41 - الفصل الواحد و الأربعين (41) من : ISSTH


ا لفصل 41:اهتياج في مقاطعة (تشاو) ! ا




و عندما ظهرت تلك العلامة في السماء عاليا فوق طائفة الاعتماد . حدق فيها جميع تلاميذ الطائفة و هم في حالة من الصدمة و الذهول . تملئ نظرة بلهاء أعينهم غير قادرين على فهم ما يرونه



ارتعدت قلوبهم و هم ينظرون إلى العلامة الذهبية التي ملئت السماء .لدرجة أن السمين أصدر أصواتا مختنقة متجنبا عض لسانه عندما فتح فمه مخلوعا بينما كان يرى الحدث



حتى أن (شانغوان شيوي) الذي كان جالسا في تأمله منعزلا عن كل العالم , فتح عينه و رفع رأسه ة حينما رأى ما يحدث بدأ جسده يرتعش و عيناه لم تصدق مات تراه, ثم تغيرت ملامحه كما لو أنه خطرت له فكرة مخيفة فجأة . و في لحظة كان قد وقف و فجأة ظهرت موجة تخاطرية (موجة تيليبوراتاشيون) و التي كان يحضرها منذ سنوات من قبل



ثم دخل بسرعة داخل الموجة و عندها اختفى



و في قاعة المعبد الرئيسية الموجودة على الجبل الشرقي , و حينما ظهر (مينغ هاو) و الآخرون سقط وجه (هي لوهوا) و عندها ازداد وجهه شحوبا بعدما نظر للسماء مرة أخرى ثم تراجع بضع خطوات للخلف



ثم ركض الأخ الأكبر (أويانغ) بين ساحة المعبد الرئيسية و عندما حدق في السماء صار وجهه داكنا ثم أدار وجهه نحوهم و سألهم : "هل لمستم أي شيئ هناك في مناطق المؤسس للتأمل ؟" ...كان ملامح وجهه جدية مثلما كانت نبرة صوته أيضا



رد (تشن فان) بصوت بائس :" عندما كنا على وشك المغادرة ظهر لوح صخري ...و كنا قلقين من الكارثة التي ستحل بالطائفة ما إذا أحضرناه معنا و بدلا من ذلك قمنا بنسخ منه "' ..ثم أخرج قطعة الجاد كما فعل كل من (مينغ هاو) و (شو تشينغ) نفس الشيء و سلموا القطع الجادية إلى الأخ الأكبر (أويانغ)ا


ا"هذا هو ...." ...تجعدا حاجبي الأخ الأكبر (أويانغ) و كما ظهرت علامات عدم تصديق على وجهه



ا"ليس هناك حاجة لدراسته فهو مزيف " ....قالها (هي لوهوا) مع تنهيدة طويلة ثم أكمل :"فكل من اللوح الصخري و العلامة الموجودة في السماء مزيفان " ...صوب ناظريه إلى الأرض ثم هز رأسه



ا"ستقدم الطوائف الأخرى من مقاطعة (تشاو) قريبا جدا .و لن تستطيع طائفة الاعتماد النجاة من هذه المصيبة , سيأتون من أجل المؤسس (البطريرك) " ...ثم نفض أكمامه و كما كان بمقدورهم سماع صوت هائج ملئ كل أنحاء الطائفة . ثم ظهر ضوء ناعم غطى المكان بأكمله



ا"أيها التلاميذ الثلاثة للطائفة الداخلية اذهبوا إلى داخل قاعة المعبد الرئيسية و انتظروا هناك " و حينما لفظ كلماته تلك ظهر ضوء ضبابي انتشر قي السماء من مختلف الاتجاهات حوالي 20 ضوءً تصحبها صفير عالي الصوت



اقترب ذلك الضوء الضبابي من الحجاب الواقي لطائفة الاعتماد و عندا مسه اهتزت السماء و الأرض و كما أن قمم الجبال الأربعة ارتدت أيضا كما لو أنها على وشك الانهيار من هول الصدمة . ثم ساد الصمت فجأة في جبال البرية المحيطة بهم . كانت كل الحيوانات البرية ترتجف من الخوف لا تجرأ على إصدار ضوت واحد فقط



