحد من التماثيل يمتلك صفة حيوان متوحش


و قد زار (مينغ هاو) هذا المكان سابقا في اليوم السابع بعد انضمامه للطائفة الداخلية .و كان قد ألقى نظرة على التماثيل و علم أن تمثال الرجل الكبير في السن هو لبطريرك*** الطائفة أما التماثيل الأخرى فهي بطاريرك للطوائف الأخرى


و قال بصوت عميق :" اننا نحيي البطريرك **"ا


ثم انحنى كل من (مينغ هاو) , (شو تشينغ) و (تشن فان) للتماثيل تقديرا لهم بأوجه نكدة


تحدث (هي لوهوا) : "لقد انضممت لطائفة الاعتماد بعد أن اختفى بطريرك *المعتمد قبل مئة سنة ....في ذلك الوقت كانت طائفة الاعتماد في أيام مجدها " ..تنهد كل من (مينغ هاو) و (تشن فان) و حتى (شو تشينغ) بالتناوب و كان نظرة أعينهم مشرقة و براقة


صمت للحظات ثم ببطء أكمل حديثه : " لقد قرأتم عن طائفة الاعتماد في الكتب و السجلات القديمة , و تعلمون كيف كان مجد الطائفة ...و حتى انه صار لدينا فهما تاما للمستويات الثلاثة من مرحلة التكوينية (المرحلة التأسيسية) . و قد دعوتكم اليوم لأطلعكم على الحقيقة الكاملة


ا"مجد الطائفة الغابر كان بفضل بطريرك * المعتمد و بسبب قاعدة نموه , فقد سيطر على كامل أقطار مقاطعة (تشاو) و كما وصلت سمعته حتى للمناطق الجنوبية , و كل ذلك بسبب الكتاب الروحي المقدس"ا ....و بينما كان (هي لوهوا) يتحدث , بدأت عينا (تشن فان) تتألق ببهاء , و حتى (شو شينغ) صارت أكثر انتباها


فقط (مينغ هاو) كان يتابع الحديث بهدوء , لم يكن لديه أي فكرة عن الكتاب الروحي الروحي المقدس


تحدث (تشن فان) بلهفة :"دليل تشي للتركيز ؟" ....فقد كان من كبار تلاميذ الطائفة الداخلية و كان يعلم الكثير من الأسرار , و أما الأشياء التي لا يدري عنها شيئا فقد كان يحاول التكهن بها


ا"الكتاب الروحي المقدس هو واحد من الكتب الكلاسيكية الكبرى في أراضي المناطق الجنوبية من الإمبراطورية " ...ثم واصل (هي لوهوا) بهدوء " و قد تم تمريره عبر الأجيال منذ العصور القديمة , وفي الأصل الكتاب يحوي على سبع كتيبات و لكن معظمها فقد و كان دليل (تشي) واحدا منهم ذلك الكتاب الذي يشرح كيفية إنشاء مؤسسة لا تشوبها أي شائبة , و دليل المرحلة التكوينية (المرحلة التأسيسية ) يصف منهجية تكوين مؤسس أرجوانية , و ليس قرمزية أو مختلطة الألوان. , و يمكن لدليل المرحلة التكوينية تطوير أربعة ألوان لتحديث الروح ....و بعبارة أخرى , كل دليل يمكنك للوصول لمرحلة أقوى من سابقتها"ا


ا"في تلك السنوات , تمكن البطريرك ** من الحصول على دليل (تشي) للتركيز و لهذا خليفة العشيرة (ولنغ) انضم للطائفة الاعتماد أملا في الحصول هو بدوره على دليل تشي التركيز للكتاب الروحي المقدس"ا


برقت عينا (مينغ هاو) و بدأ قلبه بالخفقان في قوة .فقد شرح له الأخ الأكبر (تشن) المستويات المختلفة من المرحلة التكوينية


و الآن بعد أن أدرك مدى قوة هذا السحر الذي امتلكه البطريرك ** فهم لماذا انضم (وانغ تونغفاي) لطائفة الاعتماد


ا"اذا تمكنت من الحصول عليه ..." نمت رغبة قوية جدا في قلبه


ثم قال (هي لوهوا) : " للأسف حتى أنا لم يسبق لي أن رأيت دليل (تشي التركيز) فما بالك بالتلاميذ الآخرين"ا


ا"لن يتم تسليم الكتاب المقدس أبدا , و هو محفور فقط في ذاكرة البطريرك* "...ظل (مينغ هاو) صامتا , و ومض وجه (تشن فان) و كما رفعت (شو تشينغ) رأسها للنظر في تمثال بطريرك الاعتماد


ساد الصمت قاعة المعبد الرئيسية


ا"مرت أربعمائة سنة منذ اختفائك , و يظن الجميع أنك قد توفيت خلال تأملك ما عداي انأ و عدد قليل جدا من التلاميذ الذين يثقون أن البطريرك*....بالتأكيد لم يلقى حتفه" ....كما دخلت الكلمات أذان (مينغ هاو) تحولت كما لو أنها هدير الرعد


ا"قبل أربعمائة سنة , وصلت قاعدة البطريرك على مرحلة توليد الروح الصعبة , و لا بد أن عمره كان ألف عام على الأقل و إن لم يكن كذلك فكيف سيتمكن من تحدي السماوات لقطع روحه ؟"ا


ا"اختار البطريرك* التأمل في عزلة من أجل فصل روحه و توليدها من جديد .كان تأمله والي ...أربعمائة عام'''ا


"عندما ذهب إلى التأمل قبل أربعة مئة سنة , ترك البطريرك أمرا فبعد كل مئة سنة فإنه سيرسل بعض قطع من سيف جادي , يشكله من دمه و بعدها و بواسطة تلك القطعة الجادية يمكن لأي تلميذ من الطائفة الداخلية استخدامها للدخول في تأمل عن طريق إحراق التشي و الدم داخل الفوربال الجادي , فمن الممكن أن يحتوي على فرصة , و اذا كان المستعمل محظوظا فإنه سيكسب مجموعة من المعارف تسمح له بمعرفة كل شيء عن المنطقة , معرفة مضامين الكتاب المقدس" ...انتشرى صدى كلمات (هي لوهوا) ليرفع (مينغ هاو) رأسه كما فعلا الآخرين


ا"النجاح هو النجاح و الفشل هو الفشل . إذا بقيت الأمور على طبيعتها فبإمكان احد التلاميذ النجاح في ذلك , و لكن قبل مائتي عام تعرض البطريرك* لحادث أصاب قاعدة نموه , و كاد يفقد حياته و بعدها مجموعة المعارف التي اكتسبها في تأمله كانت أقل من المستوى و قيده السحر كليا و لم يرسل بعدها أي سيوف جادية إلا أن قبل خمس سنوات فعل ذلك , لقد أرسل لنا ثلاث قطع جادية


"ثلاث قطع من سيف جادي تشير أن ثلاث أشخاص قد دخلوا , و كما تكشف عن مدى قوة سحر منطقة التي يتأمل فيها البطريرك* , و هذا يعني أنه يوجد ثلاث مناطق أين يمكن أن تحصل على المعرفة " ...تردى صوت (هي لوهوا) في كامل أرجاء القاعة الرئيسية , ثم نفض الغبار عن كمه الأيمن ثم ثلاث قطرات من الدم أرسلت إلى (مينغ هاو) و الآخرين أيضا , ثم وقفت و بقيت تطفو أمامهم


كانوا القطرات عبارة عن بلورات جادية دموية , و تعرف باسم الفوربال جاد


ا"أنتم التلاميذ الثلاثة الوحيدين المنتمين للطائفة الداخلية , و بالتالي فسأعطي هذه الفوربالات الجادية إليكم , و اذا كنتم تنوون الحصول على مضمون الكتاب المقدس فستعتمدون على حظكم " و بنهاية هذه الكلمات , نفض أكمامه مرة ثانية عندها بدا تمثال البطريرك في التحرك و لمعت عينا التمثال باشراقة لا مثيل لها ثم تشكلت دوامة من حوله


ا"أدخلوا" قالها (هي لوهوا) بصوت قوي كالرعد ...."أتمنى لكم حظ سعيد في مهمتكم " ...تجلت الشفقة على وجوه (مينغ هاو) و من معه حينما أمسكوا بالفوربالات الجادية ثم اندفعوا نحو الدوامة ليختفوا داخلها من بعدها , و في الخارج بقيت الدوامة و لكن بدون الفوربال الجادي لا أحد بامكانه الدخول و لا حتى اذا كان التلميذ في مرحلة توليد الروح