من بين تلك العشرين ضوءً ضبابيًا و التي في واقع كانت أشخاصا محلقين في السماء . ستة 6 منهم شكلوا نواة المجموعة مكونين من أربعة رجال و أنثتان و جميعهم كانوا كبارا في السن . كانوا مرتدين أثوابا مترفة و كانت القوة التي تنبعث من قواعدهم الزراعية كالحجر



كل واحد من أولئك الستة يتبعهم اثنين أو ثلاثة تابعين من ورائهم , تصل قواعد التابعين التدريبية قاعدة الأخ الأكبر (أويانغ) و كان عددهم حوالي العشرين شخصا و هم من اقوى الناس في جميع مقاطعة (تشاو) , و هم الآن فوق طائفة الاعتماد كما لو أنهم مجموعة من السحب الداكنة



ا"طائفة الاعتماد ! " ....دوى صوت قوي كالرعد حينها بدت مباني طائفة الاعتماد الخارجية على وشك الانهيار في أي لحظة و عدد كبير من التلاميذ حلت بهم نوبة سعال دموية حادة . و كما غطى الخوف وجوههم



و بتنحنح تحدث (هي اوهوا) :" رياح الطائفة الباردة قوية جدا" ..صوته اندفع مثل الرعد بينما هو على قمة الجبل كابحا الصوت الذي قد هاجمهم للتو .ثم رفع يده اليمنى حينها ترددت همهمة كما اندفعت رياح غير مرئية و اتجهت نحو الشخص الذي تحدث للتو و أحاطت به و فجأة تغير لونها للأسود و تحولت إلى شكل فم ضخم على وشك ابتلاعه . تغيرت ملامح الرجل و بدون أي تردد تراجع فورا



ا"كفى , كفى " قالها أحد أقوياء خبراء تلاميذ المستوى التكويني ناظرا إلى الأسفل نحو (هي لوهوا) . كان صوته رقيقا و لكنه كان مليئا بالقوة . كان يرتدي ثوبا طويلا أرجوانيا مطرزا بصور المزامير .و بصوت متجهم رفع يده لتتبدد السحابة الداكنة ."أيها الزميل (هي) من فضلك سلمنا العلامة الموجودة فوق طائفتكم "ا



صمت مهيب ساد الطائفة الخارجية , كما أحس التلاميذ بظلال الموت تلوح في الأفق من حولهم .


داخل قاعة المعبد الرئيسية كان كل من (مينغ هاو) و (تشن فان) و (شو تشينغ) جالسين بصمت . كانوا يدركون أن جميع التلاميذ في الخارج الذين لا زالوا يمتلكون قواعد النمو في أوج خوفهم , و ذلك لأن بإمكان إبادتهم بواسطة موجة يد واحدة فقط



ارتعد قلب (مينغ هاو) عندما ألقى نظرة عليهم . كان هذه أول مرة له يرى أشخاصا أقوياء جدا بحق . خطرت له فكرة فجأة مليئة بالرغبة الشديدة بأن يكون أكثر قوة



وقف (هي لوهوا) على قمة الجبل الشرقي , و حدق إلى مجموعة من الناس و بعد مرور بضع الوقت , تنهد ثم تحدث :ا


ا"ما الذي تريده مني أن أسلمه لك ؟ ليس لدي أدنى فكرة من أين جاءت تلك العلامة"ا


ثم رد عليه ذلك الرجل ذو الرداء الأرجواني الداكن :"سلمني إياه بلا نزاع ...أزل الدرع السحري لطائفة الاعتماد و اسمح لنا أن نبحث بحرية . هذا ما نعنيه بسلمه لنا . و اذا لم تفعل ما طلبته منك فإننا سندمر سحرك العظيم ثم نبيد كل من في الطائفة و حتى ولو كنا زملاء من نفس المقاطعة (تشاو)"ا



ا"تبيد طائفة الاعتماد ...." ...ضحك (هي لوهوا) فجأة بصوت عالي و تردد صداه في جميع أنحاء الطائفة . و بينما هو يضحك , رأى الأخ الأكبر (أويانغ) يقف بجانبه , يبدو و كأنه جاهز للقتال إلى حد الموت. و كما رأى أيضا التلاميذ الطائفة الداخلية الثلاثة جالسون داخل قاعة المهبد الرئيسية بملامح متجهمة بادية على وجههم


ثم ألقى نظرة خاطفة على حشود تلاميذ الطائفة الخارجية المغطاة بالدماء . كان يدرك أنهم عاجزين بلا أي أمل



كيف سيتمكن من القتال مرة أخرى؟ كيف يضمن أن تلاميذ الطائفة الخارجية عاشوا حياتهم ليشهدوا يوما آخر كهذا ؟ كيف أمكنه تجنب الكارثة التي حلت بطائفته الآن ....



ا"طالما أنا هو زعيم الطائفة الداخلية. لن أسمح لأي غريب بأن يهددننا و يقوم بإذلالنا. و لكن لا توجد حقا طريقة أخرى لحماية الجميع ..." ...أخفت ضحكته حزنا عميقا بداخله و لكنها حملت أيضا القليل من الأمل



ا"حتى و لم تقم بإبادة الطائفة فإني أخشى أنها لن تصمد بعدها طويلا و لذلك ...و من اليوم , ستحل طائفة الاعتماد .فأنا لم اعد بحاجة مرة أخرى لهذه الجبال العديمة الأهمية ! " نفض أكمامه ثم حلق في الهواء عاليا . تبعه الأخ الأكبر (أويانغ) و هو في صدمة من أمره . حلقوا عاليا في السماء محدقين إلى الأسفل نحو طائفة الاعتماد , نحو المكان الذي كان منزلهم لأكثر من ستين سنة . امتلأت تعبيراتهم بالسخط الشديد



ا"أيها التلاميذ استمعوا إلى أوامري . سيتم حل طائفة الاعتماد ! و من الآن لم تعودوا من تلامذته . هذا العالم لم يعد يحوي طائفة الاعتماد ! " ...ظهرت عروق من الدم في عينيه عندها العشرين أو ما نحو ذلك من خبراء مقاطعة (تشاو) ضحكوا بهدوء و هم يستمعون إلى كلمات (هي لوهوا) الصادمة ! ا



ثم سأله :"هل أنتم راضون الآن ؟...أي كنوز أو علامات لا علاقة لي به , و لا حتى هؤلاء الجراء الطائفيين اذين هم غير جديرين باهتمامي . و إذا تجرأت على إيذاء أي أحد فإني سأفجر الدرع السحري العظيم و عندها ...سوف نهلك جميعا مع بعضنا البعض " ...كان صوته حازما و تلك الكلمات المريرة التي لفظها جعلت قلوب الخبراء ترتعش قليلا



تحدثت امرأة كبيرة في السن من بين الخبراء الستة الأقوياء :"زميلي (هي) , بما أنك اتخذت هذا القرار فإننا لن نجعل الأمور معقدة ....إن طائفة الاعتماد قد حُلت الآن و إن ابتعدت جانبا فإننا لن نسبب أي مشاكل للتلاميذ . فالتسترخي إذا " ...نظرتها كانت ثاقبة كالبرق و عندما ألقت نظرة على طائفة الاعتماد تأكدت من أن مكان وجود العلامة هو هنا و لكنها ليست محتجزة من قبل أي شخص



نظر (مينغ هاو) عاليا في السماء بينما كانت كان (هي لوهوا) يلفظ كلماته .كان قد تذكر قانون الغاب ** و على الرغم من قوة طائفة الاعتماد إلى أنه اضطر إلى حل الطائفة



لم يقل (تشن فان) شيئا و لكن تراجع للخلف بضع خطوات غير متوازنة . و كما أخفضت (شو تشينغ) رأسها


ثم قال (هي لاهوا) :"بعدما سماع كلمات الزميلة من (تيانلاو) أشعر بالراحة "...نفض أكمامه ثم أزال درع الطائفة السحري العظيم . و بهذ كان عليه الرحيل و تبعه الأخ الأكبر (أيانغ)ا



بعض الأشخاص الذين كانوا محلقين عاليا في السماء برقت أعينهم و هم يتابعون (هي لوهوا)و هو يغادر .و من الواضح أنهم كانوا معارضين للسماح بمغادرة (هي لوهوا) و لكن الآن انتباههم معلق على البحث داخل الطائفة