هو ينظر إلى الدوامة الأخ الأكبر (أويانغ) بهدوء :"من يعلم من منهم سوف يحصل على الكتاب الروحي المقدس , أو ....سيعودون كلهم خالي الوفاض"ا


ثم رد عليه (هي لوهوا) الجالس بجانبه و هو يتأمل :"ذلك يعتمد على ثروتهم الشخصية و لا فائدة من التفكير في هذا الموضوع الآن "ا



عندما دخل (مينغ هاو) الدوامة , ظهر ضوء ساطع مسبب للعمى مما أجبر على اغلاق عيناه , صوت يضج في اذناه ثم سمع صرخات غريبة يصدر من كل الاتجاهات و بعد مدة أشبه و كأنها سنوات , شعر بجسده يرتعش فجاة ثم هدئت كل الأصوات ليتحول الضجيج إلى صمت


فتح عيناه ليجد نفسه يقف على قمة مذبح التضحية * و الذي كان طويل عدة أمتار . و قد حدق فيه لبعض الوقت


كان المكان هائلا , يقع فوق أرض سوداء منقطة ببلورات صغيرة براقة كالنجوم . يسود المكان ضوء خافت و لم يكن هناك شيء واضح البتة و كان كل شيء مغطى بالضباب


تنتشر في المكان بعض البنايات المرتفعة


ا"يا له من مكان مهجور ! يبدوا أنه لم يعش هنا أحد منذ سنين " كان صوت (تشن فان) يقدم من مكان بعيد أخيرا بدا من بعيد يمشي عبر الضباب . و في الاتجاه الذي يجيئ منه يمكن رؤية مذبحة دموية أخرى , طويلة أيضا حوالي عدة أمتار


ا"هذه التربة التي تحتنا تحتوي على سحر ملقي عليها .كان هذا سرداب موتى الطائفة" ...ظهرت (شو تشينغ) من الاتجاه الآخر ترتدي رداء فضيا , كان جمالها فتان


ثم تحدث (تشن فان) : "لقد دخلت الطائفة قبل كليكما .....و عندما كنت أحرس قاعة المعبد الرئيسية تعلمت عن بعض الأسرار و لهذا فإني اعرف أشياءَ لا تعلمانها . هذه بالتأكيد سراديب سراديب موتى طائفة الاعتماد تقع فوق الطائفة الخارجية مباشرة"ا


سار (مينغ هاو) بعيدا عن المذبح الدموي جنبا الى جنب مع (تشن فان) و (شو تشينغ) . و بالنظر إلى سراب الضبابي من المباني حولهم لاحظوا أن الكثير من النباتات قد ذبلت بالاضافة إلى الزهور أيضا . كل شيء كان ميتا


ا"هذا الضباب مليئ بالسحر " ...قالها (مينغ هاو) بعبوس .."تجعل كل شيء أبيض و أسود بدون لون على الاطلاق"ا


تحدث (تشن فان) مع نظرة جدية :"لا تحاول لمسها فبسبب ضعف مقاطعة البطريرك ,فقد السيطرة عليها بالكامل إذا دعونا نستخدم فوربالات الجادية الخاصة بنا لايجاد مناطق المعرفة " ...ثم حدق باتجاههم ..."لا نعلم كم من الوقت سنمضي في الحصول على المعرفة . فلننتظر بعضنا البعض ثم نغادر مع بعضنا البعض ...(شو تشينغ) و (مينغ هاو) أتمنى لكما النجاح " ا


ثم صب كل طاقته في الفوربال الجادي و بعدها توهجت البلورة الدمة ثم اندفعت بعيدا تبعها (تشن فان) فورا ليختفي بعيدا بين الضباب


أومأت (شو تشينغ) رأسها ل(مينغ هاو) ثم فعلت نفس لشيء الذي فعله (تشن فان) إلا ان بلورتها الدموية اتجهت إلى مكان آخر


نظر (مينغ هاو) من حوله , و أوشك على تفعيل فلورباله الجادي إلا انه و فجأة صدر صوت صاخب و بدأ يعلو أكثر فاكثر و بدأ أنه على بعد حوالي ثلاثين 30 مترا فقط



....(يتبع)




ترجمة :Carlos_smith


2017/05/23 · 2,474 مشاهدة · 1932 كلمة
akram_bensalem
نادي الروايات - 2024