داخل الطائفة كان وجه (تشن فان) شاحبا و كما أخذ بضع خطوات اخرى للخلف لدرجة أنه استند على تمثال مؤسس المعتمد (بطريرك الاعتماد)ا



في تلك اللحظة بالضبط , مُلِئَت السماء بأصوات مدوية و كما اقتربت العديد من البرق الصاعق (مجموعة من البرق و ليس واحدة فقط) و عندها انتشرت ضحكة باردة صادمةً كل تلاميذ الطائفة و حتى الخبراء من مقاطعة (تشاو) بَدُوا مصدومين أيضا



و بصوت صاخب "لا أحد مسوح له بالمغادرة" .و عندها درع عملاق أحاط فجأة طائفة الاعتماد من كل اتجاه بحوالي عدة أمتار مغطيا كل شيء ضمنها. و لا احد بإمكانه المغادرة حتى و لو أراد ذلك



تغيرت ملامح وجه (هي لوهوا) . ثم نظر نحو السماء ليشده مشهد بوصلة** (فنغ شوي) الضخمة , يصل قطرها إلى ما يقرب ثلاثمائة متر 300 . في قمتها تقف امرأة فاتنة الجمال مرتدية رداءً اخضر فاخر . شعرها كان مربوطا بدبوس العنقاء (دبوس شعر على شكل طائر الفنيق ) . يحيط بها العشرات من التلاميذ و معظمهم من الإناث . و جميعهم في غاية الجمال و كانت تعابيرهم متكبرة و باردة بينما نظرنّ إلى الأسفل



ا"صحيح لا أحد يسمح له بالمغادرة "..و فجأة بدا الهواء على وشك للانقسام . ثم ظهر رجل عريض مدرع ضاحك . كان يحمل سيفا ذهبيا هائل على كتفيه كتبوع بعشرات من الناس و كلهم كبار الحجم و طويلي القامة . و نيات القتل تملئ وجوههم



قالت الجميلة ذات العمر المتوسط لواقفة على قمة بوصلة (فنغ شوي) .و بصوت بارد قالت :"(تشاو شانلينغ) من طائفة الصقيع الذهبية , حامي الداو ....أنت بالتأكيد لديك أنف حساس" ...انتشر صوتها في المكان بأكمله



أجابها (تشاو شانجون) و هو يضحك :"إذا كانت سيدات طائفة الغربال الأسود بإمكانها القدوم , فلماذا لا يمكن لرجال طائفة الصقيع الذهبي ذلك أيضا ؟"ا



بعد ذلك أخذ نفسا عميقة من خارج الدرع الضخم . عندها اندفع ضوء بارد قادم من السماء , و عندما اقترب , اخترق الدرع المتألق .ثم هاجم من خلال سيف طائر يصل لقرابة ثلاثمائة متر 300 م في طوله الجزء المتضرر من الدرع



ذلك السيف الطائر البدائي المنظر ذو اللون الأزرق أُحِيط بدوامة شديدة البرودة و التي سببت هطول الثلوج في جميع أقطار طائفة الاعتماد . يقف في قمة السيف رجل في المنتصف من العمر



يرتدي رداء طويلا خاصا بالطلاب , و شابكا يداه وراء ظهره . كان الشخص الوحيد الموجود فوق السيف الضخم و لكن تنبعث منه هالة لشخص بإمكانه أن ينتقل بين السماوات بلا أي شخص قادر على إعاقته



تحدث (هي لوهوا) :"طائفة السيف المنفرد ! " ..تغيرت عندها ملامحه و كان قد تعرف على هوية الطالب القادم من طائفة السيف المنفرد , الطائفة رقم 1 # في المناطق الجنوبية . و لطائفتهم مقولة و هي :"فقط سيف واحد يحتاج إلى مغادرة طائفتنا و سوف تُهزُّ السماوات كلها"ا


....(يتبع)




ترجمة :Carlos_smith


تدقيق:hadilou




😊 تعليق بسيط منك 🤗 يشجعني على المواصلة أكثر



2017/05/23 · 2,328 مشاهدة · 1898 كلمة
akram_bensalem
نادي الروايات - 2024